أحمد عبدالعزيز: أعشق التحدى.. وتحمست لرئاسة مهرجان المسرح لإحساسى بالمسئولية

نعانى من ضعف فى مستوى الكتابة.. والجيل الجديد يجمع بين الموهبة والذكاء

تكريم الكبار أمر ضرورى.. والفن قوة مؤثرة

فخور بالمشاركة فى مسلسل «كلبش».. وظروف كثيرة دفعتنى للغياب عن الساحة

يحتل الفنان الكبير أحمد عبدالعزيز مكانة كبيرة فى مربع المبدعين فقد توهج فى فترة التسعينات وقدم أعمالاً رائعة على شاشة التليفزيون، أعماله تعد علامات بارزة فى الداما العربية ومن الصعب ان تسقط من وعاء الذاكرة ومنها «المال والبنون، الوسية، من الذى لا يحب فاطمة، سوق العصر،

كما قدم أعمالاً متميزة فى السينما ويحسب له ان اخلص لفنه وخلص لجمهوره الذى راهن عليه ومنحه الحب والتقدير، بعد سنوات من الغياب عاد الفنان أحمد عبد العزيز إلى الساحة الفنية والرائع أنه عاد بنفس توهج البدايات فشارك فى مسلسل «أريد رجلاً والجزء الثالث من كلبش» أمام النجم أمير كرارة ونال أداؤه فى كل الأعمال التى قدمها بعد العودة إشادة من الجمهور والنقاد.

ومؤخراً تحمس الفنان الكبير أحمد عبدالعزيز لرئاسة الدورة رقم 12 من عمر مهرجان المسرح القومى الذى بدأت فاعلياته منذ أسبوع وبالرغم من ضعف إمكانيات المهرجان استطاع أحمد عبدالعزيز ان يمنحه لمسة ساحرة استوقفت الجميع فى حفل الافتتاح وفى اختيار أسماء المكرمين الذين غلبتهم دموع الفرح والحنين إلى أيام جميلة مضت.

التقينا بالفنان أحمد عبد العزيز الذى تحدث عن أسباب الغياب ودوافع العودة للعمل من جديد، وكشف عن التحديات التى واجهته فى الإعداد للمهرجان القومى للمسرح والأشياء السلبية التى طالت الدراما المصرية.. وإلى نص الحوار:

ــ بداية ما ردود الفعل التى وصلت عقب حفل افتتاح الدورة 12 من المهرجان القومى للمسرح؟

الحمد لله كل ردود الفعل إيجابية وتحمل إشادة بمستوى إخراج الحفل، كنت أشعر بالفخر والسعادة لوجودى بين أسماء كبيرة تستحق التكريم والإشادة بدورها العظيم طوال مسيرتها الفنية الطويلة، تعمدنا ان نتذكر الأسماء الكبيرة التى اثرت فى المسرح المصرى ولو بيدى لوضعت افيش كبير لكل فنان ساهم وأثر فى تاريخ المسرح المصرى

ـ كيف ترى مستوى العروض التى تشارك فى المهرجان؟

مصر دولة عمرها الفنى طويل وعريق لذا تجدها مليئة بالمبدعين فى التمثيل والإخراج والتأليف، مستوى العروض رائع جداً أغلبها يحمل أفكاراً براقة، وأتصور أن الميزة الحقيقية التى يقدمها المهرجان هى اتاحة الفرصة للوجوه الجديدة كى يعلنوا عن موهبتهم الفنية وأثق فى ان هذه الدورة بالتحديد سوف تفرز مواهب شابة قوية جداً.

ــ رغم نجوميتك الكبيرة فى فترة التسعينات قررت الابتعاد عن الساحة ما الأسباب؟

تعاملت من كبار الكتاب امثال اسامة انور عكاشة ومحمد صفاء عامر ومحفوظ عبدالرحمن وغيرهم، وفجأة وجدت مستوى الأعمال التى تعرض على ضعيفة جدا فقررت الابتعاد، ولكنى لم افكر فى الاعتزال لان الفنان الحقيقى لا يعتزل ويعمل حتى آخر لحظة من عمره، قررت الابتعاد حتى لا أقدم أعمالاً ضعيفة وهذا التصرف نابع من إحساسى بالمسئولية تجاه المشاهد العربى الذى أقدره وأحترمه.

ـ وهل كان قرار العودة للساحة الفنية سهلاً؟

أعتبر قرار العودة للساحة الفنية اصعب قرار فى حياتى، وضعنى هذا القرار فى حيرة شديدة، العودة بعد الغياب تكون أشبه بالبداية من جديد لذا يجد الفنان نفسه فى اختبار صعب لانه يريد ان يقدم أعمالاً فى وزن الأعمال التى قدمها فى الماضى ويريد أيضًا ان يلفت الأنظار لان الجمهور يتوقع منه ذلك لذا لا ابالغ إذا قلت اننى كنت اسبح فى دوامة كبيرة اثناء التفكير فى العودة

ــ وماذا شعرت بعد العودة والمشاركة فى أكثر من عمل ناجح؟

الحمد لله كل الأعمال التى قدمتها بعد سنوات من

الغياب استقبلها الجمهور المصرى بترحاب شديد جداً وهذا جعلنى اشعر بالرضا والارتياح وفى الوقت نفسه ضاعف من حجم المسئولية فالفنان الحقيقى لا يرضى الا بتقديم ما هو أفضل للناس.

ـ فى رأيك الفن متعة أم رسالة؟

الفن يجب أن يحتوى على المعنيين، يجب أن يحمل العمل الفنى رسالة حقيقية تؤثر فى وعى المتلقى ويلزم ان يتم تقديم الأعمال الفنية فى اطار شيق يشعر المتلقى بالمتعة أقصد أن العمل إذا كان مضمونه جيداً وأداء الممثلين رائعاً والإخراج يحمل رؤية سوف يؤثر فى المتلقى وهنا يجب القول إن الفن الحقيقى يحمل المتعة والرسالة.

* وهل تحققت كل هذه العناصر فى مسلسل كلبش أمام النجم أمير كرارة؟

- تحمست للمشاركة فى الجزء الثالث من مسلسل «كلبش» لعدة أسباب فى مقدمتها ان العمل كان قد حقق نجاحاً كبيراً فى الجزأين الأول والثانى، ثانياً ان موضوع المسلسل مثير ويحمل قيماً، ثالثاً أنه يضم فريق عمل رائع جداً فى مقدمتهم أمير كرارة، رابعا ملامح الشخصية التى اقدمها فى المسلسل جسدت شخصية لواء فى الدخلية يؤمن بحب الوطن ويتفانى فى واجبه مهما كانت التحديات.

* متى يؤثر الفن فى الواقع من وجهة نظرك؟

- الفن قوة لا يستهان بها فهو كما نقول دائماً قوة ناعمة تؤثر فى الناس وتساهم فى تنويع مداركهم وأفكارهم، لكن يجب أن يكون العمل الفنى جيداً ويحمل كل سمات وصفات الإبداع الحقيقى.

* تكريم اسم الراحل فاروق الفيشاوى يعد لمسة وفاء.. متى جاءت الفكرة؟

- فاروق الفيشاوى فنان كبير قدم أعمالاً فنية متميزة فى المسرح والتليفزيون والسينما وعندما رحل عن الحياة أصابنا بحزن كبير وكان من الضرورى تكريم اسم الراحل وكما قلت فى كلمتى فى حفل الافتتاح كنت اتمنى ان يكون بيننا على قيد الحياة ولكن عزاءنا انه رحل عن الدنيا وترك خلفه ميراثاً من الأعمال الفنية الجميلة التى تضمن له الخلود والبقاء فى ذاكرة ووجدان جمهوره العريض فى عالمنا العربى من المحيط إلى الخليج.

* ما رأيك فى التجارب المسرحية التى ظهرت فى السنوات الأخيرة مثل مسرح مصر؟

- هو مسرح ترفيهى ويحسب لهذه التجربة أنها افرزت جيلاً من الممثلين يمتلكون خفة الظل، لكن انا اميل إلى التجارب المسرحية البعيدة عن هذا اللون وبشكل عام أنا أحترم كل التجارب الناجحة وأتمنى للجميع التوفيق وتقديم أعمال تسعد الجمهور.