رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أمجد مصطفى يكتب: «الممر» الحلم الذى انتظرناه كثيراً

بوابة الوفد الإلكترونية

حلمنا كثيرًا كمصريين أن نجد فيلمًا مصريًا يرتقى بالذوق العام، وينمى مشاعر الانتماء والوطنية لدى الشباب من هذا الجيل، فى ظل ما شهدناه طوال السنوات الماضية من نوعية أفلام لا تصلح للمشاهدة، أساءت للمجتمع المصرى ككل بسبب ما تضمنته من مشاهد عنف وبلطجة، ودم، ومخدرات، ورقص، وعرى، وكأن المجتمع المصرى لا يوجد به سوى هذه النوعية.

وإذا بفيلم «الممر» يأتى إلينا لكى يتحقق ما حلمنا به من سينما جادة، ترتقى بالذوق العام، وتنمى مشاعر الوطنية لدى الإنسان المصرى، الفيلم هو بمثابة الممر الآمن نحو سينما جادة، وراقية، هدفها هو الإنسان المصرى، وشخصيته، تناول العمل فترة حرب الاستنزاف، والبطولات المصرية التى صنعها أبطال القوات المسلحة المصرية، لكى نحول نكسة 1967 إلى انتصارات عظيمة فى حربنا المجيدة فى 73، ولذلك كان الممر هو الجسر الذى ربط بين شباب هذا الجيل، والبطولات التى لم يعاصرها الكثيرون منا، خاصة من هم فى مرحلة الشباب، فكل من هو دون الأربعين لم يعاصر حروبنا المجيدة من أجل رفع الراية المصرية فوق كل شبر من أراضينا.

«الممر» يجسد حلمًا لأننا عانينا كثيرًا من تردى أوضاع السينما والموضوعات التى تتم تناولها، والجميل أنه قدم لنا النموذج المصرى الذى نحلم به بطل حقيقى ساهم فى انتصار وطنه، بطل شعبى حقيقى وقف على الجبهة لكى ينتصر لوطنه، ليس بلطجيًا فى حارة شعبية بفرض سيطرته بالسنج والمطاوى.

الإنسان المصرى أعظم من هذا النموذج الذى شهدناه طويلًا فى السينما المصرية، ولذلك كان من الطبيعى أن نحتفى طويلًا بفيلم «الممر» لأنه يقدم النموذج الأروع، والبطل الحقيقى، ولن نجد أفضل من الجندى المصرى، ولن نجد أفضل من رجال القوات المسلحة المصرية التى ضحى رجالها بكل شىء من أجل مصر هذا هو الإنسان المصرى الحقيقى، وهنا لابد، وأن نشير ان أعمالاً درامية مثل «رأفت الهجان» و«دموع فى عيون وقحة» عند عرضها كان الشارع المصرى بكل فئاته يلتزم المنازل من أجل مشاهدة هذه الملاحم التى جسدها الإنسان المصرى.

ما أحوجنا خلال هذه الفترة للبطل القومى الحقيقى فى الدراما والسينما.

وجميل أن ترى فيلمًا مصريًا نستطيع أن ننافس به على المستوى العالمى، حتى وقتنا هذا كنا جميعاً ننبهر بالسينما الأمريكية، وما تقدمه والتى أظهرت العسكرى الأمريكى، وكأنه منقذ العالم رغم أن الجيش الأمريكى ليس له بطولات لكن الجيش المصرى له بطولات يشهد لها التاريخ.

لذلك جاء الممر لكى يقول إننا نستطيع أن ننافس العالم بمثل هذه النوعية من الأفلام.

آن الأوان لكى نقول للعالم كله إن السينما المصرية أخيرًا وجدت ضالتها فى من يعبر عنها ويقدم بعضًا من بطولات أبنائها.. وأتصور أنه ما زال فى جعبتها الكثير لكى نقدمه فى هذا الإطار. الشباب المصرى الآن لا حديث له فى الشارع سوى عن هذا العمل، لأنه بالفعل يجسد الشخصية المصرية الحقيقية.

الفيلم على مستوى التنفيذ تم بتقنية عالية جدًا بعد أن تم توفير كل ما يلزم له من أجل الخروج بهذه الصورة الحضارية

التى تعكس التاريخ الطويل للسينما المصرية، سينما الزمن الجميل، سينما الأبيض والأسود، الآن لدينا فيلم حديث بنفس مفاهيم سينما زمان قصة وأحداث تعكس أمجاد المصريين وبها البطل الشعبى ومجموعة من الفنانين من أصحاب الإمكايات الرفيعة المستوى، مثل أحمد عز ومحمد فراج وأحمد صلاح حسنى وإياد نصار وشريف منير وأحمد فلوكس وعمر زهران، وأحمد رزق، ومحمد الشرنوبى وهند صبرى مع مخرج له تاريخ طيل فى السينما الجادة هو شريف عرفة، وبالتالى هذه الاختبارات حققت هذا الهدف الذى سجلناه فى مرمى شباك السينما العالمية، وأتصور أن نجاح «الممر» سوف يدفع كل صناع السينما لتغيير المفاهيم الخاصة بهم، خاصة أن هذا الفيلم تقنية عالية، وسينما جادة، وحقق إيرادات بالملايين. وأتصور أنه سوف يحقق أرقامًا قياسية فى القريب العاجل، وربما إيرادات لم يحققها أى فيلم من قبل.

وبالتالى الساحة الآن ممهدة تمامًا لأهل السينما لكى يصنعوا تاريخًا لهم فى عالم السينما الجادة.

مصر الآن أصبحت تعيش نهضة فنية حقيقية تماثل التطور الذى نشهده فى شوارعنا وفى مجتمعنا المصرى، ولأن الفن مرآة للوقع وللشعوب فعلينا أن نرصد تلك التطورات ويسير بجوار كل هذا فن نظيف خالٍ من كل السلبيات التى شهدناها فى السنيما خلال السنوات الأخيرة.

فى النهاية لا بد أن نعطى الموسيقار الكبير عمر خيرت حقه فى الإضافة القوية التى قدمها للفيلم من خلال موسيقاه، وهذا الفنان دائمًا ما يمتعنا بما يقدمه من موسيقى راقية وهادفة ترتقى دائمًا بمشاعرنا.

عمر خيرت هو فنان من الزمن الجميل يعى قيمة الصورة وأهمية الموسيقى.

وقدم خلال العمل أغنيتين إحداهما للمجموعة من تأليف أمير طعيمة بعنوان «طريق احناه» وهو عمل عالمى بكل ما تحمله الأغنية من معنى.

والأغنية الثانية أداء محمد الشرنوبى «لسه جاى من وسط ليل التعمة ضى».

فى النهاية «الممر» عبر بالأغنية المصرية نحو العالمية، وأخيرًا وجدنا عملاً مصريًا يقول للشباب إن لدينا تاريخًا علينا أن نقدمه، وعليكم أن تروا التضحيات التى قدمها أبناء القوات المسلحة لهذا الوطن.