رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حنان أبوالضياء تكتب: سر «Aladdin».. الإبهار البشرى والتقنى مع عبقرية «سميث» وموهبة «مسعود»

بوابة الوفد الإلكترونية

ارتبطت ارتباطا وثيقا بنسخة فيلم علاء الدين الكرتونية، التى أدى فيها روبين ويليامز دور الجنى. فلقد كان عبقريًّا ومع ذلك يظل علاء الدين الشخصية الخيالية الشرقية، القادرة على خلق التحدى الأكبر التى يجد فيها المبدعون فرصة لإخراج ما لديهم من إبداع؛ خاصة أنه إحدى أشهر القصص التى وردت فى كتاب ألف ليلة وليلة، على الرغم من أنه تم إضافتها إلى قصص ألف ليلة وليلة فى القرن الثامن عشر من قبل المستشرق الفرنسى أنطوان جالان وجعل أحداثها تقع فى الصين ومعظم شخصيات الحكاية مسلمون.

ولكن فى Aladdin نسختنا الحالية لن تدور الأحداث فى الصين، ورغم التطابق الشديد مع النسخة الكلاسيكية من ديزنى، إلا أن ثمة رؤية مختلفة فى الأداء وخاصة مع الشخصيات الثانوية، إلى جانب أنه غلب عليه الاستعراض والإبهار؛ مع التصوير فى مدينة عقربة فى الضفة الغربية بالأردن وهى مدينة مبهرة أضافت على أحداث الفيلم مزيجا من الجمال والخيال.

وفى الحقيقة أن فيلم علاء الدين 2019 يعد واحدًا من الأعمال التى اقتربت من تلك الأسطورة، إذ تم إنتاج العشرات من الأفلام والمسلسلات عنها ومنها Aladdin and His Magic Lamp فى الاتحاد السوفيتى 1967؛ ولص بغداد (The Thief of Bagdad) تم إنتاجه فى المملكة المتحدة وصدر فى سنة 1940. وحصل على جائزة الأوسكار لأفضل تصوير سينمائى، جائزة الأوسكار لأفضل تأثيرات بصرية، جائزة الأوسكار لأفضل تصميم إنتاج وهو الفيلم الذى شاهدناه كثيرًا ضمن برنامج سينما الأطفال الذى كانت تقدمه عفاف الهلاوى؛ وهناك فيلم The Thief of Baghdad 1978 للمخرج كليف دونر.

أما النسخة الأشهر فى علاء الدين (Aladdin) فيلم الرسوم المتحركة إنتاج استوديوهات والت ديزنى عام 1992، وبنى على التراث العربى لقصة علاء الدين والمصباح السحرى، وحصل على ما يزيد على 217 مليون دولار فى إيرادات الولايات المتحدة، وأكثر من 504 ملايين دولار فى جميع أنحاء العالم. أعقب هذا الفيلم فيلمًا عودة جعفر (1994)، وعلاء الدين وملك اللصوص (1996)، وبين الفيلمين مسلسل رسوم متحركة تلفزيونى يحمل نفس اسم الفيلم الأصلى.

ومع أنك تكاد تحفظ المشاهد من خلال الفيلم الكرتونى، خاصة الأغانى رغم أنه أضيف لها أغنيات جديدة، ولكن تشعر بالبهجة مع تلك الرؤية الجديدة الموجهة إلى أذنيك وعينيك بمزيد من الإبهار البصرى الرائع، والألوان المبهجة وكأنك وسط أنشودة جمال لونى، بكل هذا الحماس الذى يطل من تقاسيم وجه مينا مسعود؛ وويل سميث الذى أعطى لشخصية الجنى من روحه المرحة، جعله لا يدخل فى منافسة الأداء الأسطورى للمبدع الراحل روبين ويليامز. فكل منهما له مذاقه الخاص به.

فأنت هنا أمام «جينى» بلونه الأزرق بمفردات سميث الساحرة، وقدرته على مزج المرح بالإبداع فى منظومة فنية ملفتة للنظر بكل ما بها من عمق يتجاوز فكرة كونه مجرد جنى يسعدك ويبهرك. وبالطبع كل هذا يرجع إلى عبقرية ويل سميث، لذلك جنى أحد الأعمال الهامة لسميث التى تؤكد أن المبدع الحقيقى قادر على إضافة مفرداته الخاصة به، حتى ولو كانت الشخصية التى سيلعبها تعد علامة فى تاريخ الراحل روبين ويليامز، والذى كثيرًا ما أشاهد أداءه الصوتى أثناء تسجيله لشخصية جنى التى قدمها فى النسخة الكرتونية.

قد يرى البعض أن ويل سميث طغى بأدائه على المشاهد التى ظهر فيها مع مينا مسعود الذى لعب دور علاء الدين، وخاصة استعراض «البرنسيس علاء» أحد أجمل الاستعراضات بالفيلم، ولكن هذا رأى جائر، لأن مينا مسعود لعب الشخصية التى كتبها السيناريو والتى أظهر فى جزء منها خجولا؛ بينما جينى يحمل روح المجاسرة؛ وبالتالى فكل أبدع فى حدود شخصيته.

مع الأخذ فى الاعتبار الخبرة الطويلة لويل سميث كممثل عالمى يضفى من روحه على أى نص يؤديه؛ أما مينا مسعود فهو ممثل شاب مبشر كانت مشاهده الكوميدية التى أداها وخاصة فى أثناء قيامه بتقمص دور الأمير علي، ذات روح مرحة وقدرة على التفاعل مع تفاصيل السيناريو، إلى جانب براعتها فى الاستعراض والغناء ومشاهد الحركة.

تضافر هذا مع حالة التناغم مع شخصية ياسمين التى تلعب دورها الممثلة ناعومى سكوت، (هى ممثلة ومغنية بريطانية اشتهرت بتجسيدها لدورِ مادى شانون فى المسلسل الدرامى الخيالى تيرانوفا كما لعبت دور كيمبرلى فى فيلم باور رينجرز الذى صدر عام 2017) وهى شخصية مغايرة فى هذا العمل عما

اعتدناه فى التجارب الفنية السابقة. فهى هنا شخصية محورية لها شخصيتها المستقلة، وتقوم بأعمال تعبر عن رؤيتها وثقافتها، وهى ليست رد فعل لما يحدث حولها، بل مشارك فيه؛ ولعل استعراضها الأخير كان خير مثال لما أراد المخرج أن يقوله من خلال تلك الشخصية.

 ولأن المخرج كان مصرًّا على أن تكون الشخصيات أقرب للواقعية لذلك اختار الممثل مروان كينزارى فى دور جعفر (ممثل هولندي - تونسى من مواليد 16 يناير 1983، شارك فى عدة أفلام هولندية وأمريكية، حصل على جائزة العجل الذهبى لأفضل ممثل فى عام 2013، وهى أهم جائزة سينمائية فى هولندا من أفلامه، وشارك فى الملاك الذى أنتجته شبكة نتفلكس عن أشرف مروان نعمان)؛ مقدما من خلاله شخصية المريض بالسلطة والعاشق لها والذى يدمر أى شيء يقف أمامه مقابل تحقيق ذلك الحلم.

وهناك شخصية حكيم والتى لعبها عكار (ممثل ومنتج أفلام تركى ألمانى ولد فى سنة 1974 فى بلدة كيلكيت فى محافظة كوموش خانة فى تركيا، عاش حياته فى مدينة أذربيجان حتى سنة الثامنة ليهاجر بعدها مع عائلته إلى ألمانيا، حيث درس هناك الهندسة المدنية، بدأ التمثيل فى سنة 2003، ويعيش حالياً فى برلين ويتقن عكار الألمانية والتركية والإسبانية والإنجليزية، بالإضافة لمعرفته فى الكردية والأذرية والعربية). وقدم شخصية رجل الشرطة المنفذ لأوامر الحاكم أيًا كان ولكن عندما تتحاور مع وطنيته المدفونة داخلة يتغير الأمر.

ولقد استطاع مصمم الأزياء مايكل ويلكينسون اختيار الملابس المناسبة للشخصيات؛ خاصة الأميرة ياسمين المختلفة تمامًا عن تفاصيل فيلم الرسوم المتحركة وملابس علاء الدين. أما الإبهار فكان مع شخصية جينى.

أما المخرج جاى البريطانى، الذى بدأ العمل بالسينما منذ منتصف التسعينيات، وأخرج أول فيلم طويل فى عام 1998 وهو قفل ومال وبرميلين مدخنين كما أخرج أفلام (مسدس دوار، شرلوك هولمز) فلقد كان موفقًا فى اختياره فريق العمل، وأعطى للفيلم روحه الاستعراضية بتقديم الأغنيات الجميلة التى اشتهر بها الفيلم وخاصة أغنية Arabian Nights التى غناها ويل سميث فى بداية الفيلم كمقدمة ساحرة ساخرة للدخول لهذا العالم الأسطورى، وبنفس الجمال كان أغنية سميث Friend Like Me وما زالت أغنية One Jump Ahead كما فى الأفلام السابقة تتضافر مع الصورة المليئة بالمطاردة والأكشن؛ والرائع إضافة أغنية جديدة من تأليف بينج باسيك وجاستن بول هى Speechless. وغنتها سكوت.

وفى النهاية سيبقى فيلم علاء الدين 2019 وسيلة فعالة للدعاية السياحية فى الأردن كمدينة خلابة بصحراء غاية فى الجمال ومبانٍ تاريخية؛ والأهم هو ما قدمته السلطات المسئولة لفريق الفيلم بجعلهم يشيدون بالتصوير هناك، ولم يهربوا كما حدث مع فيلم الأوسكار «المريض الإنجليزى» الذى صور فى المغرب، رغم أن أحداثه كانت تدور فى مصر، لما فعله القائمون على الأمر فى مصر، من محاولة استغلال الفرصة، وتحقيق أى مكاسب مالية بأسلوب يصل إلى حد الابتزاز.