رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

عن: الخيال العلمى فى فيلم Mortal Engines.. أحد أفلام «ستيم بانك»

بوابة الوفد الإلكترونية

يعتبر فيلم Mortal Engines من أفلام ما بعد نهاية العالم، وهو يذكرنى بأشهرها عالم الماء (Waterworld) فيلم الخيال العلمى المصنف، كأحد أفلام ما بعد الدمار وأنتج عام 1995، من إخراج كيفين رينولدز، واشترك فى كتابته بيتر ريدر وديفيد توى، وهو مبنى على سيناريو ريدر الأصلى الذى كتبه 1986 وهو من بطولة كيفن كوستنر، الذى تولى الإنتاج أيضاً مع تشارلز جوردون وجون ديفيس، وأحداثه دارت فى المستقبل البعيد وقيل إنها تجرى فى عام 2500، فى الفيلم تذوب القمم الجليدية القطبية تماماً، ويرتفع مستوى سطح البحر أكثر من 7٫600 متر (25٫000 قدم)، لتغطى جميع الأرض تقريباً، ويصور الفيلم هذا مع تصوير غير عادى لشعار يونيفرسال، والتى تبدأ بالصورة المعتادة لكوكب الأرض، ولكن يظهر مياه الكوكب وهى ترتفع تدريجياً والقمم الجليدية القطبية وهى تذوب حتى تغمر الأرض كلها.. تركز قصة الفيلم على بطل مضاد مجهول يدعى «البحار»، وهو متشرد يبحر حول الأرض فى زورقها، وفيلم Mortal Engines يعد أحد أفلام الأكشن مرتفعة الميزانيات من نوعية «ستيم بانك» Steampunk هو أحد الأنواع الفرعية من الخيال العلمى الذى يتضمن التكنولوجيا والتصميمات الجمالية المستوحاة من الآلات الصناعية التى تعمل بالبخار فى القرن التاسع عشر، على الرغم من أن أصولها الأدبية ترتبط أحياناً بنوع السايبربانك، إلا أن أعمال الستيمبانك غالباً ما تحدث فى تاريخ بديل من العصر الفيكتورى البريطانى فى القرن التاسع عشر أو «الغرب المتوحش» الأمريكى، أو فى مستقبل الزمن البديل، حيث حافظت فيه الطاقة البخارية على الاستخدام السائد ظهرت أفلام مثل «20 ألف فرسخ تحت سطح البحر» (20٫000 Leagues Under the Sea)، المأخوذ عن رواية «جول فيرن» الأكثر شهرة، التى تتجلى فيها التكنولوجيا على هيئة غواصة عملاقة تصل إلى أعماق فى البحر لم يكن لبشر أن يصل إليها حتى يومنا هذا، وبعدها شقَّت روايات «فيرن» طريقها إلى الشاشة، مثل فيلم «الجزيرة الغامضة» (Mysterious Island) عام 1961، ولاقت تلك الأفلام رواجاً واضحاً، وساعدت على نشر ذلك النوع من الخيال العلمى الملىء بالمناطيد البخارية وآلات الزمن والوحوش الميكانيكية، وتراجع هذا النوع من الأفلام حتى فترة الثمانينيات، أو يمكننا القول حتى كَبُر جيل آخر من صُنَّاع الفن، تربى على أعمال «فيرن» العظيمة، وأراد أن يُحيى هذا الفن ثانية، خاصة أن محبى هذه النوعية من الأفلام ما زالوا يحثون عنها وربما لذلك ظهر فيلم Mortal Engines الذى يحفزك على مشاهدته أسلوبه البصرى الرائع خالقاً عالماً من الخيال يبهرك ويجعلك مشدوداً إليه طوال الأحداث، ويعد هذا الفيلم التجربة الإخراجية الأولى لكريستيان ريفرز المتخصص  فى المؤثرات البصرية، نال أوسكار المؤثرات البصرية عن فيلم (King Kong) من إنتاج 2005، كما شارك فى أفلام: (The Lord of the Rings: The Two Towers) عام 2002، و(The Hobbit: An Unexpected Journey) عام 2018.

والفيلم يبدأ فى استعراض أساليبه من عالم الإبهار والخيال منذ اللحظة الأولى بسلسلة متواصلة من القنابل ذات الطيف المتدرج اللون الواقعة بين الأحمر والأزرق، وتبدأ بالتفجر فى مواقع مختلفة على كوكب الأرض الذى يشتهر به الشعار، وبالطبع عاشقو تلك النوعية من الأفلام سيدركون أن العمل يتجه بقوة بأطروحته البصرية تجاه ماكس المجنون: طريق الغضب (Mad Max:Fury Road) فيلم الحركة وما بعد الكارثة من إخراج وإنتاج جورج ميلر الذى شارك أيضاً فى كتابته.. وفيلم Mortal Engines يدور حول الصراع بين مدينتين مقامتين على عجلات تحاول إحداهما الهروب من الأخرى قبل التهامها كما حدث مع مدن سابقة تمران عبر الريف الأوروبى الشاسع والمدمر، تطلق المدينة الكبيرة المسماة لندن أهداباً عملاقة على المدينة الأصغر حجماً، فى حين تتحطم الأشجار الصغيرة تحت العجلات الضخمة للمدينة، وبعد مطاردة مليئة بالإثارة والحماس تلتهمها بينما يظهر فى الأحداث توم ناتسوورثى، المؤرخ الذى يصاب بالنشوة لحصوله على قطعة أثرية من العالم القديم مثل هاتف آى

فون مكسور، يلعب روبرت شيهان الممثل الأيرلندى المشهور بشخصية (ناثان) فى المسلسل الدرامى «عدم الملاءمة» الذى قدمته قناة إى فور، شخصية (دارين) فى مسلسل «الحب - الكراهية»، وفيلم «قنبلة الكرز» جنباً إلى جنب مع الممثل العالمى روبرت جرينت فى عام 2009، ويؤدى فى هذا الفيلم  شخصية إنسان يحلم بأن يكون محاربا، والذى يشد انتباه ثاديوس فالنتاين القوى (هيوجو ويفينج)، بما قام به فى القتال، وبالطبع ثاديوس فالنتاين هو الشخص الشرير فى الفيلم، وتتسلل إلى مدينة لندن فتاة تحمل ندبة تدعى هيستر شاو (هير هيلمار) وهى الممثلة التى أبهرتنا فى فيلم (أنا كارنينا) وتابعها العالم ضمن مسلسل (شياطين دافينشى)، ولكنها فى هذا الفيلم جاءت للانتقام لموت والدتها وقتل فالنتاين، والتى نعرف من حكايتها أنه كان عشيق أمها وتخلص منها بالقتل، ورغم أن هناك خطا دراميا ثانيا لقصة حب وليدة بين هيستر شاو وتوم ناتسوورثى، إلا أنها لا تشد المشاهد بالقدر الذى يجعلها أحداثاً ثانوية، وربما يرجع ذلك إلى المؤلف جاكسون وبوينز ووالش اللذين لم يخلقا جسوراً إنسانية بالعمل تبنى عليها تلك المشاعر، إلى جانب أن كل شخصياتهما بلا تاريخ باستثناء شخصية ثاديوس فالنتاين، والطريف أن العمل ربما يكون له منحى سياسى غير مباشر بجعل تلك المدينة المتوحشة تدعى لندن، فبعض النقاد أرجع ذلك إلى الهجوم على سياسة بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبى المعروفة بـBrexit، لذلك سميت العملاقة بذلك الاسم وكأنها المدينة الأنانية التى تريد التهام جميع المدن، والفيلم  يكشف ضمن أحداثه عن خطة فالنتاين لغزو دولة آمنة فى الشرق لاستغلال مواردها، وتستمر مشاهد الأكشن بشكل رائع مستخدماً فيه كل أساليب أفلام الـ «ستيم بانك» فى تصاميم الملابس، وبالطبع الإنتاج فى الفيلم مذهل جداً، وتصل التصاميم إلى ذروتها فى التألق مع شرايك، وهو شخصية رجل نصف آلى ونصف غول يطارد هيستر، فبالرغم من أنه لا يكاد يتكلم أى شىء طيلة الفيلم ولا يظهر فيه كثيراً، إلا أنه يترك الأثر الأكبر فى الفيلم، مع قصة عميقة ومؤثرة بشكل غير متوقع مع أداء رائع للممثل ستيفن لانج مستعرضاً حياة روبوت ذى مشاعر إنسانية يشعر بالغدر من بطلة الفيلم الذى كان يريد حمايتها بتحويلها إلى كائن معدنى، والممثل «ستيفن لانج»، قام بدور الكولونيل «كيرتش» فى (آفاتار).

وتميز فيلم Mortal Engines بالعديد من المركبات غريبة الشكل مثل مركبة تشبه الحشرات، والتى لا تتدحرج بقدر ما هى تزحف عبر الصحراء، إلى جانب استعراض سوق النخاسة الذى يصوره كأحد الأفلام التى دارت فى تلك الفترة من بيع العبيد.