رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حنان أبوالضياء تكتب : يوسف شعبان... رمانة ميزان المشاهد

بوابة الوفد الإلكترونية

فى عالم الإبداع الفنى هناك دومًا من له القدرة على الارتفاع بمستوى أى مشهد يتواجد فيه؛ إنه بمثابة رمانة الميزان فى العمل الفنى؛ وعلى رأس هؤلاء المبدعين يأتى اسم يوسف شعبان صاحب التوليفة المبهرة، والمميزة من الأدوار المهمة؛ مالك العلامات فى تاريخ الإبداع الدرامى، لكل شخصية فى هذا المشوار رحيقها الفنى الخاص، فمن ينسى يوسف شعبان وشخصية «وهبى السوالمى»، فى مسلسل «الضوء الشارد»، ومن لم يضحك من قلبه مع العقيد «مدحت الهمشرى» فى فيلم «ليلة القبض على بكيزة وزغلول»، ولكن تبقى هناك مكانة خاصة لشخصية «محسن ممتاز» رجل المخابرات المسئول عن تدريب «الهجان»، وظهر بتوهجه الخاص فى شخصية شقيق فاتن حمامة الطيار «أمجد هاشم»، فى ضمير أبلة حكمت، وسيظل يأثرنا بشخصية «الحاج درويش» فى مسلسل «الوتد»، الابن الأكبر لفاطمة تعلبة ومباراة الأداء الرائعة مع هدى سلطان، ويدخلك مع القصة الشعبية مع «رزق الهلالي»، والد أبوزيد الهلالى فى الجزء الأول من مسلسل «السيرة الهلالية». ومن المستحيل تصور دور «حافظ رضوان»، فى مسلسل «الشهد والدموع» بدون يوسف شعبان. وسنظل نلعن «عباس» وأمثاله فى فيلم «الرصاصة لا تزال فى جيبي»؛ ومن كان سيصل إلى مرحلة أقناعك بشره فى دور عاصم فى فيلم «معبودة الجماهير»، ولا شخصية البلطجى فرج فى «زقاق المدق».

من يصدق أن بطل مسرحية «سالومي» الطالب بالمعهد العالى للمسرح سينطلق بعد منح الفرصة فى فى عام 1961 ليشارك بدور صغير فى فيلم «فى بيتنا رجل» أمام عمر الشريف وزبيدة ثروت، ثم اختياره فى عام 1962 ليشارك فاتن حمامة وشادية بطولة فيلم «المعجزة» وفى فيلم «أنا الهارب»، وفى عام 1963 قدم البطولة أمام شادية فى فيلم «زقاق المدق»، ليشارك بعد ذلك فى أكثر من 110 أفلام مثل «بائعة الجرائد» ​أمام ماجدة​ و​نعيمة عاكف​، و«الثلاثة يحبونها» مع ​سعاد حسنى​، و«للرجال فقط» مع نادية لطفى، و«مراتى مدير عام» أمام شادية و«أيام ضائعة» و«الطريد» و«المساجين الثلاثة» و«أم العروسة» و«لو كنت رجلا» و«فاتنة الجماهير» أمام صباح، و«مطلوب أرملة» و«الراهبة» مع هند رستم، و«الخائنة» و«مبكى العشاق» و«باريس والحب»، ووردة الجزائرية​ فى فيلم «آه يا ليل يا زمن».

يوسف شعبان كان دومًا قادرًا لى تقديم الدور المختلف الذى يقلب الموازين ففى عام 1973 قدم واحداً من أجرأ أدواره فى فيلم «حمام الملاطيلى» مع المخرج ​صلاح أبو سيف​، حيث جسد شخصية مثلى الجنسية بشكل واضح وصريح من خلال رؤوف الشاب الذى يعمل رساماً ويقوم باصطياد الرجال من داخل حمام الملاطيلى، وقد منع عرض الفيلم سينمائياً وقتها لجرأة مشاهده وتعرض لهجوم كبير، ومن ثم تم عرضه سينمائياً بعد أن حذفت الرقابة العديد من مشاهده إلا أنه منع من العرض تليفزيونياً، يوسف شعبان أكد أنه غير نادم على هذا الفيلم وبأنه كان يحمل إسقاطات سياسية على أوضاع مصر فى هذا الوقت وبأنه قدم العمل لأنه اقتنع به، بل إن فيلم «حمام الملاطيلى» هو من أعظم الأفلام التى أخرجها الراحل صلاح أبوسيف وشخصية الشاذ التى جسدها من أفضل أدواره، لأن الفيلم يحمل رسالة سامية ويوضح تأثير غياب الوالدين عن أبنائهما الذكور وأنه من بين الأدوار التى لا يمثلها إلا العباقرة.

معظم أعماله كانت للرقابة لها كلمة فيها ففى فيلم «ميرامار» كادت تتسبب كلمة فى منع الفيلم بشكل نهائى، وهى الكلمة التى وردت فى الفيلم على لسان الفنان يوسف وهبى يقول فيها: «طظ» تعليقًا على تقديم يوسف شعبان نفسه بصفته (عضو باللجنة السياسية بالاتحاد الاشتراكى).

وقامت السيدة اعتدال ممتاز برفض الفيلم بالكامل، فأرسلت نسخة من الفيلم لمنزل الرئيس عبدالناصر بمنشية البكرى. وشاهد عبدالناصر الفيلم وأقره ووافق عليه، وكلف رئيس مجلس الأمة وقتها محمد أنور السادات أن يشاهد الفيلم. وأُعجب به، لكنه اعترض على جملة مختلفة تمامًا عن جملة «طظ فى الاتحاد الاشتراكى» وقال: «أنا أعترض على شىء واحد، وهى جملة «تضربوا الستات زى الحيوانات»، وهذه إهانة للمرأة ولا تصلح فى الفيلم... وبالفعل تم حذف هذه الجملة فقط من الفيلم، فيلم «ميرامار» عرض لأول مرة فى 13 أكتوبر 1969، بأوامر من رئيس الجمهورية، وهو من بطولة شادية، ويوسف وهبى، بالإضافة يوسف شعبان، ونادية الجندى، وعماد حمدى، عن قصة بنفس الاسم لنجيب محفوظ، كتب لها السيناريو ممدوح الليثى، وأخرجه كمال الشيخ.

تعرض فيلمه «زائر الفجر» إلى المنع للإسقاطات السياسية التى عرضها الفيلم ومنع من استكمال عرضه بدور السينما مما أصاب منتجته ماجدة الخطيب بالإحباط وحاولت مقابلة الرئيس السادات فى تلك الفترة فى محاولة منها لطلب إجازة العرض إلا أن طلبها قبول بالرفض. كان الفيلم أحد الأفلام «الثورية» السياسية النادرة فى تاريخ السينما المصرية، وكان منطقه من القوة بحيث جعل السلطات تخشى من تأثيره الكبير المحتمل على الجماهير. وقصة الفيلم عن التحقيق فى موت الصحفية نادية الشريف رغم أن التقرير الجنائى يثبت أنها ماتت بسبب هبوط مفاجئ فى القلب،

ولكن التحريات تؤكد أن نادية كانت ضمن جماعة ثورية وسبق اعتقالها لتمردها ومقالاتها الجريئة؛ ولعب يوسف شعبان دور السابق لها.

رشحه المخرج حلمى رفلة لدور مهم فى فيلم معبودة الجماهير إنتاج عام 1967 أمام عبدالحليم حافظ وشادية وأثناء جلسات التحضير وقبل التصوير بأسبوع، فوجئ بأن هناك خلافًا بين عبدالحليم حافظ ومؤلف العمل يوسف جوهر، حيث طالب عبدالحليم المؤلف بتقليل مساحة دور يوسف، وعندما رفض المؤلف الأمر، أصر عبدالحليم حافظ على استبعاده من الفيلم نهائيًا والاستعانة بممثل آخر. فتدخلت شادية، مؤكدة أنه إذا تم استبعاد يوسف فسوف تعتذر عن الفيلم، فتراجع عبدالحليم حافظ وحقق الفيلم نجاحًا كبيرًا، يوسف شعبان عندما علم بمرض عبدالحليم الأخير زاره فى منزله وطلب منه العندليب أن يسامحه.

أما شخصية محسن ممتاز فقد طلب من المخرج يحيى العلمى والمؤلف صالح مرسى رؤية ضابط مخابرات حتى يتمكن من أداء شخصية اللواء عبدالمحسن فايق، الذى كان قد توفى، فقابل اللواء عبدالعزيز الطودى أو عزيز الجبالى فى المسلسل التى أدى شخصيته محمد وفيق. وبسبب دور اللواء محسن ممتاز نال وسام من الرئيس عباس أبو مازن ومنحه وسام النجمة الكبرى للثقافة والفنون عن مسيرته الفنية

قدم خلال يوسف شعبان مشواره حوالى 85 عملاً درامياً، منها «الشهد والدموع» و»العائلة والناس» و«الوتد» و«عيلة الدوغري» و«رأفت الهجان» و«التوأم» و«أميرة فى عابدين» و«امرأة من زمن الحب» و«الضوء الشارد» و«المال والبنون» و«الحقيقة والسراب» وفى المسرح «الطريق المسدود» و«أرض النفاق» و«شىء فى صدرى» و«مطار الحب».

عاش قصة حب مع ليلى طاهر، أثناء تصوير مسلسل «الحب الكبير»، ولكن تم الطلاق ثلاث مرات ليتم بعدها الانفصال نهائياً، بعد زواج دام لأربع سنوات ثم عاش قصة حب مع ​نادية إسماعيل​ ابنة الأميرة فوزية امبراطورة إيران السابقة وابنة فؤاد الأول شقيقة الملك فاروق، التى التقى بها فى حفل عيد ميلاد وبالطبع رفضت أسرتها الزواج منه، كان والدا نادية يخشيان على حياة ابنتهما مع شخص يمتهن التمثيل ويعيش حياة لم يألفاها؛ لكن الفتاة أصرت بشكل شديد حتى سمح لشعبان بمقابلة والدها إسماعيل شيرين؛ الذى وافق على الزواج وتمت الخطبة ثم الزفاف. وعاش الثنائى فى شقة بحى الزمالك، ولكنهما انفصلا سريعاً أثناء حملها بابنتها التى أطلقت عليها اسم «سيناء» التى تخرجت فى كلية الآداب، جامعة الإسكندرية، وتزوجت من رجل أعمال، وحضر والدها حفل زفافها. الزيجة الثالثة كانت لإمرأة كويتية «إيمان» التى أنجب منها ابنته زينب وابنه مراد.

تعرض لأزمة فنية فى عام 2014، بعد تصريحاته بأن حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين أصوله مغربية وتدين باليهودية، مما أغضب منه الجمهور المغربى لكنه عاد ليوضح بأن الديانة اليهودية ليست أمراً سيئاً. التقى بالرئيس مبارك وداعبه وقتها، حيث قال له (أنت مزعل زينب ليه يا حافظ.. إلا زينب.. محدش يزعلها أبدًا)»؛ قاصدًا دوره فى مسلسل «الشهد والدموع»..وكان يوسف شعبان معجبا بالرئيس أنور السادات ويراه أسدًا ورجلًا فى قراراته والدولة كانت تحتاجه وقتها.

يوسف شعبان كان من المفروض أن يشارك فى مسلسل «خالد بن الوليد» بتقديم شخصية «الوليد بن المغيرة» مع الفنان عمرو يوسف، إلا أن العمل تم تأجيله، وللأسف جاء وقت الرحيل قبل أن يستكمل تصوير دوره فى مسلسل «ملوك الجدعنة» المقرر عرضه فى رمضان عام 2021.