رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحياة السرية لمصمم الأزياء البريطانى «لى ألكسندر ماكوين» فى مهرجان الجونة

بوابة الوفد الإلكترونية

حنان أبو ضياء

وسط هذا الزخم من الأفلام الروائية الطويلة التى يعرضها مهرجان الجونة السينمائى الدولى، تجىء أهمية عرض الفيلم الوثائقى McQueen، بطولة ألكسندر ماكوين، وجارى جيمس ماكوين، وجانيت ماكوين، وإخراج إيان بونهوت، وتأليف بيتر إتدجوى الذى شارك فى الإخراج كمساعد مخرج، خاصة أن للمهرجان جائزة فنية ومادية فى هذا المجال، اضافة إلى أن العمل لفت الأنظار عالميا عند عرضه مؤخرا؛ لأنه توليفة خاصة من الجنون والابداع والقدرة على تحويل الفيلم الوثائقى إلى تحفة تقترب من العمل الروائى بسلاسة وقدرة المخرج....ومهما اختلفت حول شخصية ماكوين إلا أنك ستجد نفسك أمام هذا العمل تناقش قدرة الانسان على الصمود والإيمان بنفسه، الى جانب أن تقديم تلك الأعمال الوثائقية فى حد ذاتها داخل المهرجانات المصرية قد تخلق اتجاها جيدا لفرض تلك النوعية من الأعمال.

وتدور أحداث الفيلم الوثائقى حول قصة «ألكساندر ماكوين» من العدم إلى الغنى، جامعًا بين الجمال والجرأة وحيوية تصميمه، بالإضافة إلى كشفه عالم ماكوين، سواء من حيث التعذيب أو الإلهام.

ومن المعروف أن ماكوين ابتكر العديد من الملابس الأكثر روعة فى القرن العشرين، حيث الفستان الذى ارتدته عارضة الأزياء شالوم هارلو فى عام 1999، فى مجموعته التى صدرت تحت اسم «رقم 13»، وكذلك فستان الممثلة كيت موس، الذى ارتدته فى عام 2006. ووضع ماكوين نفسه تحت ضغط خلال الأعوام الأخيرة، حيث كمية الإنتاج الكبيرة التى أنتجها، ومن بينها الملابس الرجالية، ومع الأسف، اعتمد بشكل كبير على المخدرات والكحول، كما أنه أُصيب بمرض الإيدز، كما يروى جراى فى الفيلم، وبعدها بدأ يعانى من الاكتئاب.. قصة الفيلم مستوحاة من الحياة السرية والمعقدة لمصمم الأزياء البريطانى «لى الكسندر ماكوين» من بداية حياته المهنية بإنشائه كان ألكسندر ماكوين مثلى الجنس، وتزوج من صانع الأفلام الوثائقية جورج فورسيث فى عام 2000 فى إيبيزا فى إسبانيا. انفصل الثنائى بعد عام وبقيا أصدقاء. كان ماكوين قد اعتبر أفضل مصممى الازياء فى بريطانيا لأربع سنوات منذ العام 1996.

وكانت مصممة الازياء وصديقته المقربة إيزابيل بلو والتى ساهمت فى تقديمه إلى عالم الازياء قد انتحرت أيضا فى العام 2007. تعلم ألكسندر ماكوين ست طرقٍ للقص وطوَّر طريقةً خاصةً به فى استخدام المقص أصبحت توقيعه فيما بعد. انتقل ماكوين ليعمل سنة مع كوجى تاتسونو، وأصبح بعدها مساعد التصميم للمصمم الإيطالى الشهير روميو جيجلى.

حصل ماكوين على شهادة الماجستير فى تصميم الأزياء من مركز لندن فى عام 1992 واشترت إليزابيث بلو مجموعة تصاميمه كمشروع تخرجه بالكامل، وهى إحدى العارضات الشهيرات والمؤثرات فى عالم الأزياء آنذاك.

بدأ ماكوين عمله الخاص فى تصميم الملابس للسيدات، وقدّم تصميما سُمى كذلك بسبب قصة الخصر المنخفض. بعد مجموعته الأولى أطلق ماكوين مجموعتين أخريين باسمى «مسرح ماكوين للقسوة» و«الطيور».

صمم ماكوين ملابس المغنى ديفيد بوى فى جولته بين عامى 1996 و 1997، كما صمّم له المعطف الذى ارتداه فى صورة ألبومه Earthling. عمل ماكوين مع المغنى الآيسلندى بيورك فى ألبومه Homogenic، كما أخرج إحدى أغنياته من ألبوم 'Alarm Call'.

أحد تصاميم ماكوين الأوائل وأكثرها جدليةً كانت مجموعته «اغتصاب هايلاند» وقد منحته لقب «مشاغب الموضة الانجليزية».

أصبح ماكوين فى عام 1996 المصمم الرئيسى لخطوط موضة جيفينشى، وتسبّب عرضه فى خريف 1998 بالكثير من الجدل، حيث تضمن مشاركة العارضة مبتورة القدمين آيمى مولينز، حيث شاركت باستخدام ساقين خشبيتين.

فى ديسمبر عام 2000، استحوذت جوتشى على 51% من أسهم شركة ماكوين الخاصة، وأصبح ماكوين المدير الإبداعى، وسرعان ما تم افتتاح متاجر جديدةٍ لهذه الشركة فى لندن وميلانو ونيويورك، كما أطلقوا عطورهم الجديدة بعنوان المملكة وملكتى.

أكثر عروض ماكوين شهرةً كان عرض ربيع- صيف عام 2001 باسم VOSS والذى تضمن عارضةً عاريةً تجلس على أريكةٍ ضمن صندوقٍ زجاجى مليء بالفراشات وترتدى قناعًا للغاز، ومع بداية العرض فتحت الجدران فجأة، لتطير الفراشات خارجًا.

كان ألكسندر ماكوين من أصغر من نالوا جائزة أفضل مصممٍ بريطانى فى العام وذلك عام 1996، وفاز بها لاحقًا ثلاث مراتٍ أخرى، كما نال ماكوين عام 2003 جائزة قائد أفضل التصاميم فى الامبراطورية البريطانية تقديرًا لإسهاماته فى عالم الأزياء، كما حقّق فى نفس العام جائزة أفضل مصممٍ عالمى، وأتبعها بجائزة أفضل مصمم ملابسٍ للرجال فى عام 2004.

فى الفيلم الوثائقى تتحدث شقيقته الكبرى، جانيت، وابن أخيه، جراى، بكل مصداقية عنه وعن تربيته، ومن الواضح أن أسرته دعمته، وبخاصة حين أعلن مثليته الجنسية فى سن الـ18، ولكن كانت هناك مشاكل، وبخاصة مع جانيت لأن زوجها هو الرجل الذى اعتدى عليه جنسيا حين كان طفلا ومراهقا.

وحين درس فى «سنترال سانت مارتينز» موّلت عمته رينيه، مصاريفه الدراسية، كما دعمته مصممة الأزياء إيزابيلا بلو، بمبلغ 100 جنيه إسترلينى أسبوعيا، وعلى الرغم من اعترافه بأنه كان يحتاج إيزابيلا ويقابلها من أجل المال، امتدحها كثيرًا، وأكد أنها من بين الشخصيات التى دعمته بقوة، وقدمت له ما هو أكثر من المال.

على المستوى الشخصى، كان ماكوين خجولًا ولا يتحدث كثيرًا، كما أنه لا يحب التصوير كثيرًا، وكان يرفض إظهار وجهه على الكاميرا، وبخاصة فى الفترات الأولى من عمله، وهو أصغر أشقائه البالغ عددهم 6، كان والده سائق سيارة أجرة، وولد فى جيل يعنى أن الرجل يجب أن يكون رجلا بحق، وفى إحدى المقابلات وصف ماكوين نفسه بأنه «الخروف الوردي» لعائلته، شجعته والدته على فعل كل شيء كان يحلم به، ومن الواضح أنه يعشقها، فأحد أكثر التفاصيل المأسوية لانتحاره هو أنه قتل نفسه فى اليوم السابق لدفن والدته.

ويبقى فى النهاية أن الفيلم يعد من أهم الأفلام الوثائقية التى شاهدها العالم هذا العام.

حنان أبو الضياء