رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أمجد مصطفى يكتب: أزمة موظف «الجونة»

بوابة الوفد الإلكترونية

«القاهرة السينمائى» جزء من تاريخ مصر الفنى.. أما «الجونة» لا يخص إلا «آل ساويرس»

 

كشف حضور جيرارد ديبارديو لمهرجان الجونة، وتكريمه من قبل إدارته، بمباركة كبيرة من نجوم الفن المصرى والعربى، الوجه الآخر لهؤلاء النجوم.. لأنهم جميعًا يرفضون فى العلن وأمام شاشات الفضائيات التطبيع الثقافى والفنى مع إسرائيل، بينما فى مهرجان الجونة يستقبلون، ويجلسون، ويتنفسون نفس الهواء الذى يتنفسه عاشق إسرائيل جيرارد ديبارديو، والأزمة هنا ليست فى شخصية الفنان الفرنسى، وكونه محبًا لإسرائيل، فهى حريته الشخصية التى لا يجب أن نتدخل فيها من قريب أو بعيد، فهو يحب إسرائيل بينما الفنان الراحل شعبان عبدالرحيم عبر عن وجهة نظر المصريين والعرب بقوله «أنا بكره إسرائيل».

وهذا أيضًا حقنا، وهذه الأزمة بالتأكيد سوف تواجه كل المهرجانات السينمائية خلال السنوات القادمة، لأن أغلب فنانى العالم فى أمريكا وفرنسا وكل دول العالم لهم علاقة بإسرائيل، وبالتالى نحن أمام مشكلة سوف تواجهنا كل عام.

بالأمس القريب وبالتحديد فى الدورة الـ40 حدثت أزمة كبيرة، فى مهرجان القاهرة السينمائى عندما قرر تكريم المخرج الفرنسى كلود ليلوش، وهبّ الوسط الفنى والثقافى وتم الاعتذار للرجل، وهذا العام تكرر الأمر لكن مع مهرجان الجونة، وهنا ظهرت الشيزوفرنيا، ما رفضناه فى القاهرة السينمائى قبلناه فى الجونة، نفس المعارضين للتطبيع هم من كانوا يجلسون بالقرب من جيرارد.

أزمة حضور هذا الفنان الفرنسى للجونة، لم تكشف فقط نجوم الوسط الفنى، بل كشفت أيضًا كيفية تعامل إدارة هذا المهرجان، السيد أمير رمسيس أحد العاملين بالمهرجان، الذى تحدث على إحدى الفضائيات، مهاجمًا من انتقدوا حضور هذا الفنان الفرنسى للمهرجان، قائلًا: «المعارضون للتكريم يشكلون حملات مغرضة ومتاجرة رخيصة بالقضية الفلسطينية، وهم أيضًا يعبرون عن رغبات انتقامية لعدم دعوتهم لحضور المهرجان، وهو تصريح لا يليق من مخرج واعد، وكنت أتصور أن إدارة المهرجان وصاحب المهرجان سميح ساويرس سوف يخرج بيان اعتذار عن كلام أحد موظفيه فى المهرجان، لأن هذا الموظف اتهم كل من انتقد الأمر بأنه انتقام لعدم دعوته للمهرجان.

وهو أمر لا يليق بمسئول فى مهرجان من المفروض أنه كبير، ويتبع مؤسسة آل ساويرس الاقتصادية، ورجال الاقتصاد يعون قيمة الكلمة التى تخرج من اللسان.

وهنا أسأل أمير رمسيس: هل حضرتك تعلم نوايا كل من هاجموا حضور هذا الفنان الفرنسى؟ ربما يكون مهرجان آل ساويرس يمثل حضوره حلمًا للبعض، لكن بالنسبة لآخرين هو مثل كل المهرجانات المصرية مثل الأقصر للسينما الإفريقية، وأسوان لأفلام المرأة، وشرم الشيخ السينمائى، لكنه لا يقارن بالإسكندرية السينمائى، ولا وجه للمقارنة بينه وبين القاهرة السينمائى رغم محاولات آل ساويرس أصحاب مهرجان الجونة كى يعقدوا مقارنات ظالمة لهم قبل القاهرة السينمائى، لأن الأخير يمثل جزءًا من تاريخ مصر الفنى، أما الجونة فهو جزء من تاريخ آل

ساويرس وكفى.

حضور الفنانين المصريين والعرب أمر يخصهم لكن التطبيع ليس حلالًا فى مهرجان آل ساويرس وحرامًا على القاهرة السينمائى أو أى مهرجان آخر، أرى هنا ازدواجية فى المعايير، وكثير ممن شاهدناهم فى الجونة معروفون بوطنيتهم الشديدة.

أما أمير رمسيس الموظف فى الجونة السينمائى فأتصور أن اعتذارك واجب، ليس كل الصحفيين كما ادعيت وعلى ما يبدو أن حدود معرفتك هى شلة معينة ممن يتواجدون فى المهرجانات بصفة دائمة، وبالتالى فأنت تجهل معرفة مجموعة كبيرة، ممن لا يهمهم حضور الجونة أو غيره من المهرجانات سواء داخل أو خارج مصر، وكونك مسئولًا فى مهرجان يحتم عليك أن تكون أكثر وعيًا بكلامك، لأنه لا يعبر عنك بل يعبر عن كيان كبير.

أما على صعيد ما حدث فى الافتتاح من إعادة التوزيع الموسيقى لبعض عروض فرقة رضا منها حلاوة شمسنا، فهو تشويه لأعمال صاغها المبدع على إسماعيل، وهو واحد ممن شكلوا الوجدان المصرى بثراء موسيقاه، وبالتالى أن تتحول أعماله فجأة إلى ما شهدناه، فهو أمر غير مقبول لأن تلك الأعمال هى جزء من تراث مصر، وبالتالى أن تتحول موسيقانا إلى فكرة مجنونة كما قال الموزع الموسيقى مصطفى الحلوانى، واصفًا ما قدمه من إعادة توزيع لعمل مثل «حلاوة شمسنا» فهو أمر لا يستقيم من مهرجان مصرى من المفروض أنه يقدم الهوية المصرية، بكافة أشكالها، فالضيوف الأجانب ممن حضروا المهرجان، أتصور أنهم كانوا سينبهرون بالعمل الأصلى بشكل أكبر، لأنهم دائمًا يبحثون عن الجذور فى فنون العالم.

وكل دولة دائمًا عندما تقدم عمل فى الافتتاح تسعى إلى أن يكون خير معبر عن فنونها، وتراثها الفنى والثقافى.

هكذا هى كل المهرجانات الكبيرة حول العالم، حتى عند إعادة توزيع عمل موسيقى فهى تمنحه لمن يقدمه بالشكل الذى يليق بقيمة العمل وتاريخه، وبالتأكيد أعمال فرقة رضا تستحق اهتمامًا أكبر.