رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يوسف شعبان صاحب المائة وجه فى السينما والدراما

بوابة الوفد الإلكترونية

وصف الإخوان بالفئة الضالة وتجار الدين

أعلن اعتزاله الفن بسبب صنّاع الدراما.. ورفض المسلسلات بشكلها الحالى

أنصفته «شادية» أمام «حليم»

نجح الفنان الراحل الكبير يوسف شعبان أن يصنع لنفسه مكانة فنية مميزة على مدار رحلة طويلة من الفن استمرت لأكثر من 60عامًا. كان صاحب طلة خاصة وموهبة تتسم بالفطرة والتلقائية والبساطة والأداء بطريقة السهل الممتنع. صنع من بأدواره الفنية تاريخًا سيظل محفورًا فى الوجدان واستطاع خلال هذه المسيرة الحافلة أن يقدم فنًا يجسد الشخصية المصرية الأصيلة التى غابت عن الدراما الآن بداية من مسلسل: «عيلة الدوغرى، المال والبنون، الشهد والدموع، ليالى الحلمية، الضوء الشارد، العائلة والناس، جنة ونار»، وغيرها من بين نحو 130 مسلسلًا وفيلمًا سينمائيًا بداية من فيلم «زقاق المدق، الدنيا على جناح يمامة، معبودة الجماهير، للرجال فقط، ليلة القبض على فاطمة».

كان صاحب شخصية ورأى خاصة فى الإخوان وكيف وصفهم بأنهم انتهازيون وفئة ضلال فى مصر، عانى فى آخر سنوات عمره من الإبعاد القسرى عن شاشة الدراما مثل الكثير من نجوم جيله وطالب بضرورة عودة إنتاج الدولة فى الدراما حتى يتمكن جيل الكبار من العمل لأنه كان يعتبر أن الكاميرا هى العشق الأول والأخير للفنان وأن العطاء ليس له عمر وأعلن اعتزاله أكثر من مره بسبب الإبعاد القسرى عن الشاشة.

عندما تشاهده فى عدد من أدواره تظن أنه يبالغ فى الأداء ويلفت الأنظار بصوته وشكله المختلف. لكن كانت هو طبيعته الأداء بالفطرة والتمثيل بطريقة السهل الممتنع ونبرة صوته ماهى إلا ترجمة لحماسه وعشقه للفن والتمثيل حتى أصبح غول تمثيل وسارق الأنظار فى كل مشهد يقدمه ويفرض نفسه بأدائه المختلف ليكون فى الصف الأول مهما كانت مساحة الدور الذى يؤديه.. شهدت بدايته السينمائية تميزًا واضحًا فى فيلم «معبودة الجماهير» أمام الراحلين شادية وعبدالحليم حافظ، الذى حكى لى الفنان الكبير عن كواليس ترشحه لهذا الدور وكيف آمنت شادية بقدراته كممثل وأصرت على وجوده بالفيلم وكيف كانت علاقته بالعندليب ومحاولته تطفيشه حتى نجح الفيلم وكانت بداية صداقة قوية بين الثلاثى شعبان وشادية وحليم.

تغلبت «كورونا» اللعينة على جسده وأودت بحياته فى أيام قليلة. رحل يوسف شعبان فى عمر الـ90 عامًا قضى منها أكثر من 60 عامًا من النجاح والنجومية. وترك فنًا يخلد مدى الحياة التى عاشها بكل تفاصيلها واكتسب الشهرة لكنه أعطى المتعة والفن الراقى حتى تخلت عنه الدراما وعن عدد كبير من جيله وحرمته الاستمرار فى عشقه الأول والأخير وهو التمثيل والعطاء حتى أعلن الاعتزال أكثر من مرة. كرمه الجمهور ونسيته المهرجانات ليبقى جمهوره وحده الذى يعرف قيمته وتاريخه وفنه.

وعندما سألته رغم كل هذه القدرة الكوميدية لماذا لا نراك فى عمل كوميدى فضحك قائلًا صوتى الجهورى كان يجعلنى أخاف من تجربة الكوميديا وقال معظم أدوارى فيها جانب من الكوميديا ولا أعترف إلا بكوميديا الموقف مثل دورى فى مسلسل «الوتد»، ومسلسل «الضوء الشارد» و«عيلة الدوغرى» وقال اعتبر القدرة الحقيقية على تقديم الكوميديا هو أن تجعل الجمهور يضحك وأنت فى قمة الأداء الجاد.

وعندما تقف أمام أعمال يوسف شعبان فى السينما والدراما تجد شخصيته المصرية الأصيلة طاغية الحضور وبرع فى تحويل الحوار على الورق إلى واقع يعايشه الجمهور. ففى السينما استمتع بأدائه أمام شادية فى فيلم «زقاق المدق»، وأفلام «ميرامار»،

«بائعة الحرايد»، «فى بيتنا رجل»، «للرجال فقط»، «ضربة شمس»، «حمام الملاطيلى»، و«الدنيا على جناح يمامة»، وغيرها من الأفلام التى كانت تحمل عمقًا فى أداء «شعبان».

كانت أدواره فى الدراما تحمل جوانب الشخصية المصرية الأصيلة التى تؤكد موهبته وكونه فنانًا بالفطرة. لا يفوتنا من هذه الأعمال بداية من روائع مسلسلاته «الشهد والدموع» ودور حافظ الانتهازى «ليالى الحلمية»، «المال والبنون» فى دور «سلامة فراويلا» ورائعة «الوتد» فى دور الحاج درويش، ودوره المتميز فى مسلسل عائلة الدوغرى ومسلسل «رأفت الهجان» فى الدور الوطنى لرجل المخابرات محسن ممتاز الذى سيظل محفورًا فى وجدان المشاهد، «الضوء الشارد»، «وهبى السوالمى». ومسلسل «العائلة والناس»، و«جنة ونار»، و«دموع فى حضن الجبل»، و«امرأة من زمن الحب»، و«ضمير أبلة حكمت»، وكان يرى أن الدراما التى قدمها جيله تختلف شكلًا ومضمونًا عن الدراما الحالية التى ابتعدت كثيرًا عن الواقع الحالى وتحمل جوانب العنف والقتل والفساد وبعيدًا عن الشخصية المصرية الأصيلة والعادات والتقاليد العظيمة فى المجتمع المصرى.

مسيرة يوسف شعبان الفنية الممتدة على مدار 60 عامًا تجد نفسك أمام مدرسة فنية حقيقية سواء فى السينما التى كان فيها أحد نجوم الزمن الجميل والدراما المتنوعة تؤكد أنه فنان يعتمد على الكيف وليس الكم له طابع خاص وشخصية فنية مؤثرة ومختلفة.

يوسف شعبان ظل لفترة طويلة نقيبًا للممثلين ساند خلالها عمل الممثلين المصريين ودعم حل مشكلاتهم وقدم دورًا إيجابيًا فى دعم الفن ومساندة الممثل من خلال رحلته كنقيب الممثلين فترة طويلة ولم يجد من يدعمه وكثيرين من نجوم جيله بعد أن ابتعدوا عن الفن قسرًا.

الراحل الكبير أعلن على الملأ ودون خوف أو مواربة رأيه فى الإخوان وهم فى السلطة ووصفهم بأنهم فئة ضالة وانتهازيون ومرضى سلطة وأفسدوا الحياة السياسية فى مصر وتاجروا بالدين لتحقيق أطماعهم. وكان يرى أن قوة مصر فى قوة جيشها وشعبها وأن الله منحها الحماية والستر بفضل وجود مخلصين من أبنائها نجحوا أن ينقذوها من الإخوان وفكرهم المتطرف الانتهازى مثل الرئيس السيسى الذى كان يعتبره هبة من الله. وأيضاً كان يريد قوة مصر فى مكانتها الفنية والإبداعية وتاريخها العريق فى الثقافة والفن والإبداع وهذا سر قوتها الناعمة.