فهرنهايت 11/9 .. عندما يتحول الفيلم الوثائقي لرسائل تحذيرية
لم يكن الفيلم الوثائقي فهرنهايت 11/9 ، للمخرج مايكل مور، مجرد فيلم توثيقي تم فيه توثيق الأحداث السياسية داخل البيت الأبيض، فالفيلم يحتوي على رسالة تحذيرية لرئيس أمريكا دونالد ترامب، للعدول عن قرارته التي يصنفها الغالبية العظمي بالعنصرية.
في البداية ظن المواطنين أن فيلم "فهرنهايت 11/9" سيكون تكملة للجزء الأول من الفيلم الذي حمل نفس الاسم.
وبما أن الفيلم السابق كان مادة للسخرية من رئاسة جورج بوش ، يبدو من المرجح أن مور سيتخذ موقفا مشابها مع رئاسة دونالد ترامب.
وفقا لما ذكرته مجالة "فارايتي" الأمريكية المعنية بأخبار السينما العالمية، نجح مور في عرض ضربات ترامب والقرارات التي اتخذها التي عصفت بعدد كبير من مواطني ومهاجروا أمريكا، بطريقة ذكية.
في غضون 20 دقيقة، وهي مدة عرض الفيلم، أعاد مور للأذهان مشهد الليبرالية قبل الانتخابات، واستعرض مشاهد لهيلاري كلينتون التي كانت مرشحة أمام ترامب في انتخابات الرئاسة لعام 2016، ولحظة اعتلائها خشبة المسرح في حفلة بيونسيه، وجاي زي، وكاتي بيري، وليدي جاجا الذين كانوا أكبر الداعمين لها في حملتها الانتخابية، ثم تأتي ليلة الانتخابات، ويوضح مور مرة أخرى ، كيف انهار الأمل مثل الهواء الذي ينضب من البالون، عندما فاز ترامب بالمقعد الرئاسي.
لم يتجاهل مور في فيلمه تاريخ ترامب مع التحرش الجنسي، فقد وثق بالصور والفيديوهات أفعال ترامب المنافية للآداب.
وبعد ذلك أخذ مور منعطفًا يساريًا، من خلال العودة إلى مسقط رأسه في مدينة فلينت
وكانت مجموعة من عائلات مدينة فلينت بولاية ميشيجان الأمريكية رفعوا دعاوى قضائية بشأن أزمة المياه، متهمين شركات خاصة بالإهمال المهني وموظفي الحكومة بسوء الإدارة ما أدى إلى تلوث إمدادات المياه، التي راح ضحيتها 50 طفلا يعانون من التسمم بالرصاص جراء تلوث المياه في فلينت.
بدأت الأزمة قبل موعد انتخاب ترامب لذلك قد تتساءل عن سبب صلتها برئاسته. لكن مور يجيب على هذا السؤال بصورته المشئومة لحاكم ويلاية ميشيجان ريك سنايدر ، الحاكم الجمهوري الأوتوقراطي كما أطلق عليه أن ما حدث في فيلنت كان نتيجة للاستيلاء على أموال الشركات، فالتسمم حدث لأن البنية الحكومية قد تم القضاء عليها.
الفيلم ركز بشكل كبير على قصة Flint ، وهذا مثير للقلق، حتى تساءل المشاهدون ماذا يقصد مور من وراء ذلك؟، ربما كان يجب عليه صنع فيلم كامل عن أزمة مياه فلينت.