عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المسرحيون: أفريقيا ثرية بالفنون.. ومصر حاضنة لها

بوابة الوفد الإلكترونية

اختارت إدارة المهرجان فى دورته الجديدة المحور الأفريقى للاحتفاء به، ضمن احتفالات وزارة الثقافة، فنيا وثقافيا، باعتبار مصر رئيسا لمنظمة الاتحاد الأفريقى لعام 2019.

المسرح الأفريقى له خصوصية شديد الثراء، وما زال يحتفظ بشخصيته المتميزة، ولم يفقد هويته أمام المسرح الغربى، على الرغم من مراحل الاحتلال التى عانت منها الغالبية العظمى من الدول الأفريقية، ما جعله يحتل مكانة خاصة ضمن فعاليات مهرجان المسرح التجريبى المعاصر فى دورته الـ26.

شهدت الدورة الجديدة للمهرجان مشاركة واسعة من رواد وصناع المسرح فى أفريقيا، وذلك من خلال عدة فعاليات.

أولاها ندوة فكرية على مدى يومين استضافت خلالها كبار المسرحيين والنقاد والباحثين الأفارقة لمناقشة قضايا المسرح الأفريقى بدعم من المعهد الدولى للمسرح، اليوم الأول ناقش «المسرح الأفريقى -  حول إشكالية التعريف والتصنيف والنقد»، وتضمن محاور «الاتجاهات النقدية المعاصرة فى المسرح الأفريقى جنوب الصحراء»، و«قضايا النوع والهُوية فى المسرح والأداء الأفريقى المعاصر»، و«مداخل لدراسة المسرح الأفريقى» و«تكوين اللغة والسياسات فى المسرح الأفريقى ما بعد الاستعمار» و«مسرح المكان نحو التراث ومركزية المنهج فى المسرح الأفريقى»، و«الجسد الطقسى وديناميكية الأسطورة فى المسرح الأفريقى» و«تقنيات الحكى والعرض ما بعد الاستعمار».

وفى اليوم الثانى تناول «خصوصية المسرح فى أفريقيا ما بعد الاستعمار» وناقش محاور «تقنيات المسرح والأداء فى الدول الأفريقية ما بعد الاستعمار»، و«المسرح المعاصر فى أوغندا»، و«خصوصية المسرح الأفريقى فى القرن العشرين»، و«الديمقراطية الحديثة وصناعة العالم - حول المجال العام للمسرح التنموى فى زيمبابوى»، و«خلخلة الجنوب.. التفكير فى الممارسات التقليدية للمسرح الغربى لمعالجة البيئات الاجتماعية فى المسرح الأفريقى المعاصر ما بعد الاستعمار» و«وول شوينكا فى الخرطوم.. المسرح السودانى ومدرسة الغابة والصحراء»، و«تمثيل الأمة.. دمج العروض الثقافية بالمسرح فى إثيوبيا» و«المسرح الأفريقى من مفهوم الزنوجة إلى البحث فى تقاليد الممثل الأفريقى».

وكرم المهرجان فى دورته، 2 من صناع المسرح الأفارقة من بينهم الباحثة الأوغندية «جيسيكا قهوة» والمخرج الجزائرى زيانى شريف عياد.

قال السفير على مهدى، الأمين العام للهيئة الدولية للمسرح ITI: إن أفريقيا مادة ثرية فى الإبداع واهتمام مصر بالقارة السمراء إعادة لاكتشاف خيرات القارة، ويعتبر الفن والثقافة أحد روافد أفريقيا، فهى جوهرة القارات، وهيئة المسرح تهتم بفنونها وتركز عليها وتسعى لتقدمها للعالم، فالمسرح حياة بالنسبة للشعوب الأفريقية يخرجون ما بداخلهم من خلال المسرحيات كتعبير عن فرحهم وحزنهم، والمهرجان التجريبى اعطى لهم تقديرا خاصا بإقامة ندوات تناقش قضايا المسرح الأفريقى مع تقديم نماذج فنية للجمهور المصرى، الذى يتذوق الفن ويقدره.

وعبر المؤلف النيجيرى كينيه إيجوينو رئيس هيئة المسرح الأفريقى AFTA عن سعادته بالمشاركة فى الفعاليات وقال: إن محوره قضايا النوع والهوية فى المسرح والأداء الأفريقى المعاصر، وتحدث فيها عن أهمية الاهتمام المتزايد بالفنون الأفريقية وغير الغربية فى بلدان الشمال. ويحدث هذا على خلفية العولمة وتزايد المواجهات متعددة الثقافات، ما خلق بيئة مواتية للاعتراف بالتأثير العميق للثقافات الأفريقية على أشكال الفن الغربى بشكل عام. وتبعًا لذلك هناك ثمة وعى متزايد بتفرد النماذج الأفريقية الأصلية فى المسرح التى لا تتناسب بالضرورة مع النماذج المسرحية الأوروبية الأمريكية. تصدى هذا التطور بفاعلية لسمعة الأبحاث أوروبية السيئة التى افترضت أن المسرح كمؤسسة فنية لم يكن موجودًا فى مجتمعات إفريقيا ما قبل الاستعمار.

وعليه، يعمد هذا البحث بدءًا من الفرضية المذكورة أعلاه إلى معالجة القضايا السائدة المرتبطة بالنوع والهوية فى المسرح الأفريقى المعاصر وثقافة الأداء التى غالبًا ما تكون متحيزة لصالح الأعراف المسرحية الغربية. يدفع البحث بأن قضايا النوع والهوية تتوافق مع مفهوم يسوء فهمه من الناحية الاستعمارية، والذى فيه يجرى تصوّر المسرح وكأنه نوع أداء شامل يلخص المسرح والأداء فى أفريقيا. فى دراسة قضايا النوع والهوية فى المسرح الإفريقى المعاصر، سينظر البحث فى ثلاث مدارس فكرية فيما يتعلق بالطبيعة الأيديولوجية للمسرح والأداء الإفريقى المعاصر. ويخلص البحث إلى أن يبرهن ما هو عكس النهج المتبع فى الممارسة المسرحية الأفريقية المعاصرة الرامية إلى ترسيم حدود العروض المسرحية.

واشار المخرج الكبير فهمى الخولى الى جمال الفن الأفريقى بكل ما يحمله من مسرح أو فن تشكيلى وأيضاً

تراثى، فرغم بساطة البلاد الإفريقية إلا أن ميزتها تكمن فى بساطتها، فالمرأة الأفريقية مثلاً تتأثر بالطبيعة وترهن ذلك فى اعمال فنية، كما يحاول الفنان الأفريقى ان يوظف تراثه مسرحياً حتى يرسخ هويته التى ضاعت مع احتلال بعض الدول والسطو على خيراتها، فالمسرح عودة للجذور واستعادة الشخصية الأفريقية.

وقال «الخولى»: إن المهرجان التجريبى فرصة لتبادل الخبرات والتقنيات، من خلال الاحتكاك المباشر بين المصريين والأفارقة.

وأكدت ديبورا كاوى مؤلفة ومخرجة بأوغندا أن الشعب الأوغندى، على الرغم من تحضر الأوغنديين، إلا أنه ما زال متمسكا بأصوله وتقاليده القديمة والقصص والأمثال والألغاز، والأبطال الفلكلورية كونت المسرح كوسيلة تعبيرية.

 تراث شعب أوغندا الثقافى

وتعد الموسيقى والرقص جزءًا مهمًا من التراث الثقافى لأوغندا، وأشكال الرقص تختلف إلى حد ما حسب المجموعة العرقية ويشارك الناس من جميع الأعمار فى الرقص والأغنية فى سياق الطقوس الروتينية والاحتفالات العائلية والمناسبات المجتمعية، والرقص فى أوغندا مهم بشكل خاص خلال أوقات الخطوبة، وتحتوى العديد من الأسر فى أوغندا على الأقل على طبلة صغيرة مصنوعة من جلد البقر للاستخدام المنتظم فى الغناء والرقص، وراقصو أوغندا يتمتعون بالمهارة فى قدرتهم.

كما تحدثت الدكتور إيمان عز الدين إسماعيل عضو مؤسس لقسم الدراما والنقد المسرحي، كلية الآداب، جامعة عين شمس، والمشرف العام السابق على دار الكتب المصرية عن الاتجاهات النقدية المعاصرة فى المسرح الافريقى جنوب الصحراء، وقالت: نسعى للفت الانتباه إلى الاتجاهات النقدية بصفة عامة فى أفريقيا جنوب الصحراء، وعلاقتها بأوجه عدة تتحاشاها المركزية الغربية مثل اللهجات وتأثيرها، النشاط السياسى وحركات التحرر، وبالتالى سيصعب تخطى أسماء بعينها مثل ليوبيد سنجور، إيميه سيزار، فرانز فانون وإيميلكار جابرال، وهم من وضعوا أساساً وأثراً ثابتاً فى التقاليد النقدية فى أفريقيا وهم من يمكن أن نطلق عليهم بمفهوم جرامشى «المثقف العضوى» الذى أثر على الحركة النقدية بصفة عامة. وتسعى الورقة كذلك وانطلاقاً من التقاليد النقدية السابقة إلى البحث عن الاتجاهات النقدية الأدبية والمسرحية بصفة خاصة، فى أفريقيا جنوب الصحراء، ودورها فى خلق مسرح جديد.

إن المركزية النقدية الغربية أخفقت، فيما يخص المسرح الأفريقى، فى فهم الاختلافات الإثنية والدينية واللغوية، وحاولت توطين مفاهيمها المسرحية الاستعمارية، كتابة وعرضاً ونقداً، فى داخل المجتمعات الأفريقية الأصلية. ولكن منذ منتصف الستينيات ومع بزوغ اتجاهات مسرحية أفريقية خالصة، سواء على مستوى الكتابة أو العرض أو النقد، بدأت العودة إلى فنون الأداء الأفريقية التى طرحت جانبا الثنائية الغربية الخاصة بفن شعبوى يسعى إلى التسلية والهروب من الواقع، وفن نخبوى مدعوم غالبا من الحكومات، يسعى إلى التعليم والتوجيه. واستطاعت فنون الأداء الأفريقية الجمع بين هذين الطرفين عبر الأداء والرقص والموسيقى وبناء لغوى يسهل عن طريقه الوصول إلى المتلقى الأفريقى.