عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العندليب والسندريلا.. حكاية حب لم تكتمل

بوابة الوفد الإلكترونية

عبدالحليم حافظ وسعاد حسنى لا شك أنهما من أبرز الظواهر الفنية والتمثيلية فى تاريخ مصر، بل هى الأكثر جذبًا وقبولاً على الاطلاق، شاء القدر أن يجمع الحب بينهما، وشاء القدر أيضا أن ترحل سعاد حسنى يوم 21 يونية 2001 وهو نفس اليوم الذى ولد فيه العندليب ولكن عام 1929 حكاية حب جمعت بين العندليب والسندريلا وحكاية حب الملايين والأجيال المتعاقبة لغناء حليم وفن السندريلا سعاد حسنى. نعرض فى هذا التقرير مشوارهما الفنى كل على حدة وكيف نجحا فى استعمار قلوب الملايين وحكاية الحب لعبدالحليم وسعاد حسنى من أجيال متعاقبة وأعتقد أن صوت العندليب وفن السندريلا سيخلدان لسنوات طويلة لا يعلم مداها إلا الله.

عبدالحليم..

مشوار المجد والعذاب

عبدالحليم حافظ أبرز ظاهرة غنائية فى القرن العشرين ومعشوق الملايين فى عصر أم كلثوم وعبدالوهاب، ولد بقرية الحلوات بمحافظة الشرقية يوم ٢١ يونية ١٩٢٩ توفيت والدته بعد أيام من ولادته ثم مات والده لينشأ يتيمًا فقيرًا وتولى رعايته خاله ثم شقيقه الأكبر إسماعيل شبانة واخته علية، وبسبب الفقر تم ايداع حليم ملجأ للأيتام وفى مطلع شبابه التحق بمعهد الموسيقى العربية وتخصص فى العزف على آلة الأبوا ولكنه شعر وكل من حوله أنه يمتلك صوتا جميلا وحساسا.

وقرر عبدالحليم الاتجاه للغناء ولكنه تعرض لصدمة فى البداية، حينما رفضته لجنة الاستماع الموحدة بالإذاعة، بل ورفضه الجمهور فى الإسكندرية، لكنه كان مصمما على النجاح واثبات وجوده. وتقدم للمرة الثانية للجنة الاستماع الموحدة عقب ثورة يوليو وكان من ضمن أعضائها أم كلثوم، وعبدالوهاب. نجح حليم وبدأ مشواره فى الغناء وكان معه صديقا عمره الملحنان محمد الموجى وكمال الطويل استطاع حليم بذكائه تكوين شخصية غنائية متفردة لون مختلف تمامًا.

قفز إلى النجومية بسرعة الصاروخ، حينما غنى لقاء وصافينى مرة وعلى قد الشوق، وعلى الفور تلقفته السينما، حيث قام ببطولة فيلمى لحن الوفاء وأيامنا الحلوة وأصبح حليم نجم النجوم بل وأصبح صوت الثورة. قام ببطولة 16 فيلم منها «ليالى الحب» «بنات اليوم». «شارع الحب». «حكاية حب». «الخطايا». «معبودة الجماهير» وأخيرًا «أبى فوق الشجرة».

حدث ولا حرج عن مشوار حليم الغنائى ما بين العاطفى والوطنى استطاع أن يدغدغ ويلهب مشاعر الملايين بمئات الروائع الغنائية الأغانى العاطفية ما أروعها. نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر.. أهواك. ظلموه. الليالى. حبك نار. فى يوم في شهر فى سنة. قوللى حاجة. أبوعيون جريئة. أعز الناس. جبار. بلاش عتاب. «يا خلى القلب». أحضان الحبايب. الهوى هوايا. حبيبها. الويل الويل. ضى القناديل. زى الهوا. موعود. مداح القمر.

حاول تفتكرني. رسالة من تحت الماء. يا مالكا قلبى. فاتت جنبنا. أى دمعة حزن لا. نبتدى منين الحكاية. وأخيرًا القصيدة الخالدة قارئة الفنجان.

أغانى حليم الوطنية كانت بمناسبة تأريخ للأحداث فى مصر وعصور الانجاز والانكسار والانتصار. أغانيه تلهب الحماس والمشاعر الوطنية الصادقة فى فترة الخمسينيات وحتى نكسة ٦٧ غنى يا حبايب بالسلامة. حكاية شعب. على رأس بستان الاشتراكية. صورة. يا أهلا بالمعارك. بالأحضان. ذكريات. المسئولية. وبعد نكسة ١٩٦٧ أعاد عبدالحليم الأمل والحماس للنفوس المنكسرة، بالعديد من الروائع عدى النهار. فدائى. المسيح. أحلف بسماها. البندقية اتكلمت.

وبعد ساعات من انتصار أكتوبر ١٩٧٣ كان حليم متواجدا بقوة بأغنيات عاش اللى قال. الفجر لاح. لفى البلاد يا حبيبة. وصباح الخير يا سينا. واطلب يا شباب.

وبعد اعادة افتتاح قناة السويس فى يونية ١٩٧٥ غنى عبدالحليم: النجمة مالت على القمر. والمركبة عدت طوال مشواره الغنائى منذ منتصف الخسمينيات حتى رحيله يوم ٣٠ مارس ١٩٧٧ عانى حليم كثيرًا فى محنة المرض اللعين وتحمل الكثير من الآلام. ومع ذلك ابدع فى فنه كأفضل ما يكون. ضحى بكل شىء من أجل تقديم فن حقيقى وأصيل يعيش لسنوات.

مات عبدالحليم يوم الأربعاء ٣٠ مارس ١٩٧٧ بمستشفى كينجر كولدج بلندن وكان من الغريب والعجيب أن تزداد شعبيته بعد سنوات من رحيله بل يقبل الشباب على سماع أغانيه لم يستطع أى مطرب بعد 42 عاما من رحيل عبدالحليم أن يملأ فراغه ومازال حليم على القمة. العندليب حكاية حب لم

ولن تنتهى مع الملايين فى مصر والعالم العربى.

«سعاد»..

رحلة نجاح وألم

السندريلا الراحلة سعاد حسنى هى ببساطة أكثر الفنانات جذبًا فى تاريخ السينما المصرية. فنانة شاملة بمعنى الكلمة، اجتمعت فيها كل أسباب النجاح والنجومية الطاغية، مشوارها ملىء بالنجاح والألم والعذاب.. وحكاية الحب بينها وبين الملايين مازالت قائمة حتى بعد 18 عاما من رحيلها. السندريلا معشوقة الملايين مشوار النجاح والألم ولدت سعاد حسنى 1942 فى أسرة فنية كان لديها ميول فنية وهى فى مرحلة الطفولة اكتشفها عبدالرحمن الخميسى وكانت مغامرة أن تقوم ببطولة فيلم حسن ونعيمة وهى دون الـ17 عام 1959 مع محرم فؤاد اخراج بركات. واتجهت «سعاد» بعد ذلك للأفلام الخفيفة الكوميدية والاستعراضية فى النصف الأول من الستينيات فى مرحلة انتشار كان لابد منها، بأفلام مثل اشاعة حب، الساحرة الصغيرة، موعد فى البرج، أعز الحبايب، العريس يصل غدا، البنات والصيف، السبع بنات، حكاية جواز، حكاية الثلاث بنات، الثلاثة يحبونها، وصلت مرحلة النضج مبكرا فى النصف الثانى من الستينيات حينما قامت ببطولة أفلام صغيرة على الحب، القاهرة 30، والزوجة الثانية أحد كلاسيكيات السينما المصرية.. ونادية، والحب الضائع، وبئر الحرمان.

فى بداية السبعينيات وصلت سعاد لقمة النجومية، حينما قامت ببطولة فيلم خلى بالك من زوزو.. وحقق نجاحا أسطوريًا ثم واصلت التألق الشديد فى أفلام أين عقلى، على من نطلق الرصاص، الكرنك، أميرة حبى أنا، شفيقة ومتولى، وموعد على العشاء، والمتوحشة.

هذه الأفلام جعلت من سعاد حسنى فنانة من نوع خاص. تمكن واقتدار وقدرة هائلة على تجسيد جميع الشخصيات الفلاحة البائسة. فتاة المولد الجامعية المرحة. الفتاة المقهورة المصدومة فى حبها. طالبة الطب التى تتعرض للتعذيب. هذه الأفلام جعلت سعاد فى مكانة متفردة بين فنانات جيلها وصلت لقمة لم يستطع أحد الاقتراب منها.

وفى أوائل الثمانينيات قامت ببطولة أفلام المشبوه. وحب فى الزنزانة مع عادل إمام. وغريب فى بيتى مع نور الشريف. والدرجة الثالثة. والجوع. ثم قامت ببطولة مسلسل هو وهى 1985 مع أحمد زكى.

آخر أفلامها كان الراعى والنساء 1991 مع أحمد زكى ويسرا. وعانت أثناء التصوير من آلام المرض ثم بدأت رحلة المرض والمعاناة لمدة عشر سنوات حتى رحيلها الغامض فى عاصمة الضباب لندن يوم 21 يونية 2001، أدمت قلوب الملايين برحيلها الفنانة التى أسعدت الملايين بتمثيلها وأغانيها التى تبعث على الحيوية والتفاؤل. بمبى والدنيا ربيع وصباح الخير يا مولاتى.

ترحل عن الدنيا بهذه الصورة. حادث وفاتها مازال مصدر تساؤلات وسيظل. رحلت سعاد بجسدها وبقي فنها وحكاية الحب مع الملايين مازالت متصلة. لسنوات وسنوات. فن سعاد كان حالة جميلة فى تاريخ السينما المصرية أتصور أنها معجزة من الصعب تكرارها.. عبدالحليم حافظ وسعاد حسنى حكاية الحب كله.