في ذكرى وفاة محمود مرسي.. محطات في حياة العملاق الذي عشق تراب الوطن

عندما كان الفن رسالة للتعبير عن الوطنية، وفنانو مصر هم أفضل من يمثلها.. يجب أن نتذكر للفنان الكبير محمود مرسى فى ذكرى وفاته، حيث قضى الفنان محمود مرسي وقتًا طويلًا في الدراسة في فرنسا وبريطانيا وفي تعلم مادة الفلسفة، وفي أثناء تواجده في بريطانيا عمل بهيئة الإذاعة البريطانية لمدة 7 أشهر فقط، وكان تركه للعمل أحد مواقفه الوطنية التي لا تنسى عندما وقع العدوان الثلاثي على مصر، حيث كان يعمل بإذاعة الBBC البريطانية القسم العربي، فخرج محمود مرسي علي الهواء قائلًا : "إن هذه هي آخر حلقة أقدمها في هذه الإذاعة حيث إنه لا يمكنني أن أعمل أو أقيم في دولة تشن عدوانا علي بلادي وتلقي بقنابلها علي أهلي في مصر و لتلك الأسباب أقدم استقالتي علي الهواء و سأعود إلي بلدي أقاتل بجانب أهلي أعيش معهم أو أموت معهم".

 

وبالرغم من حاجة الفنان الكبير محمود مرسى للعمل وللأموال البريطانية خلال هذه الفترة، خاصة وأنه لم يكن وقتها قد احترف التمثيل، إلا أن حبه الشديد لوطنه مصر، كان أهم من كل شيء، وعاد "بالفعل إلى مصر والتحق بالمقاومة الشعبية، التى اندلعت فى مدن القناة "بورسعيد، الإسماعيلية، السويس"، ضد قوات الدول الثلاث إنجلترا وفرنسا وإسرائيل.

 

 

والتحق الفنان محمود مرسي بعد ذلك للعمل كمخرج في الإذاعة المصرية،

ثم مذيعًا متخصصا فى تقديم البرامج الفنية والثقافية، ثم انطلق فى عالم السينما، وكان فيلم "أنا هارب" عام 1963 هو أولى تجاربه السينمائية.

 

وكانت أهم أعماله السينمائية: "شيء من الخوف، ليل وقضبان، سعد اليتيم، الليلة الأخيرة" وغيرهم من الأعمال الرائعة.

ومن أبرز أعماله الدرامية: العملاق، رحلة أبو العلا البشري، عصفور النار، العائلة، لما التعلب فات.

 

وكانت آخر أعماله: قام ببطولة المسلسل الإذاعي كليلة ودمنة إخراج رضا سليمان وإعداد إذاعي عبدالمنعم خلف الله، وشاركه في البطولة سعد الغزاوى الذي جسد شخصية الفيلسوف وقام محمود مرسى بدور الملك دبشليم.

 

أما عن رحيله عن عالمنا فمن المعروف عن الفنان محمود مرسي أنه كتب نعيه بنفسه، ذاكرا فيه أسماء أقرب الناس إليه وهم أصدقاء عمره، وأوصي أن يتم إذاعة النعي بعد وفاته، وتوفي الفنان محمود مرسي في أثناء تصوير مسلسل "وهج الصيف" بأزمة قلبية، في عام 2004.