رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سينما عيد الأضحى.. تكذب ولا تتجمل

بوابة الوفد الإلكترونية

تشهد دور العرض منافسة ساخنة بين عدد محدود من الافلام، ولا خلاف أن ارتفاع مؤشر الإيرادات دليل قوى على تزاحم الجماهير أمام دور العرض السينمائى، ويتنافس فى هذا الموسم خمسة افلام يقوم ببطولتها نجوم من العيار الثقيل وهى «الفيل الازرق 2» بطولة كريم عبدالعزيز وإخراج مروان حامد وقد تم عرضه قبل انطلاق سباق افلام عيد الاضحى بنحو 20 يوما، «ولاد رزق 2» بطولة احمد عز واحمد الفيشاوى وعمرو يوسف ومن اخراج طارق العريان ويتوقع له عدد كبير من النقاد وصناع السينما ان يحقق نجاحا كبيرا بسبب حجم النجوم المشاركين فى العمل، «الكنز 2»ويضم محمد رمضان ومحمد سعد وهند صبرى وروبى،«خيال مآتة»بطولة نجم الكوميديا احمد حلمى ومنة شلبى وعبدالرحمن أبوزهرة، فيلم «انت حبيبى وبس» وينتمى إلى سينما المقاولات التى يهدف صناعها إلى تحقيق ربح مادى بشكل مباشر وبعيد عن لغة الابداع الحقيقية ويضم محمود الليثى وبوسى وهالة فاخر ونيرمين ماهر، وبعد خمسة ايام من بداية ماراثون عيد الاضحى السينمائى نستطيع القول إن المنافسة تدور بين احمد عز وكريم عبدالعزيز، بينما يقف محمد رمضان بطل فيلم «الكنز 2» يراقب الموقف خاصة أن فيلمه رغم جدية موضوعه وهو الصراع بين السلطة والدين ورغم أنه يحمل توقيع مخرج كبير اسمه طارق العريان لم يجذب الجمهور ولم يثر فضوله لأنه فيلم صعب على المشاهد العادى ولا تستهوى هذه النوعية من الأفلام جمهور العيد الباحث عن الضحكة والإثارة فى عالم السينما.

من أهم سمات هذا الموسم التنوع فى الأفلام المعروضة تجد الإثارة والحركة فى فيلم «أولاد رزق 2» والغموض والالغاز مع كريم عبدالعزيز فى الفيل الازرق والكوميديا مع خيال مآتة.. السمة الاخرى هى عودة الجمهور للسينما بشكل حقيقى، وفى محاولة لرصد ملامح سينما عيد الاضحى 2019 قررنا استطلاع اراء عدد من النقاد الكبار الذين يمتلكون الموهبة ولديهم قدرة على قراءة المشهد بعين محايدة:

 

ظاهرة الأجزاء موضة تفرض نفسها

ترى الناقدة ماجدة موريس أن حماس شركات الانتاج لتقديم اجزاء ثانية من الافلام ليس الا محاولة لاستثمار نجاح الجزء الاول وتقول لـ «الوفد» ازمة الجزء الثانى فى اى عمل فنى هى تطور الشخصيات وأرى أن فيلم «الفيل الازرق» كان يستحمل تقديم جزء ثانى لأن الجزء الاول كان يضم شخصيات غامضة ولدينا رهان ان يكشف الجزء الثانى اسباب غموضها، وقد تم طرح الجزء الثانى وحقق نجاحًا كبيرًا لأن الجمهور لديه شغف كبير بمعرفة التطور الذى طرأ على الشخصيات، نفس الامر بالنسبة لفيلم «أولاد رزق» و«الكنز»، هى ظاهرة ايجابية بشرط ان يكون الجزء الثانى اضافة للجزء الاول، ارى ان هذا الموسم يحمل تنوعًا كبيرًا ويوجد إبهار وتكنيك رائع وهذا واضح جدا فى « الكنز2 » للمخرج شريف عرفة والمؤلف عبدالرحيم كمال.

تتابع ماجدة موريس : يمتلك نجوم هذا الجيل الذكاء الذى يحرك الموهبة وأرى ذلك فى اختيارات احمد عز فى الفترة الاخيرة وكريم عبدالعزيز ايضا الذى شكل ثنائيًا ناجحًا مع المخرج كريم عبدالعزيز، ولكن اندهش جدا من خطوات الفنان محمد سعد فبالرغم من تجربته الجميلة فى الجزء الاول من فيلم «الكنز» أصر على العودة إلى نفس تركيبة اللمبى فى فيلم «محمد حسين» الذى عرض فى عيد الفطر الماضى وحقق فشلًا كبيرًا، يراهن المخرج شريف عرفة للمرة الثانية على محمد سعد فى «الكنز 2» وهو ممثل جيد ولديه أدواته وحضوره لكن ماهر ايضا فى اهدار الفرص.

 

طارق الشناوى: أحمد حلمى فقد جزءًا من قوته فى «خيال مآتة».. ومحمد رمضان يغنى «ظلموه»

حول افلام عيد الاضحى تحدث الناقد الكبير طارق الشناوى قائلا: شاهدت كل الافلام التى تتنافس على ايرادات هذا الموسم وأرى ان فكرة فيلم «خيال مآتة» جيدة ولكن لم يسأل صناع الفيلم انفسهم «ماذا بعد الفكرة» اسم الفيلم يؤكد ان هناك شخصًا بلا قيمة وبلا وجود وعندما تدخل لتتابع الحكاية ترى انها تدور حول سرقة « بروش ام كلثوم » الواقعة من خيال الكاتب وليس لها ظل فى الحقيقة والفكرة جيدة لكن تم تقديمها بشكل ضعيف لذا أرى ان احمد حلمى فقد جزءًا من قوته وتألقه فى هذا الفيلم وأتصور انه سوف يحتل المركز الثالت فى بورصة الايرادات المشتعلة بين «الفيل الازرق 2» و«اولاد رزق 2».

وتابع الناقد الفنى الكبير طارق الشناوى حديثه: «الكنز 2» فيلم انتقل بين ثلاثة عصور فرعونى وعثمانى ومعاصر، وداخل الجزء الثالث المعاصر تجد مصر قبل وبعد ثورة 52.

الرؤية تفرض الكثير على كل التفاصيل، ملابس وديكورات وموسيقى وإيقاع خاص لكل حقبة، الرابط المشترك الذى تسير الدراما على قضبانه فى عبورها الزمنى هو الكنز، الذى يحمل وجهين متناقضين بين الحلم والكابوس، العشق والخيانة، العدل والظلم.

رجل الدين الكاهن يبيع ذمته من أجل مكاسبه الدنيوية، هو يريد الحفاظ على حياته وسطوته، لا يخدم الدين ولا يطبق شرع الله، ولكنه يستجيب لما يريده الحاكم أو من يملك القوة، الدين صلصال يتم إعادة صياغته وفقًا لما تريده السلطة الحاكمة، وفى كل العصور، حتى قبل نزول الأديان السماوية.

عبدالرحيم كمال الكاتب الدرامى الكبير عاش الفكرة، إلا أنها فى أحيان كثيرة لم تعايشه، السرد السينمائى كان أقرب فى عدد من المشاهد لمن يمنح درسا مباشرا فى التاريخ، غلبت (السيمترية) التماثل، فى توصيل الفكرة على عبدالرحيم كمال، وكأنه فى لحظات كثيرة يعيد حصة فى التاريخ، هذا الانتقال الصارم بين الحقب الثلاث، خصم من التلقائية التى هى سر السحر الإبداعى.

يحمل الفيلم عنوان (الحب والمصير) وفى النهاية يُقتل الحب، أنا منحاز للسينما القائمة على العمق الفكرى والتى تضع أمامها قيمة أبعد من مجرد الحكاية، إلا أن هذا الكنز السينمائى افتقد أحيانا شفرة التواصل بمجدافى الدفء

والنعومة، يحسب للمنتج وليد صبرى قطعا حماسه لفكرة ومشروع مكلف ماديا، وغير مضمون تجاريا ولكن سيعيش حتما مع الزمن.

ومع الأسف لا أتصور أن محمد سعد استفاد من التجربة، بدليل أنه عاد قبل ثلاثة أشهر لتنويعة أخرى على اللمبى فى (محمد حسين) وتكرر الفشل الجماهير.

محمد رمضان هو قطعا الاسم الأكبر على الأفيش ولكن فى سينما شريف عرفة لا يتم وضع هذا فى الاعتبار، فهو فيلم ينتمى أساسا لمخرجه، رمضان مثل كل النجوم ينتظر الرقم فى شباك التذاكر، فهو يتابع نجوما على الميمنة والميسرة مثل كريم وعز وكرارة يتنابذون بالأرقام بينما هو يغنى (ظلموه)، طارق العريان يقرأ جيدا شفرة الجمهور فى «أولاد رزق 2»

وواصل الشناوى حديثه: «أولاد رزق» حاول أن يحتفظ بالإطار الخارجى لأسلوب السرد السينمائى الذى قدمه فى الجزء الأول، حيث كان أحمد الفيشاوى هو الذى يحكى لضابط الشرطة محمد ممدوح، لتبدو الأحداث أقرب لروح الفلاش باك، وفى الجزء الثانى حافظ على نفس مذاق السرد، وصار داوود هو الذى يحكى لخالد الصاوى، فهو بمثابة الشقيق الخامس لأولاد رزق، رغم أنه يحتل مكانة تضعه بين الخادم والتابع، وهكذا نتابعه وهو يروى الأحداث، وكما تم خداع ممدوح فى الجزء الأول تم خداع الصاوى فى الثانى..

قرر الكاتب صلاح الجهينى دراميا إبعاد أحمد كريم فى علاقة مع غادة عادل، حيث تؤدى دور امرأة سادية تتلذذ بتعذيب ضحاياها، وهو خيط جاذب، ولكن لم يستطع أن يضعه فى إطار درامى حتمى داخل الحدث الرئيسى، كما أن أحمد الفيشاوى لا يوجد خط درامى له، ولا هو أيضا كان يؤدى بقناعة الدور، شىء ما فاتر فى مشاعره ولا أدرى حقيقة ما الذى دفعه للتعامل مع الشخصية بكل هذا الجليد الذى غلف مشاعره.. أحمد داوود هو الورقة القادمة بقوة للساحة الفنية، إنه من هؤلاء الفنانين الذين يضيفون لمسة خاصة للشخصية، فهو لا يضع بصمته، ولكن يقتنص لمحة مكتوبة فى رسم الشخصية، ويبدأ فى نسج تفاصيلها، فيسرق العين، وفى نفس الوقت يضيف الكثير وتظل تتذكره بعد نهاية العمل الفنى، كان هذا بالمناسبة هو منهج عادل أدهم.

عمرو يوسف تعامل بهدوء مع الشخصية، فهو يبدو المتمرد على الشقيق الأكبر أحمد عز، الباحث عن زعامة، إلا أنه فى نهاية الأمر مقيد به وأيضا بالخضوع له، أحمد عز أحيانا كان يتصنع أداء دور البلطجى (أداء صوتى وحركى) أعجبتنى غادة عادل فى مشاهدها القليلة، قدمتها بخفة ظل.. الفيلم من اخراج المبدع طارق العريان الذى يجيد قراءة شفرة الجمهور.

وعن فيلم «الفيل الازرق 2» يقول طارق الشناوى: نقلة مهمة على مستوى السرد والتتابع والرؤية البصرية والسمعية ذهبت بنا بعيدا، أبعد من خيال الناس، وظل الطلسم عصيا على الإجابة، فى زمن عزت فيه السينما ينطلق الثنائى أحمد مراد ومروان حامد ومعهما فريق من الموهوبين، يؤكدون أن السينما الجميلة لا تزال ممكنة.

 

موسم تكسير العظام

فى اليوم الخامس لموسم عيد الاضحى السينمائى الذى يرى كثير من النقاد انه موسم تكسير عظام بسبب الصراع على الايرادات بين النجوم الكبار، ترى ان صناع السينما فى هذا الموسم يكذبون على الجمهور دليل ذلك انه لا توجد علاقة بين اسم فيلم «خيال مآتة» ومحتوى القصة وفى «الفيل الازرق» تجد نفس السرد الدرامى الموجود فى الجزء الاول ولكن يوجد ابهار فى الصورة والالوان واداء النجوم، نفس الشىء فى الجزء الثانى من أولاد رزق فقد حاول النجوم استثمار نجاح الجزء الاول وفى هذا السياق تفوق طارق العريان.

وبشهادة النقاد، استطاع عدد من النجوم خطف الأنظار نحوهما، بأدائهم المتميز، فقد وضع كل من أحمد داود فى «أولاد رزق 2» وهند صبرى فى «الفيل الأزرق 2»، و«الكنز2»، ومحيى اسماعيل خبرات حياتهم فى الأدوار التى قدموها هذا العام.