عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دون كيشوت السينما «تيرى جيليام» المتنازل عن الجنسية الأمريكية

بوابة الوفد الإلكترونية

مبدع عاشق الإبحار فى عالم الخروج عن المألوف؛ له قدرة فائقة على خلق عوالم من الخيال من المستحيل أن يراها غيره؛ ولكنه يحولها بأفكاره ولمساته؛ ورؤيته الثاقبة لصورة جمالية للبوح عما هو فوق الطبيعة المرئية؛ إنه المكرم فى الدورة الحادية والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائى المخرج وكاتب السيناريو البريطانى تيرى جيليام الحائز على جائزة فاتن حمامة التقديرية عن مجمل أعماله تقديرًا لمسيرته المهنية الممتدة لأكثر من أربعة عقود؛ وأحد أعضاء مونتى بايثون؛ مبدع 12 فيلمًا؛ الحاصل على الجنسية البريطانية فى 1968 والمتخلى عن الجنسية الأمريكية رسميًا فى 2006.

إنه المخرج الذى حقق حلم عمره وهو 76 عامًا وأخرج «الرجل الذى قتل دون كيشوت»؛ الذى عمل عليه منذ عقود. ويعد الفيلم أشهر المشاريع السينمائية التى تعثرت كثيرًا فى الانتقال إلى حيز التنفيذ وكانت محاولة أولى لاقتباس الرواية الصادرة فى القرن السابع عشر للكاتب الإسبانى ميجيل دو ثرفانتيس مع الأمريكى جونى ديب والفرنسيين جان روشفور وفانيسا بارادى، وفشلت سنة 2000 فى إسبانيا جراء سلسلة من الكوارث؛ حيث جسد الممثل الأمريكى آدم درايفر دور وكيل إعلانى يعود إلى إسبانيا ويجد رجلاً يدعى أنه دون كيشوت ويجسد الدور الممثل البريطانى جوناثان برايس. وشارك فى الفيلم أيضًا الممثلة الفرنسية من أصل أوكرانى اولجا كوريلنكو؛ وقد طرأت تغييرات كثيرة على طاقم الفيلم على مر السنين.

وفى نوفمبر 2000، اضطر جيليام لوقف التصوير لأسباب مختلفة؛ فقد حولت أمطار غزيرة موقع التصوير إلى مستنقع وأتت على الديكور؛ أما الممثل الفرنسى جان روشفور الذى كان مقررًا أن يلعب دور دون كيشوت فقد عانى انزلاقًا غضروفيًا منعه من ركوب الخيل فى وقت كان من المفترض أن يمضى وقتًا طويلاً على صهوة الجواد؛ واكتشف جيليام لدى وصوله إلى موقع التصوير أن الطائرات النفاثة فى قاعدة مجاورة لحلف شمال الاطلنطى كانت تحدث ضجيجًا قوياً كل خمس عشرة دقيقة.

هذه الإخفاقات الكبيرة فى مسيرة التصوير تم تخليدها فى عمل وثائقى لكيث فوتون ولويس بيبى اللذين كلفا فى بادئ الأمر بتصوير عمل عن كواليس تصوير الفيلم تحول بشكل ساخر إلى وثائقى يوثق عدم إنجاز الفيلم. أما الفيلم الدرامى فهو كوميدى من نوع المغامرة صدر أخيرًا عام 2018 من إخراجه وكتبه جيليام وتونى جريسونى، وأنتج بعد عدة مرات على مدار 29 عامًا، حتى وُصف بـ«لعنة دون كيشوت» لأن غالبية المخرجين السينمائيين الذين سعوا إلى صنع أفلام مستمدة بشكل مباشر من هذه الرواية لم يكونوا قادرين على إنجازها لأسباب عديدة جعلت الكثيرين منهم يتجنبون بكل الطرق الدخول فى مغامرة من هذا القبيل.

وقيل أكثر من مرة إن الممثل والمخرج الأمريكى الراحل أورسن ويلز تراجع عن تقديم الفيلم؛ ولكن المخرج البريطانى تيرى جيليام أصر على إنجاز الفيلم ليكتشف أن تلك اللعنة حقيقية بسبب المصاعب الكثيرة التى واجهته بداية من الحصول على منتج قادر على تمويل مشروعه؛ والعجيب أنه عندما جمع الأموال اللازمة لتصوير فيلم عنوانه «الرجل الذى قتل دون كيخوته» ظلت اللعنة ملازمة له؛ حتى أنجزه وشارك به فى مهرجان كان فى دورته الحادية والسبعين، حيث كانت أزمة أن باولو برانكو أحد منتجى الفيلم رفع شكوى للقضاء الفرنسى يوم 7 مايو ليلة افتتاح المهرجان طالب المنتج فيها المخرج بأن يقر بأنه هو الذى أنتج الفيلم قبل عرضه فى أى مكان.

من المعروف أن الرواية المعتمد عليها الفيلم برهنت على بداية الواقعية الأدبية والتى تمكن الفنان من إظهار كل ما هو ملحمى وغنائى وتراجيدى وكوميدى فى محاكاة ساخرة حقيقية لجميع الأنواع الأدبية. ووضعت الرواية بجزأيها الكاتب ميجيل دى ثيربانتس على خارطة تاريخ الأدب العالمى جنبًا إلى جنب مع كل من دانتى وشكسبير.

وفى عام 1957، قامت الشركة المتحدة للإنتاج فى أمريكا بالتعاقد مع الكاتب ألدوس هكسلى ليكتب سيناريو قصة تستند إلى رواية الكيخوتى ومن بطولة مستر ماجو، من أشهر شخصيات الرسوم المتحركة.

وفى عام 1990، قامت المنتجة حنا باربيرا بعمل سلسلة من الرسوم المتحركة لتقديمها فى التليفزيون، وتم تقسيمها إلى ست وعشرين حلقة، وكل حلقة مدتها ثلاثون دقيقة مستوحاة من الكيخوتى، وتحمل عنوان دون كيوتى وسانشو باندا. وكانت أول تجربة سينمائية من قبل المنتجة الفرنسية جومون عام 1898 بعد معالجة رواية دون كيخوتى دى لا مانتشا، وتناولت مشهدًا وجيزًا تحت اسم دون كيخوتى. وقامت المنتجة الفرنسية باث بإنتاج مغامرات دون كيخوتى دى لا مانتشا، من إخراج لوسيان نونجى وفرديناند ثيكا عام 1903، تم؛ وقامت بعمل نسخة ملونة يدويًا، والتى قامت بها بإعادة إنتاج بعض فصول الرواية. وفى عام 1905 فى إسبانيا تم إدراجها فى سجلات الاحتفال بالذكرى المئوية الثالثة لصدور النسخة الأولى من العمل.

ويأتى الفيلم الإسبانى للمخرج نارثيسو كوياس عام 1908 على قمة الأفلام القديمة المستوحاة من نصوص ثيربانتس، ويعد كوياس أيضًا هو مخرج النسخة السينمائية الصامتة لـ دون كيخوتى عام 1908. وكانت واحدة من أبرز حالات ظهور شخصية دون كيخوتى فى الأعمال السينمائية فى فيلم دون كيخوتى عام 1923 للمخرج البريطانى موريس إليفيى، ومن بطولة اثنين من كبار ممثلى السينما الصامتة وهم جيرالد روبرتشاو وجورج روباى، الذى اشتهر بمسرحياته الغنائية فى برودواى.

تمت معالجة فيلم دون كيخوتى سينمائيًا عام 1933 فى إنتاج فرنسى- بريطانى من قبل جورج ويليام بابست، والتى اُعتبرت واحدة من كلاسيكات السينما، وكانت بمثابة واحدة من أبرز أدوار الروسى فيودورشاليابين فى دور دون كيخوتى وجورج روباى فى دور سانشو بانثا، كما كان فى النسخة التى أخرجها موريس إليفاى قبل عشر سنوات، ورينيه باييرس فى دور دولثينيا.

وكانت المعالجة السينمائية للرواية، تحت الاسم ذاته، التى تمت فى الاتحاد السوفيتى عام 1957، ومن إخراج كل من جورج ويليام بابست وجريجورى كوزنتتيسف. كان عنوانها الرئيسى هو دون كيخوت والأبطال الرئيسيون هم نيكولاى تشيركاسوف ويورى تولوبويف.

ويبرز بالعمل تناول الصراع الطبقى بين طبقات الشعب المختلفة، حيث كانت سمة أساسية من سمات الأفلام الروسية فى ذلك الوقت، حيث غزو خليج الخنازير والذى كان جزءًا من الحرب الباردة والذى أدى بدوره إلى تأخر ظهورها فى الولايات المتحدة حتى عام 1961. واشترك فى هذا الإنتاج الرسام والنحات الإسبانى ألبرتو سانشيث، الذى تم نفيه إلى الاتحاد السوفيتى بعد الحرب الأهلية الإسبانية، بمساهماته ببعض الرسومات والأعمال النحتية.

وقام الإسبانى بيثنتى بإخراج فيلم دولثينيا عام 1962 من كتابة المؤلف الفرنسى جاستون باتى، فى إنتاج مشترك بين إسبانيا وإيطاليا وألمانيا، حيث لعبت ميلى بيركينس دور دولثينيا. وقدم المخرج الألمانى كارلو ريم معالجة تليفزيونية للعمل من جزءين؛ الأول يحمل اسم دون كيخوتى والثانى دولثينيا ديل التوبوسو عام 1965، إلا أنهما لم يظهرا على شاشة السينما.

كان الإصدار بالأساس مسلسلًا تليفزيونيًا مقسمًا إلى ثلاثة عشر فصلًا مدة كل منها ثلاثون دقيقة. وجاء تقسيم العمل إلى جزءين بمثابة نوع من الاستغلال التجارى. وأخرج

الكندى آرثر هيلر النسخة السينمائية رجل من لا مانتشا عام 1972، ولعب الإيرلندى بيتر أوتول دور دون كيخوتى، فيما لعبت الإيطالية صوفيا لورين دور دولثينيا. وقُدم الإصدار المسرحى من العمل بأكثر من خمسين لغة، ولعب الممثلان الإسبانيان خوسيه ساكريستان والمطربة بالوما سان باسيليو دوري البطلين فى المونتاج الإسبانى للفيلم عام 1997.

ومن أهم أعمال تيرى جيليام«12 قردًا»12 Monkeys؛ فيلم خيال علمى تم إنتاجه فى الولايات المتحدة وصدر فى سنة 1995؛ من بطولة بروس ويليس ومادلين ستو وبراد بيت وكريستوفر بلامر وديفيد مورس. وهو مستوحى من فيلم الخيال العلمى الفرنسى القصير الرصيف الذى كتبه وأخرجه كريس ماركر سنة 1962. قصة الفيلم تدور حول شخص يدعى «جيمس كول» مجرم سجين فى زمن ما فى المستقبل، فى عام 1996-1997 تتعرض الأرض لفيروس خطير يقوم بقتل البشرية مما جعلهم يعيشون تحت الأرض لتجنب هذا الوباء، هنا وفى العودة إلى السجين جيمس كول تحت الأرض يقوم العلماء بإعطاء كول فرصة لتخفيف مدة حكمه وذلك من خلال إرساله إلى الماضى لمعرفة خطة المنظمة الإرهابية المعروفة باسم «جيش الاثنى عشر قردًا» ومهمته هى أن يحصل على عينة أولية من هذا الفيروس حتى يمكن العلماء من صنع علاج مضاد، جيمس كول بدأ يعانى من أحلام وكوابيس سيئة خصوصا الحلم الذى يبدأ فيه الفيلم وينتهى به، الحلم فى البداية شخص يطارد بالمطار ويسقط بعد إطلاق نار، ولا يتذكر سوى هذه المشاهد.

وهناك فيلم الخوف والبغض فى لاس فيجاس 1998، بطولة جونى ديب وبينيشيو ديل تورو. بلغت تكلفة إنتاج الفيلم حوالى 18. 5 مليون دولار، بينما حقق إيرادات تقدر بـ 13. 7 مليون دولار. وهناك فيلم مونتى بايثون والكأس المقدسة (Monty Python and the Holy Grail) 1975 بالمملكة المتحدة من بطولة وتأليف جرهام تشابمان؛ ويتناول الفيلم بأسلوب ساخر جدًا قصة واحدة من أهم الأيقونات فى الميثولوجيا البريطانية، وهى الملك آرثر وفرسان الطاولة المستديرة، وقد عزموا البحث مع ملكهم عن الكأس المقدسة. ونجح الفيلم فى احتلال المرتبة 88 من فى قائمة أفضل 250 فيلمًا أجنبيًا. كما يتمتع بتقييم عالٍ على موقع قاعدة بيانات الأفلام على الإنترنت.

أما خيالات دكتور بارناسوس فهي فيلم خيالى لعام 2009 كتبه جيليام وتشارلز ماك كيون؛ وهو آخر أفلام الممثل الأسترالى الراحل هيث ليدجر ولم يكمل تصوير الفيلم مما وضع تيرى جيليام فى مأزق وكان الحل بالاستعانة بثلاثة ممثلين آخرين لإكمال الدور بعد أن تم تعديل النص وهم جونى ديب وجود لو وكولين فاريل وقد تبرع النجوم الثلاثة بأجورهم لابنة النجم الراحل ذات العامين؛ الفكرة فانتازيا عن الدكتور بارناسوس الرجل الموهوب صاحب فرقة مسرحية متنقلة تؤدى عروضها الممتعة ملهبة خيال الجماهير أينما حلت ولكنه يحمل فى داخله سرًا أسود دفينًا يربطه بكائن شيطانى يدعى السيد نك كان قد عقد معه صفقة تمنح الدكتور حياة أبدية ولكن وبعد قرون من الحياة رأى فيها الدكتور كل شيء عقد معه صفقة أخرى يتخلى فيها عن الحياة الأبدية مقابل أن يعيد له شبابه ليتمكن من الزواج من الفتاة الشابة التى يحبها وكان شرط السيد نك بأن يعطيه الدكتور الابنة التى سيحصل عليها الدكتور من هذا الزواج فى تاريخ ميلادها السادس عشر؛ ويأتى اليوم الذى يحل فيه ذلك التاريخ وصار لزامًا على الدكتور الوفاء بعهده. الفيلم تم عرضه فى العديد من المهرجانات منها مهرجان كان وميونيخ وتوروتنو.

أما فيلمه نظرية الصفر The Zero Theorem فهو فيلم روائى طويل أُصدر فى المملكة المتحدة سنة 2013، بطولة كريستوف فالتز، مات ديمون، تيلدا سوينتون وبيتر ستورمار، عن هاكر كمبيوتر يبحث لاكتشاف سبب وجود الإنسان. وبلغت تكلفة إنتاج الفيلم حوالى 13. 5 مليون دولار. وحذر تيرى جيليام من أن عالم تكنولوجيا الإنترنت الجديد الشجاع قد لا يكون هو وحده المتصدع.

وله أيضًا فيلم الملك الصياد (The Fisher King) هو فيلم كوميدى تم إنتاجه فى الولايات المتحدة، وصدر فى سنة 1991 بطولة روبن ويليماز وفيه نرى البطل وهو «دى جى» كان يعمل بالإذاعة يقرر الانتحار بسبب خطأ جسيم ارتكبه، لكنه يجد الخلاص فى مساعدة رجل مختل بلا مأوى كان ضحية لهذا الخطأ.

ويبهرك تيرى جيليام فىThe Adventures of Baron Munchausen فيلم خيالى للمغامرة لعام 1988 شارك فى تأليفه وإخراجه وبطولة جون نيفيل وسارة بولى وإريك إيدل وجوناثان برايس وأوليفر ريد وأوما ثورمانمستندا على الحكايات الطويلة حول النبيل الألمانى بارون مونشاوسن فى القرن الثامن عشر واستغلاله فى زمن الحرب ضد الإمبراطورية العثمانية.