رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الصوت الذى لا تخطئه الأذن

بوابة الوفد الإلكترونية

هناك أصوات غنائية أنعم الله عليها بنعمة التفرد والاختلاف عن باقى المطربين، أصوات تتمتع ببصمة صوتية لا تتكرر ورنة صوت تجعل تتعرف عليها من بين ملايين الأصوات، فهى لا تتشابه مع أحد ولا تقلد أحداً لأنها مختلفة بطبيعتها.

أبرز تلك الأسماء التى وهبها الله تلك النعمة صوت الراحلة الكبيرة أسمهان، رغم رحيلها قبل 75 عاماً فإننا لا يمكننا أن نخطئ صوتها أو نفكر ولو للحظة لكى نتعرف عليه، من أول كلمة مغناة لصوتها تقول إنها أسمهان، هى صوت مميز بطبعه، خلق لكى يغنى، وخلق غنياً بكل تفاصيل الصوت الذى يطرب الوجدان والقلوب لذلك رغم الرحيل المبكر عن الحياة حيث رحلت وهى لم تتعد 32 عاما إلا أنها بين الأسماء الأولى فى سجل الخالدين.

ظهرت أسمهان فى عز مجد سيدة الغناء العربى أم كلثوم لكنها كانت مدرسة غنائية مستقلة بذاتها، ولذلك كان كبار الملحنين فى ذلك العصر يلجأون لصوتها لتقديم أعمالهم الفريدة والثرية فى جملها الموسيقية وعليك أن تستمع إلى رائعتها مع محمد القصبجى «يا طيور» لكى تعى قيمة التجريب فى الغناء، وتعى قيمة صوت شرقى يؤدى بتكنيك الصوت الأوبرالى.

والجميل أن أسمهان حتى رحيلها لم تستسهل فى الغناء بل إنها كانت دائما تنحاز إلى أغانى لها بعد مختلف، من حيث اللحن والكلمة لم تفرغ نفسها للغناء العاطفى، الذى كان يعتمد على الهجر والحرمان والهيام، أسمهان كانت تقدم الأغانى العاطفية بنكهة مختلفة، نعم أسمهان كانت وما زالت طعماً آخر من الغناء لذلك عدد الملحنين الذين لحنوا لها لا يتعدى الستة أسماء هم: محمد القصبجى ومحمد عبدالوهاب ورياض السنباطى وزكريا أحمد وشقيقها فريد الأطرش ولحن واحد لمدحت عاصم كما غنت أعمال داود حسنى.

ويتضح أن كل اسم من هذه الأسماء له تاريخ طويل فى عالم التلحين وكل ملحن له مدرسته الغنائية واللحنية، القصبجى رائد مدرسة التطوير الذى ساهم فى دخول الغناء الشرقى إلى مناطق لم تكن مأهولة واستخدم الصوت

البشرى الشرقى فى أداء الألحان الغربية الأوبرالية، وعبدالوهاب هو موسقيار الأجيال والسنباطى رائد القصيدة وأعماله شديدة الشرقية، وشقيقها فريد الأطرش الذى دمج المدرسة المصرية فى التلحين مع المدرسة الشامية وأتصور أن هذه المدارس المختلفة لا يجمعها إلا صوت له طبيعة ومرونة خاصة حتى يستوعب هذه المدارس المختلفة فى المنهج لذلك ظل صوت أسمهان يطرب بداخلنا أحاسيس مشاعر لا يطربها غيرها، وتصل أسمهان بصوتها تعلى من قيمة الطرب والغناء.

أسمهان عاشت حياة متقلبة، فهى ابنة سلطان باشا الأطرش أحد أمراء جبل لبنان ثم عاشت الفقر بكل أجاعه وآلامه وطول لياليه عندما حضرت إلى مصر مع أهلها ثم عادت إلى حياة الرفاهية بعد أن سطع نجمها ونجم شقيقها فريد الأطرش، كل هذه المحطات بفرحها وجرحها أثر فى تلك الشخصية وجعل منها فنانة فريدة من نوعها.

تظل أسمهان اسماً محفوراً بين صفحات تاريخنا الغنائى بما قدمته من أعمال نادرة راقية يجعلنا نترحم عليها وعلى فنها بعد مرور 75 عاماً على رحيلها، نعم رحيل أسمهان ترك فراغاً كبيراً داخل الساحة الغنائية ومنذ رحيلها حتى الآن لم يظهر الصوت الذى يعوض الغياب، ورغم أن هناك صوتاً مثل كريمة الصقلى أن تغنى بعض أعمالها لكن أبداً لم تعوضنا عن هذا الصوت النادر فى تركيبته وخامته وأدائه الفريد.