رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سينما عيد الأضحى.. ثلاثة أفلام لا تكفي

فيلم كيرة والجن
فيلم كيرة والجن

تشهد دور العرض السينمائية منافسة ساخنة بين عدد محدود من الافلام، يسعى كل منها للفوز بصدارة إيرادات شباك التذاكر فى موسم عيد الأضحى.

 

ويتنافس فى هذا الموسم ثلاثة افلام، وهى: «كيرة والجن» للنجمين أحمد عز وكريم عبد العزيز واخراج مروان حامد.

 

وهو الفيلم الذى افتتح الموسم وتخطت ايراداته 50 مليون جنيه فى ايامه الأولى، وينافسه على كعكة الإيرادات فيلم «بحبك» للنجم تامر حسنى، الذى يخوض من خلاله تجربة التأليف والاخراج لأول مرة، فيما يدخل محمد عادل أمام على خط المنافسة بفيلم «عمهم» الذى يجسد فيه دور «ملاكم» ويمثل الفيلم التعاون الثانى له مع المخرج حسين المنباوى.

سينما عيد الأضحى.. ثلاثة أفلام لا تكفي

المُلفت فى موسم عيد الأضحى السينمائى لهذا العام، أن السينما حققت المعادلة الصعبة فى تقديم أفلام تجارية تجذب جمهور العيد، وتضمن الربح لصُناعها، وقريب فى ذات الوقت من «لغة الإبداع» التى كانت لا تتفق منذ زمن ليس بعيدًا مع سينما المقاولات والخلطة السبكية.

 

طارق الشناوى: «كيرة والجن» اخترق سقف الممنوع دون أن يضع الرقابة فى حرج.. وأطالب نجم الجيل بالتنحى عن مقعد المخرج.. والرهان على محمد إمام مستمر

 

ومن أهم سمات هذا الموسم رغم ضعف عدد الأفلام المطروحة مقارنة بالأعوام السابقة التى اعتاد فيها الجمهور على تواجد عدد وفير من الأفلام تصل إلى 9 أو 10، التنوع فى الثيمات، فهناك الاثارة والاكشن فى فيلم «كيرة والجن»، والرومانسية فى فيلم «بحبك» والكوميديا فى «عمهم»، السمة الاخرى والأهم هى عودة الجمهور للسينما بعد موجة من القلق والمخاوف التى فرضها فيروس كورونا، وارتفاع أسعار تذاكر دور العرض السينمائية خلال الفترة الحالية الذى يستوجب تدخل الدولة خوفا على السينما أن تندثر حسبما أكد النقاد.

سينما عيد الأضحى.. ثلاثة أفلام لا تكفي

وفى محاولة لرصد ملامح سينما عيد الاضحى، قررنا استطلاع اراء عدد من النقاد لقراءة المشهد عن قرب بعين محايدة.

 

طارق الشناوى: «كيرة والجن» الأقوى.. و«عمهم» مضروب فى الخلاط

أشاد الناقد الفنى طارق الشناوى، بصُناع فيلم «كيرة والجن» الذى يعتبره الأقوى فى موسم عيد الاضحى السينمائى لهذا العام، بداية من أداء الفنانين مرورا بجماليات الصورة فى الكادرات المتحركة والثابتة وزوايا التصوير وجودة الإضاءة والألوان التى توحى بالحقبة الزمنية التى يدور حولها الفيلم، والموسيقى التصويرية للملحن هشام نزيه، نهاية بتكنيك الإخراج الذى ابدع فيه المخرج مروان حامد، الذى تظهر براعته فى توظيف وتسكين الفنانين فى اماكنهم، واختراق سقف الممنوع دون أن يضع الرقابة أو المشاهد فى حرج، والمؤلف أحمد مراد الذى يكتب بعين سينمائية، مع الاحتفاظ بلياقته الأدبية حسبما أكد.

سينما عيد الأضحى.. ثلاثة أفلام لا تكفي

محمد عبد الخالق: تامر حسنى راهن على نجوميته فى نجاح «بحبك».. ومروان حامد وجبة سينمائية غنية

 

وأشاد الشناوى بتوقيت طرح الفيلم الذى يتزامن مع ذكرى ميلاد الكاتب الكبير الراحل وحيد حامد.

 

وتابع: ينطبق على الفيلم توصيف ضخم الإنتاج، ليس فقط فى ميزانية كبار النجوم الذين يجمعهم فيلم واحد، ولكن فى القالب التاريخى التوثيقى الذى يدور حوله العمل والذى يتطلب ميزانية ضخمة لرسم ديكور وتهيئة أجواء تحاكى الحقبة الزمنية التى يتحدث عنها الفيلم. معتبرا أن الفيلم مغامرة غير مأمونة العواقب، تصدى لها المنتج تامر مرسى.

وأثنى الشناوى على المخرج مروان حامد، الذى اعتبره ابنا لهذا الزمن، فهو لم يقدم وثيقة تاريخية حتى لا يحاسبه أحدا، فطعّم الواقع بجزء من الخيال دون أن يجرح روح الوثيقة.

سينما عيد الأضحى.. ثلاثة أفلام لا تكفي

وأضاف: أبحر مروان إلى منطقة مختلفة فى تناول الفيلم الوطنى، وحادثة دنشواى كانت هى حجر الزاوية للعديد من الأعمال روائيًا ودراميًا إلا أن المخرج يقدم وثيقته من خلال قانونه الخاص، مثلًا رأينا أحمد كمال، الذى يؤدى دور أحد رجال الجيش المصرى المتقاعد، بينما ابنه أحمد عز يعمل مع الجيش البريطانى، عندما يرتدى كمال زيه العسكرى ويشارك فى مظاهرة ويُقتل لأنه لم يقبل أن يقدم التحية العسكرية للمحتل البريطانى، كان المخرج حريصًا وأحمد كمال فى النعش أن تظل ابتسامة التحدى تعلو وجهه، دلالة على استمرار المقاومة، بينما فى مشهد آخر كريم عبدالعزيز يصطحب ابنه ويضطر مجبرًا أن يطلب من ابنه الطفل أن يقدم التحية إلى الضابط البريطانى فى الشارع، ويظل مشهد رحيل كريم يرسم على وجهه ملامح استمرار المقاومة.

 

وأثنى على أداء هند صبرى فى الفيلم التى تجسد دور امرأة صعيدية مسيحية تشارك فى المقاومة، يقع فى غرامها النجم أحمد عز.

سينما عيد الأضحى.. ثلاثة أفلام لا تكفي

وأشار الشناوى إلى أن الفيلم نجح فى عبور شاطئ الممنوع رقابيًا، فى العلاقة العاطفية بين المسلم والمسيحية، كما اخترق سقف الممنوع دون أن يضع الرقابة والمشاهد فى حرج.

 

ماجدة موريس: تراجع الإنتاج المُلفت فى الموسم.. قضية تستوجب تدخل الدولة

 

وفى فيلم «بحبك» للنجم تامر حسنى، يرى الشناوى أن تامر اعتمد على جماهيريته فى نجاح تجربة فيلمه، الذى قدمّ فيه وجبات متنوعة من كوميديا وتراجيدى ورومانسية، ليرضى جميع أذواق الجمهور. لكن تجربة الكاتب والمخرج والمنتج والبطل وصاحب الموسيقى التصويرية كانت أكبر من إمكانياته.

 

وأشار الشناوى إلى أن تامر يتمتع بجرأة لا سقف لها، مستشهدا بوحش الشاشة الفنان فريد شوقى، الذى ظل يحلم على مدى نصف قرن أن يخرج فيلما للسينما، ورحل ولم يفعلها، لأنه لم يجرؤ، بينما نور الشريف أمضى على الأقل 35 عاما يدرس ويسأل كل المخرجين الكبار الذين تعامل معهم، عن كل التفاصيل مثل يوسف شاهين وحسن الإمام وحسين كمال وعاطف الطيب وغيرهم، وكان يدرس أنواع العدسات وكيف يرسم المخرج (الميزانسين)، وفى النهاية أخرج فيلما واحدا (العاشقان) ولم ينجح، وكان صريحا مع نفسه فلم يكررها. لافتا إلى أن هناك بعض المهن، التى لا يجوز فيها الفهلوة ومنها الإخراج، فهو ليس مجرد رغبة شخصية أو قدرة مالية، هناك دراسة وإلمام بكل التفاصيل، وتامر حسنى لم يملك الخبرة الكافية التى تؤهله لخوض تجربة الكتابة والاخراج.

 

ووجه رسالة للنجم تامر حسنى، بضرورة التنحى عن مقعد الاخراج والتحرر من قلم المؤلف؛ لأن نظرية «شارلى شابلن» الذى كان يفعل كل شىء على الشريط السينمائى، كتابة وإخراج ومونتاج وتصوير وتلحين وغناء وعزف ناهيك عن التمثيل لن تنجح مع تامر.

 

أما فيلم «عمهم» للنجم محمد عادل أمام، فيراه فيلمًا مضروبًا فى الخلاط، يضع نفس الأفكار والمشاحنات بحيث يقدم للزبون البضاعة كما هى مع اضافة بعض التحابيش، فهو لا يختلف عن الأفلام السابقة التى قدمها.

 

ورغم أنه لم يصل إلى رقم فى شباك التذاكر يجعله فى مرتبة «السوبر»، واقتراب أدائه يوما بعد آخر من والده الزعيم عادل امام، لكنه يرى أن محمد عادل أمام لازال ورقة رابحة يتم الرهان عليها دراميا وسينمائيا.

 

وأضاف الشناوى، أن محمد يُحسب له الذكاء فى اختيار طاقم التمثيل الذى يعمل معه، فهو ليس فنانًا كوميديًا، يتم الاعتماد عليه أكثر فى الأكشن، لذلك تم تطعيم القصة بكاست يتمتع بقدرات هائلة فى الكوميديا يتولون بدورهم مسؤولية الضحك من أوزان سيد رجب، محمد لطفى، محمد سلام، محمد ثروت.

 

ماجدة موريس: موسم ضعيف سينمائيا

دقت الناقدة ماجدة موريس ناقوس الخطر على موسم عيد الأضحى السينمائى، الذى وصفته بأضعف المواسم التى مرت على تاريخ السينما، من حيث عدد الأفلام المطروحة، وهو ما يشير إلى تراخى العملية الانتاجية.

 

وبررت موريس، أسباب عزوف معظم المنتجين عن الانتاج السينمائى، إلى الخوف من تداعيات فيروس كورونا، والترقب الدائم لبيانات الصحة العالمية التى اعتدنا أن تطالعنا من حين لآخر بقائمة من التحذيرات من نوع معين من

الأوبئة. لافتة إلى أن المخاوف التى تركها كوفيد 19 لازالت تسيطر على المشهد السينمائى، وهى السبب الرئيسى فى تراجع المنتجين عن الإنتاج.

 

وفتحت موريس الملف الشائك الذى يهدد صناعة السينما، وهو هدم وغلق عدد كبير من دور العرض السينمائية. مؤكدة أن هناك محافظات بالكامل لا يوجد فيها دور عرض واحد.

 

وأشارت إلى أن أسعار «تذاكر سينما المولات التجارية» باهظة الثمن، وتستهدف الشرائح العليا من الطبقة الوسطى، فبالتالى نوعية الجمهور واهتماماته أصبحت مختلفة. مشددة على ضرورة تدخل الدولة لضبط أسعار التذاكر، وإيجاد حلول لاعادة فتح وترميم السينما الاقتصادية.

 

واشادت موريس بجهود وزارة الثقافة المتمثلة فى الدكتورة إيناس عبد الدايم، التى قامت بافتتاح خمس دور عرض فى خمس محافظات باسعار موحدة تبلغ قيمة التذكرة الواحدة 40 جنيها، فى اطار سعيها لتحقيق مبدأ العدالة الثقافية.

 

وقالت موريس: قبل أن نتحدث عن جودة الأفلام من عدمها، يجب الاشارة إلى المشكلة الحقيقية التى تهدد صناعة السينما فى مصر وهي تراجع العملية الانتاجية. متسائلة باستهجان: كيف لموسم عيد الاضحى المبارك أن يشهد ثلاثة أفلام فقط منها فيلم «كيرة والجن» الذى يتم التحضير له منذ عامين وكان مقررا له طرحه فى موعد سابق، ولكن تم إرجاؤه أكثر من مرة بسبب ظروف كورونا؟

محمد عبد الخالق: «كيرة والجن» ظاهرة جديدة على السينما المصرية

 

ويتفق معها الناقد الفنى محمد عبد الخالق، الذى يرى موسم عيد الاضحى السينمائى لهذا العام، من أضعف المواسم من حيث عدد الأفلام، مشيرا إلى أن ثلاثة أفلام رقم ضئيل بالنسبة لموسم اعتدنا أن نرى المنافسة فيه بين أكثر من 8 أو 9 أفلام على الأقل. لافتا إلى أن العام الماضى كان يتنافس فى الموسم 7 أفلام رغم تواجد فيروس كورونا، لكن العملية الانتاجية كانت متوهجة عكس العام الحالى رغم تعافى البلاد من كورونا شيئا ما، وتخطيها المرحلة الصعبة من الوباء.

 

وأشار إلى أن فيلم «كيرة والجن» ليس من الأفلام التى تم انتاجها خصيصا لموسم عيد الاضحى، فهو من الأفلام التى كان يتم التحضير لها منذ عامين وأكثر، وتم ارجاء عرضه لأكثر من مرة بسبب كورونا. لافتا إلى أن هناك أزمة إنتاج سينمائى تستوجب منا مزيدا من الاهتمام وتسليط الضوء عليها، لأنها تهدد صناعة السينما بشكل عام.

 

ويعتبر عبد الخالق فيلم «كيرة والجن» من أضخم الأفلام السينمائية من حيث الإنتاج، مشيدا بصُناعه الذين نجحوا فى تقديم وجبة سينمائية دسمة متكاملة. فإنه ولأول مرة تشهد السينما المصرية هذا الطرح فى تناول الحقب التاريخية.

 

وقال: بالرغم من أنه فيلم تأريخى، فهو يتناول مذبحة دنشواى عام 1906، وحركة المقاومة المصرية حتى عام 1919، إلى جانب مدته الزمنية التى تصل إلى ثلاث ساعات، لكن قالب الأكشن وجودة الصورة والمونتاج والألوان، والثنائيات فى الفيلم جميعها عناصر جذب قوية. لافتا إلى أن الفيلم فى أيامه الاولى تخطت ايراداته حاجز الـ20 مليون جنيه.

وأشاد عبد الخالق، بالمخرج مروان حامد، الذى قدم فيلمًا بحبكة درامية مُحكمة، تفادى فيها جميع الاخطاء التى كان من الممكن أن تضعه فى صدام مع أحد الموثقين. لافتا إلى أن الأكشن المستخدم فى الفيلم قديم ومناسب للحقبة الزمنية التى يدور حولها العمل.

 

وعن أداء الفنانين، أثنى على جميع طاقم العمل، مشيرا إلى أن الفنان كريم عبد العزيز يقدم شخصية مركبة، وهذه النوعية من الأدوار تظهر قدرات وموهبة الفنان الحقيقية.

وأشاد بأداء الفنانة هند صبرى، التى تجسد شخصية هامة وهى دولت فهمى، احدى المناضلات اللاتى لم يُلق الضوء عليها بشكل كافٍ سينمائيا ودراميا، رغم أهميتها، فهى من رموز المقاومة فى مصر التى ضحت بسمعتها من أجل مساعدة فدائى مصرى. وهو أمر يُحسب لصُناع فيلم «كيرة والجن» الذى استعرض بطولات من شاركوا فى ثورة 1919 وما تلتها من أحداث، أشخاص قد لا يعرف الكثيرون عنهم شيئًا.

 

أما فيلم «بحبك» للنجم تامر حسنى، فيراه خلطة بين الساسبنس والرومانسية والكوميديا.

ويرى عبد الخالق، أن تامر راهن على نجوميته ورصيده الكبير الذى يحظى به على نجاح أولى تجاربه فى مجال الاخراج والكتابة.

 

وأثنى على ذكاء تامر فى الموسيقى التصويرية التى وضعها فى الفيلم والتى تناسب أجواء القصة، ووضع الأغانى فى سياق الأحداث بشكل احترافى.

ومنح عبد الخالق تامر حسنى كؤلف تقييم 6 ونصف من 10، وكمخرج 6 من 10.

 

وعن رأيه فى فيلم «عمهم»، قال إن العمل يشهد التعاون الثانى لمحمد عادل إمام مع المخرج حسين المنباوى بعد فيلم ليلة هنا وسرور، ما يعنى أن محمد نجح فى تشكيل ثنائى ناجح مع المنباوى.

 

وأشار إلى أن الفيلم مزيج من أفلام سابقة قدمها محمد، لكن يُحسب له تطعيم العمل بنجوم على درجة عالية من الكوميديا، فهو يرفض أن يصدر نفسه النجم الأوحد، ويمنح الفرصة لطاقم العمل الذى يعمل معه فى الظهور وإظهار قدراتهم من خلال المساحة المناسبة لهم.