عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رمزى يسى فى صالون الوفد الثقافى: ما شاهدته فى أوبرا العاصمة الإدارية إعجاز

رمزى يسى فى صالون
رمزى يسى فى صالون الوفد الثقافى

استضاف صالون الوفد الثقافى عازف البيانو العالمى رمزى يسى، تحدث من خلاله عن أهم محطات مراحل مسيرته الموسيقية الحافلة بالنجاحات العالمية على مدار أكثر من 45 عامًا من العطاء والتميز.
 

الصالون إعداد وتقديم أمجد مصطفى وحضره مجدى حلمى مدير عام بوابة الوفد.
 

فى البداية تحدث الفنان العالمى عن انطلاق مسيرته نحو العالمية بقوله: سافرت إلى العاصمة الفرنسية باريس فى صيف 1976 بعد إنهاء منحتى الدراسية فى روسيا – الاتحاد السوفيتي- آنذاك، وكنت أنوى قضاء شهرى الصيف فقط بغرض العمل، وأضاف مازحًا هروبًا من حرارة الصيف فى مصر، وتفاجأت بحرارة شديدة فى ذلك الوقت اجتاحت مدن أوروبا جميعًا للمرة الأولى، وبعد انقضاء فترة الصيف جاءتنى عروض لتسجيل الموسيقى لصالح عدد من الإذاعات هناك جعلتنى أستقر دون تخطيط مسبق لهذا الأمر.
 

وتحدث «يسى» عن الدوافع التى جعلته يستقر فى الخارج بقوله: وجدت مجال الموسيقى ساحاته كبيرة والمنافسة داخله دون حدود، ما جعلنى أشعر أنى لدى المزيد لتقديمه، إضافة إلى إشباع رغبتى فى التعرف على أوجه الموسيقى المختلفة فى بلدان العالم، وبالفعل استقر الوضع بى فى فرنسا، وأردت رفع اسم مصر بالنجاح هناك فى مجال الموسيقى، خاصةً أن إثباته بالخارج أمر صعب للغاية.
رمزى يسى فى صالون الوفد الثقافى
الغرب أصبح يهتم كثيراً بالموسيقى الشرقية
 

وعن تجربة الدراسة فى روسيا قال: التجربة الموسيقية فى روسيا لها متعة خاصة، فهى تتمتع بتاريخ موسيقى ضخم وجذور متأصلة حتى من قبل النظام الشيوعى، وأبرز العلامات الموسيقية فى التاريخ من أصل روسى.
 

وتحدث عن الجوانب التى تميز عازف موسيقى ما عن غيره، وما أبرز الصفات التى يجب أن يمتلكها.. كأن يمتلك صفة تستثنيه عن غيره خاصةً أنه فى صراع تنافسى دائم دون توقف، على سبيل المثال قارئ الأخبار يكون أفضل من غيره بأسلوبه الخاص بطبقات صوته حسب الخبر الذى يقدمه وطريقة نطقه والتسلسل الذى يقدم به الأخبار وسرعة البديهة وتدارك المواقف الطارئة، كما هو الحال فى المطرب يجب أن يمتلك أذنًا موسيقية وتوصيل العاطفة والإحساس إلى الجمهور فهمى من أصعب العوامل التى تميز فنان عن غيره.
 

وفى سؤال حول الرموز السياسية لكبار دول العالم التى تهوى عزف آلة البيانو دون غيرها، ما السبب؟ قال: آلة البيانو لها رونق خاص وقطاع ضخم من الجمهور المتابع لحفلاتها ومقاطعها، علاوةً على ذلك أنها غنية بالإمكانيات الموسيقية العالية التى تفتح ساحات ضخمة لهواة الموسيقى فى تأليف مقاطع ثقيلة الوزن وتضُج بالتفاصيل.
 

كما أجاب عن سؤال عن وجهة نظره حول سبب قلة انتشار آلة البيانو فى مصر عكس ما كان الوضع عليه فى فترة الخمسينيات والستينيات؟
 

فى تلك الفترة كان تواجد آلة البيانو جزءًا مهمًا فى المنزل لا تقل أهمية عن باقى أجهزته، لكن فى الفترة الحالية اختلفت الأولوليات خاصةً مع التكلفة الباهظة للبيانو ويجب أن يكون له مواصفات خاصة وإمكانيات مرتفعة لخروج النغمة بجودة عالية، بجانب اقتحام الآلات الإلكترونية الأسواق الموسيقية، بأسعار أقل بكثير بنفس الإمكانيات أن لم تكن أكثر، تسبب فى قلة الإقبال على الإصدارات الأصلية للبيانو.

أنصح الأسرة بالاهتمام بموهبة الطفل
 

ليس كل عازف بيانو ماهرًا يستطيع التلحين أو التأليف الموسيقى الجيد، هل يجب على الملحن أوالعازف الاكتفاء بمجاله فقط؟

فى الموسيقى ليس هناك مجال يمنع الآخر، فالأمر متوقف على الموهبة وإتجاه صاحبها فهناك فنان يتجه إلى التمثيل وآخر يتجه إلى الإخراج وهكذا، فالموهبة من الممكن أن تأخذ الفنان لأكثر من مجال يكتشف فيه جوانب أخرى.
رمزى يسى فى صالون الوفد الثقافى

هل هناك عوامل أثرت على إتجاهك الموسيقى فى مرحلتك الفنية بين فرنسا وروسيا؟

لم أواجه عوامل أدت إلى تغيير جذرى فى مسارى الموسيقى، فقمت من البداية بعزف مقطوعات موسيقية لعدد من المؤلفين، ولم أنو التأليف الموسيقى لعدم رغبتى فى ذلك.

فى هذا السياق، قمت بإعادة الصياغة الموسيقية لأحد أعمال موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، قال عنها: تجربة موسيقية أفتخر بها، لكنها لم تكن بالمعنى الحرفى للتأليف الموسيقية تجعلنى أطلق على نفسى «مؤلف».
 

كما تحدث عن امتلاكه منذ الصغر تكوين موسيقى مميز، ودور الأسرة فى ذلك، قائلًا: أدركت أسرتى تلك الموهبة بشكلٍ جيد وكان له دفعة قوية فى بداياتى، خاصةً أن أفرادها لديها نفس المسار الموسيقى، فوالدتى كانت معلمة للبيانو، وعندما أدركت موهبتى ذهبت بى إلى المعلم الخاص بها، ففضلت أن تأسسنى موسيقيًا بعيدًا عن كونها تعمل فى نفس المجال.
 

وأضاف: الموهبة الموسيقية يجب أن تُنمى من الصغر، وعلى الأسر أن تعمل على تشجيع أبنائهم على مواهبهم فى شتى المجالات مبكرًا بالتزامن مع استكمال مسار حياتهم الأساسية فتأجيلها يؤثر على نموها وحبهم لها فيما بعد.
 

كما تحدث عن الوقت المناسب لممارسة الموهبة وتنميتها قائلًا: مدة المشوار لها أثر مهم جدًا على تاريخ الفنان، فالذى يمتلك خبرة عقود من الزمن مختلف عن صاحب العشر سنوات، فلذلك يجب أن يبدأ بممارسة موهبته مبكرًا ليستطيع استغلال الوقت لصالحه.
 

وبسؤاله عن أبرز معزوفاتك للألمانى الشهير بيتهوفن، ماهى أفضل مقطوعاته التى تفضلها، قال: من الصعب على اختيار مقطع معين، فكل مقطوعة لها طريقة فى العزف مختلفة عن الأخرى، أقوم بدراستها لشهور قبل أن أقدمها لمسامع الجمهور والاطلاع على تفاصيلها بشكلٍ دقيق، فالعزف لا يقتصر على الموهبة فحسب، لكن يجب الاهتمام بعوامل أخرى فى العزف، ودراسة ما تقدمه بشكلٍ جيد، بجانب الحظ الذى يلعب دور مهم فى أهداف حياتنا بشكلٍ عام.
 

وأجاب عن سؤال عن الحظ هل يقصد به التواجد فى مناخ معين يُثرى موهبتك، قال: هناك فرق بين الحظ والصدفة، فتحقيق النجاح فى أى مجال على وجه التحديد الفنى واستمراره وازدياد حجمه من الممكن أن يبدأ بحظٍ جيد مع موهبته والعمل عليها بشكل عملى جاد، لكن النجاح الذى يأتى صدفةً نادرًا ما يستمر.

وعن كواليس استعداداته لعزف المقطوعات الموسيقية وكم من الوقت يستغرق تحضيرها، قال: التحضيرات التكنيكية التى تسبق العزف تأخذ مدة طويلة، فيجب دراسة المقطوعة من كافة الجوانب، والتركيز على مرات تكرار المقطع ونقاط البداية والنهاية للعزف، جميع تلك العوامل يجب الإلمام بها جيدًا لأستطيع الخروج بها بشكلٍ مثالى.
 

فى رحلتك الموسيقية الثرية قدمت معزوفاتك أمام مختلف جمهور العالم العربى منه والغربى، ما الفرق بين كل منهم؟

لا يوجد فروق بالمعنى الحرفى للكلمة، فكل جمهور له الثقافة الموسيقية الخاصة به بالإضافة إلى رصيده من الاستماع، فالذى يستمع إلى الموسيقى العربية من عشرات السنين، طريقة استقباله تكون أقوى من المستمع ذى الرصيد الضئيل.
رمزى يسى فى صالون الوفد الثقافى

وتحدث عن العوامل التى ساعدته على تحقيق نجومية رمزى يسى، بقوله: التوقيت كان له عامل كبير فى النجاح، فالأمر الذى يُقدم فى وقته المناسب تحصل على اهتمام أكبر من المتلقى عن وقتٍ آخر، على سبيل المثال موعد حفل كوكب الشرق أم كلثوم فى باريس بعد نكسة 67، والحزن الشديد الذى أصاب المصرين فى ذلك الوقت، كان له أثر إيجابى كبير على الجالية العربية هناك، لأنها أعادت لهم ذكريات الوطن الذى اشتاقوا إليه ويتمنوا له النصر، فالوقت هنا كان له عامل مهم فى نجاح الحفل.
 

هل سيظل أثر الموسيقى الراقية باقى رغم الصخب الموسيقى الذى يعيشه العالم الآن؟

بالتأكيد، خاصةً فى القطاع الشبابى الذى أجده دائم الحضور فى الحفلات التى أقدمها فى بلدان العالم على سبيل المثال الصين وكوريا، فأجد الأغلبية الكبرى من الجمهور من الشباب، بجانب الأمهات التى تأتى بأطفالها لتأسيسهم منذ الصغر على ذلك النوع من الفن.
 

البيانو له رونقه الخاص.. وغنى بالإمكانيات

الموسيقية

اكتفيت بالعزف.. والتأليف موهبة أخرى لها مواصفات خاصة
رمزى يسى فى صالون الوفد الثقافى

 

كما تحدث عن مقومات النجاح والتميز فى المجال الموسيقى، بقوله: يرتكز النجاح على إدراك مكوناته فى المجال الذى أود احترافه، وماهو المطلوب من تواجدى فى ذلك المجال، واستثمار الموهبة بشكلٍ مواكب للعصر الذى أتواجد فيه ومخاطبة الأجيال الجديدة باستمرار.
 

وعن تقلبات الحياة على الإنتاج الموسيقى للعازف، قال: الحالة المزاجية للعازف واستقرار حياته المهنية والاجتماعية لها أثر كبير على إنتاجه الموسيقى، فهناك عازف إذا كان فى حالة مزاجية سيئة لا يستطيع العزف وهناك العكس، بل من الممكن أن يحول تلك الأزمة لمصدر إلهام وتؤثر إيجابيًا على إنتاجه، على سبيل المثال العازف الألمانى الشهير بيتهوفن كان أصم ورغم ذلك أصبح من كبار الرموز الموسيقية حول العالم.
رمزى يسى فى صالون الوفد الثقافى

وحول رؤيته للوضع الموسيقى العربى فى الوقت الراهن، قال: الظروف الموسيقية الحالية مقلقة أكثر من كونها سيئة، بسبب كثرة ضغوطات الحياة واتساع ساحات العرض الموسيقى وسهولة الحصول على شتى الأنواع منها، فعند بداية مسيرتى الموسيقية أتذكر أن سماع الموسيقى كانت تقتصر على عدد قليل من الأسطوانات التى تباع فى مكتبة «الكونسرفتوار» بجانب البرنامج الموسيقى الذى يَعرض المتاح فى المكتبة، فكان الحصول على مقطع أو نوتة موسيقية صعب للغاية عكس مانعيشه الآن.
رمزى يسى فى صالون الوفد الثقافى

كما تحدث عن تربية النشء على الفن الهادف، وقال: يجب أن يبدأ ذلك بإدراك والديه بذلك النوع من البداية، كى يستطيع إدخاله فى ذهنه بشكلٍ يناسبه ويجعله ثابت أمام عواصف التغيير المستمرة التى تحاوطنا يوميًا وتفرض سيطرتها، فعندما ينشأ على ذلك يستطيع انتقاء الجيد من السيئ دون تدخل من أحد.
 

وحول تجربته الموسيقية داخل «الكونسرفتوار»، قال: قدم المعهد وقت دراستى خدمة تعليم الموسيقى فى المنازل تشجيعًا على دراسة الموسيقى وأجد فى ذلك فكرة عبقرية، نتج عن ذلك وضع أصول الموسيقى فى كل منزل ليُثرى لديهم الفكر الموسيقى السليم.
 

وعن سبب انتشار الموسيقى الغربية فى الدول العربية ؟ وماهى صورة الموسيقى العربية فى الغرب، قال: حصول الموسيقى الغربية على تلك المساحة داخل الدول العربية سببها حضارى فى الأساس، فكانت هى القوى المسيطرة على العالم فى مختلف الحقب الزمنية الماضية.
رمزى يسى فى صالون الوفد الثقافى

وعن رؤية الغرب للموسيقى العربية أصبحت تحظى باهتمام أكبر عن السنوات السابقة خاصةً مع الانفتاح الضخم التى أتاحته وسائل التكنولوجيا والانترنت على الثقافات الأخرى بمنتهى السهولة والسرعة، فأصبح لديهم شغف بالاستماع إلى أنواع مختلفة خارج الإطار الموسيقى الخاص بهم.
 

وتطرق فى الحديث إلى وجود كنوز فى الموسيقى الكلاسيكية لم يتم تقديمها، هناك عدد كبير من العلامات الموسيقية الناجحة التى أخذت شهرتها باهتمام الناس بها وباستماعها وتكرارها على مدار الأجيال، وعلاوة على ذلك مازال هناك مقاطع موسيقية غير معروفة وتستحق الاهتمام.
 

وعن الفرق بين استعدادات العازف قبل الظهور على المسرح قال: الفارق الوحيد هو الالتزام الحاد بعامل «الزمن»، فعلى العازف الالتزام بتوقيت معين لتقديم مقطوعة ما، يترتب عليها تحضيرات واستعدادات نفسية ومهنية صارمة لتقديم المعزوفة على أكمل وجه، بجانب توافر الراحة النفسية والنوم الجيد.
 

وتطرق الصالون الذى افتتح أول قاعة موسيقية فى أوبرا العاصمة الإدارية، باعتبار الفنان الكبير أول من عزف بداخلها.. وقال: ما تم تقديمه فى أوبرا العاصمة الإدارية هو إعجاز، فالانتهاء من ذلك المشروع الضخم فى وقتٍ قصير وبجودة عالية ليس من السهل، وتفاجأت بخروجه بتلك الصورة المبهرة.
 

وعن ردود أفعال الجمهور فى حفلاته الموسيقية، قال: أحكم على نجاح الحفل لدى الجمهور من خلال إنصاتهم، ذلك العنصر من السهل معرفته حتى قبل انتهاء المقطوعة، فمن الممكن أن أسمع أنفاسهم عند اندماجهم مع الحفل من عدمه.
 

وتحدث عن حفل نقل المومياوات والافتتاح العالمى لطريق الكباش قائلًا: نقلة فنية وتاريخية ناجحة بكل المقاييس ومن كافة جوانبها سواء فى التنظيم والموسيقى والاستعراض، صورة سياحية لمصر للخارج لا تقدر بثمن.
 

وعن دور المرأة فى حياة رمزى يسى، قال: بداية من أمى التى لن أوفى حقها فى الحديث عن مجهوداتها العظيمة وتأثيرها الإيجابى فى حياتى، إضافة إلى الزوجة صاحبة الدور الأساسى فى المنظومة خاصةً مع إيمانها بظروف عملى وإدراكها بعوامل نجاحى.

وتطرق إلى المشهد الموسيقى فى مصر فى الوقت الحالى خاصةً المهرجانات، قائلًا: أتت تل
ك الموجة تقليدًا لموجتها الموسيقية فى الغرب، فأصبحت مبرر لتواجدها لدينا، والمستمع هنا لا يأخذ الحالة الغنائية فحسب بل يأخذ الحالة العامة للأغنية من أضواء وأزياء وجمهور غفير، وعلى أى حال أترك الحرية لمن يستمع إليها.
 

ووضع «يسى» روشتة الارتقاء بالذوق الموسيقى قائلًا: التركيز على الاهتمام الموسيقى داخل المدرسة والضخ بكوادر ذات كفاءة عالية لإعطائهم الجرعة الموسيقية المناسبة والارتقاء بثقافتهم، وليس من الضرورى النجاح الجيد هو الذى يتصدر «الشباك».
 

وفى الختام أهدى «صالون الوفد» درع التكريم للعازف الشهير رمزى يسى احتفاءً بإثرائه للمجال الموسيقى ببصمات تاريخية تُدّرس عبر الأجيال.

حضر الصالون رئيس التحرير التنفيذى لبوابة الوفد مجدى حلمى، وأدار الحوار أمجد مصطفى، مدير تحرير الوفد، بحضور مجموعة من الزملاء بمؤسسة الوفد الصحفية.