رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

دراما رمضان فى أسبوعها الأول .. قليل من الخيال.. وكثير من الاستعراض

بوابة الوفد الإلكترونية

بشغف شديد ينتظر الجميع الأعمال الدرامية التى تعرض فى شهر رمضان، خاصة أن هذا الشهر الكريم بات ساحة للمنافسة بين المبدعين، شركات الإنتاج تبحث عن الأعمال المثيرة والجاذبة للإعلانات والنجوم يحاولون كسب ود وحب الجمهور، الكل يراهن على هذا الموسم الدرامى الذى ترتفع فيه نسبة المشاهدة.

أمر طبيعى أن يجد المتلقى نفسه فى حيرة شديدة لأن عدد الأعمال الدرامية كبير وأن متابعتها بالكامل يشكل عبئاً ولا يخلق متعة، لذا ربما يكتفى بعمل واحد وربما عملين، لكن من المستحيل أن يتابع كل الأعمال مهما كانت سرعة «الريموت كنترول» الذى يسمح له بالانتقال عبر الفضائيات العربية باختلاف أسماء وانتماءات أصحابها، وقد زادت الإعلانات هذا العام بشكل جعل المشاهد فى ورطة لاسيما أن الإعلانات تحولت إلى أفلام قصيرة تفصل المشاهد عن المتابعة وتفسد حالة التعايش مع أحداث العمل الدرامى، بعد مرور أسبوع من شهر رمضان الدرامى كان علينا أن نقف أمام الأعمال الدرامية المعروضة لنتعرف على آراء النقاد والمبدعين، ونرصد أيضاً من خلال آراء المتخصصين أسماء النجوم الذين تقدموا خطوة للأمام، وأسماء النجوم الذين ترجعوا خطوة للخلف.. بعد مرور أسبوع رأينا أنه من الضرورى رصد بورصة الدراما الرمضانية خاصة أن المتابع لمواقع التواصل الاجتماعى سوف يكتشف أن هناك منافسة قوية بين النجوم وصلت إلى حد التشابك اللفظى، كل فنان يحاول أن يضع عمله فى المقدمة ويرى نفسه الأعلى فى نسبة المشاهدة، فى هذا الملف لن نقف أو نلتفت إلى صفحات النجوم أو علامات الإعجاب عبر مواقع التواصل ولكن سوف نقدم آراء النقاد والمتخصصين لأنهم الأكثر قراءة لما يحدث على ساحة الدراما ولأن آراءهم تمثل مؤشرا حقيقياً وليست مجرد علامات إعجاب فى صفحات ومواقع العالم الافتراضى

«غادة عبدالرازق» تقدم ميلودراما انتهى عمرها الافتراضى.. و«ياسمين صبرى» جمال بلا طعم

يرى الناقد الكبير نادر عدلى أن المشهد الدرامى سيئ جدا ولا يشجع على المتابعة وأن الكوميديا غائبة لأن أبطال الأعمال الكوميدية لا يمتلكون روح الكوميديا وأغلبهم ثقيل الظل، فى هذا السياق تحدث لـ«الوفد» فى تصريحات خاصة قائلا: لا يوجد شىء مبهر هذا العام فى مارثوان شهر رمضان الدرامى، حتى أن أداء نجوم الصف الأول ثابت ولم يحدث فيه أى تطور لافت للنظر، عندما أشاهد مسلسل «لمس أكتاف» أجد أن ياسر جلال يؤدى الشخصية بنفس طريقة أعماله السابقة كما أن قصة العمل الذى يقدمه مباشرة جدا ولا تدفع المشاهد إلى الفضول وانتظار الحلقات القادمة، نفس الأمر ينطبق على مصطفى شعبان لم يغير من شكل أدائه.

وتابع نادر عدلى: أتصور أن الفنان المختلف هذا العام هو «محمد ممدوح» خاصة فى مسلسل «قابيل» ولكن لديه مشكلة فى النفس وهذا يؤثر على نبرة صوته ففى بعض المشاهد يصعب على المتلقى فهم مخارج ألفاظه بسبب التنفس وعليه أن يلتفت إلى هذا الأمر، فى مربع الاختلاف يقف أيضاً أحمد السقا الذى ذهب إلى شخصية جديدة عليه فى الدراما التليفزيونية ويحسب له سعيه لتقديم شىء مغاير لما قدمه فى السنوات السابقة.

انتقل نادر عدلى إلى نجوم الكوميديا من الشباب قائلا: على نجوم هذا الجيل الذين يعتقدون أنهم يمتلكون الحس الكوميدى التوقف عن هذا السخف، لا أعرف ما الذى يقدمه على ربيع ومصطفى خاطر، بكل أسف أعمالهم تكشف أن ظلهما ثقيل وليسا قادرين على انتزاع ابتسامة من الجمهور.

وعن العنصر النسائى فى دراما هذا العام: لم يستوقفنى أى شىء ومن خلال متابعة مسلسل «حدوتة مرة» الذى تقدمه غادة عبدالرازق والتى يغلب على أدائها الافتعال اكتشفت أنها تقدم «ميلودراما» انتهى عمرها الافتراضى.. وكما أرى أن مى عز الدين فى مسلسل «البرنسيسة بيسة» سيئة جدا، وتابعت أيضاً مسلسل «حكايتى» للفنانة ياسمين صبرى وهى بالمناسبة مجرد فتاة جميلة لا تقدم أداء له طعم كما أنها تفتقد أهم شىء فى الفنان وهو الحضور، فالجمال وحده لا يسمح للممثل بأن يحجز لنفسه مكانا فى قلب الجمهور لذا أرى أنها لا تستطيع تحمل عبء البطولة المطلقة.

ورش الكتابة أكبر خطر على الدراما.. و«الاحتكار» يقتل الإبداع

رفض المخرج الكبير الحديث عن أعمال فنية بشكل دقيق وفضل الحديث عن المشهد الدرامى بالكامل قائلا: أتابع الأعمال الدرامية التى تعرض الآن ومن خلال ملاحظة تترات الأعمال اكتشفت أن أغلبها وليد «ورش الكتابة» ومن خلال خبرتى الطويلة أعترف بأن ورش الكتابة أكبر خطر على الدراما كما أنها منعت مؤلفين يمتلكون موهبة كبيرة من الظهور، فلم يعجبنى أى سيناريو حتى الآن وأجد أن موضوعات الأعمال الدرامية متشابهة إلى حد كبير.

وواصل محمد فاضل حديثه: الخطر الثانى الذى يهدد الدراما هو الاحتكار، تنوع شركات الإنتاج يسمح بتعدد الأفكار واختلاف الرؤى ويساعد أيضاً على خلق إبداع حقيقى، من الضرورى أن يعود التليفزيون إلى الإنتاج حتى نجد أعمالا مهمة وجذابة لكن احتكار الإنتاج الدرامى سوف يجعلنا نرى لونا واحدا ونمطا معينا من الممثلين، لذا أرى أنه من الضرورى أن تتحرك النقابات الفنية للدفاع عن حرية الإبداع ومحاربة الاحتكار الذى ترفضه كل دول العالم.. بعد مرور أسبوع أعترف بأنه لا يوجد عمل درامى مهم أو يشجع على المشاهدة وهذا أمر محزن جدا.

«السقا» يغير جلده.. «والواد سيد الشحات» أفضل عمل كوميدى

قال الناقد رامى عبدالرازق: الاقتباس يهدد صناعة الدراما فى مصر، وأن هذا الأمر واضح فى مسلسل «قابيل» بطولة محمد ممدوح وأمينة خليل وهو مأخوذ عن فيلم أمريكى يحمل اسم «النهر» إنتاج عام 2015 ومسلسل «زى الشمس» مأخوذ عن مسلسل إيطالى بعنوان «أخت» كما أننى أجد تشابها كبيراً بين أحداث مسلسل «قمر هادى» بطولة هانى سلامة والفيلم الأمريكى «سماء بلون الفانيلا» بطولة توم كروز وكاميرون دياز.. الشىء الغريب أن صناع الدراما يأخذون الفورمات الأجنبية كما هى ولا يحاولون بذل أى مجهود لخلق مساحة من الشبه بين الأعمال وواقعنا.. لست ضد الاقتباس ولكن يجب أن يضيف الكاتب على النص أحداثا تجعل

العمل يناسب مجتمعنا ولا يبدو غريبا عنه، بكل أسف الاقتباس يبدو واضحا جدا.

وواصل رامى عبدالرازق: الأمر الغريب أن صناع الدراما يجهلون أن الجمهور تغير جدا ويتابع ويشاهد الأعمال الأصلية وبالتالى عندما يكتشف من المشاهد الأولى أن العمل مقتبس من عمل أجنبى سوف ينصرف عنه ويتوقف عن المتابعة، يجب على الكتاب إدراك أن الجمهور تغير وبات يمتلك قدرات تؤهله للمقارنة بين الأعمال الأصلية والمقتبسة.

وعن الممثل المختلف من وجهة نظره: يحسب للفنان أحمد السقا محاولته تغيير جلده هذا العام، ففى مسلسله الجديد «ولد الغلابة» يقدم شخصية جديدة عليه.. وأرى أن مسلسل «الواد سيد الشحات» بطولة أحمد فهمى هو أفضل عمل كوميدى لأنه يعتمد على فن المحاكاة فترى البطل يقدم شكلا هنديا فى حلقة وفى أخرى يظهر صينياً والعمل جيد لأنه لا يعتمد على فكرة سبق تقديمها كما هو الحال فى مسلسل «الزوجة 18» أو مسلسل «طلقة حظ».

«زلزال وكلبش ولمس أكتاف» استعراض قوى فردية.. ومسلسل «زى الشمس» مختلف

أكد الناقد الكبير طارق الشناوى أن مستوى الأعمال الدرامية هذا العام ضعيف جدا بالمقارنة بالسنوات الماضية فلا توجد فى الأعمال المعروضة مساحات درامية، أغلب الأعمال تعتمد على استعراض القوى الفردية كما هو الحال فى مسلسل «كلبش» بطولة امير كرارة ومسلسل «زلزال» للفنان محمد رمضان و«لمس أكتاف» بطولة ياسر جلال.

أتصور أن مسلسل «زى الشمس» هو الوحيد الذى يبدو غير تقليدى ويتحرك فى دوائر مختلفة والإبداع فى هذا العمل مقسم بين ثلاثة مخرجين كاملة أبوذكرى التى انسحبت بعد تصوير عشر حلقات، وسامح عبدالعزيز الذى تولى المهمة بعدها ثم المخرج أحمد مدحت المسئول عن الوحدة الثانية وهذا الأمر يطرح قضية عميقة وهى كيفية الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية خاصة أن المخرجة كاملة أبو ذكرى لا يوجد اسمها على التتر ويطرح سؤالا مهما أيضاً حول مشروعية وضع اسم مخرج على عمل لم يقم به.. يجب الإشارة إلى أن دينا الشربينى تقدم دورا جيدا جدا فى فن الأداء، وريهام عبدالغفور تلعب دورا مختلفا وأتصور أنه من أروع أدورها، وكذلك الفنانة الكبيرة سوسن بدر وأحمد داود وأحمد السعدنى توجد فى العمل لمحات أداء مضيئة ومختلفة.

وتحدث الشناوى عن ياسمين صبرى قائلا: فى مسلسل حكايتى الذى تقوم ياسمين صبرى ببطولته سوف تكتشف أنها وجه جميل ولكنها تحتاج إلى كاتب ومخرج يستطيعان أن يخرجا منها أفضل مما نرى.. لا أنكر موهبتها فهى مؤهلة للبطولة ولكنها تحتاج إلى شغل كبير فى فن الأداء.

وتابع الشناوى حديثه: أحمد السقا على المستوى الجماهيرى فى رمضان لأول مرة بعد سنوات يحقق هذا التماس مع الناس ولكنه يتعامل مع الشخصية بإضافات ولزمات خارجية فى جزء منها متكلف.. أنتظره أن يعود إلى تلقائيته مع استمرار الحلقات ولكنه بلا شك حقق قدرا كبيراً من الجماهيرية.

مطلوب عودة وزير الإعلام فوراً

انتقد السيناريست الكبير بشير الديك ما يحدث فى دراما رمضان وقال فى تصريحات خاصة لـ«الوفد»: المشهد الدرامى ضعيف جدا ولابد من عودة منصب وزير الإعلام لتنظيم آليات الإنتاج الدرامى، كل الأعمال تحمل نفس السمة والاختلاف طفيف جدا، المسلسل الوحيد الجيد من وجهة نظرى هو مسلسل «زى الشمس» بطولة دينا الشربينى وريهام عبدالغفور فى هذا العمل يوجد موضوع ولغز وأداء تمثيلى.

وتابع بشير الديك: المؤسف والمضحك أن العمل الوحيد الذى يلفت الانتباه مقتبس من عمل إيطالى فقد قامت مريم ناعوم بالإشراف فقط على ورشة الكتابة وهذا أمر يدعو للاستغراب هل أصابنا العجز والكسل لصناعة أعمال درامية جيدة وقادرة على كسب الجمهور؟.

فى السياق ذاته تحدثت الفنانة إلهام شاهين قائلة: بكل أسف ما نشاهده لا يحمل قضايا اجتماعية ولا أبالغ إذا قلت إننى أشعر بغربة عندما أجلس لمتابعة مسلسل، بكل أسف الهلس والأكشن يسيطران على الدراما كما أننى أجد أن الإعلانات باتت خطرا كبيرا، فقد أفقدتنا متعة المشاهدة بسبب تكرارها.. حتى الآن لا أجد شيئا مبهرا أو يلفت الانتباه.