عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إنسان.. مسلسل إذاعى جذب أذن المستمع وأعطى درساً فى الإنسانية

بوابة الوفد الإلكترونية

تعتبر الدراما الإذاعية من أهم وسائل الاتصال المباشرة التى تكون فيها الكلمة صورة فى خيال المستمع، فلا أحد يستطيع أن ينكر دور الدراما الإذاعية فى القرن الماضى فى تكوين فكر المواطن المصرى والعربى قبل انتشار وظهور الدراما المرئية «التليفزيونية»، ومن هنا جاء دور الإذاعة المصرية بداية من صوت العرب الذى كان يجمع العرب من الخليج إلى المحيط حوله، حتى الإذاعات المتخصصة كالبرنامج الثقافى والموسيقى والرياضى.

ولتعظيم هذا الدور كان لزاماً على الإذاعة المصرية تجديد الإنتاج الدرامى الذى قل خلال الفترة السابقة رغم قلة تكلفة هذه المسلسلات مقارنة بالإنتاج الدرامى التليفزيونى، وفى واحد من أهم المسلسلات الإذاعية التى بثت من إذاعة صوت العرب وإذاعة الفجيرة فى الفترة السابقة مسلسل «إنسان»، إنتاج مشترك بين إذاعة صوت العرب وإذاعة الفجيرة، من خلال تقديم شخصيات عالمية قدمت لشعبها ووطنها الكثير، وعلى سبيل المثال حلقة الشيخ زايد حكيم العرب، الذى عشق مصر فعشقته، وموقفه تجاه مصر فى حرب ٧٣ عندما طلب من وزير البترول الإماراتى عقد مؤتمر صحفى يعلن فيه أن الإمارات قررت قطع البترول عن الدول المساندة للعدو، ومساندة مصر فى حربها، ما جعل الرؤساء العرب يسلكون نفس النهج الذى سلكه الشيخ زايد، ومواقفه التى لا تعد ولا تحصى، وذكر المسلسل الأبعاد الإنسانية فى شخصية زايد، وكان زايد داعما للهوية العربية، وسيرة زايد تخطت الحدود ووصلت للعالمية، فله فى كل بلد ذكرى من خلال مشروعه الخيرى، ووثق الشاعر حبيب الصايغ الذى عينه زايد أصغر محرر فى جريدة الاتحاد، إنسانيات زايد فى المشرق والمغرب، بما فيها مدينة زايد بالقاهرة التى تحمل اسمه، ليبقى اسماً خالداً بيننا.

قدم المسلسل شخصية الدكتور مجدى يعقوب أمير القلوب الجانب الإنسانى، وتبنيه للحالات الحرجة، وموقفه الأخلاقى أمام بعض الحالات، وتأثره الشديد بأطفال إثيوبيا وأصعب مواقف حدثت ليعقوب، خاصة فى عملية القلب المفتوح للطفلة كرستينا، ذات العامين وزرع قلب لها مع الاحتفاظ بقلبها القديم وعندما داهمها مرض السرطان قرر يعقوب استئصال القلب الجديد ليفاجأ ان قلبها القديم تمت تقويته ويعمل بطبيعته.

وألقى الضوء على الراهبة المصرية فيرينا التى غيرت مسار قرية بأكملها بإيطاليا، وكانت صاحب فكرة مشط الشعر الذى عالج حشرات فى رؤوس المواطنين، وقامت لسنوات بخدمة القرية وتعليمهم.

وأعطى العالم الكبير البنجلاديشى محمد

يونس الحاصل على جائزة نوبل للسلام، درساً فى الإنسانية من خلال تقديم سيرته الذاتية التى بدأت من وإلى وطنه رغم الإغراءات التى قدمت له بعد حصوله على الدكتوراه من أمريكا أن يبقى بها، ورحلة العودة التى قدم فيها ما كان يحلم لشعبه الفقير، تلك الرحلة التى بدأت من العائلة حيث الأم صفية خادوم التى كانت تعطف على الفقراء وزوجها هادى الذى كان يرى أن هذا حق الفقراء عليه وصاحب المقولة التى تعلمها أن الإنسان يحيا لأخيه الإنسان.

محمد يونس من أسرة كبيرة العدد لكنها إيجابية داخل المجتمع واستطاع الكاتب أن يقدم نموذجا للعمل المشترك بين الفقراء والمجتمع وتطبيق نظرية المشاريع متناهية الصغر التى استطاع بها أن ينهض الفقراء بأنفسهم.

اختيار الشخصيات فى الحلقات كان اختيارا موفقا، حيث كانت كلها مثلاً أعلى، وأهمية هذه النوعية من المسلسلات التى تقدم أننا نحتاجها فى الوقت الحاضر، وليتنا نقدم أمثلة لشخصيات عربية ومصرية.

نجح محمد عبدالعزيز فى كتابة السيناريو والحوار، وتفوق الفنان عمرو عبدالجليل فى تجسيد الشخصيات وأمتع أذن المستمع بإتقانه للغلة العربية، والأداء التمثيلى، وبرعت الفنانة منال سلامة، والقدير محمود الحدينى الذى ما زال يحتفظ بقيمته الفنية، ونجح المخرج أحمد سمير فى توظيف المؤثرات الصوتية لخدمة أحداث المسلسل.

وكانت لأغنية مقدمة المسلسل التى شدت بها المطربة لطيفة وكتبها محمد جلال  ولحنها صلاح الشرنوبى دور فى جذب أذن المستمع لمتابعة العمل، لعمق كلماتها، وغير تقليدية تحمل معانى إنسانية كبيرة، ومضمونا عميقا، إنسان.. عطراً بلا بستان نوراً بلا نيران.