عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إبداع عمر خيرت يسدل الستار عن الدورة الـ28 لمحكى القلعة

بوابة الوفد الإلكترونية

وسط عبق التاريخ فى قلعة صلاح الدين الأيوبى بالقاهرة، اختتمت مساء أمس فعاليات الدورة الـ28 من مهرجان محكى القلعة بحضور الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، وأحيا حفل الختام الموسيقار العالمى عُمر خيرت الذى أشعل مسرح القلعة بروائعه ومؤلفاته الموسيقية التى تجمع بين سحر المكان التاريخى وعظمة مصر.

اصطحب رواد الفن الكلاسيكى الجمهور على مدار خمسة عشرة يوماً فى جولة فنية طربية غنية بالإيقاع الشرقى، وأيضا سحر الموسيقى الكلاسيكية الذى انحاز لها هذا المهرجان منذ انطلاقته وظل وفيا للهوية التى عرُف بها منذ إنشائه. فقد نجح مهرجان القلعة بمساعدة أبنائه من الفنانين الكبار على الحجار، محمد الحلو، وهانى شاكر، وهشام عباس، ومى فاروق، ومروة ناجى، ومدحت صالح وأحمد جمال، ومحمد عدوية، ومجد القاسم، ونادية مصطفى، بقيادة الفنان والدكتور مجدى صابر، رئيس دار الأوبرا الفنية، فى تحقيق معادلة فنية للثقافة المصرية تجمع الجمهور بالألوان الإبداعية فى رحاب الحضارة والتاريخ.

ولأن الموسيقى لغة الروح التى تعبر إلى القلب والوجدان دونما حاجة إلى جواز مرور، فإن عشاق الفن الجميل تقاطروا على مسرح القلعة بأعداد غفيرة وحجزوا أمكنتهم هرباً من رتابة الحياة اليومية والاستمتاع بسحر ورونق الموسيقى الشرقية.

حفلات الكبار ترفع شعار «كامل العدد»..

وفى ليالٍ تجلت فيها سحر الموسيقى الشرقية، أبحر الفنان على الحجار الجمهور إلى عالم الموسيقى الدرامية، إذ شدا بروائع تترات الأعمال الدرامية التى غاب عنها بصورته لكن كان له بصمة واضحة فى نجاحها بصوته وهى «المال والبنون»، و«رحلة أبوالعلا البشرى»، و«مسألة مبدأ»، و«الليل وآخره» والملحمة التاريخية «بوابة الحلواني» الذى شارك التمثيل فيه، بجانب مجموعة من أشهر أغانيه منها «سمرا وبعيون كحيلة» و«عنوان بيتنا» و«من غير ما تتكلمي» «عم بطاطا» و«على قد ما حبينا».

ووسط حضور جماهيرى كبير، نقل الفنان مدحت صالح بمصاحبة فرقة الفنان عمرو سليم الموسيقية الجمهور إلى كوكب تانى يملأ أرجاءه سحر الموسيقى الشرقية بـ«ثلاثة سلامات»، بجانب مجموعة من أشهر أغانيه منها «النور مكانه فى القلوب»، و«قلب واحد»، و«زى ما هى حبها»، وغيرها من الأغانى.

ووسط مظاهر حب وحفاوة بالغة تجلى أمير الغناء العربى هانى شاكر، فى تقديم باقة مختاره من أعماله الفنية منها بحبك أنا، وعد منى، ياريتنى، قبل ما اشوفك، نسيانك صعب، لسه بتسألى، لو بتحب، على الضحكاية إلى جانب عدد من مؤلفات الموسيقى العربية منها من غير ليه، وطاير يا هوا، وجانا الهوا.

وفى ليلة طربية جمعت بين الفنانة نادية مصطفى ومجد القاسم، ليؤكدا أن الفنان يرسخ فى الذاكرة بأعماله الفنية وليس بحجم ظهوره الإعلامى، حيثُ تغنت نادية بنخبة من أعمالها الخاصة، واستهل القاسم مشواره الفنى مع الجمهور بـ«لحظة غرام»، ولعبتك، وامرك حبيبى، واسمع بقى، وقسوة قلبك، وغمض عينيك.

وعلى الجانب الآخر، قدم الفنان هشام عباس مجموعة من أعماله التى مثلت مراحله الفنية وشهدت على نضوجه الفنى ونجح من خلالها فى تحقيق قاعدة جماهيرية كبيرة منها فينه، نارى، وعينيها السود وغيرها.

رهان كبير على الفرق الموسيقية الغنائية..

ولأن النور دائماً مكانه فى القلوب، تحدت أوركسترا «النور والأمل» الظروف الصعبة التى فرضتها قسوة الحياة بمختارات

من أشهر المؤلفات الكلاسيكية العالمية.

وعلى امتداد نحو ساعة استمتع الجمهور الذى حضر بكثافة مسرح القلعة بمعزوفات كلاسيكية متنوعة ومتعددة تراوحت بين موسيقى الروك والجاز والبلوز مع التراث الغنائى المصرى، لفرقة مسار إجبارى الذى عبروا حاجز الممنوع، وقدموا كلمات تعبر عن المجتمع المصرى دون خطوط حمراء.

وأحيت فرقة «ساوند تراك» عدداً من مؤلفات الموسيقى التصويرية فى الدراما والسينما المصرية منها الأيدى الناعمة، على إسماعيل، وشمس الزناتى لهانى شنودة، وحتى آخر العمر لعمر خورشيد، وبانوراما موسيقية لفنان الشعب سيد درويش.

ولا ننسى سحر الفرق الموسيقية، التى أصبح لها جمهور كبير يحضر حفلاتها، وقد نجحت هذه الفرق نجاحاً كبيراً فى مواجهة ظاهرة النجم الأوحد، أبرزهم فرقة «كايرو ستيبس» وهى فرقة جاز صوفية عالمية تتكون من عازفين ألمان ومصريين، وفريق براس ساوند باند للنفخ والإيقاع، وفرقة رضا للفنون الشعبية، وسداسى شرارة، وفرقة سوهاج للفنون الشعبية.

الشباب يشعلون مسرح القلعة..

ومن جانب آخر، كان هناك تواجد ملحوظ لشباب الفنانين فى المهرجان، وهو ما حرص عليه الدكتور مجدى صابر بوضع الشباب على خريطة أنشطة وفعاليات الأوبرا المصرية، منهم الفنان محمد عدوية الذى قدم عدداً من اعماله الخاصة التى تعكس طابع العصر وتجسد مشاعر الشباب وتروى مواقف من حياتهم وتجاوب معها الحضور، والفنان أحمد جمال، ومحمد محسن، ودينا الوديدى.

وكذلك الفنان محمد محسن الذى تغنى باللهجة التونسية، والفنان الشاب أحمد جمال، والفنانة التونسية غالية بن على، ونجم أراب أيدول أحمد حسين، وتانيا قسيس.

وكان للقصائد الصوفية والابتهالات وعبارات المناجاة الإلهية والمدائح النبوية حضور قوى فى المهرجان، ففى وسط أجواء روحانية أطعم الشيخ ياسين التهامى، والشيخ إيهاب يونس، وعلى الهلباوى الجمهور جرعة فنية تطمئن النفس وتهذب المشاعر.

وتأتى الدورة الـ٢٨ لتعلن ارتفاع مؤشرات الوعى التى تدعو للفخر وتبرز قدرة الفنون الجادة على بناء الإنسان والمجتمع، والذى نجح فى استقطاب شرائح مختلفة من الجمهور، حيثُ تم زيادة منافذ بيع التذاكر لحفلات مهرجان القلعة لاستيعاب أكبر قدر من الجمهور الذى تجاوز خمسة عشر ألفاً فى ثالث يوم من فعالياته.