عن: الخيال العلمى فى فيلم Mortal Engines.. أحد أفلام «ستيم بانك»
يعتبر فيلم Mortal Engines من أفلام ما بعد نهاية العالم، وهو يذكرنى بأشهرها عالم الماء (Waterworld) فيلم الخيال العلمى المصنف، كأحد أفلام ما بعد الدمار وأنتج عام 1995، من إخراج كيفين رينولدز، واشترك فى كتابته بيتر ريدر وديفيد توى، وهو مبنى على سيناريو ريدر الأصلى الذى كتبه 1986 وهو من بطولة كيفن كوستنر، الذى تولى الإنتاج أيضاً مع تشارلز جوردون وجون ديفيس، وأحداثه دارت فى المستقبل البعيد وقيل إنها تجرى فى عام 2500، فى الفيلم تذوب القمم الجليدية القطبية تماماً، ويرتفع مستوى سطح البحر أكثر من 7٫600 متر (25٫000 قدم)، لتغطى جميع الأرض تقريباً، ويصور الفيلم هذا مع تصوير غير عادى لشعار يونيفرسال، والتى تبدأ بالصورة المعتادة لكوكب الأرض، ولكن يظهر مياه الكوكب وهى ترتفع تدريجياً والقمم الجليدية القطبية وهى تذوب حتى تغمر الأرض كلها.. تركز قصة الفيلم على بطل مضاد مجهول يدعى «البحار»، وهو متشرد يبحر حول الأرض فى زورقها، وفيلم Mortal Engines يعد أحد أفلام الأكشن مرتفعة الميزانيات من نوعية «ستيم بانك» Steampunk هو أحد الأنواع الفرعية من الخيال العلمى الذى يتضمن التكنولوجيا والتصميمات الجمالية المستوحاة من الآلات الصناعية التى تعمل بالبخار فى القرن التاسع عشر، على الرغم من أن أصولها الأدبية ترتبط أحياناً بنوع السايبربانك، إلا أن أعمال الستيمبانك غالباً ما تحدث فى تاريخ بديل من العصر الفيكتورى البريطانى فى القرن التاسع عشر أو «الغرب المتوحش» الأمريكى، أو فى مستقبل الزمن البديل، حيث حافظت فيه الطاقة البخارية على الاستخدام السائد ظهرت أفلام مثل «20 ألف فرسخ تحت سطح البحر» (20٫000 Leagues Under the Sea)، المأخوذ عن رواية «جول فيرن» الأكثر شهرة، التى تتجلى فيها التكنولوجيا على هيئة غواصة عملاقة تصل إلى أعماق فى البحر لم يكن لبشر أن يصل إليها حتى يومنا هذا، وبعدها شقَّت روايات «فيرن» طريقها إلى الشاشة، مثل فيلم «الجزيرة الغامضة» (Mysterious Island) عام 1961، ولاقت تلك الأفلام رواجاً واضحاً، وساعدت على نشر ذلك النوع من الخيال العلمى الملىء بالمناطيد البخارية وآلات الزمن والوحوش الميكانيكية، وتراجع هذا النوع من الأفلام حتى فترة الثمانينيات، أو يمكننا القول حتى كَبُر جيل آخر من صُنَّاع الفن، تربى على أعمال «فيرن» العظيمة، وأراد أن يُحيى هذا الفن ثانية، خاصة أن محبى هذه النوعية من الأفلام ما زالوا يحثون عنها وربما لذلك ظهر فيلم Mortal Engines الذى يحفزك على مشاهدته أسلوبه البصرى الرائع خالقاً عالماً من الخيال يبهرك ويجعلك مشدوداً إليه طوال الأحداث، ويعد هذا الفيلم التجربة الإخراجية الأولى لكريستيان ريفرز المتخصص فى المؤثرات البصرية، نال أوسكار المؤثرات البصرية عن فيلم (King Kong) من إنتاج 2005، كما شارك فى أفلام: (The Lord of the Rings: The Two Towers) عام 2002، و(The Hobbit: An Unexpected Journey) عام 2018.
والفيلم يبدأ فى استعراض أساليبه من عالم الإبهار والخيال منذ اللحظة الأولى بسلسلة متواصلة من القنابل ذات الطيف المتدرج اللون الواقعة بين الأحمر والأزرق، وتبدأ بالتفجر فى مواقع مختلفة على كوكب الأرض الذى يشتهر به الشعار، وبالطبع عاشقو تلك النوعية من الأفلام سيدركون أن العمل يتجه بقوة بأطروحته البصرية تجاه ماكس المجنون: طريق الغضب (Mad Max:Fury Road) فيلم الحركة وما بعد الكارثة من إخراج وإنتاج جورج ميلر الذى شارك أيضاً فى كتابته.. وفيلم Mortal Engines يدور حول الصراع بين مدينتين مقامتين على عجلات تحاول إحداهما الهروب من الأخرى قبل التهامها كما حدث مع مدن سابقة تمران عبر الريف الأوروبى الشاسع والمدمر، تطلق المدينة الكبيرة المسماة لندن أهداباً عملاقة على المدينة الأصغر حجماً، فى حين تتحطم الأشجار الصغيرة تحت العجلات الضخمة للمدينة، وبعد مطاردة مليئة بالإثارة والحماس تلتهمها بينما يظهر فى الأحداث توم ناتسوورثى، المؤرخ الذى يصاب بالنشوة لحصوله على قطعة أثرية من العالم القديم مثل هاتف آى
وتميز فيلم Mortal Engines بالعديد من المركبات غريبة الشكل مثل مركبة تشبه الحشرات، والتى لا تتدحرج بقدر ما هى تزحف عبر الصحراء، إلى جانب استعراض سوق النخاسة الذى يصوره كأحد الأفلام التى دارت فى تلك الفترة من بيع العبيد.