رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تمتع بلحظات رائعة، حوارات لا تنسى فى سينما تعزف بعيداً عن المألوف !

بوابة الوفد الإلكترونية

 

يحظى مهرجان القاهرة السينمائى هذا العام بوجبة فنية ممتعة ومتنوعة بها العديد من المدارس السينمائية العالمية ؛ ويتميز بوجود نخبة كبيرة من المبدعين الذين سيحضرون عروض تلك الأفلام ؛وهناك احتفاء بشكل خاص فى المهرجان بالفيلم الأرجنتينى (حب غير متوقع) «Unexpected Love» وبالإسبانية El amor menos pensado ويرجع هذا إلى حضور مخرجه وكاتبه الأرجنتينى المرشح للأوسكار خوان فيرا وبطلته النجمة ميرسيدس موران.»Unexpected Love» من كتابة وإخراج «خوان فيرا» فى أولى تجاربه الآخراجية ، وتدور قصة الفيلم عن الأزمة الشعورية بين زوجين بعد مرور 25 سنة على زواجهما ،تنتهى بالانفصال و خلال هذ العمل نتعرف عن تفاصيل الحب والرغبة وتأثير مرور الزمن عليهما. هذا العمل تم الاحتفاء به فى مهرجان سان سيباستيان إلى جانب أنه يجمع فريقًا معروفًا من المبدعين ؛على رأسهم المخرج الذى أنتج العديد من أفضل نجاحات السينما الأرجنتينية فى هذا القرن، من El hijo de la novi إلى Zama، الفيلم معتمد على نص أدبى ينقلك معه إلى لحظات رائعة، حوارات لا تنسى ومواقف مضحكة لا تنتهي. بطولة ريكاردو دارين مع آنا وماركوس، الزوجان الأرجنتينيان اللذين قررا الانفصال، دون سبب محدد ربما الملل، الروتين كثير غياب الرغبة المؤقتة فلا شيء خطيرا، ولا طرف ثالثا فى الخلاف، هذا الوضع العملي يبدو مثاليًا لممثل مثل ريكاردو دارين. حنون، مضحك، مع الممثلة الرائعة مرسيدس موران التى تسرق المشهد بعد المشهد، بدون المبالغة فى الأداء أو الوقوع فى هستيريا التميز بالذوبان فى الدور، ليصبح الفيلم كأطروحة فلسفة برجوازية مستقرة ليست ثورية مع الأستمتاع بريكاردو دارين، واحد من الفنانين الأكثر شعبية ورواجاً فى الأرجنتين، والذى يقيم منذ عدة سنوات فى إسبانيا، حيث مثل فى عدد من المسرحيات.واشتهر دارين على المستوى العالمى بعد قيامه ببطولة الفيلم الأرجنتينى المميز الحائز على جائزة الأوسكارThe Secret in Their Eyes عام 2009...ولا يفوتك «الغراب الأبيض» إخراج ريف فاينز، وشارك أيضاً فى تمثيله، ويدور عن أسطورة الباليه الروسى رودولف نورييف، ويحكى الفيلم عن سنوات شباب الراقص الأسطورى وهروبه من الاتحاد السوفييتى إلى الغرب عام 1961 وصمم نورييف رقصات «رايموند»، و«بحيرة البجع»، و«دون كيشوت»، و«الأميرة النائمة» وواصل العمل إلى آخر أيامه، على رغم مرضه، وأنهى تصميم باليه «روميو وجولييت». وترجع أهمية الفيلم إلى أن رودولف نورييف أحد أكثر الشخصيات شهرة فى القرن العشرين. كشفت مهارات نورييف الفنية المناطق التعبيرية للرقص، مما أعطى دورًا لراقصى الباليه الذكور الذين لا يؤدون سوى دور الداعمين للراقصات.ورنورييف فى الأصل مواطن سوفييتى، لكنه هرب إلى الغرب فى عام 1961م، بالرغم من محاولات جهاز المخابرات الروسية لإيقافه. ووفقًا لسجلات جهاز المخابرات الروسية التى درسها بيتر واطسون، فإن نيكيتا خروشوف وقعت شخصيًا على أمر بقتل نورييف.وتوفى الراقص الشهير بعد اصابته بالإيدز جراء عملية نقل دم ملوث عن عمر يناهز 54 عاما.والفيلم ثالث عمل من إخراج ريف فاينز بعد فيلم «كوريولانوس» فى عام 2011 و» المرأة الخفية» فى 2013 والذى لعب فيه أيضاً دور تشارلز ديكنز. وعلى عكس باقى أفلامه فلم يلعب فيه دور البطولة ؛ومولته بى بى سى جزءًا من الفيلم الذى كتبته جولى كافانج عن الراقص الأسطورى الذى وصفت الصحف العالمية هروبه إلى الغرب عام 1961 خلال جولة أوروبية لفرقته فى عناوينها الرئيسية بـ«القفزة إلى الحرية».ويعد ريف فاينز أحد أهم نجوم السينما فى العالم، لذلك سيمنح جائزة «فاتن حمامة» التقديرية فى مهرجان القاهرة، تكريمًا لفنان وسوف يلتقى به الجمهور يوم الثلاثاء 27 نوفمبر الساعة الرابعة والنصف بدار الأوبرا.

وهناك أيضاً فيلم «دونباس»، أحدث الأفلام الروائية للمخرج الأوكرانى، سيرجى لوزنيتسا، الفائز بجائزة أحسن مخرج فى مسابقة «نظرة ما»،لينقلنا إلى منطقة «دونباس» بشرق أوكرانيا، حيث تجرى حرب تشمل صراعًا مسلحًا جنبًا إلى جنب مع أعمال القتل والسرقة التى ترتكبها العصابات المنشقة على نطاق واسع. فى منطقة «دونباس» الحرب تُدعى سلام، والدعاية السياسية تعتبر هى الحقيقة، والكراهية يُقال عنها الحب؛المؤلف والمخرج روسى عُرف بأفلامه الوثائقية والدرامية. أخرج منذ عام 1996ستة عشر فيلماً وثائقياً، وفاز بجوائز دولية عديدة، بالإضافة إلى جائزتى السينما الوطنية الروسية «نيكا» و«لوريل». تشمل أعماله السينمائية: «فرحي» (2010) «مهرجان كان السينمائي»، و«فى الضباب» (2012) «مهرجان كان السينمائي»، و«ميدان» (2014)، و«أوسترليتز» (2016). وسوف يؤثر بك فى الفيلم مشهدًا «مزيفًا للافتراس» على النمط النازى، والذى فيه خائن مفترض، متهمًا بالانتماء إلى «فرقة إبادة» مدعومة من الخارج، يحمل

علامة تكشف عن هذا يربط بعمود إنارة حيث يتم تشجيع المارة على الصراخ والبصق ورمى الأشياء فى وجهه، والتقاط صور شخصية سادية معه، وأخيراً ضربوه حتى الموت. وهو عبارة عن تسلسل مروع يكاد يكون غير مرتب وتكراره فى مشهد غريب آخر عندما يتزوج جندى، ويظهر زملاؤه المشاكسون فى حفل الاستقبال ويريه مقطع فيديو الهاتف الذكى الخاص بهذا الرجل الذى يتعرض للتعذيب؛ تقنية المخرج تجعلك تجعلك تريد معرفة المزيد، والتعاطف أكثر، حول الضحايا البشريين المعنيين. ولكن هناك نوعًا لا يصدق من الطاقة الباردة والتحكم الدقيق فى الطريقة التى تم بها تنظيم كل هذا. وكأننا نشاهد الجانب الآخر من العملة ورؤية الوجه البشع للحرب الفوضوية فى يوغوسلافيا السابقة. ولا يفوتك مشاهدة فيلم المخرج الألمانى، كريستيان بيتزولد، «ترانزيت» الحاصل على الجائزة الكبرى لأحسن فيلم فى مهرجان نورنمبرج، بعدما شارك فى المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي. وخاصة أن الجميع يعلم أن الألمانى كريستيان بيتزولد من عاشقى سينما المؤلِّف، من ثلاثية الأشباح إلى أحدث أفلامه التاريخية، مثل Barbara وPhoenix، حيث لا يكون الناس أبدًا على ما يبدون عليه وما كانوا عليه فى الماضى يشعرون وكأنهم موجودون فى وقت واحد تقريبا لأن القضايا التى تناضل بها الشخصيات فى الماضى تتجلى بوضوح فى العالم الذى نعيش فيه اليوم ؛وفيلمه ترانزيت، يأخذ هذه الفكرة خطوة أخرى إلى الأمام، مع قصة Petzold الصادرة فى عام 1942 فى منطقة ليبر مرسيليا ولكن على خلفية نظير المدينة المعاصرة. إنها مقامرة فكرية تؤكد أن القليل قد تغير بالنسبة للاجئين فى السنوات الـ 75 الماضية ولكن أيضاً خيار فنى سيحد من احتمالات الفيلم التجارية، حيث إن التنافر الزمنى المتعمد بين قصته وإعداده وسنجد فى الفيلم أن بيتز ولد مهتما باستكشاف حالة من العبور والتكامل الثابت تقريباً، بدلاً من سرد قصة ذات قوة روائية قوية، الشخصية الرئيسية جورج (فرانز روجوسكي)، وهو لاجئ ألمانى أصبح اسمه ايدل عندما يقدم تصاريح مرور الرجل الميت إلى القنصلية المكسيكية منتحلا هوية كاتب متوفى، تقع أوراقه فى حوزته، وبينما هو فى مارسيليا، يقابل امرأة شابة يائسة من البحث عن زوجها المفقود. ليكتشف أنه الرجل الذى قام بانتحال شخصيته، يحاول الجميع الحصول على تأشيراتهم وتأشيرات الترانزيت ليتمكنوا من مغادرة السفينة القادمة إلى العالم الجديد المفارقة المريرة فى الموقف هى أنه لا يُسمح إلا للأشخاص الذين يمكنهم إثبات قدرتهم بالبقاء فى فنادق المدينة الشاهقة المطلة على البحر، لأنه بدون ضمان أنهم سيغادرون قريبًا، سيعتبرون وصولًا جديدًا غير قانونى بدون أى وجهة أخرى.

وهناك فيلم «كتاب الصور»للمخرج، جان لوك جودار، الذى منحته لجنة تحكيم مهرجان «كان» «السعفة الذهبية الخاصة»، وفى الحقيقة أنا ادعوك لمشاهدته رغم أننى شخصيا لم أعجب به ؛ولكن ربما ترى فيه ما رآه مجموعة من النقاد وخاصة أنه جمع كنزاً من آلاف اللقطات ليصنع منه ما يشبه المقال البصرى الذى يحمل رؤيته للعالم المعاصر.