رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«لا أحد هناك» عندما تنتصر سينما البصر على لغة الأدب

بوابة الوفد الإلكترونية

لم يحظَ فيلم «لا أحد هناك» للمخرج الشاب أحمد مجدي خلال مهرجان «القاهرة السينمائي» في نسخته الأربعين بالقدر ذاته من الاحتفاء الذي واجهه كفنان.

كان هناك جمهور عريض تواق لمشاهدة الفيلم، ونقاد معجبون بفنه كممثل يترقبونه كونه أولى تجاربه في ميدان الإخراج، لكن الآراء تبددت بعد عرضه الأول في مهرجان القاهرة، حيثُ سيطر «الغموض» على قصة الفيلم، واختلط الأمر على عدد من المشاهدين بعد اختياره لـ«الزراقة» كتيمة للفيلم.

تعددت الآراء وتباينت الانطباعات، لكن في النهاية اتفق النقاد على أن الفيلم يحمل رسائل ضمنية هامة قد يصعب على المتلقي العادي فهمها، ورغم أن القصة الأساسية للفيلم هي رحلة بحث أحد الشباب عن أموال يساعد بها فتاة لا يعرفها لعمل عملية إجهاض، إلا أنه يتورط في النهاية مع مجموعة من الشباب يودون كشف سر الزرافة المخبأة في حديقة الحيوان، وإلى جانب سيطرة لغز الزرافة على اهتمامات الناس. حاورت «الوفد» صُناع العمل لفك شفرة الفيلم واتضاح رؤيته ورسالته التي مازالت تحمل بعض الغموض.

أحمد مجدي: «لا أحد هناك» للإنسانية.. وفيلمي القادم أكثر غرابة

أرفض تطويع الفن في قضايا سياسية.. والإخراج لم يأخذني عن التمثيل

رفض الفنان أحمد مجدى الاستعانة بخبرات والده المخرج الكبير مجدي أحمد علي، لأنه أراد أن يصنع سينما خاصة به تعبر عن مكنوناته ومخزونه الفكري والثقافي.

رغم تباين الانطباعات في ردود الأفعال حول فيلمه الجديد «لا أحد هناك»، والمقرر أن يُشارك في مهرجان مراكش بالمغرب، لكنه سعيد بالتجربة وبأداء طاقم الفيلم الذين ساعدوه على نقل رسالته للجمهور.

لم يلجأ «مجدي» للسرد في إيصال فكرته للجمهور، فاعتمد على لغة «الصمت» و«الصورة» لتكتشف أن هناك مغزي أكبر ورسائل ضمنية عديدة داخل حدوته الفيلم.

التقت «الوفد» بالفنان أحمد مجدي للتحدث معه عن المغزي وراء ظهور «الزرافة» وربطه بشخصيات الفيلم، وسر تسميته بـ«لا أحد هناك».. وإلى نص الحوار...

 *في فيلم «لا أحد هناك» أولى تجاربك في عالم الإخراج.. اعتمدت على «الصمت» فالفيلم بصري أكثر منه أدبي.. هل ندرك من خلال هذا أن مجدي سيتبع «سينما الغموض»؟

-الفيلم بالفعل بصري أكثر منه أدبي، فاعتمادي كان على كيف نرى الحدوتة، وليس كيف نحكيها، ولذلك لم اعتمد على القصة، فيمكننا تصنيفه بأنه ينتمي لسينما بصرية أكثر منها أدبية وقصصية. وهذا انعكس على إيقاع الفيلم الذي استم بالهدوء، لأنني اعتمدت على الرؤية أكثر، فخلال الربع الأول من الفيلم، كانت الأحداث بطيئة، ومع كل فصل يصبح أقصر وأسرع من المشهد الذي يليه.

*استوقفني اسم الفيلم.. قبل أن أراه ظننت أنني لم أر سوى ممثل واحد ضائع في العالم الغريب.. ولكن بعد رؤيتي له وجدت تشابكا وترابطا بين الأصدقاء؟ فماذا تعني بالاسم؟

 -اسم الفيلم «لا أحد هناك» كان للتعبير عن الفراغ النفسي والخوف الذي يعيشه أبطال الفيلم. 

*السيناريو لم يكن موضح قصة الفيلم حسبما صرحت؛ فكيف تعاملت مع طاقم العمل أثناء التصوير؟

-أنا الوحيد الذي تخيلت الفيلم والصورة التي سيكون عليها، فالسيناريو لم يكن يجسد شكلا واضحا للفيلم، والممثلون لم يفهموا في البداية، ولكنهم شعروا به ولذلك كان أداؤهم وتعبيرهم عن الفكرة جيدا.

*مشهد نفوق الزرافة في الفيلم كان غامضا؛ وتسبب في حيرة العديد من المشاهدين فما أردت أن تقول من خلال هذا المشهد؟

-اختيار الزرافة كتيمة للفيلم، لأنها تعد مرآة للشخصيات، فالزرافة مهددة بالانقراض ورغم ضخامتها فلا أحد يهتم بها وتموت، وهكذا الإنسانية، وفي نفس الوقت أؤمن بالمعجزة وأن كل شيء ممكن، وهذا ينعكس في الأسطورة داخل الفيلم عن الزرافة التي أنجبت دون زواج.

*ما الرسالة التي أردت إيصالها للجمهور من خلال الفيلم؟

-أردت التعبير خلال الفيلم عن النور الموجود بداخل الجانب المظلم من أي شيء. وأن المعجزة يمكن أن تحدث وسط الظلام الحالك والعبث الذي نعاني منه.

*لماذا لم تلجأ إلى مدير تصوير متخصص؛ واعتمدت على تجربتك المحدودة في تصوير الفيلم ؟

- في الفيلم طبيعية في معظم المشاهد، وهذا أعطى انطباعا قديما بعض الشيء، وكأنه فيلم في بداية الألفينات. كما أنني عملت مع مدربين تصوير كُثر، وشعرت أنني قادر على تصوير فيلم كامل معتمداً على خبراتي، والفيلم في الحقيقة كان اختبارا لقدراتي، لكن هذا لا يمنع أنني سوف أستعين بمديري تصوير فى فيلمي القادم.

*يأتي هذا العمل من دون ممثل معروف يؤثر في مجرى الأحداث.. بالتأكيد كان هذا قرارك الفني الخاص.. هل لك أن تشرح دوافعه؟

-التجربة كانت مخاطرة، ولذلك كنت أريد اختيار فريق عمل مستعدا للمخاطرة معي، ولذلك بحثت عن ممثلين لديهم حب للفن في حد ذاته وللسينما، وأن يكون لديهم سابق خبرة فنية وعبروا عن أنفسهم أمام الكاميرا من قبل، حتى يستطيعوا التعبير عن الصورة التي أريد نقلها.

*ميدان الإخراج ليس من الميادين السهلة؛ لماذا اتجهت للإخراج.. وهل هذا سيؤثر عليك كممثل؟

-أنا في الأساس مخرج وكاتب، فوجدت أنني باستطاعتي استثمار نفسي في الإخراج أكثر من التمثيل، وتجربة الإخراج لن تأخذني من التمثيل ولكن لدي شغف أن أخوض تجارب جديدة في مجال الفن بشكل عام.

*هل السياسة ستأخذ حصة في أفلامك كمخرج؟

-أرفض أن أطوع رؤيتي كمخرج في خدمة توجهاتي السياسية، آرائي تخصني أنا وحدي، وظيفة المخرج هو التعبير عن آراء المواطنين ويعكس الأحداث التي تجري في الشارع بشكل محايد.

*هل استعنت بخبرات والدك المخرج الكبير مجدي أحمد علي في تجربتك الإخراجية الأولي في فيلم «لا أحد هناك»؟

- نصحني، وأعطى لي ملاحظات عدة على الفيلم، ولكني لم أخذ بها بشكل كامل، لأني كنت أريد سرد حدوتي الشخصية وأعبر عما في وجداني وأعكس العالم الذي أراه من منظوري ورؤيتي الإخراجية.

*وماذا عن خطواتك الفنية القادمة؟

-الفيلم القادم لي سيكون أكثر غرابة من فيلم «لا أحد هناك»، ويحمل عنوان «الغراب»، وسوف اعتمد فيه على مدير تصوير لأنه أكثر كثافة من «لا أحد هناك».

شذى محرم: أميل للسينما الصامتة.. ولا أحد هناك أظهر موهبتى الفنية

جعل الفنان أحمد مجدى من فيلمه «لا أحد هناك» نافذة لخروج وجوه جديدة، وهى خطوة تُحسب له، فعلى الرغم من أنهم وجوه غير مألوفة على المشاهد نجحوا فى التسلل إلى قلوب الجماهير دون الحاجة

إلى جواز سفر أو تأشيرة دخول بأدائهم وثقلهم الفنى الذى بدا بشكل واضح فى الأدوار التى قدموها رغم قلة الحوار فى العمل، من بين هؤلاء الفنانة الشابة شذى محرم، التى قدمت دوراً صامتاً طوال الفيلم دون أن تتلفظ بكلمة واحدة.

عن سر حماسها للمشاركة فى بطولة العمل قالت: فكرة أن تقدم عملاً وأنت مؤمن به كفيلة بأن تجعلك توافق عليه بدون أى مقابل مادى، خاصة أنه فيلم جيد.

وعن لغة الصمت التى اتبعتها فى الفيلم للتواصل مع الجمهور قالت: أنا بطبعى أميل للسينما الصامتة، لأن أفلامها تعتمد بالأساس على الصورة فى غياب الحوار، إلى جانب ميزتها فى الوصول إلى شريحة كبيرة من المجتمع، وسعدت كثيراً بردود الأفعال الإيجابية التى جاءتنى عن دورى فى الفيلم، وأننى نجحت فى إيصال رسالتى للجمهور عن طريق الصمت، فالفيلم ساعدنى على إظهار موهبتى الفنية للجمهور، لأن التمثيل الصامت أصعب أنواع المدارس الفنية.

وبسؤالها هل العمل يعتبر أولى تجاربك فى مجال التمثيل؟ أجابت: الفيلم هو التجربة الأولى لى فى الأفلام الروائية، فقد قدمت من قبل عدداً من الأفلام القصيرة، ومن مشاريعى المقبلة فيلم «ليموزين» وهو فيلم تسجيلى من إنتاجى، وهو فيلم له علاقة بالذاكرة.

 

هايدى قوسة: أكثر ما حمسنى للعمل أنه ليس تجارياً

أعربت الفنانة الشابة هايدى قوسة عن سعادتها بردود الأفعال التى جاءتها عن دورها فى الفيلم، مؤكدة أن التجربة كانت ثرية بالنسبة لها على الصعيد الإنسانى والمهنى.

قدمت هايدى دور فتاة تتأثر بالظروف التى مرت بها صديقتها التى تسعى جاهدة أن تساعدها فى إجراء عملية إجهاض لها.

عن استعداداتها للشخصية قالت: عندما ذهبت لعمل اختبار كاميرا، شعرت بالقلق والتوتر، فأنا شخصيتى فى الحقيقة مرحة ومبتسمة، على عكس الشخصية التى ظهرت بها الفيلم التى يغلب عليها الكآبة طوال الوقت، شعرت وكأننى خلعت هذا القناع فى لحظة ودخلت فى حالة الحزن والشجن التى يجب أن أبدو عليها طوال فترة تصوير الفيلم.

وعن انجذابها للشخصية التى قدمتها قالت: أكثر ما أعجبنى فى العمل أنه ليس تجاريًا، ومن المعروف أن العمل غير التجارى دائمًا ما يحمل رسالة معينة يريد إيصالها للجمهور، وهذا ما كنت أبحث عنه عندما قررت أن أخوض مجال التمثيل أن أقدم محتوى ومضموناً جيدين دون الاهتمام بالمادة.

المتابع للفيلم يجد أن مساحة الحوار كانت قليلة.. فكيف تعاملتِ مع دورك فى الفيلم؟

أنا مؤمنة بأن السينما صورة ولقطات, ومجدى كان حريصاً على أن ينقل مشاعر كل بطل داخل الأحداث من خلال تعبيرات الوجه.

وعن العمل مع أحمد مجدى كمخرج قالت: شعرت بالراحة مع أحمد مجدى كمخرج، فكان لا يتعامل من مبدأ المخرج صاحب الكلمة الأخيرة فى اللوكيشن، إذ كان يترك لنا مساحة كبيرة من الحوار والتعبير عن رأينا.

ولفتت قوسة إلى أنها كان لها تجارب فنية سابقة، حيثُ شاركت فى عدد من المسرحيات والأفلام القصيرة.

 

عمرو حسين: تباين الآراء حول المستوى الفنى شهادة نجاح

أكد بطل العمل عمرو حسين، أنه كان واثقاً فى نجاح العمل لأنه يجمع عناصر فنية جيدة على مستوى الكتابة والتمثيل والإخراج، إلى جانب ثقته الكبيرة فى الفنان أحمد مجدى.

وعن تباين الآراء حول جودة الفيلم كون رسالته غير مفهومة قال: الأفلام غير التجارية دائماً ما تكون صعبة على المتلقى العادى، فهذه النوعية من الأفلام تتطلب من المشاهد أن يركز جيداً مع الأحداث لفهم رسالة الفيلم، والجدل الذى أثير حول الفيلم يصب فى صالحه وليس ضده.

ولفت حسين إلى أنه لم يحصل على أى مقابل مادى مقابل دوره فى الفيلم، مؤكداً أن المادة لا تعنيه فهو يعمل لذات الفن وليس من أجل المادة.

وعن طبيعة أفلام المهرجانات قال: أحب هذه النوعية من الأفلام، لأن هدفها ليس الربح وإنما الارتقاء بعقول المشاهدين، لهذا عندما عُرض عليِ «لا أحد هناك» لم أتردد فى قبول العمل، إلى جانب طبيعة الفيلم التى تركز إلى الصورة على حساب الحوار.

وأشار حسين إلى أن بدايته الفنية كانت على المسرح منذ 10 سنوات، إذ شارك فى العديد من الأعمال المسرحية.