رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

فاطمة فؤاد: نعيش حالياً عصر إعلام "قطع وارمى"

بوابة الوفد الإلكترونية

حوار ــ أنس الوجود رضوان

فاطمة فؤاد تنتمى لجيل الزمن الجميل.. ولم أقصد فى كلامى العمر ودائماً أقصد الجيل الذى حمل راية الإعلام الهادف البناء بعيداً عن الهراء الذى نعانى منه الآن.. هى الإعلامية الكبيرة فاطمة فؤاد.. التى قدمت عدداً من البرامج المهمة التى احترمت فيها عقول المشاهدين، لم تحصر فؤاد نفسها فى قالب معين، فقدمت برامج المنوعات والأسرة والطفل، وكذلك البرامج الوطنية.

عندما تتمعن فى تاريخ هذه الإعلامية الكبيرة تتأكد أنك أمام سيدة قوية أو بمعنى المرأة الحديدية فكانت تجوب القرى والنجوع للبحث عن الحقيقة دون أن تخشى أحد.. لها العديد من المواقف الإنسانية التى تتجلى فى مواقفها الوطنية تجاه بلادها وحتى المقربين منها.

حاورت «الوفد» الإعلامية الكبيرة فاطمة فؤاد للتحدث عن ذكرياتها..

> من أين بدأت الحكاية؟

- بدأت مشوارى كصحفية فى «روزاليوسف» عملت بها ثلاث سنوات، ولكننى كنت متيمة بالإذاعة فى هذه الفترة، عملت فى قسم التحقيقات بعدها بثلاثة سنوات علمت أن التليفزيون المصرى طلب مذيعات جدد والشروط جميعها كانت تنطبق علىّ.. سارعت بالتقديم.. وخضعت لاختبار تحريرى وبالتأكيد عملى كصحفية أفادنى كثيراً فى اجتياز الاختبار بنجاح، وبعد ذلك خضعت لاختبار الشاشة كان رئيس اللجنة حينها جلال معوض وسامية صادق وعلى خليل ومحمد فتحى وصبرى سلامة تم اختيارى من 1400 متقدم، وبعد ذلك خضعت لدورة تدريبية على فن الإلقاء واللغة العربية لمدة 6 شهور ومن هنا بدأت حكايتى مع الإعلام.

عملت فى البداية مذية ربط بعد شهر واحد، كنت أول مذيعة ربط فى التليفزيون المصرى وبعد شهر واحد تمردت فكان بداخلى أفكار كثيرة تصنع برامج ناجح لكننى كنت أؤمن أن الإعلام رسالة وكنت أتمنى عمل برنامج مفيد للجمهور، لذلك التحقت ببرامج الأسرة والسكان.

> هل تعتبر فاطمة فؤاد أول مذيعة تقدم برنامجاً جماهيرياً؟

- أنا أول مذيعة أقدم برنامجاً جماهيرياً كان بعنوان «دعوة للفكر» فى عهد سهير الإتربى التى كانت تشغل منصب رئيس التليفزيون المصرى، ولا أنكر فضلها حيث وظفت المذيعين فى أماكنهم، كما قدمت برنامج سهرة ع الهوا اشتركت فيه وقدمت فيه فقرتين كل شهر.

> ذكرياتك مع التليفزيون؟

- ذكريات كثيرة مع التليفزيون تحديداً عندما قدمت برنامج «طلب حضور» الذى تناولت فيه قضايا شائكة منها الدروس الخصوصية والإدمان، وفى يوم 9 رمضان حدثت حادثة غريبة طلبت منى سهير الإتربى أن أسافر وأصور الحلقة فى الفيوم، رجعت التليفزيون فى ساعة متأخرة وكلمت المخرج وسهرنا على الحلقة وأُذيعت فى العاشرة صباحاً شكرنى صفوت الشريف على الحلقة، وهذا يعكس حرص الإعلاميين قديماً على عملهم للظهور بأفضل صورة.

> استخدمتى الموسيقى فى عرض قضايا برامجك.. فهل الموسيقى فى المحتوى ساهمت فى إيصال فكرتك للمشاهد؟

- بالتأكيد، أنا من أشد المؤمنين بتأثير الموسيقى على المتلقى، فكانت تهيئه وتساعده على معايشة أجواء الحدث.

> كان للإعلام دور كبير فى تثقيف المساجين لماذا تراجع هذا القرار؟

- نعم، كان هناك ندوات تثقيفية فى السجون وكانوا يستعينون بها وببعض البرامج الأخرى، لكن للأسف تراجع دور الإعلام بشكل كبير فى السجون وبات يكتفى بمشاهد الإثارة فقط وتناسى الدور الذى أنشئ من أجله وهو التثقيف والتنوير.

> انتشر الإرهاب فى فترة التسعينيات وكنت أول مذيعة تقتحمى هذا العالم من خلال لقاءاتك مع أسر الإرهابيين فى الصعيد.

- دورنا كإعلاميين هو البحث عن الحقيقة وتنوير المجتمع وكنت مستمتعة وأنا أؤدى هذا الدور، فذهبت ذات مرة إلى الصعيد الذى كان وكراً للإرهابيين فى هذه الفترة وسجلت مع أسرهم وتلقيت لكمة قوية من والدة إرهابى لم أنسها حتى الآن، فكانت حكاياتى مع الإعلام أشبه بالمغامرات فكنت لا أخشى من شىء وأنزل بنفسى لأماكن قد تخشى بعض المذيعات من اقتحامها بحثاً عن الحقيقة فقط وليس من أجل الشو كما يحدث الآن.

> كيف سلط الإعلام الضوء على الإرهاب فى التسعينيات مقارنة بالإعلام الآن؟

- إرهاب زمان كان عبارة عن غسيل مخ للشباب لكن حالياً أصبح ممنهجاً مع ظهور السوشيال ميديا التى لعبت دوراً كبيراً فى تفاقم القضية،

دور الإعلام زمان كان بيوعى وبيثقف لكن الآن أصبح وسيلة مدمرة.

الإعلام قديماً كان قائماً على خطة استراتيجية بالتنسيق مع الوزارات الأخرى كنا نفكر نعمل برامج توعية للأطفال وللأسر وكان فيه اهتمام كبير بالبرامج الاجتماعية وكنا نحترم عقول المشاهدين وهذا الكلام نفسه كان ينطبق على الدراما.

> ماذا نطلق على الإعلام الآن؟

- الإعلام الآن لا ينطبق عليه غير المثل "قطع وارمى"، الإعلام رسالة وللأسف الإعلام الآن فقد رسالته وتحول إلى فتن وإثارة.

> وماذا عن الحلقة التى أبكت مصر؟

- الحلقة التى أبكت مصر من الإسكندرية إلى أسوان حلقة الشهيد.

> كيف يمكن محاربة الإرهاب بالإعلام والثقافة؟

- الإرهاب من الممكن مقاومته بالإعلام والثقافة والتعليم، وهى مسئولية تقع على عاتق صناع الفن الذى لابد أن ينتجوا مسلسلات وطنية لتأجيج مشاعر الوطنية لدى الأجيال الجديدة وحثهم على حب الوطن.

الإعلام لابد أن يكون مسئولاً عن آمال وأحلام وتطلعات الجمهور عن طريق الموازنة بين المعروض وإمكانيات الناس، الإعلام لازم يعلم الجمهور كيف يفكر وكيف ينمى ذاته.

> ما الرسالة التى توجهينها للإعلام المصرى بصفة عامة؟

- أن يكون معبراً عن المرحلة التى تعيشها مصر الآن وينقلها للمواطن بصدق وشفافية.

> من المسئول عن تراجع دور التليفزيون فى تثقيف ووعى المشاهد؟

التليفزيون المصرى فقد مصداقيته أمام الجمهور فى مصر فى يناير 2011 عندما سلط كاميراته على نهر النيل في الوقت الذى كانت مصر تضرب فيه وهذه كانت سقطة كبيرة للتليفزيون فكان من الطبيعى أن يلجأ المشاهد للقنوات الخاصة.

> وما روشتة العلاج للإعلام المصرى؟

- يتم تطبيق المعايير السليمة ويعود دور الإعلام الذى كان عليه وإعادة الثقة بينه وبين الجمهور من خلال المصداقية والشفافية.

> حدثينا عن تجربتك مع القناة الخامسة وكيف نعيد أمجاد القنوات الإقليمية؟

- نجحت من خلال عملى بالقناة الخامسة فى تغطية محافظات مصر، على المستوى الإنسانى استفدت كثيراً فكانت فرصة لى الاطلاع على ثقافات وفنون المحافظات الأخرى، عملت حاجات كثيرة تهدف لتنمية الإسكندرية، عملت مشروع لخريجى الشباب ووظفنا ألف شاب وكان لى دور كبير فى مطروح من حيث استخراج شهادات للزواج.

> لكِ تجربة فريدة فى قناة صحتى؟

- من أفضل التجارب التى مررت بها عندما طلب دكتور إسماعيل سلام إنشاء قناة صحتى لتوعية الناس صحياً طلبت منه خطة وترجمتها لبرامج القناة، كانت خدمية من الدرجة الأولى وعملت برنامجاً اسمه "قضايا طبية" عرضت فيه مشكلة ختان الإناث، حصلت على جائزة من مهرجان الإذاعة والتليفزيون.

> هل ترين أننا فى حاجة لمثل هذه البرامج؟

- طبعاً الإنسان دائماً فى حاجة للتنوير والتوعية ومخاطبة الأسر بأهمية الطب والحياة الاجتماعية وعدم الانسياق إلى قنوات تقدم منتجات خطرة على الصحة.