رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صابر الرباعى:مصر وطنى الثانى .. وعلاقتى بجمهورها عميقه

بوابة الوفد الإلكترونية

تستشعر الصدق بين أحرف كلماته التى تحمل بين طياتها نغمات الطرب الشرقى ومذاق سحره الفنى. اعتمد فقط على صدق إحساسه للعبور إلى قلوب ملايين العرب دون الحاجة إلى جواز سفر أو تأشيرة دخول. اتحدى العالم بفنه الراقى، الذى يخاطب العقل ويحرك المشاعر، ويشعر بأنه قد ملك الكون فى كل مرة يلتقى فيها بجمهوره، ونجح بـعزة نفسه أن يكون رسالة سلام ومحبة، بالجميل المختصر هو الفنان الكبير صابر الرباعى. طموحه فى الفن لا سقف له، ولا يتوقف عن حد معين، ينتقى الكلمة بعناية، ويستشعر قوتها وصدق إحساسها قبل غنائها، حتى تكون حاضرة فى ذاكرة الإنسان. نجح فى المزج بين الطرب الأصيل بمقامات تونسية دمشقية، فأكسبها مذاقاً سهل التذوق للتعبير عن هموم وطنه وما يخالج قلبه.

يرى الرباعي أن مسئولية نشر ثقافة الأغنية التونسية فى ربوع أنحاء الوطن العربى، واجبا عليه، حتى أصبح سفيراً للأغنية التونسية فى جميع أنحاء العالم. يعتبر مصر موطنه الثانى، ويستغل كل فرصة للتعبير عن حبه للشعب المصرى من خلال المشاركة فى أنشطتها الثقافية وأعيادها القومية. على هامش مشاركته فى الدورة الـ27 من مهرجان الموسيقى العربية، التى تنظمه دار الأوبرا المصرية تحت رعاية وزارة الثقافة، كشف لـ"الوفد" على الأساس الذى يعتمد عليه فى نجاح أغانيه، والوقوف معه على أبرز العوائق التى تعرقل عجلة الإنتاج الغنائى.. وإلى نص الحوار..

 

● ليست هى المرة الأولى التى تشارك فيها بمهرجان الموسيقى العربية.. فما الرابط الذى يجمعكما؟

- أى فنان يسعى جاهداً للغناء على خشبة مسرح دار الأوبرا المصرية، ومهرجان الموسيقى العربية له رونقه الخاص ووهجه الذى يميزه عن سائر المهرجانات الأخرى، فهناك رابط عاطفى يجمعنى بهذا المهرجان الذى اعتبره صرحاً تاريخياً وحدثاً فنياً ضخماً يحتفى بالموسيقى العربية وبالفنانين أصحاب الرسالة الفنية الجادة.

● صابر الرباعى يستغل كل فرصة لإبداء إعجابه بشعب مصر؛ ففى العام الماضى أهديت لها «سلام يا دفعة».. فكيف عبرت عن حبك لها فى دورة هذا العام من مهرجان الموسيقى العربية؟

- علاقتى بالجمهور المصرى عميقة جداً، وثابتة، إنه شعب فنان على جميع المستويات، يحترم الفنان ويحتضنه، ومتذوق للفن الجميل، قدمت أغنية جديدة عن مصر بعنوان «مصر ولادة» وهى تعبر عن جدعنة المصريين.

● قدمت الأغنية التونسية بثوب مميز دلفت بها إلى قلوب ملايين العرب.. كيف حققت ذلك رغم صعوبة لهجتها على الملتقى؟

- اللهجة التونسية ليست صعبة، فهناك مطربون كبار نجحوا فى نشر الأغنية التونسية فى بلدان عربية أخرى بشكل سلس ومبسط، فهذا يتوقف على اجتهاد الفنان، فأغنيتى «برشا» حتى الآن مطلب جماهيرى فى حفلاتى، والجمهور غير التونسى يردد كلماتها معى ويحفظها جيداً.

● تعتبر من المطربين الذى حافظوا على «المدرسة التونسية»؛ كيف استطاعت الموازنة بين الحفاظ على المقام التونسى ومواكبة العصر؟

- الثقافة تعكس صورة المجتمع، ودورى كفنان أن أبرز صورة جيدة لبلدى، والمدرسة التونسية جزء من ثقافة تونس، فالحفاظ على التراث التونسى الشرقى واجب عليّ وليس فضلاً منى، الفنان الذكى هو الذى يمسك العصا من المنتصف، أى يقدّم اللون الغنائى الذى يفضله للأجيال التى تابعته منذ انطلاقته، إضافة إلى اللون المعاصر كنوع من التغيير.

● دائمًا ما تسير عكس التيار؛ أغلب المطربين الآن يولون اهتماماً باللحن ثم يضعون عليه كلمات موائمة فى الوزن والقافية.. لكن الرباعى يولى اهتمامه بالكلمة أولاً؟

- الكلمة هى الأساس فى نجاح الأغنية، ولكن هذا لن يقلل من قيمة المطربين الآخرين الذين يولون اهتماماً باللحن أولاً ثم الكلمات، فى الحقيقة هى معادلة صعبة بين اختيار لحن ملائم للكلمات يصور كلمات الأغنية تصويراً درامياً، وبين اختيار كلمات موائمة للحن معين، تتطلب ذكاء من الفنان.

● ما الآلية التى تعتمد عليها فى اختيار أغانيك؟

- اختار الكلمة التى تخلد فى ذاكرة الجمهور، وأن تكون جديدة ومختلفة فى فكرتها ومضمونها عما قدمته فى السابق، لأننى أرفض التكرار فى أعمالى.

● قدمت المدرسة التونسية والمصرية.. إلى أى مدى وجدت تشابهاً بين المدرستين؟

- لا يوجد تشابه بين المدرسة الشرقية فى مصر وأى مدرسة أخرى سواء المغربية أو التونسية، فلكل مدرسة لها تركيبتها ومقامتها ولكنتها الموسيقية ولهجتها، الأغنية العربية تكون نابعة من تراث بلدها، ولكن نحن كوطن عربى ترعرعنا على المدارس الفنية المصرية كـ عبدالحليم حافظ، والموسيقار محمد عبد الوهاب، وكوكب الشرق أم كلثوم وغيرهم.

● برأيك عامل النجاح للمطرب الموهبة أم صدق الإحساس؟

- الموهبة وحدها لا تكفى، هناك عوامل أساسية تقف وراء هذا النجاح، أهمها أن الفنان لابد أن يكون مؤمناً فيما

يقوله ومقتنعاً باللون أو القالب الموسيقى الذى يقدمه، حتى يستطع أن يصل رسالته للجمهور، فأنا لا أغنى شيئاً إلا إذا كنت مقتنعاً به حتى أكون صادقاً مع نفسى ومع جمهورى، وهذا ما لمسه الجمهور عند سماعه الأغانى الخاصة بى.

● بين الأمس واليوم.. كيف تبدد حال الغناء العربى؟

- هناك استسهال كبير من جانب فنانى هذا الجيل والمستمعين كذلك فى النغمة والإيقاع، هناك قيمة فنية أو كلمة معينة افتقدها الجمهور والفنان، ولكن أحاول أنا وغيرى من المطربين الذى يتعاملون مع الفن بأنه رسالة وليس مادة، أن نحافظ على هذه القيمة والكلمة حتى وإن دلفت فى موجة الأغانى المواكبة للعصر.

● لماذا باتت «أغانى السينجل» هى السائدة على الساحة الغنائية؟

- الأغانى السينجل سريعة الانتشار وتحقق نجاحاً كبيراً يوازى نجاح الألبوم، كما أن تكلفتها وطريقة تسويقها أسهل وغير مكلفة مقارنة بإنتاج ألبوم كامل يضم 12 أغنية فيما أكثر لا تنجح منهما سوى أغنيتين أو ثلاثة.

● الفن فى تونس بشكل عام يُعانى من أزمة حقيقة فى الإنتاج.. هل أثر ذلك على حال الغناء؟

- حتى أكون واضحاً معك، أزمة الإنتاج الغنائى يعانى منها الفن فى الوطن العربى كافة وليس تونس فقط، وهذا التراجع لم يقتصر على انخفاض كمية الأغانى المنتجة فحسب، بل يشمل نوعية هذه الأعمال الفنية على كل الصُعُد، شعرًا ولحنًا، وصولاً إلى احتلال عدد من الأصوات غير الجيدة الساحة الغنائية، وذلك بعدما تسبب القرصنة الإلكترونية فى ضرب موارد مبيعات الألبومات فى العالم العربى، لأنه أصبح بإمكان أى شخص يرغب فى الاستماع إلى أغنية جديدة أن يحصل عليها بعد دقائق من إصدارها عبر أى موقع موسيقى على الانترنت مجانًا. لهذا اتجه عدد كبير من مطربى الصف الأول وحتى الثانى إلى أغانى السينجل، وبعضهم إلى الإنتاج.

● أفهم من كلامك أن السبب فى عدم إصدارك “ألبوم جديد” منذ عام 2014 يرجع إلى أزمة الصناعة والقرصنة الإلكترونية؟

- سبب تأخرى فى إصدار ألبوم جديد منذ عام 2014،  هو الحرص، أن تحافظ على مستوى معين يجعلك تغيب على الساحة وتتأنى فى اختياراتك الفنية، فلا يقرر الفنان الغياب أبداً عن جمهور، ولكنه ينتظر عملاً جيداً ليحافظ على رصيده الفنى لدى الجمهور، وقريباً أطرح ألبومى الجديد قبل انتهاء السنة الميلادية.

● هل يتقبل صابر الرباعى النقد؟

- الفنان لا بد أن يكون واثقاً من نفسه وفنه حتى يتقبل النقد، لأن الفن فى النهاية ألوان وأذواق، لكن يزعجنى الرأى الصادر بغية الأذى، كما أننى أعمل دائماً نقداً ذاتياً لفنى بين الحين والآخر.

● هناك مطربون أقصى طموحاتهم عمل دويتو مع فنان عالمى.. فما أقصى طموح صابر الرباعي؟

- فكرة عمل ديو مع فنان عالمى هى محطات أو مراحل فى حياة الفنان، طموحى فى الفن لا سقف له، ولكن أود أن أكون مدرسة فنية للأجيال المتعاقبة بعد رحيلى، مثل مدرسة حليم وعبد الوهاب وأم كلثوم، وأن أكون رمزاً من رموز بلادى الثقافية، وأعمل شيئاً مفيداً لبلدى.