عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أمجد مصباح يكتب: فى ذكرى رحيله الـ44.. عبدالحليم وبس

بوابة الوفد الإلكترونية

 

ظهرت بعده عشرات الأصوات ولكنه استمر على القمة

طور شكل الغناء.. استعمر قلوب الملايين بالصدق

كاريزما غنائية من الصعب تكرارها

 

اليوم 30 مارس الذكرى الـ44 لرحيل أسطورة الغناء فى كل العصور عبدالحليم حافظ، العندليب الأسمر رمز الرومانسية والصدق، عندما يغنى كاريزما هائلة، لم يكن أقوى الأصوات فى عصره ولكنه احتل القمة بلا منازع، حتى بعد عشرات السنين من وفاته صوته استعمر القلوب ودغدغ مشاعر الملايين فى مصر والعالم العربى، وكان معبراً عن الحياة فى مصر سياسياً واجتماعياً.

عبدالحليم يظل حالة احتار الكثيرون فى تفسيرها، ما كل هذا الحب والقبول الذى يتمتع به بين مختلف الأجيال، فى ذكرى رحيله تحتفل عشرات القنوات والإذاعات وجميع الصحف والمجلات، لدرجة أن ذكراه أصبحت عيداً للرومانسية والغناء الجميل.

فى هذا التقرير نستعرض مشوار المطرب الأسطورة الذى يسكن وجدان الملايين وسيظل.

ولد عبدالحليم بقرية الحلوات بمحافظة الشرقية يوم 21 يونيو 1929 عاش طفولة بائسة لرحيل والدته بعد مولده بأيام، ورحل والده بعد سنوات قليلة لينشأ نشأة حزينة أثرت عليه طوال عمره، تولى رعايته خاله وشقيقه الأكبر إسماعيل شبانة وشقيقته علية، وتربى فى ملجأ الأيتام.

لن نركز كثيراً على نشأته، ولكننا سوف نستعرض مشواره الفنى الذى لم يتعد فى الحقيقة 23 عاماً، 1954 - 1977.

بدأ فى مطلع الخمسينيات كمطرب ناشئ والساحة مليئة بالعمالقة محمد عبدالوهاب وفريد الأطرش ومحمد فوزى وعبدالعزيز محمود وكارم محمود، ناهيك عن كوكب الشرق أم كلثوم، وتم رفضه من قبل لجنة الاستماع الموحدة، لكنه لم ييأس، وكرر المحاولة حتى تجاوز اختبار لجنة الاستماع التى كانت تضم أم كلثوم وعبدالوهاب، كان بحق مطربًا مختلفًا فاجأ الملايين بنوع جديد من الغناء، كانت بدايته بقصيدة «لقاء» و«يا حلو يا أسمر»، ولكن الانطلاقة الحقيقية كانت مع رائعتى «صافينى مرة» و«على قد الشوق» تلحين صديقيه محمد الموجى وكمال الطويل.

وعندما استمع عبدالوهاب لصوته اقتنع بشدة أنه سيكون مستقبل الغناء وقرر أن يحتكر فنه، فى هذه الأثناء عام 1955 قام حليم ببطولة فيلمى «لحن الوفاء» مع شادية و«أيامنا الحلوة» مع فاتن حمامة وعمر الشريف وأحمد رمزى، ليصبح حليم نجم الغناء الأول، كان إنتاجه غزيراً فى تلك الفترة سينمائياً وغنائياً، حيث قام فى الفترة من عام 1955 حتى عام 1957 ببطولة عدة أفلام ناجحة «فتى أحلامى» و«بنات اليوم» و«الوسادة الخالية» و«ليالى الحب».

وأغنياته الرائعة «أنا لك على طول» و«أهواك» و«ظلموه» و«عقبالك يوم ميلادك» و«شغلونى» و«علشانك يا قمر»، فى نفس الآونة بدأ رحلة الغناء للوطن بأغنيات «يا حبايب بالسلامة» و«الله يا بلادنا».

فى عام 1958 قام ببطولة فيلم «شارع الحب» مع صباح وحسين رياض وعبدالسلام النابلسى، وغنى من خلاله العديد من الروائع الغنائية «الليالى» و«أبوعيون جريئة» و«نعم يا حبيبى»، وفى العام الثانى قام ببطولة فيلم «حكاية حب» مع مريم فخر الدين وعبدالسلام النابلسى، وغنى من خلاله «بحلم بيك» و«بتلومونى ليه» و«حبك نار» و«فى يوم فى شهر فى سنة»، حقق الفيلمان نجاحاً هائلاً وأصبح حليم معشوق الملايين.

وفى عام 1960 عبر عن مشاعر الملايين عندما غنى «حكاية شعب» ليعبر عن كفاح شعب مصر وقيادته فى بناء السد العالى.

شهدت حقبة الستينيات حالة تألق غير عادى لعبدالحليم سينمائياً، قام ببطولة أفلام «البنات والصيف» و«يوم من عمرى» و«الخطايا» و«معبودة الجماهير» وأخيراً «أبى فوق الشجرة».

حدث ولا حرج عن عشرات الروائع الغنائية ما بين عاطفية ووطنية، أغانيه العاطفية دغدغت مشاعر الملايين، نذكر منها «بعد إيه» و«ضحك ولعب» و«بأمر الحب» و«قوللى حاجة» و«الحلوة» و«راح»، ولا ننسى اتجاهه للغناء الشعبى فى أغنيات «سواح» و«التوبة» وأبدع قصيدة «حبيبها»، ولا ننسى «جبار» و«أحبك» و«بلاش عتاب» و«يا خلى القلب» و«أحضان الحبايب».

وقدم فى الستينيات أروع الأغانى الوطنية «صورة» و«بالأحضان» و«ذكريات» و«أهلاً بالمعارك» و«مطالب شعب».

وعندما حدثت نكسة 1967 لم يخفت صوت العندليب وأبدع كما لم يبدع من قبل فى أغنية «عدى النهار»، تأليف عبدالرحمن الأبنودى، ألحان العبقرى الفذ بليغ حمدى، وعبر عن وجدان الملايين فى أغنيات «المسيح» و«البندقية اتكلمت» و«أحلف بسماها» ليلهب حماس الملايين على خط النار.

ولا ننسى أنه غنى فى تلك الحقبة رائعة «أعز الناس» تأليف مرسى جميل عزيز، ألحان بليغ حمدى.

ولأنه فنان عبقرى بكل المقاييس قرر أن يغير جلده اعتباراً من عام 1970 بالأغنيات الطويلة التى بدأها بأغنية «زى الهوى» تأليف محمد حمزة وألحان بليغ حمدى، وحققت نجاحاً هائلاً.

ومع مطلع 1971 مر حليم بظروف صحية قاسية، ولكنه كان مصممًا على الغناء فى عيد الربيع، وبالتحديد مساء الأحد 18 أبريل 1971 أبدع فى أغنية «موعود» تأليف محمد حمزة وألحان بليغ حمدى، وعن هذا الحفل بالذات قال الكاتب الكبير أنيس منصور الذى حضر الحفل: فوجئت أن حليم مريض للغاية ولكنه أبدع فى الغناء كثيراً والأغنية كانت مليئة بالزخارف اللحنية، حققت موعود نجاحاً أسطورياً.

وفى نوفمبر من نفس العام أبدع فى أغنية «مداح القمر» تأليف محمد حمزة وألحان بليغ حمدى.

وفى عام 1972 وبسبب ظروفه الصحية توقف حليم عن الغناء، ولكنه فى عام 1973 بدأ نشيطاً للغاية وغنى

فى ليلة تاريخية مساء الأحد 28 أبريل 1973 ثلاث روائع غنائية «يا مالكاً قلبى» و«رسالة من تحت الماء» و«حاول تفتكرنى»، وأغشى عليه عقب قصيدة «رسالة من تحت الماء»، ولكنه تحامل على نفسه وأبدع فى «حاول تفتكرنى» لأكثر من ساعتين.

وفى نفس العام قام ببطولة المسلسل الإذاعى «أرجوك لا تفهمنى بسرعة» مع نجلاء فتحى وعادل إمام وماجدة الخطيب وعماد حمدى، وغنى من خلاله «ماشى الطريق» و«بحلم بيوم».

وفى أكتوبر 1973 عبر عن النصر العظيم بأغنيات «عاش اللى قال» و«لفى البلاد يا صبية» و«الفجر لاح»، ثم «صباح الخير يا سينا» فى مطلع عام 1974.

عاد حليم لألحان أستاذه محمد عبدالوهاب فى صيف 1974 وبالتحديد يوم الخميس 30 يونيو عندما غنى «فاتت جنبنا» تأليف حسين السيد، وأبدع فى نفس الحفل الذى أقيم بجامعة القاهرة، رائعة «أى دمعة حزن لا» تأليف محمد حمزة ألحان بليغ حمدى، وتعد من علامات عبدالحليم، وفى ربيع 1975 أبدع حليم فى حفل الربيع مساء الأحد 4 مايو رائعة «نبتدى منين الحكاية» تأليف محمد حمزة ألحان محمد عبدالوهاب، وحققت نجاحاً هائلاً، تضمنت الأغنية جملاً موسيقية رائعة، وغنى لعودة افتتاح قناة السويس «المركبة عدت» و«حبوا اللى قال».

وفى مساء الأحد 25 أبريل 1976 كان الموعد مع آخر حفلات حليم ليبدع أروع أغانيه على الإطلاق، قصيدة «قارئة الفنجان»، وكان حليم فى هذا الحفل فى قمة انفعاله ورغم حدوث بعض المشاكل مع الجمهور، لكن حليم وضع عصارة خبرته فى الغناء، ولأول مرة فى حياته يغنى على المسرح بلا انقطاع لمدة 200 دقيقة «قارئة الفنجان»، وغنى فى الوصلة الثانية «أهواك» و«أبوعيون جريئة» و«توبة» و«فى يوم من الأيام»، استمر الحفل من منتصف الليل حتى السادسة صباحاً.

وبعد انتهاء هذه القصيدة التى حققت نجاحاً أسطورياً، بدأ حليم فى الاستعداد للأغنية القادمة، وكانت «من غير ليه» تأليف مرسى جميل عزيز، ألحان محمد عبدالوهاب، وغادر حليم مصر لآخر مرة يوم 13 يناير 1977 لإجراء عملية الحقن السنوى، ولكن ساءت حالته حتى توفى فى العاشرة مساء الأربعاء 30 مارس 1977، لتودعه مصر بحزن شديد، وجنازة أسطورية. رحل حليم بجسده وبقى صوته لسنوات وسنوات، مهما تحدثنا عنه لن نوفيه حقه، مطرب تحتار فى وصفه، يدخل السعادة للقلوب حينما يغنى «جانا الهوى» ويعتصر القلوب حزناً حينما يغنى «فى يوم فى شهر فى سنة»، عبر عن الهزيمة بـ«عدى النهار» وعبر عن النصر بـ«عاش اللى قال» و«الفجر لاح».

أسطورة غنائية من الصعب أن تتكرر، ظهر بعده عشرات الأصوات الرائعة ولكن حليم ما زال على القمة، ما زال المطرب الأشهر والأكثر قدرة وتأثيراً فى قلوب الملايين، رحم الله أسطورة الغناء فى كل العصور.

 

أرقام فى حياة حليم

1929 مولده بقرية الحلوات.

1953 اعتماده كمطرب من لجنة الاستماع الموحدة.

1955 قام ببطولة ثلاثة أفلام «لحن الوفاء» و«أيامنا الحلوة» و«ليالى الحب».

1958 قام ببطولة فيلم «شارع الحب».

1959 قام ببطولة فيلم «حكاية حب».

1960 غنى «السد العالى».

1962 قام ببطولة فيلم «الخطايا».

1967 غنى «عدى النهار».

1969 آخر أفلامه «أبى فوق الشجرة».

1970 أولى أغانيه الطويلة «زى الهوى».

1971 أبدع فى أغنية «موعود».

1973 عاد للموجى بقصيدة «رسالة من تحت الماء» وغنى لنصر أكتوبر «عاش اللى قال».

1974 عاد لألحان عبدالوهاب برائعة «فاتت جنبنا».

1975 غنى «نبتدى منين الحكاية».

1976 غنى «قارئة الفنجان» وكانت آخر حفلاته.

1977 رحيله بمستشفى كينج كولدج بلندن.