رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في ذكرى وفاته الـ 34.. أبرز المحطات في حياة محمود شكوكو

محمود شكوكو
محمود شكوكو

يحل اليوم ذكري وفاة الـ 107 لنجم المونولوجست محمود شكوكو، الذي ولد يوم الأربعاء الموافق 1 مايو من عام 1912، بحي الدرب الأحمر لمنطقة وسط القاهرة، و عمل نجارًا في بداية حياته بورشة والده، و الذي كان يضربه لأنه كان يعمل طوال اليوم في ورشة النجارة وفي الليل يغني في الأفراح والملاهي، حتي قرر أن يؤسس ورشة خاصة به، ثم برع فى تصنيع العرائس، حتى أصبحت شكوكو من أشهر الدمى التي يُقبل الأطفال على شرائها في الخمسينيات والستينيات، فكان كأنه محاكاة حية لشخصية الأراجوز، كما تقاضى النجم محمود شكوكو أول  أجر له من عمله بالفن كان بقيمة قرشين صاغ، وذلك أثناء عمله في فرقة سيدة تُدعى فاطمة الكسارة في الموالد، أما النجارة فكان يكسب منها يوميًّا حوالي 25 قرش.

 

تعود قصة تسمية النجم الراحل محمود شكوكو، بهذا الاسم  إلى رغبة جده إسماعيل في ذلك، حيث كان يقوم بتربية ديوك رومي، و أحيانًا تتعارك مع بعضها البعض فيصدر كبيرها صوت " ش ش كوكو"، فأصر أن يكون اسم حفيده شكوكو بينما أراد الوالد أن يطلق على ابنه محمود، فاستقرا على إطلاق هذا الاسم المركب عليه.

 

كان النجم القدير محمود شكوكو ولد بار بأبيه فكان يمنحه كل الأموال التي يكسبها من الفن وعمله في النجارة ليصرف عليه وعلى أشقائه، و فوجئ بعد فترة بوالده يخبره أنه ادخر كل أمواله واشترى له عمارة أطلق عليها "شكوكو"، فكانت علاقة بأبيه تحسنت كثيرة عن الصغر.

 

بدأ مشواره الفني عندما اكتشفه النجم محمد فتحي كروان الإذاعة المصرية بعد أن سمعه يغني في حفل عيد ميلاد، حتي أصبح واحدًا من أهم رموز الوسط الفني علي مر التاريخ، حيث عمل في فرقة الفنان علي الكسار على مسرح في روض الفرج، و شارك بالتمثيل وغناء المونولوجات، حينما كانت بطلة الفرقة النجمة الراحلة سعاد حسين، اشتهر النجم محمود شكوكو بارتداء الجلباب و الطربوش الطويل، و الذي تميز بهما، و كان ذلك بالتزامن مع أغنية كتبها له أحمد المسيري حملت اسم "ورد عليك وفل عليك"، و شارك لأول مرة في فيلم "أحب بلدي"، و بدأت شهرته و شعبيته تزداد يومًا بعد يوم بعد أن اقتحم مجال التمثيل والمنولوج، و من أشهر أعماله: "شارع محمد علي"، " البني ادم"، "عودة طاقية الإخفاء"، "قلبي دليلي"، "البريمو"، " البوسطجي"، "المرأة شيطان"، "خد الجميل"، "غرام راقصة"، "فتاة السيرك"، "المال والبنون"، "عرايس فى المزاد"، "زقاق المدق"، "أميرة حبي أنا"، "ألف ليلة وليلة"، و التي تعد آخر أعمال الراحل محمود تاركًا بصمة في عالم السينما.

 

يعد النجم الراحل محمود شكوكو أول فنان مصري يركب في أواخر الأربعينيات السيارة الإنجليزية ماركة "بانتيللي"، و التي لايركبها غير اللوردات والسفراء والأمراء، ما أثار عليه حقد أفراد الأسرة المالكة وبعض أفراد العائلات الأرستقراطية وأجبروه على بيعها، لأنه لم يكن يعرف القراءة والكتابة، و لكنه حرص على تعلمها دون مدرس، فأخذ يدعو المارة أن يقرأوا له لافتات المحال التجارية، ليحفظ شكلها، كما كان يشتري مجلة "البعكوكة"، و يمنحها لشخص يقرأها له ويكتب كلماتها، حتى تعلم القراءة والكتابة، كما علّم نفسه بعض الكلمات الإنجليزية والفرنسية.

 

تزوج الفنان الراحل محمود شكوكو ثلاث مرات، الأولى أنجب منها ولديه سلطان وحمادة، أما الثانية فكانت فتاة صغيرة تزوجها رغم معارضة أسرتها لكنها مرضت بمرض خطير وطافَ بها على أطباء مصر وأولياء الله وأنفق عليها آلاف الجنيهات على علاجها لكنها ماتت واقتنع أهلها بأنه إنسان طيب وعطوف ووافقوا على

أن يزوّجوه أختها الصغرى.

 

رزق النجم القدير محمود شكوكو بحفيدين، كي تستمر عائلة شكوكو في عالم الفن، هما النجمين أمير محمد كرارة، أحمد كرارة، أبناء السيدة الراحلة ليلى محمد شكوكو.

 

امتنع النجم محمود شكوكو من الوقوف أمام الكاميرات، و المسارح عندما اشتد عليه المرض، حيث أصيب بمضاعفات حساسية في الصدر، و تم نقله علي أثرها إلى مستشفى "المقاولون العرب" بالجبل الأخضر، مدينة نصر القاهرة، و ظل بها أكثر من 3 أشهر في الغرفة رقم 602 فقد النجم محمود شكوكو خلال رحلة مع المرض اللعين، نص أملاكه الخاصة، بعد أن ترك عمله لفترة وساءت أحوال متجره وما أنفقه على علاج زوجته الثانية فما تبقى له سوى القليل الذي صرف أيضًا على علاجه، هو بعد أن اشتد المرض عليه و استكمل علاجه على نفقة الدولة من دون علمه خوفًا من أن يشتد المرض عليه ممن حوله و معايرته بذلك، و كان دائمًا ما يتردد عليه بعض أصدقائه الفنانين، كما كان يحاصر عدد كبير من جمهوره العريض، لمستشفي لزيارته، و كان ذلك سببًا في تخفيف عنه ألمه، ومن رغم ضيق الرزق عليه إلا أنه كان يقول دائمًا أنه ثري و عنده مئات الألوف من الجنيهات ولا يطلب مساعدة أو علاجًا على نفقة الدولة.

 

و في يوم الخميس الموافق 21 فبراير من عام 1985، لفظ النجم القدير محمود شكوكو أنفاسه الأخيرة عن عمر يناهز الـ 73، و تم تشييع جثمان شارلي شابلن العرب محمود شكوكو، في جنازة رسمية حضرها مندوب عن رئيس الجمهورية اعترافاً بقيمة هذا الفنان الكبير وتقديراً لفنه و إبداعه.

 

و تم تكريم النجم محمود شكوكو من قبل الرئيس الراحل أنور السادات في عيد العلم والفن، وذهب إلى الحفل مرتديًا الجلباب البلدي، حيث كرم  لتاريخه الحافل في جميع ألوان الفنون، وبخاصة السينما التي قدّم لها الكثير من الأفلام، حيث مثل ما يقرب 18 فيلمًا، وغنّى حوالى 33 أغنية، كما تم استخدام تماثيل النجم محمود شكوكو في النضال ضد الإنجليز، فقد كان المناضلون يحتاجون لزجاجات فارغة يملؤونها بغازات سامة و يلقون بها على العدو، وحتى يحصلوا على أكبر قدر ممكن من الزجاجات، فكروا في استغلال شعبية النجم محمود شكوكو وانتشار تماثيله، ليبادلونها بالزجاجات، فكان الباعة ينادون "شكوكو بقزازة" فكل زجاجة فارغة مقابل تمثال لشكوكو.