رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إبداع جاك أوديار.. Paris, 13th District فى مهرجان الجونة

فيلم «Paris, 13th
فيلم «Paris, 13th District»

فيلم «Paris, 13th District» أنشودة جاك أوديار فى مهرجان الجونة فى دورته الخامسة، مقدما الأبراج السكنية فى الحى الثالث عشر، المعروف باسم الحى الصينى فى باريس، حيث عاش أوديار لبعض الوقت؛ مستلهما شخصيات فيلمه من روايات الفنان الأمريكى أدريان تومين، فيرسم معالم أشخاص فى مقتبل العمر تلقوا تعليمًا جيدًا، لكنهم لم يحققوا ما كانوا يحلمون به ويتوقعونه من الحياة.

فى سبتمبر 2020، أُعلن أن جاك أوديار سيخرج الفيلم وينتجه، من سيناريو كتبه جنبًا إلى جنب مع سيلين سياما وليا ميسيوس، مع بدء التصوير الرئيسى فى نفس الشهر، حيث يدخل بنا جاك أوديار فى فيلمه الجديد فى أعماق حياة الشباب الفرنسى وخاصة فى مدينة باريس ودائرتها الثالثة عشرة مناقشا الحب والجنس والرغبة ووسائل التواصل الاجتماعى وتأثيرها على حياة البشر.

يضع «أوديار» أمام أعيننا فسيفساء بالغة الجمال للحياة فى عالم وسائل التواصل الاجتماعى والعلاقات الباردة والساخنة على حد سواء، وللدور الذى تلعبه هذه الوسائل فى المجتمع وتأثيرها الهائل على الشباب ونظرتهم للحياة وأيضاً على سمعتهم بين أقرانهم.

يمثل فيلم «Paris، 13th District» متابعة لفيلم The Sisters Brothers، وهو فيلم تاريخى من بطولة جواكين فينيكس، وجون سى رايلى، وجيك جيلنهال. فاز فيلم The Sisters Brothers بجائزة أفضل مخرج فى فينيسيا عام 2018 واستمر فى اللعب فى سان سيباستيان. كتب وأخرج مؤخرًا الحلقتين الأخيرتين من الموسم الخامس من «المكتب». ومن أشهر أفلامه فيلم «نبى» مع طاهر رحيم ونيلس أريستروب. «اقرأ شفتى» مع إيمانويل ديفوس وفينسنت كاسيل و«الصدأ والعظام» مع ماريون كوتيار وماتياس شوينارتس.

ورغم أن أبطاله يشقون طريقهم فى الحياة، فإن «أوديار» لا يقدم الرؤى التقليدية للتميز الطبقى بين الأثرىاء والفقراء فى باريس. بل إنه تحدث عن الطبقة المتوسطة، عن الناس الذين حصلوا على شهادات جامعية وحققوا درجة من النجاح، لكن ليس لديهم حق أى شىء فى الحياة. صور الفيلم خلال فترة العزل العام بسبب مرض كوفيد-19، الأمر الذى ساعد الممثلة لوسى جانج، فى أول عمل فنى لها، على أن تتقمص شخصيتها التى تعانى من أجل الحفاظ على وظيفتها، وتحاول ألا تقع فى حب شريكها فى السكن. مما زاد من الشعور بالوحدة والانغلاق والانعزال. لذا انتقلت هذه المشاعر إلى الشخصيات لا إراديًا.

وفى الفيلم تنتمى شخصيتان رئيسيتان، هما كاميل وإميلى، لأسرتين مهاجرتين. وإذا كنا نعجب جميعا بأفلام فرانسوا تروفو، حيث ترى تنوع الشخصيات من وكيل عقارات أو حبيبًا، لكنك لم تر أبدا شخصًا أسود أو صينيًا كما مع المخرج جاك أوديار. بعد حصوله على جائزة لجنة التحكيم الخاصة فى مهرجان كان السينمائى الدولى عام 2009 عن فيلمه «نبى» ثم على السعفة الذهبية فى نسخة 2015 عن فيلمه «ديبان»، يعود المخرج الفرنسى الكبير جاك أوديار إلى مهرجان كان فى نسخة 2021 بفيلمه الجديد «الأولمبياد» الذى يخطف أبصار المشاهدين بلقطاته المبهرة وموسيقاه المدهشة ليأخذ مقطعا أفقيا باللغة الهندسية لأحد أحياء باريس الذى تختلط فيه الأعراق، من صينيين إلى أوروبيين وأفريقيين وعرب، ويقوم بتفكيكه وتحليله فى الزمان والمكان الحاليين ليظهر لنا ما خفى من حياة يعيشها شباب اليوم الفرنسيون.

يروى فيلم «باريس الحى الثالث عشر» قصة حب جميلة تعود إلى القرن الحادى والعشرين، ويتحدث عن الطريقة التى يتعامل بها الرجال والنساء مع بعضهم البعض اليوم، ويفهمون جنسهم، ومشاعرهم، وحياتهم الجنسية، ومفهوم الإخلاص. تدور أحداث الفيلم وتتركز وتتقاطع وتتمحور حول ثلاث شخصيات رئيسية - فتاتين وشاب - الفتاة الأولى إيميلى (لوسى زانج) فرنسية من أصول تايوانية بينما الشاب كاميى (ماكيتا سامبا) فرنسى أيضاً من أصول أفريقية. ويقوم المخرج أوديارد بتدريب كاميرته على الشباب الأربعة الذين يتنقلون فى العلاقات فى مدينة الحب.

جاك أوديار قدم معظم أفلامه فى كان. قدم هذا العام للجمهور دراسة تستند إلى علاقات الحب من خلفيات مختلفة، لكنهم يعيشون جميعًا فى نفس الحى فى باريس. فيلم تم تصويره بالأبيض والأسود بواسطة بول جيلهاوم فكانت هذه مجموعة الكبيرة من الرماية فى الأماكن المغلقة، وكانت بمثابة جولة قوية بالنسبة له من حيث الإضاءة.

البطلان الرئيسين يتعرفان على بعضهما أثناء بحث الشاب عن سكن مشترك، الشاب كاميى مدرس لغة فرنسية لامع وذكى فى المدرسة الثانوية لكنه يعانى من الإحباط فى مجال عمله ويعوض إحباطه بالدخول فى علاقات جنسية مع الفتيات اللاتى يقابلهن.

إيميلى فتاة ذكية حاصلة على شهادة فى العلوم السياسية لكنها تعمل مسوقة لاشتراكات الهاتف فى شركة

هواتف محمولة. تعانى من الفراغ منطوية على نفسها وتحاول أن تحسن من شكل علاقاتها مع المحيطين بها.

ثم نعيش مع قصة جديدة، قصة الفتاة نورا (ناعومى ميرلان) تجىء باريس لاستكمال دراستها قادمة من مدينة بوردو. تشارك فى الحفلات الجامعية، تذهب لحفلة مع زميلاتها وهى متنكرة فى صورة فتاة شقراء، فيظن الشباب أنها إحدى نجمات الجنس وتترك الحفلة هاربة. وسريعا ما تنتشر فيديوهات عاملة الجنس التى تشبه نورا على هواتف زملائها؛ وتترك الدراسة لتبدأ رحلة بحثها عن هذه الفتاة وتتعرف عليها وتقيم معها علاقة صداقة عبر سكايب؛ وتبحث عن عمل وتقرر العودة إلى وظيفتها السابقة كسمسارة عقارات، وهنا تقابل كاميى الذى توقف عن متابعة دراسة الدكتوراه ليدير وكالة عقارات، يجد كاميى صعوبة كبيرة فى إغوائها لنعرف أن لديها أزمة نفسية بسبب إقامة علاقة جنسية غير سوية مع عمها.

ويركز الفيلم على إيميلى التى تحب كاميى وتطارده بمشاعرها ولكنها لا تتوقف عن استخدام تطبيقات المواعدة وممارسة الجنس مع من تختاره من الرجال، وكاميى الذى أخذ على عاتقه مهمة إنجاح علاقته الجنسية مع نورا.

المخرج فى الفيلم غطى جميع النوافذ بفلاتر فتمكن من التحكم فى كمية الضوء القادمة من خلال النوافذ والحفاظ على قدر معين من تناسق الإضاءة طوال اليوم. بدلاً من إضافة الإضاءة فى الداخل وفقًا لموضع الشمس أو الطقس فى الهواء الطلق، كانت الفكرة هى طرح الضوء؛ حيث يمكن زيادة أو تقليل كمية الضوء القادمة عبر النوافذ ببساطة عن طريق تدوير الفلتر أمام الكاميرا، دون التأثير على كمية الضوء الواردة. التأثير مذهل فى المرة الأولى التى تراها، لأنك تشعر وكأنك تعدل رقميًا مصدر ضوء يتحكم فيه الكمبيوتر يدخل من خلال النوافذ. نظرًا لأن الشقة كانت محاطة بنوافذ زجاجية وتناوب جدول التصوير بين مشاهد النهار والليل، قام طاقم التصميم بإعداد إطارات مخصصة لكل نافذة.

التصوير بالأبيض والأسود لأن الفيلم يدور حول مشكلة الاتصال فى عالم اليوم. تتواصل جميع الشخصيات باستمرار من خلال وساطة الشاشات، وقد تم تخصيص جزء من التصوير لذلك؛ لجميع المشاهد التى تتحدث فيها نورا وأمبر؛ تم تصوير البطلة وهى تتحدث إلى هاتفها المحمول فى غرفتها، مع كاميرتين، إحداهما لقطة واسعة والأخرى لقطة مقربة، نفس الشىء بالنسبة للتصوير العكسى فى الشاشة.

أما المشهد الأخير فى بارك مونتسوريس فقد كان هذا المشهد ذروة عاطفية للجميع. وقال المخرج عنه فى أحد اللقاءات بمهرجان كان: (نظرًا لأنه كان مشهدًا مهمًا للفيلم، فقد تم التخطيط لجدول التصوير ليوم كامل من التصوير فى الحديقة. كان أكثر من المعتاد. بقية الوقت، كنا نصور من أربعة إلى خمسة مشاهد فى اليوم. بعد بضع لقطات تمهيدية فى الصباح، كان من المفترض أن نحظى ببقية فترة ما بعد الظهر لتصوير الجزء الرئيسى من المشهد. لكن حدث شىء نادر بين الممثلات، وقد قدمت كل واحدة منهن شيئًا لا يصدق فى أول لقطة (قبل ماريون ستيدكام).