عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الدراما الدينية أزمة مصر الناعمة

مسلسل محمد رسول الله
مسلسل محمد رسول الله

محمد فاضل: ضرورة لتجديد الخطاب الدينى

محمد السيد عيد: وسيلة لمواجهة الفكر المتطرف

مديحة حمدى: الحل فى إعادة استراتيجية الإعلام

 

يأتى غداً الاحتفال بالهجرة النبوية، ويحمل الاحتفال احتفاء بيوم هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم أنه مقتضى المحبة والتعظيم لرسول الله، ولكن فى ظل الاحتفال بكل ذكرى دينية يتردد إلى الأذهان السؤال الدائم أين الفن والدراما التليفزيونية من توثيق تلك اللحظات المهمة فى تاريخ البشرية، وهو الدور المنوط للفن منذ نشأته.

ينبغى أن نعرف أنه فى السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، كانت الدراما المصرية هى التى حملت إلى العالم العربى قوة التأثير المصرى، ونجحت المسلسلات الدينية كروائع الكاتب والسيناريست عبدالسلام أمين (عمر بن عبدالعزيز)، (هارون الرشيد)، ومسلسل (محمد رسول الله) عن قصة الكاتب الكبير عبدالحميد جودة السحار، ومن إخراج مخرج الروائع الدينية أحمد طنطاوى، الذى أسهم بعدد كبير من المسلسلات الدينية مثل «القضاء فى الإسلام» و«على هامش السيرة» و«الكعبة المشرفة» وغيرها من الأعمال الدرامية التى لا تزال حاضرة فى وجدان من شاهدوها، دراما عملت على زيادة الوعى بالذات، فمن يستطيع ان ينسى تتر مسلسل محمد رسول الله بصوت ياسمين الخيام، ومعها جيل من كبار الموهوبين فى التمثيل فى إنتاج أعمال دينية كبرى، عبرت عن هوية مصر.

المسلسلات الدينية نوعان أحدهما يقدم حقبة مزدهرة أو شخصية مؤثرة فى المجتمع مثل الشعراوى أو المراغى والنسائى والأمام الغزالى، وأخرى تقدم حقبة من حقب التاريخ مثل القضاء فى الإسلام وعلى هامش السيرة والكعبة المشرفة، وقضاة عظماء، وتقوم بتقديم أبطال كثيرين وليس بطلاً واحداً، لحث الإيمان الدينى، وتعريف الإسلام للناس وعرض حقبة مزدهرة أو شخصية إسلامية.

عانت الدراما الدينية المصرية على مدار سنوات من عدة عيوب بخلاف فقر الإنتاج والميزانيات المحدودة، فى مقدمتها مبالغة التجسيد والنمطية فى التناول، بالإضافة إلى الخلاف الدائم مع الرقابة على المصنفات الفنية فى فكرة تجسيد الانبياء وآل البيت على الشاشة وافتقارها لمواكبة العصر، وإن كانت تعكس البيئة البدائية التى كانت عليها شبه الجزيرة العربية فى ذاك الوقت، إلا أنه يحسب للدراما أنها سجلت خلال سنوات تألقها أهم الأحداث التى مرت بها سنوات الرسالة، من خلال أعمال فنية مهمة، ما جعل الفنانين أمثال حسن يوسف وغيرهم ينادون بضرورة تحرر الرقابة لإمكانية تقديم أعمال تليفزيونية قادرة على التوثيق لهذه اللحظات الدينية.

ولكن للأسف فى العشر سنوات الأخيرة جاءت خريطة الدراما خالية من أى مسلسل دينى أو تاريخى اللهم إلا بعض الأعمال التى عرضت على الهامش كان آخرها مسلسل «قضاه وعظماء» الذى أنتج عام 2017، وأرجع العاملين فى الوسط الفنى السبب إلى غياب الدولة بشكل كبير عن الإنتاج الدرامى، التى أثرت بدورها على تراجع الإنتاج الدينى التاريخى الذى كان قد حققت الدراما المصرية فيه تقدماً ملحوظاً، بالإضافة إلى الظروف الاقتصادية وحالة الركود التى تخيم على الدراما المصرية وجعلت المسلسل الدينى من المستبعدات من اهتمام منتجى الدراما المصرية.

الخبراء والمتخصصون أرجعوا الأزمة إلى تباطؤ الدولة فى إعادة إحياء دور قطاع الإنتاج من جديد وتوفير التمويل اللازم له لإعادة إنتاج الأعمال الدرامية التى لا يقبل عليها القطاع الخاص بسبب رغبته فى الربح السريع على حساب الجودة والقيم.

المخرج محمد فاضل قال إن الأعمال الدينية والتاريخية ستظل مختفية حتى تعود الدولة للإنتاج الدرامى، لأن هذه النوعية تحتاج إلى تطور إضافى فى الديكور والأهم هو اختيار الموضوعات التى تقدم فنحن

نطالب بتجديد الخطاب الدينى وإعطاء شكل جديد للدراما الدينية ليس بالشكل التقليدى فقط، فالأعمال لا تعتمد على الخيول والجمال والسيوف، هناك مواقف دينية كثيرة تتحول، فأنا قدمت عام 1966 عملاً عن الصحابى أبى ذر الغفارى لم يعتمد على المعارك والسيوف، الأزمة ليست فقط فى الإنتاج، لكن الأزمة فى عدم وجود مجموعة متخصصة فى اختيار ما يقدم، فالدراما التليفزيونية وخاصة الدينية.

وأضاف لا بد من العمل على أساس أن صناعة الدراما ليست مسألة تجارية فقط، ولكن من الضرورى أن يكون لها دور فى الثقافة والفكر، خاصة أن قطاع الإنتاج تم تدميره لإفساح المجال أمام القطاع الخاص للسيطرة على الإنتاج الدرامى وبث سمومه فى المجتمع من خلال الأعمال التى تروج للقتل وتناول المخدرات والبلطجة والخمور.

وقال الكاتب محمد السيد عيد إن وجود المسلسل الدينى ضرورى لأن مصر تواجه وتحارب الإرهاب والتطرف الفكرى، وهذه النوعية من الأعمال تعد وسيلة من وسائل مواجهة الفكر المتطرف، لذلك لا بد من إنتاج الدراما التاريخية والدينية بشكل جاذب ومؤثر وتتكاتف فى إنتاجها عدة جهات، لتقديم دراما دينية وإيجاد نمط إنتاجى بديل عن النمط الحالى الذى يعتمد على حسابات الربح والخسارة، وشهد ثروة من الأعمال الفنية والتاريخية ما زالت تشغل حيزاً كبيراً فى وجدان الجماهير المصرية والعربية، مؤكداً أن قطاع الإنتاج عمل معه كبار الكتاب والمخرجين فى مصر ورواد الدراما المصرية، وما يحدث به الآن خسارة كبيرة للإنتاج الدرامى فى مصر، ويمثل علامة استفهام كبيرة، ولا بد أن يقوم «المجلس الأعلى للإعلام» فهو المسئول الآن عن إحياء دور القطاعات الإنتاجية بالدولة (قطاع الإنتاج، صوت القاهرة، مدينة الإنتاج)، خاصة أن الجهات الثلاث كانت تقدم أعمالاً مثلت العصر الذهبى للدراما المصرية.

الفنانة مديحة حمدى عبرت عن حزنها الشديد لغياب الدراما الدينية والتاريخية، مؤكدة ضرورة وجودها وبطريقة تتناسب مع العصر لأننا فى أحوج الظروف إلى تعليم الخلق والقدوة الحسنة وإعادة المثل العليا، وشددت على دور الدولة فى الإنتاج الدرامى لأنها تحمل مشعل الثقافة.

وأشارت إلى أن السينما حدث فيها تحول فى الاعمال التاريخية والعسكرية بوجود دعم لوجستى نتمنى أن يتم تنفيذه فى الدراما التليفزيونية لأن المسألة تحتاج إلى عمل استراتيجية للإعلام ككل، ومن بينها للدراما التليفزيونية.