عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يحيى الفخرانى أيقونة الدراما المصرية

اسم النجم يحى الفخرانى صك نجاح على أى عمل فنى، بمجرد ظهور اسمه على التيتر يضمن المشاهد أنه سيرى عملاً مميزًا ومختلفًا، وبمجرد إعلان النجم الكبير يحيى الفخرانى عودته فى الماراثون الرمضانى 2021 بمسلسل «نجيب زاهى ذركش» تأكد الجمهور أنه ينتظر عملاً مبهرًا لا خلاف عليه.

يملك الفخرانى موهبة استثنائية فى فن اختيار الأدوار، فهو يبحث فى مناطق مغايرة داخل الواقع، وينقلنا بها إلى عالم مختلف، بمجرد عرض الحلقة الأولى تنجذب للعمل ولا يمكنك أن تتوقع ما الخطوات التالية، فهى قدرة جذب وإثارة للمشاعر وللعقول فى ذات الوقت بأداء بسيط تلقائى يتبع مدرسة السهل الممتنع.

قصة المسلسل الجديد منذ الاعلان عنها تؤكد اهتمام النجم المخضرم بالقضايا الاجتماعية، حيث تدور أحداثها حول رجل غنى يقرر أن يتبنى 3 أبناء بعد مخالفة أبنائه الأربعة له، ليقيم من بعدها ملجأ لرعاية أطفال الشوارع.

الفخرانى يسخر طاقته الإبداعية كاملة للكشف عما بداخله من موهبة تتجدد بمرور السنوات، وفى هذا العام قرر اختيار قضية تجمع بين عقوق الأبناء للآباء وفى نفس الوقت أزمة أطفال الشوارع والأبناء غير الشرعيين، ورغم أن القضيتين تناولهما النجم الكبير فى أعمال مختلفة كل على حدة، فناقش عقوق الأبناء فى مسلسل «دهشة» المأخوذ عن «الملك لير» للروائى العالمى شكسبير، وأيضًا أطفال الشوارع والأبناء غير الشرعيين الذى ناقشها فى مسلسل « للعدالة وجوه كثيرة» والذى جسدها الكاتب الكبير مجدى صابر بحرفية شديدة فى التعامل مع مستقبل الأبناء غير الشرعيين بشخصية جابر مأمون نصار، إلا أن القضية الجديدة التى سيتناولها الفخرانى فى عمله الجديد من المؤكد انها تضمن تناولاً جديداً ومختلفاً يضيف لنجاحه فى القدرة على مزج القضايا الاجتماعية بالفلسفية والصوفية لينتج عملا مليئاً بالشجن والواقعية.

المبحر فى أعمال الفخرانى يجده يجيد اختيار أدواره التى تستفز قدراته فيمتع جمهوره ومحبيه بأداء راق، وفى نفس الوقت يختار فريق عمله فتراه متجدداً وهو يرى أن النجم لا بد أن يتدخل فى اختيار فريق العمل لأن النجاح الدرامى نجاح جماعى، وفى المسلسل الجديد ما زال يعلن عن وجوه شابة يتعامل فيها كعادته واختار الفنانين الشباب رامز أمير وإسلام إبراهيم وكريم عفيفى كوجوه جديدة يجسدوا دور أبنائه، وهم وجوه مبشرة حققوا نجاحاً كبيراً فى الآونة الأخيرة بالتعاون مع النجمتين هالة فاخر وأنوشكا التى تلعب كل منهما أدواراً جديدة، بإدارة المخرج شادى الفخرانى الذى كون دويتو ناجحاً مع والده وسيناريو الكاتب الكبير عبدالرحيم كمال الذى شارك الفخرانى أيضًا فى أهم أعماله دهشة والخواجة عبدالقادر وونوس وشيخ العرب همام.

الفخرانى علامة فارقة فى تاريخ الدراما التليفزيونية، منذ ظهوره الأول فى مسلسل «أيام المرح» عام 1975 ثم مسلسل أبنائى الأعزاء شكرا عام 1979 لمع نجمه وأصبح معروفًا للجماهير بدور الابن الكبير رأفت، قصد بأدائه أن يلتحم مع الجمهور لأجل فنه فقط لا من أجل شكله واهتمامه بمظهره، وتلا هذا العمل مجموعة ناجحة من الأدوار الجماعية استطاع ان يظهر فيها نجوميته من بينها «صيام صيام»1980، الذى قدم فيه شخصية «صيام» الذى يعدل كل يوم سلوكاً خاطئاً من سلوكياته المرتبطة بالصيام

وبرز فيه رغم مشاركة عدد كبير من النجوم فى العمل، وبعدها «الخروج من المأزق»، «لما التعلب فات»، «نصف ربيع الآخر»، وتجسيده لشخصية عبدالمتعال محجوب فى مسلسل «لا»، ودوره فى مسلسل «زيزينيا» بجزأيه الأول والثانى، لتصبح مرحلة التسعينات الوهج الحقيقى الذى جعل منه نجم الدراما الأوحد.

ويعتبر شخصية الباشا الأرستقراطى سليم البدرى فى مسلسل «ليالى الحلمية» هى الشخصية الأكثر شهرة فى مسيرته والأكثر نجاحا وحبا من الجماهير على مستوى الوطن العربى بأكمله خاصة أننا تعايشنا معها فى عدة أجزاء كانت انجح من بعضها.

ولا يمكن أن نغفل علاماته البارزة «جحا المصرى»، و«شرف فتح الباب» وأداءه العالمى لشخصية رحيم المنشاوى فى مسلسل «الليل وآخره»، وسكة الهلالى وهى الأعمال التى ناقشت قضايا اجتماعية صارمة أبدع فيها لصناعة علاقة خاصة مع مشاهده.

بعدها تفرد الفخرانى، ليقدم العديد من الشخصيات الناجحة فقد الكوميديا فى «حمادة عزو» فى المسلسل الشهير «يتربى فى عزو» كما قدم الصعيدى فى شخصية همام أميـر الصعيد وزعيم قبائل الهوارة فى القطر المصرى فى المسلسل الناجح أيضا «شيخ العرب همام، ليتبعه بنقطة تحول حقيقية بمسلسل دهشه ليعيد فيها تقديم شخصية الملك لير وينافس نفسه بأداء درامى مسرحى لشخصية ارتبطت به مسرحياً وارتبط بها نفسياً، ووصل الفخرانى لقمة الإبداع فى تقمص شخصية الخواجة عبدالقادر فى مسلسل حمل نفس الاسم، وقدم خلاله شخصية عجوزٍ سكير لديه نزعةٌ انتحاريةٌ لكن تتحول حياته بعد دخوله الإسلام وهو العمل الذى وصلت نزعته الفلسفية لقمة النجومية لدرجة جعلت المشاهد يشعر بأنه على طبيعته وفطرته، ليتبعها بشخصية الشيطان ونوس  والذى قدم فيها معالجة لشخصية «فاوست» الأدبية بطريقة مصرية فى إطار دراما اجتماعية، جعلته يتفوق على نفسه ويضع نفسه فى مصاف النجوم العالميين، وآخر أعماله بالحجم العائلى الذى عاد به للكوميديا برقة شديدة يناقش موضوع بسيط وهو جمع أبناءه حوله بطريقة كوميدية وهو أداء السهل الممتنع الذى اعتاد عليه.

الفخرانى يجيد إمتاع جمهوره، يغيب حين يرى أن المعروض لا يناسبه، ويعتبر إبهار جمهوره هو هدفه الأسمى، لذلك ننتظر جديده دائمًا.