رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«سينما 30» تعيد عصر الأبيض والأسود على مسرح الهوسابير

بوابة الوفد الإلكترونية

تمر «ساعة ونصف» عليك ألا تلتفت وتظل مندمجاً فى حوار وأداء حركى عميق ومكثف، تضحك بهستيريا وتبكى من الألم وتشعر بالأمل والإحباط فى الوقت نفسه، «سينما 30» الذى يعتبر قطعة فنية من واقع الحياة.

نجحت فرقة «كلية التجارة» جامعة عين شمس فى إحياء دور المسرح مرة أخرى، فالعرض استمر لمدة جاوزت عامين، وسط حضور جماهيرى يقدر بالمئات يومياً، من مختلف الأعمار والفئات، يجتمعون على مسرح «الهوسابير» بوسط القاهرة.

ويعد «سينما 30» هو أول فيلم مصرى أبيض وأسود ناطق على خشبة المسرح، يحكى قصة السينما خلال فترة الثلاثينيات من القرن الماضى ومحاولة مخرج سينمائى تصوير أول فيلم ناطق بإحدى القرى الريفية فى مصر عن واقعهم المتدنى، لكنه يجد مقاومة ورفض من أهالى القرية ويحرضهم على ذلك عمدة البلد ومأمورها ومع الوقت ينجح المخرج فى إقناعهم وعمل أول فيلم ناطق.

وقامت «الوفد» بحضور عرض المسرحية، لنكتشف أن تكلفة التذكرة البسيطة المقدرة بأربعين جنيهاً فقط كان لها  عامل فى توصيل رسالة الفرقة، التى لم تلتفت إلى المكسب المادى قدر حرصها على تقديم الرسالة وإعادة المسرح مرة أخرى، وبث طاقة إيجابية فى نفوس الشباب لاستكمال مسيرة العمل والأمل.

ويكشف العرض مشاهدة أهالى القرية للكاميرا للمرة الأولى فى حياتهم يظنون أنها آلة لرفع المياه، أو للاتصال، وبعضهم يظنها آلة الحرب، وجميعهم يخشونها.

أما السلطة، التى ليست أقل جهلاً منهم، فمطمئنة إلى جهل الأهالى، راغبة فيه باعتباره المعين لها على ثبيت دعائم حكمها، لذلك يحدث الصدام عندما تكتشف أنهم فى سبيلهم إلى المعرفة.

كما نجد أن كل ما على خشبة المسرح ممتع على مستوى الصورة والفكرة الذكية التى يرسلها العرض بسلاسة ونعومة، فقد تظن أنك أمام ممثلين محترفين ومتمرسين وليسوا مجموعة من طلاب الجامعة الهواة، وذلك كله يعود إلى خبرة المخرج وقدرته على توظيف طاقات الطلاب الممثلين.

ويشار إلى أن العرض إضاءة أبو بكر الشريف، وأزياء أميرة صابر، وموسيقى عمرو صلاح، مكياج شروق حسنى، وإكسسوارات هاجر كمال، وبطولة مهاد أحمد، ساندرا حلمى، وشروق الشريف، ومرام طارق، ومنة الله أحمد، وطارق مجدى، وروان أحمد، ونوران زايد، وسلمى علاء، وميلاد برسوم، وإسلام يحيى، ومحمود سلطان، تأليف وإخراج محمود جمال الحدينى.

أكد المؤلف والمخرج محمود جمال الحدينى أنه بدأ كتابة فى مسرحية «سينما 30» عقب عمل البروفات، لافتاً إلى أن البروفات استغرقت حوالى شهرين ونصف تقريباً وهما الوقت الذى تم كتابة العرض بهم، والمسرحية كانت فى البداية مجرد فكرة.

وعن سبب تسمية العرض بسينما 30 قال: «سبب تسميتى العرض بهذا الاسم لأن قديماً كان يوجد فن حقيقى كما أن هذا العالم القديم أصبح جديداً على هذه الأجيال لأنهم لا يعلموا عنه شيئاً وسط السوشيال ميديا، بالإضافة إلى ذلك فإن السينما إذا كانت حقيقية من الممكن أن تغير المجتمع أو مواطنين للأفضل، وعندما تكون ليست حقيقية تغير أيضاً الناس ولكن للأسوأ».

وعن تحويل الديكور والعرض باللون الأبيض والأسود قال: «فى الحقيقة وجدت صعوبة حتى يظهر العرض المسرحى بالأبيض والأسود، كما أننى كنت متخوف من عدم نجاح هذه التجربة ولم أتوقع نجاح المكياج أيضاً كما قمنا بتجربة أنواع كثيرة من المكياج حتى

نصل لهذه الدرجة».

وتابع: «بالإضافة إلى ذلك فإننا أول من قاموا بتقديم تجربة الأبيض والأسود على خشبة المسرح بتكاليف بسيطة وبتدعيم أنفسنا لأنه لا يوجد من يقوم بدعمنا فى هذه العروض كما أن الأصعب من الخوف بالنسبة لى عدم توقع ظهور العمل على خشبة المسرح ودرجة تقبله بالنسبة للجمهور المُشاهد».

وعن الإرهاق الذى وجده خلال عرض «سينما 30» قال: «لم يكن مرهقاً لأن هذا الإرهاق تحول إلى متعة لأننا نستمتع بما نقدمه على خشبة المسرح والجميع كان متحمساً جداً لهذا العرض نظراً لاختلافه والتجربة الجديدة التى يقدمها.

وعن فكرة العرض قال: «بصراحة شديدة فكرة سينما 30 جاءت إليّ نظراً لحبى الشديد للسينما فأردت أن أجسد هذا على عرض مسرحى».

بينما قال الفنان زياد هانى: «أشارك فى العرض بدور منير فريد وهو مخرج يأتى من الخارج وصاحب فكرة أول فيلم مصرى ناطق فى مصر ويذهب إلى قرية ضى القمر لتصير فيلمه الذى يدعى غرام فى بلاد الريف ويريد أن يحقق داخل مصر ما يتحقق فى الدول الأجنبية، حيث كان قبل عام 1930 سينما صامتة فأراد منير أن يجعل السينما ناطقة فى مصر».

وتابع: «لم يختر المخرج فنانين لتجسيد هذا الفيلم ولكن أراد أن يكون العمل يجسده أشخاص حقيقيون والأحداث نفسها تكون حقيقية ويقوم بالذهاب إلى هذه القرية حتى يختار من يقومون بالتمثيل معه داخل العمل وعقب ذلك يواجه مشاكل من قبل العمدة والمأمور وشيخ البلد واعتبر هذا الدور أيضاً هو من يتحكم فى أحداث المسرحية».

وتابع: «هناك لمعة فى نظرة عين كل شخص يقف على خشبة المسرح فهذه اللمعة تظهر كل شىء على حقيقته».

وعن صعوبة فكرة الأبيض والأسود للعرض قال: «بصراحة شديدة العرض يعتبر سلاحاً ذا حدين، حيث كنا نتخوف من فكرة الأبيض والأسود فى البداية أن المشاهد يستقبله على أنه حاجة جديدة ومختلفة وينجذب إليها أم سيعتبرها الجمهور غريبة عليه ولم ينجذب إلى العرض، والحمد لله وجدنا ردود فعل إيجابية تجاه العرض وعند كل عرض نجد الجمهور خارجاً من المسرح سعيداً وبالطبع هذه السعادة تؤثر علينا بالإيجاب».