رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العقد النفسية للنجوم تطيح بالدراما المصرية من منصات التتويج.. واللبنانية تتقدم على الطريقة الألمانية

بوابة الوفد الإلكترونية

 

فى السنوات الأخيرة اصبح للدراما اللبنانية تواجد كبير بين خريطة الدراما العربية، واصبحت هناك محطات فضائية كبيرة تحرص على عرض المسلسلات القادمة من جبال لبنان، بالدرجة التى اعتبرها البعض بأنها ستكون منافسا قويا لمثيلتها  المصرية خلال السنوات القليلة القادمة.

وهناك أسباب كثيرة تجعل الدراما اللبنانية منافسا قويا وتجعلها قادرة على التقدم نحو الصفوف الاولى فى عالم الدراما العربية أولا تتمتع لبنان بوجود عدد هائل من الفنانين فى مجال التمثيل و الموسيقى وكثير منهم اصبح له تواجد قوى على الساحة العربية.كما ان نجاح لبنان فى تصدير كم هائل من المطربين الى الساحة العربية عبر تاريخها الطويل يمهد بشكل كبير لعودة لبنان كمصدر قوى للدراما.

الامر الثانى أن هناك جيلا لبنانيا جديدا من المصورين والمخرجين و كتاب السيناريو لديه القدرة على الانطلاق نحو المنطقة الدافئة فى المنافسه لأن أغلبهم درس فنون السينما والدراما بشكل جديد إلى جانب الموهبة وبالتالى عندما تتاح لهم فرصة المنافسة سوف يتم استغلالها بشكل كبير.

الجميل فى الدراما اللبنانية ان القائمين عليها حريصون كل الحرص على السير على طريقة الدراما الغربية والتركيه ألا وهى حسن اختيار الأماكن الطبيعية التى يجرى فيها التصوير وبالتالى فالمشاهد يجد متعة أثناء المشاهدة ولبنان بلد معروف عنه جمال الطبيعة وسواء جبل لبنان او المناطق الساحلية فيها وكذلك المناطق التاريخية.

الى جانب هذا لديهم كتاب على درجة عالية من الوعى وبالتالى تجد هناك حوارا بديعا وممتعا تحب الاستماع إليه رغم أنه باللهجة اللبنانية لكنك تشعر بانسجام معه لأنه فى الغالب غير خادش للحياء وكلمات تعى أن المتلقى هم أفراد الأسرة وليس مجموعة من أولاد الشوارع ،يخدم على ذلك أن لديهم مجموعة من مؤلفى الموسيقى يعون ويقدرون قيمة الموسيقى التصويرية فتجد نفسك امام مشهد مكتمل الأركان صورة جميلة ومعبرة جدا وحوار راقى وفى الخلفية موسيقى حالمة تمنحك كمال المشهد.

المشاهد العربى الآن قبل المصرى واللبنانى يحتاج إلى هذا الشكل من الدراما الناعمة الحالمة التى تجعلك مقبل على الحياة تلتمس فيها خطوات الأمل وبهجة الحاضر.

هناك اسباب أخرى فتحت الطريق أمام تقدم الدراما اللبنانية نحو المقدمة،ابرزها تراجع الدراما المصرية بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة فكل العناصر التى ذكرناها والتى أدت إلى نهضة فى الدراما اللبنانية نعانى منها فى مصر.

ففى السنوات الخيرة أغلب الأعمال الدرامية المصرية تسيء للمجتمع المصرى و تظهره على غير طبيعته فالمصرى فى اغلب الاعمال بلطجى و تاجر مخدرات والسيدة المصرية إما انها متمردة على زوجها وتتطاول عليه أو انها امرأة لعوب وكلها صور مغلوطة عن المجتمع المصرى ككل والبركة شركات الإنتاج و النجوم الذين اصبحوا هم كل شيء فى العمل .محمد رمضان فى أعماله هو آلة العمل،احمد عز هو الآمر الناهى،بطل كلبش امير كرارة ظاهرة السنوات الاخيرة هو مالك المسلسل،وبالتالى لا تجد درما انما مجموعة من الكليبات المصورة فى صورة مسلسل فالبطل دائما فى كل المشاهد واذا اختفى يكون الكلام عنه أو موجها اليه اعمال كلها عبث فى عبث.هذا على

مستوى النجوم و الموضوعات اما على مستوى الحوار فالدراما المصرية تستطيع ان تحصل على أوسكار اسوأ حوار على مستوى العالم ،فالحوار ركيك مليء بالكلمات القبيحة التى تصل لدرجة قلة الأدب ،وللأسف هناك من يقول انهم ينقلون لغة الشارع أى شارع هذا،واذ اكان الشارع به بعض الالفاظ الخارجة تقال فى نطاق محدود فهل مهمة الدراما ان تنقلها من العالم المحدود الى اللامحدود هذا أمر لا يعقل الا عندنا فى مصر.

إلى جانب ذلك هناك صورة مغلوطة صنعها البعض ألا وهى عندما تظهر القمامة فى الشوارع و البيوت ذات الشكل القبيح و أطفال الشوارع فأنت بذلك تقدم الدراما الواقعية،نسوا أو تناسوا شواطئ مطروح التى لا مثيل لها على مستوى العالم وتركوا شرم الشيخ و الغردقة و مرسى علم و تناسوا آلاف الكيلو مترات على سواحل المتوسط و الأحمر وجروا خلف أقبح ما نملك

والغريب أن الدولة نفسها استشعرت الخطر من الاعمال التى تقدم فى السينما والرئيس السيسى بنفسه فى اكثر من مناسبة اكد على ضرورة عودة الدرما و الفن المصرى الى سابق عهده يقدم القدوة الحسنة فى كل شيء،ورغم ذلك لا احد يسمع الكل يسعى خلف المال المنتج يقدم العمل وهدفه الأول الربح و ليس بناء مجتمع فاضل والنجم هدفه ان يحول لرصيده المبلغ المعلوم ثم يظهر على الشاشات كل فترة وكأنه -محدث نعمة- بأشكال السيارات و الكلاب التى يمتلكها ،كل هذه الأمور بالتأكيد تجعل المشاهد يهرب منها حتى المشاهد العربى قريبا جدا سوف يرفض كل الفنون القادمة من مصر غناء ودراما وسينما طالما القائمين عليها همهم الأول التجارة،وللأسف هم يتاجرون بسمعة مصر.

التراجع الذى تشهده الدراما المصرية فى السنوات الاخيرة هو نكسة بكل المقاييس.

أريد ان أذكر أن ألمانيا عندما خرجت مهزومة من الحرب العالمية الثانيه صنعت مهرجان برلين السينمائى ورأت ان اول طريق للنهوض بوطنهم هو الفن الآن المانيا تحتل المرتبة الأولى فى اوربا وربما العالم فى مجال الصناعة و الدخل.