عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بعد انتشار كورونا.. لماذا يُقبل الجمهور على أفلام نهاية العالم ؟

عقب انتشار فيروس كورونا المستجد في جميع أرجاء البلاد وتهديده لمعظم سكان العالم ووسط حالة الذعر والهلع التي يعيشها الكثير من الشعوب، نتوقع أن يرغب الكثير في مشاهدة أعمال تنسيهم الواقع المؤسف الذي نحياه جميعًا لكن ما نجده على أرض الواقع هو إقبال الكثير من الجمهور داخل مصر وخارجها على مشاهدة أعمال نهاية العالم والأفلام التي دارت حول تفشي أمراض تقضي على البشرية والتى يضم تراثنا الفني الأجنبي بها. 

 

منذ أقل من أسبوع ووسط حالة الرعب التي نعيشها قامت قناة " أم بي سي 2 " بعرض أكثر من فيلم عن نهاية العالم وعلى الرغم من وجود بعض الاستهجان من هذا الفعل من قِبل بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلا أن الإقبال على مشاهدة تلك الأفلام كان كبير لدرجة جعلت القناة الأعلى بحثًا في مصر والسعودية في اليوم التالي لعروض للأفلام.

 

ليس هذا فقط فهناك فيلم " contagion " والذي تدور أحداثه حول تفشي مرض متحور من الأنفلونزا يقضي على عدد كبير من سكان العالم ويبدأ من هونج كونج أصبح الأكثر بحثًا على مؤشر البحث جوجل وتصنيفه من ضمن فئة الأكثر مشاهدة على إحدى أشهر منصات مشاهدة الأفلام المجانية، ليس هذا الفيلم فقط كذلك فيلم 2012 والذي تدور أحداثه عن نهاية العالم أصبح " تريند " وهذا يعني كثرة مشاهدته. 

 

وبسبب إقبال الجمهور على مشاهدة تلك الأعمال قامت إحدى أشهر منصات المشاهدة الأونلاين لتحديث تصنيفاتها للأفلام ووضع فئة جديدة تدعى " افلام نهاية العالم " وهو الأمر الذي يمكن بسهولة ترجمته لكثرة مشاهدة تلك الأعمال، وهذا يجعلنا نطرح تسائل واحد لماذا يقبل الجمهور على مشاهدة تلك الأعمال في هذا التوقيت عوضًا عن الأفلام الكوميدية ؟ 

 

لنجيب على هذا التساؤل كان لابد لنا من سؤال المتخصصين وقد حلل الكاتب والمعالج النفسي محمد فايق هذا السلوك بأن الناس في الطبيعي تميل للأحداث المثيرة انفعاليًا لذلك نجد انتشار سريع للأخبار المتطرفة، وفي هذا التوقيت افلام نهاية العالم مادة دسمة جدًا انفعاليًا.

 

أضاف "فايق" إن المواطنين يرغبون في الفهم فالمجهول مرعب لأي شخص فمن المحتمل أن يذهب المشاهد لتلك الأعمال بغرض إيجاد تفسير لما يحدث في الواقع أو محاولة لتوقع شكل المستقبل المجهول، هناك ايضًا سبب آخر وهو الحصول على جرعة أمان عقب مشاهدة تلك الأعمال فالوضع السيء يحدث على الشاشة ليس في الواقع وهو نفس الهدف من مشاهدة افلام الرعب. 

 

اتفقت المعالجة النفسية دعاء عبد الرحمن مع كلام محمد فايق : " قائلة إن مشاهدة هذا النوع من الأعمال

يطلع الناس على السيناريوهات المحتملة إذا ما انتهى العالم بالفعل، كذلك مشاهدة تلك الأعمال تفرغ مشاعر الخوف في الفيلم فالمشاهد يعيش مع أحداث الفيلم المأسوية التي ليست لهذة الدرجة في الواقع".

 

وتابعت : "على عكس مشاهدة الأفلام الكوميدية التي تتطلب استعداد نفسي لمشاهدتها والضحك على مشاهدها وسط حالة الذعر الموجودة فإذا حدث وشاهد شخص مذعور من الواقع فيلم كوميدي لن يستطيع اكمال المشاهدة أو على أقل تقدير لن يستطيع التفاعل مع الفيلم ولن يدوم تأثير العمل عليه بسبب الشعور بالقلق والتوجس. 

 

وأضافت المعالجة النفسية أسماء علاء الدين تحليلها لهذا السلوك قائلة إن الناس ترغب في متابعة سيناريوهات طرحت بالفعل بدل من تخيل ما يمكن إن يحدث، كذلك عندما يشعر الشخص بالقلق من المجهول يلجأ لرؤية ما يمكن أن يحدث فمهما كان هذا السيناريو صعب إلا إن معرفته تعمل على تهدئة الذعر. 

 

أما عن وجهة نظر الجمهور المحب لهذا النوع من الأفلام فتقول مروة هشام : " أنها تحب الأثارة والأكشن المتواجدين بكثرة في هذا النوع، وهو الأمر الذي تؤكده نانسي لطفي بالإضافة لجودة التصوير والإخراج في تلك الأعمال". 

 

بالطبع التيمة الخاصة بنهاية العالم هي إحدى التيمات المضمونة تجاريًا فيقبل عليها الجمهور في كل الأوقات لذلك نجد رصيد كبير من تلك الأفلام وعن سبب عدم وجود أعمال مصرية تدور حول نهاية العالم يوضح السيناريست والناقد الفني نادر رفاعي: " إن نجاحها في مصر غير مضمون لأنها مأساوية والجمهور يرغب في مشاهدة أعمال مسلية على الرغم من مشاهدتهم لنفس النوع من الأعمال الأجنبية لكن يصعب عليه تقبل هذا النوع في فيلم مصري، بالإضافة لصعوبة تنفيذ تلك الأفلام في مصر نظرًا لضخامة إنتاجها.