«سنبل بعد المليون».. عندما كانت الدراما تغير الواقع
كتب – أمجد مصباح:
تعرض قناة ماسبيرو زمان فى العاشرة مساء يومياً مسلسل «سنبل بعد المليون»، تأليف أحمد عوض، بطولة محمد صبحى والراحل جميل راتب وسماح أنور وشهيرة وحسين الشربينى وهالة صدقى وممدوح وافى، وإخراج أحمد بدر الدين.
المسلسل عرض لأول مرة فى رمضان 1987، ومن يرى هذا المسلسل يتحسر على حال الدراما الحالية. المسلسل بعيد كل البعد عن العنف والعرى وكل ما نشاهده عبر دراما هذا العصر البعيدة عن الواقع الحقيقى.
مسلسل «سنبل بعد المليون» تصدى بواقعية لمشاكل الاستثمار وتعمير الصحراء، حيث كشف المسلسل أن كل من يريد شراء أراضٍ صحراوية لاستصلاحها عليه الحصول على موافقة 17 جهة حكومية، وهو أمر بالغ التعقيد ويجعل الجميع يهرب لأن موافقة 17 جهة أمر شبه مستحيل. أعتقد فى ذلك الوقت أن الحكومة شعرت أن هذا المسلسل لمس جوهر المشكلة.
رئيس وزراء مصر فى تلك الفترة كان الراحل الدكتور عاطف صدقى، وبسبب هذا المسلسل تم تعديل قوانين تمليك الأراضى الصحراوية. نجح المسلسل فى تغيير واقع أليم كان يعانى منه ملايين المصريين، هكذا تكون الدراما كما عرفناها. مسلسل مر على إنتاجه أكثر من 30 سنة والملايين يستمتعون بمشاهدته أعمال تحاكى الواقع.
والأروع فى هذا المسلسل أن جميع أحداثه تم تصويرها على أرض سيناء الغالية، تلك البقعة الغالية التى تعرضت
رمضان الماضى شهد عرض أكثر من 40 مسلسلاً تكلفت مليارات ولم يعطوا للمشاهد أى فائدة سوى مجرد تسلية واكتئاب فى معظم الأحيان. وجهات الإنتاج تبحث فقط عن الربح المادى دون النظر فى مشاكل المجتمع أو الحفاظ على الأخلاق والعادات والتقاليد.
«سنبل بعد المليون» يمثل خير تعبير عن زمن الدراما الجميل، تلقائية صبحى وعبقرية الراحل جميل راتب والبدوية الساذجة سماح أنور وخفة دم الراحل حسين الشربينى.
لن ينصلح حال الدراما إلا بتدخل الدولة حتى يعود عصر «الحلمية» و«سنبل» و«رأفت الهجان» و«الشهد والدموع» و«لن أعيش فى جلباب أبى»... اللهم بلغت اللهم فاشهد.