الناقد أحمد رأفت بهجت اعتزله الوسط الفنى حيًا وميتًا

رحل الناقد أحمد رأفت بهجت صباح امس عن عمر ناهز 75 عامًا، فى هدوء تام وقد شيعت الجنازة بعد صلاة الظهر من مسجد الإمام فى جنازة لم يحضر فيها سوى أسرته .

جنازة الراحل شهدت غيابا واضحا وتاما عن الوسط الفنى بالكامل ، وربما ينم هذا الغياب عن جهل الجيل الحالى بقيمة ناقد بحجم أحمد رأفت بهجت أحد أهم النقاد على مستوى العالم العربى وليس فى مصر فقط ، وهو ما يؤكد على أننا نعانى أزمة فى الحركة النقدیة فى مصر والتى تشهد تراجعا خطیرا في التأثیر ، ما جعله يزهد فى كتابة النقد السینمائي، واعتزل بعد شعوره بتراجع دور النقد.

القارئ لكتب أحمد رأفت بهجت يقرَ أنه باحث جاد ومحترم شديد الإخلاص والدأب، لا يتردد فى بذل أكبر جهد فى سبيل جمع مادته، الأفلام بالنسبة له ليست مجرد صور وحكايات، ولكنها مستودع لأفكار واضحة وخفية، وتحمل رسائل تستحق التحليل والتأمل، فالبراعة في تفكیك الفیلم السینمائي وتحلیله وتقویمه تظهر من خلال كتاباته .

وصفه الناقد الفنى طارق الشناوى بالرمز البشرى لقيم العدالة والثقافة والجمال، واعلن الناقد أمير أباظه أنه وافق على تكريمة فى الدورة الخامسة والثلاثين لـمهرجان الإسكندرية السينمائي، رغم رفضه السابق وأشترط أن يكتب مؤلف تكريمه الناقد مجدي الطيب، وتوقع وفاته قبل دورة المهرجان وقال "يا مين يعيش

يا أمير".

الناقد الكبير من مواليد 1943 ودرس بكلية التجارة، ثم تخرج إلى الحياة العملية، عمل فى أكثر من وظيفة منها مخرج بمسرح العرائس منها مسرحية " حول العالم فى 80 يوما ،كما شغل منصب مدير تحرير مجلة السينما والمسرح في عهد يوسف جوهر، عمل كرئيس تحرير مجلة الفنون في عهد سعد وهبة والتي كانت تصدر من اتحاد النقابات الفنية، ووقتها كان مسئولا عن المطبوعات والمنشورات في مهرجان القاهرة السينمائي لمدة 20 عامًا.

ألف العديد من الكتب المهمه وكان لديه شغف خاص بقضية يهود السينما المصرية، ومن ضمن كتبه " اليهود والسينما فى مصر والعالم العربى، دراسة تحليلية تغطى كافة أنشطة السينما من بداية القرن العشرين" ، و"السينما اليهودية في الولايات المتحدة، وكتاب "صراعنا في السينما العالمية"، وكتب في عام 1996 كتاب "مئوية السينما المصرية"ـ وكتاب "الشخصية العربية في السينما العالمية، اتجاهات سينمائية".