رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

عدم الوفاء الذى قتل كبار الفنانين

الدكتورة إيناس عبد
الدكتورة إيناس عبد الدايم

 

 

كتب ــ أمجد مصطفى:

لدينا أزمة كبيرة نعانى منها فى مصر منذ فترة طويلة، ألا وهى دخول العاطفة فى الإدارة، ولو طبقنا الأمر على الوسط الفنى على سبيل المثال، سنجد أن أغلب المهرجانات التى تقام داخل مصر تخضع لمقاييس اختيار المكرمين والعاملين فيها وحتى الحاصلون على دعوات الافتتاح والختام تخضع للعلاقات الشخصية ولغة العواطف، أنا أحب هذا فأدعوه لحضور المهرجان.. وأنا أكره هذا فلا تتم دعوته والويل كل الويل للموظف الذى يرسل الدعوة على سبيل الخطأ.

منذ أيام دارت مكالمة تليفونية بينى وبين الفنان الكبير محيى إسماعيل، وهو فنان غنى عن التعريف، أدى عبر مشواره الفنى الطويل أصعب الأدوار فى السينما المصرية.

ولو أننا فى بلد بها إنتاج درامى وسينمائى بجد لأصبح هذا الفنان نجم أغلب الأعمال المقدمة، لكن الواقع والمشهد الدرامى والسينمائى الآن لا يعترف بالمواهب قدر اعتماده على أشياء أخرى لا يتمتع بها هذا الفنان الكبير، المهم كانت مكالمة الفنان هذا التجاهل الذى يعانيه من مهرجان المسرح التجريبى، رغم أنه أحد رواد هذا المسرح، فهذا الفنان لم يكرم، ولم تتم دعوته حتى لحضور فعاليات الافتتاح، ووجدت الفنان الكبير حزيناً من هذا التجاهل الذى وصفه بعدم الوفاء لأجيال أفنت عمرها فى الوسط الفنى، وقدمت أعمالاً هى الأهم سواء فى المسرح أو السينما أو الدراما، وأزمة عدم الوفاء فى الحقيقة هى لا تخص المهرجان التجريبى فقط، بل تخص مهرجانات مصرية كثيرة ومناسبات لا حصر لها يتم تجاهل كبار فنانينا بشكل يثير الدهشة، هناك فنانون سطروا تاريخنا ومهدوا للوجوه الجديدة التى ظهرت خلال الفترة الأخيرة، وللأسف أغلبها موهبة محدودة، ولا تستحق المكانة التى تمنح لها الآن، وبالتالى عندما يشعر أحد فنانينا الكبار بالحزن والغضب فهذا أمر طبيعى، فهذا المسرح الذى تصبب فوقه عرقاً لتقديم أهم الأدوار يمنع من دخوله، وهذا الاستوديو الذى صال وجال فيه يحرم من التصوير فيه، نعم إننا فى زمن عدم الوفاء فأغلب كبار فنانين ماتوا من الاكتئاب نتيجة التجاهل وعدم الوفاء.. وآخرون ماتوا من الجوع بعد أن تجاهلهم المنتج للتاجر الذى يبحث عن المكسب والخسارة فحول السينما والدراما إلى نوع من أنواع التجارة، هذا هو الواقع لا أريد أن أذكر أسماء تجلس

في منزلها منذ سنوات وهم كبار في عالم التلحين والغناء والشعر الغنائى وهناك أسماء كبيرة فى عالم التمثيل "مسرح وسينما ودراما" عشرات المبدعين فى طابور العاطلين يجلسون على مقاهى المعاشات فى الوقت الذى تجد الشللية تحكم قبضتها وتسيطر على كل شىء، والنتيجة سلسلة من المسلسلات المتدنية والمتواضعة التى لا تليق باسم وسمعة مصر، وفى السينما مجموعة أفلام هزيلة، والغناء غرق فى بحر من الظلمات منذ سنوات، بدأت بظهور موسيقى الجيل وانتهت بموسيقى وأغانى المهرجانات التى يقدمها مجموعة من الأراجوزات.

الأزمة كبيرة لأن مصر دولة لها تاريخ فى الفن، لا يمكن مقارنتها بدول كثيرة بدأت بعدنا وأصبحت الآن تتفوق علينا، ليس لشىء إلا لأنهم يحسنون اختيار المبدعين، وبالتالى أصبح لديهم نهضة فنية لا مثيل لها، الخليج العربى على سبيل المثال أصبح يمتلك مسارح ودور أوبرا ويستقطب كبار نجوم العالم، هم الآن يعون قدر الفن والثقافة ونحن وضعنا ثقتنا فى مجموعة من أنصاف المواهب فكانت النتيجة انهياراً فى شتى ألوان الفنون، وتجاهلاً للكبار.

مكالمة الفنان الكبير محيى إسماعيل هى ليست شكوى لفنان من أمر يخصه، بقدر ما هى صرخة حقيقية لأمر جلل يحدث فى الوسط الفنى المصرى دون غيره.

أتصور أن وزارة الثقافة عليها عبء ثقيل خاصة فيما يتعلق بالمهرجانات الخاصة بها، وهو ضرورة أن يكون لديهم حصر بالفنانين فى شتى المجالات، فن وسينما ومسرح، حتى لا تتكرر حالات التجاهل، أما المهرجانات الخاصة فهى عزب لا يمكن الاقتراب منها.