رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

«عبور وانتصار» احتفالية في حب مصر ودرس للأجيال الجديدة

بوابة الوفد الإلكترونية

بين مشاعر الهزيمة والرغبة في الثأر.. بين اليأس والأمل في استرداد الأرض.. قدم المخرج محمد الخولي مسرحيته «عبور وانتصار»، التي تعرض حاليا على خشبة مسرح السلام.

العرض يحاول تقديم فكرة مبسطة للأجيال الجديدة عن حرب أكتوبر.. وكان من الطبيعي أن يستهدف العرض هذه الفئة العمرية وهو من إنتاج المسرح القومي للطفل.. وقد نجح مؤلف العرض وهو مخرجه أيضا في اقتناص فترة في غاية الحساسية من التاريخ المصري الحديث.. والتي تمثل بحق الخط الزمني الفاصل بين الهزيمة والنصر.. قبل انطلاق الحرب بعام واحد فقط.. ليبدأ في استعراض الأوضاع الداخلية للدولة في تلك الفترة مع مرحلة الإعداد الأخير للحرب.. وقدم العرض شرحا مبسطا للمجتمع المصري في تلك المرحلة، من خلال الحارة المصرية، التي قدمها في صورتها التقليدية شأن كل الأعمال الفنية التي تناولت تلك المرحلة.. ليستعرض العديد من النماذج الحقيقية بين من أصابه اليأس ويشعر بعدم الجدوى لأي شىء.. والأجيال الجديدة التي تتملكها الرغبة في الانتقام.. وباقي أهل الحارة الذين لم تشغلهم حياتهم اليومية عن هموم وطنهم ولا يملكون إلا الدعاء بالنصر. ونجح المخرج في الانتقال بين مشاهد الحارة ومشهدي القيادة في مصر ودولة الاحتلال بشكل سلس.. وقدم مقارنة جيدة بين آراء القيادة في الجبهتين عن الأحداث التي تركزت على خطة الخداع الاستراتيجي، وكيف كانت تعد هنا وتفسر هناك.. كما حاول تقديم شرح مختصر من خلال حوار القادة لعملية العبور، وكيفية التغلب على بعض الصعاب التي واجهتهم أثناء مرحلة الإعداد للعبور.

لم يغفل مؤلف العرض تيمة الحبيب الذي يعد حبيبة بالعودة بالانتصار وتنتظره في فستان الفرح.. والابن الذي يعد جدته بالثأر.. أما مشهد الحرب نفسه فقد اختار المخرج تجسيده من خلال شاشة عرض كبيرة قدمت مشاهد مصورة للضربة الجوية وعملية والعبور.

تميز العرض برشاقة الإيقاع وسهولة الانتقال بين المشاهد، ما جذب المشاهدين للأحداث.. في حين جسدت أغاني العرض حالة موازية للمشاعر على خشبة المسرح.. أما أغاني

عبد الحليم حافظ و«خلي السلاح صاحي» فشىء آخر، ألهب حماسة الجمهور وأعاد إليهم ذكريات الأيام الجميلة.. كما حاولت الإضاءة الفصل بين مشاهد الحارة وحالة التوتر في مراكز القيادة.. أما الاستعراضات فربما رداءة أزياء الراقصات أفسدت التمتع بالحالة التي من المفترض أن تحدثها الاستعراضات في العرض المسرحي.. وفي المجمل استطاع المخرج محمد الخولي تقديم ليلة خفيفة في حب مصر تتناسب مع احتفالات نصر أكتوبر وجمهورها المستهدف.. كما أحسن في تقديم صور قادة النصر على شاشة العرض بالتوالي بدءا من صورة القائد الشهيد محمد أنور السادات والتي أحدثت دويا في صالة العرض بمجرد ظهورها عرفانا وتقديرا من الجمهور للزعيم الراحل.

وبالطبع لا يفوتنا الإشارة للأداء المتميز للممثلين بالعرض بشكل عام، حيث أدى كل دوره كما يجب، والحضور المتميز للفنانين عبدالسلام الدهشان ومنير مكرم ومنصور عبدالقادر، وهاني كمال ومحمد عابدين وعادل شعبان وسعيد مختار وإيمان سالم وسكر شريف، أما الدور الذي لعبته شيماء نصار في دور الحبيبة فيبشر بصعود نجمة جديدة، وكذلك الأداء المتميز للطفل مازن علوان. وأخيرا أتمنى ألا أكون نسيت اسم أحد من أبطال العرض، الذي يكفيه أنه قدم محتوى جيدا تحتاجه الأجيال الجديدة وليلة مسرحية في حب مصر أعادت إلى الأذهان الكثير من اللحظات الجميلة في الذاكرة المصرية.