عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صابرين: السينما تعيش فى عزلة عن الواقع

صابرين
صابرين

«تراب الماس» دليل على أن ذوق الجمهور راقٍ.. والدراما أفسدها الابتذال فى الحوار

توقفت عن الغناء للأطفال بسبب الإنتاج.. و«أم كلثوم» علامة مضيئة فى مشوارى

أولادى لا يحملون جينات فنية.. والدراسة محور اهتمامهم

 

نجحت صابرين عبر مشوارها الفنى الطويل فى بناء جسور من الود والحب بينها وبين جمهورها.. فقد قدمت أعمالاً مسرحية متميزة جمعت خلالها بين التمثيل والاستعراض، وتفوقت على نفسها فى التليفزيون وقدمت أعمالاً شديدة الرقى مثل مسلسل «أهالينا» ومسلسل «أم كلثوم» الذى جسدت خلاله ملامح حياة أم كلثوم من البداية حتى النهاية، ومؤخراً عادت إلى شاشة السينما من خلال فيلم «تراب الماس» للمخرج مروان حامد والمؤلف أحمد مراد، وبالرغم من عدد المشاهد المحدودة التى ظهرت فيها إلا أنها استطاعت أن تستوقف الأنظار وتجذب الانتباه، حيث جسدت دور «العمة» التى تبلغ سبعين عاماً وقد أكسبتها الأيام والسنوات حكمة الصمت ومراقبة حركة الأشياء من بعيد.

تحدثت الفنانة صابرين فى حوارها عن حال السينما فى الوقت الحالى والأسباب التى دفعتها للعمل مع مروان حامد، وكشفت عن رأيها فى الدراما التليفزيونية ولماذا توقفت عن الغناء للأطفال وما المعايير التى تختار على أساسها أعمالها الفنية.

> بداية ما المعايير التى تختارين عليها أعمالك الفنية؟

- من المؤكد أن الخبرة تجعل الفنان أكثر دراية بالعمل الذى يضيف لرصيده أو يخصم منه، فقد أصبحت أمتلك الخبرة التى تؤهلنى لذلك، يستوقفنى بالضرورة اسم الكاتب والمخرج والفريق الذى يضمه العمل، وأتخذ قرارى بعد قراءة السيناريو، ففى هذه المرحلة أبحث عن دور لم أقدمه من قبل وأتمنى أن أصنع من خلاله نجاحاً جديداً يضاف إلى مشوارى الفنى.

> وهل توفرت كل هذه الأشياء فى تجربتك السينمائية الأخيرة «تراب الماس»؟

- بكل تأكيد توفرت كل المعايير فى «تراب الماس»، ولا أبالغ إذا قلت إننى أود إرسال باقة ورد للمخرج مروان حامد الذى رشحنى لهذا الدور، فقد جعلنى أعيد اكتشاف نفسى من جديد وقدمنى فى شكل حلو بالرغم من عدد المشاهد المحدود، قدمت دوراً ثرياً فنياً ونال إعجاب الجمهور والنقاد.

> وما الجديد الذى أضافه الدور للفنانة صابرين؟

- فى «تراب الماس» ظهرت فى مشاهد محدودة وكانت هناك مشاهد لا أتحدث فيها ولكن قدمت دور السيدة العجوز التى تبلغ السبعين عاماً بشكل جديد وتمرنت كثيراً على المشى وانحناء الظهر ونال أدائى الإعجاب، فقد أدركت أننى أستطيع تغيير جلدى واكتشاف زوايا جديدة فى شخصيتى الفنية.

> البعض يشعر بأن المساحة الصغيرة فى «تراب الماس» لا تليق بمشوارك الفنى ما تعليقك؟

- وصلت لمرحلة من النضج تجعلنى على ثقة كاملة من أن الدور الجيد لا يقاس بالحجم، ولكنه بالكيف، فما قيمة أن تظهر فى كل المشاهد وسط عمل هابط ولا يحمل قيمة، السينما قبل أن تكون متعة فهى رسالة وعلى كل المبدعين العمل على تقديم فن جيد يرتقى بذوق الناس، ويساهم فى توسيع مداركهم، ولا أبالغ إذا قلت إن الإقبال الجماهيرى الكبير على فيلم «تراب الماس» أمر يؤكد أن العمل الجيد يفرض نفسه وأن الجمهور لديه القدرة على الفرز والاختيار ويساند الأعمال الفنية الجيدة.

> وهل تشعرين بالرضا عن حجم الإيرادات التى حققها الفيلم؟

- الحمد لله.. أشعر بالرضا الكامل فقد احتل الفيلم المركز الثانى فى إيرادات موسم عيد الأضحى السينمائى، وكانت المنافسة ساخنة جداً، وكما قلت فى موضع سابق أعتبر فيلم «تراب الماس» فأل خير على عودة السينما الجادة التى تعتمد على محتوى جيد ولا تروج للإسفاف والابتذال من أجل تحقيق الإيرادات وإرضاء شباك التذاكر.

> ولماذا طال غيابك عن السينما؟

- منذ عامين شاركت فى بطولة فيلم «لف ودوران» مع النجم أحمد حلمى وكان دوراً بسيطاً وافقت عليه لأنه كوميدى وبصراحة كنت فى أمس الحاجة لتقديم شىء كوميدى، وعندما جاءنى «تراب الماس» اعتبرت الفيلم نقلة جديدة فى مشوارى الفنى.

> كيف ترين حال الدراما التليفزيونية وحال السينما؟

- بصراحة شديدة الحال سيئ، فعندما أتابع بعض الأعمال الدرامية أشعر بالحزن بسبب الجرأة فى الحوار بشكل مخيف، أسمع فى المسلسلات حوارات مرعبة، وأرى أيضاً أن السينما المصرية ابتعدت كثيراً عن واقعنا، فكل الأعمال السينمائية تعتمد على الإثارة والأكشن الأمريكى..

فعندما نسير فى شوارع القاهرة لا نجد مطاردات بالسيارات أو أشخاصاً يحملون رشاشات و"سنج ومطاوى"، نحن نحتاج أعمالاً مصرية خالصة من خلالها نستطيع أن نرى أنفسنا كما كان يقدمها الراحل صلاح أبوسيف، وأرفض تماماً ما يقال عن أن السينما أو الدراما التليفزيونية تعكس الواقع لأن الفن الحقيقى هو إعادة خلق للواقع وليس نقلاً مباشراً للواقع، وأتمنى أن يلتفت صناع الفن وشركات الإنتاج إلى القيمة الحقيقية للفن وأن تعود الدراما الاجتماعية التى تناقش قضايا حياتية تهم الناس وتساعدهم على حلها.

> ما الأعمال المضيئة فى مشوارك الفنى؟

- فى أرشيفى الفنى أعمال كثيرة، ولكنى أعتبر «أم كلثوم» نقطة تحول فى حياتى فقد جسدت قصة حياتها من البداية حتى النهاية بشكل رائع وكان معى فريق من المبدعين، ونال العمل وقت عرضه إعجاب الجمهور العربى كله من المحيط للخليج.

> فى رأيك لماذا لا تحقق دراما السير الذاتية النجاح غالباً؟

- أتصور أن الكتابة هى السبب، بعض الأعمال تقدم الشخصيات وكأنها ملائكة لا تخطئ أبداً وهذا الأمر خطأ كبير وجسيم لأن بطل القصة مجرد إنسان حقق نجاحاً فى طريق ما وأصابه الفشل فى طريق آخر، وقد نجح مسلسل أم كلثوم لهذا السبب، فقد صاغ الراحل محفوظ عبدالرحمن العمل بشكل محايد وبعيد عن المبالغة لذا صدق الناس المسلسل وتفاعلوا معه.

> بصراحة شديدة ما العمل الذى تودين حذفه من أرشيفك الفنى؟

- لا يوجد فى مشوارى الفنى ما يدعو للخجل، كل أعمالى فى السينما والتليفزيون والمسرح رائعة، وقد وافقت على المشاركة فيها بناء على رغبة قوية واقتناع وليس مجاملة لأحد أو رغبة فى الانتشار.

> لماذا توقفت صابرين عن تقديم أغانٍ للأطفال؟

- لم أتوقف بمحض إرادتى لكن لا توجد شركات إنتاج تتحمس لهذا الأمر، ومن خلال جريدة «الوفد» أناشد المسئولين العمل لإعادة الروح لقطاع الإنتاج بالتليفزيون، فلو تأملنا الماضى الجميل سوف نجد أن تليفزيون الدولة قدم أعمالاً درامية قوية وذاع صيتها فى عالمنا العربى وكان التليفزيون أيضاً يقيم حفلات وينتج أغانى، كما أننى أشعر بأن عودة التليفزيون سوف تحدث توازناً قوياً فى مجال الإنتاج وسوف نجد أعمالاً مهمة ذات قيمة تقف ضد الأعمال الرديئة.

> هل يوجد بين أبنائك من يحمل جينات فنية مثلك؟

- بصراحة شديدة لم ألمس وجود جينات أو ميول فنية فى أولادى حتى هذه اللحظة، أولادى مشغولون جداً بدراستهم خاصة أنها صعبة جداً وتحتاج مجهوداً، ولكن من يعلم ما تخفيه الأيام! ربما يعشق أحدهم الفن ويغير قراره ومنهج حياته.

> ماذا تتمنى صابرين؟

- أتمنى مثل كل الناس الاستقرار والأمان لوطنى، وأتمنى أيضاً أن تنهض مصر اقتصادياً, وعلى المستوى الشخصى أتمنى السلام النفسى وسعادة أسرتى التى أعتبرها مصدر سعادتى وأبذل كل شىء من أجلها.