رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هانى جرجس فوزى.. ثائر السينما رحل فى هدوء

بوابة الوفد الإلكترونية

رحل عن عالمنا المنتج والمخرج الثائر هانى جرجس فوزى فى هدوء شديد، عن عمر ناهز 70 عامًا، بعد أن خاض العديد من الصراعات، منها حروب سينمائية خاضها كمنتج ومخرج، وحروب حياتية انتهت بصراعه مع مرض السرطان الذى عانى منه لفترة طويلة انتهت فى أحد المستشفيات بالقاهرة.

 هانى جرجس فوزى عاش 70 عامًا فى كواليس الاستوديوهات تعلم على يد والده المنتج الكبير جرجس فوزى صاحب العديد من الأفلام المهمة منها «الراقصة والطبال»، و«الشيطان يعظ» و«التوت والنبوت» وآخرها «الزمن والكلاب»، فى ظل تنفيذ هذه الأعمال تعلم هانى المهنة حتى اتقنها واصبح من المحترفين، بدأ حياته كمساعد مخرج لأكثر من 15 عاما، قدم خلالها «الأقوياء» للمخرج أشرف فهمى فى 1980، و«قهوة المواردي» للمخرج هشام أبوالنصر عام 1981، و«المتشردان» للمخرج السعيد مصطفى عام 1983، وغيرها.

واستمر فى تعلم المهنة فى كافة تفاصيلها فأتقنها واكمل مسيرة والده فى خوض مجال الانتاج وكون صداقات مع كبار الفنانين، فاصبح صديقا قبل ان يكون زميل عمل، ولذلك ربطته علاقاته قوية مع كل من حوله، حتى قرر ان يخوض مجال الاخراج فى 2009، بفيلم بدون رقابة، وهو العمل الذى أثار الجدل بشكل كبير، وكون صراعا كبيرا مع الرقابة على المصنفات الفنية، حيث قرر هانى ان يقدم عملا خفيفًا وجريئا يقدم من خلاله الأرمينية ماريا، وتلاها بفيلم أحاسيس، وآخرها فيلم جرسونيرة الذى صوره فى ساعتين فى غرفه واحده وقدمها للجمهور فى تجربه جريئة خاضتها غاده عبد الرازق مع نضال الشافعى ومنذر رياحنة.

الاخراج كان متعة فى حياة هانى جرجس فوزى، و كان سعيدًا بتجربة الاخراج فى فيلم «بدون رقابة» التجربة التى كان يتمنى خوضها منذ فترة طويلة الا ان شركة الانتاج كانت تأخذ كل وقته وتفكيره فلم يستطع طوال هذه المدة حتى تحقق الحلم.

وأضاف أن الفيلم –رغم الانتقادات التى وجهت اليه وقتها– حقق نجاحا لم يكن يتوقعه خصوصا انه لأول مرة فى السينما يقدم المطربة ماريا، وأكد ان هذه التجربة جعلته يتأكد من انه سوف يستمر فى الاخراج، ويتفرغ له طالما انه حقق ما يتمناه، الرغبة والقدرة على الاخراج، واستمرت تجاربه بجرأة، وأعلن عودته بمشروع رواية «خيانة صغرى»، لكنه لم يرَ النور.

مشوار حياته الفنى كان مليئا بالاثارة كمنتج، قدم 23 فيلما كلها اتسمت بالجرأة فى أفكارها ومشاهدها، وتعامل فيها مع كبار النجوم منها «قصاقيص العشاق» و«زوجة محرمة»،«الحلال والحرام» بطولة عادل أدهم وسهير رمزى و«سيدة القاهرة» بطولة يسرا وجميل راتب و«سوق النساء» بطولة شيريهان وحسين فهمى ومحمود حميدة، فاروق الفيشاوى، «تصريح بالقتل» لمحمود ياسين وبوسى وصلاح قابيل، «الجنتل» و«حسن اللول» لأحمد زكى، «امرأة فوق القمة» و«الإمبراطورة» لنادية الجندى، و«الكلام فى الممنوع» مع جالا فهمى، وقدم أفلاما شبابية مثل «علاقات خاصة» و«بلد البنات» وغيرها.

كان عاشقا للسينما وقال ان أزمة السينما المصرية بدأت حين تخلّت الدولة عن دورها فى دعم هذه الصناعة المهمة فتركتها فى مهب الريح، وتركت

صانعيها لرغبات بعض القنوات الفضائية. كذلك، يعانى الفيلم المصرى من مشكلة عدم التسويق الخارجى، فالمنتج لا يجد لتسويق أفلامه سوى منفذين، هما التوزيع الداخلى والقنوات الفضائية، وتحديدًا «روتانا» و«إيه آر تي» قبل أن تتوقّف تمامًا، فى حين قلّلت «روتانا» عدد الأفلام التى تشتريها، حتى أنها لم تشترِ منذ اندلاع الثورة والى الآن أى أفلام.

يعتبر فيلم « بحب السيما» علامة فارقة فى مشوار هانى جرجس فوزى الانتاجى والذى قدمه مع شقيقه أسامة فوزى، حيث احدث الفيلم ضجة كبيرة خلال عرضه، خاصة بين عدد من رجال الدين البروتستانت..

وقدم عدد من الأقباط يتصدرهم المحامى نجيب جبرائيل دعوى مستعجلة، مبررين ذلك بأن الفيلم يسيء للمسيحيين على الرغم من أن منتج الفيلم ومؤلفه ومخرجه مسيحيون. ووصف هانى الأزمة بانها ليست منطقية ولا مبرر لها، وما هى إلا وسيلة لفرض الوصاية على الإبداع والحريات الفكرية.

ومنذ هذا الفيلم ترأس هانى جرجس فوزى قائمة المبدعين الرافضين لوصايا الرقابة على المصنفات الفنية، بل تصدر المشهد كثيرا فى مطلب الغاء الرقابة نهائيا على السينما، قائلا :نحن لا نريد أى نوع من الرقابات غير المصرح بها كى لا يتوقف الفن والإبداع، ونطالب من الأساس بإبعاد الرقابة بكافة أشكالها عن الفيلم المصرى.

وكشفت الفنانة نهى العمروسى، وصية هانى جرجس فوزي قبل رحيله، «هانى جرجس فوزى تعب من 10 أيام وحس إن نهايته قربت، فكانت وصيته إنه لما يموت يدفنوه الأول وبعدين ينشروا خبر موته عشان ما يتعبش حد فينا، ألف رحمة ونور عليك يا حبيبي».

كما نعته النجمة نادية الجندى ونشرت «الجندي» صورة تجمعهما، وعلقت: «رحل عن عالمنا المنتج هانى جرجس فوزى، الله يرحمه منتج متميز جدًا ومحب للفن والسينما، سعدت بالشغل معاه فى فيلمين مهمين فى مشوارى الفنى فيلم: «امرأة فوق القمة»، تأليف مصطفى محرم، إخراج أشرف فهمى، وحصلت من خلاله على جائزة أحسن ممثلة، وفيلم: «الإمبراطورة»، تأليف مصطفى محرم، إخراج على عبدالخالق، خالص التعازى لأسرته».