رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حنا مينه.. مشوار من الشقاء ونهاية فوق عرش الأدب

بوابة الوفد الإلكترونية

كتبت _ سمية عبدالمنعم:


كعادته ، يغيب الموت دوما أعظم من فينا ، فقد توفي اليوم  حنا مينه ،أحد عمالقة الرواية في سوريا والوطن العربي ، عن عمر يناهز 94 عامًا.

والروائي حنا مينه من مواليد مدينة اللاذقية عام 1924، عاش متنقلاً بين عدة بلدان، حيث سافر إلى أوروبا ثم إلى الصين وعاش فيها لعدة سنوات قبل أن يعود إلى سوريا.
وساهم مينه في تأسيس رابطة الكتاب السوريين واتحاد الكتاب العرب.

 

مشواره الأدبي..

ربما بدأ مينا حياته  حلاقًا مغمورًا يراسل الصحف والمجلات الأدبية ، إلا أن كتاباته تلك قد لفتت نظر الأوساط الأدبية في سوريا ولبنان حتى بات الجميع يتساءل من هو حنا مينه هذا؟.

فقد كان حلاقا فقيرا في حي بمدينة اللاذقية السورية تقبض  أصابعه على المقص نهارًا وتحتضن القلم في أوقات الفراغ.

ورغم أن تحصيله العلمي لم يتخط الابتدائية ، الا أنه كان يمتلك موهبة وعبقرية ذات خصوصية جعلته متفردا ومتربعا على عرش الأدب العربي الحديث.

قال حنا مينه عن نفسه إن مواهبه تفجرت حين بدأ بكتابة”المكاتيب” (الرسائل) للجيران إلى جانب ما ورثه عن والده من قص الحكايا وجعل أصغر حادثة يومية قصة مثيرة.


بدأ كتاباته في جريدة “الإنشاء” بدون أجر ثم أصبح محررًا  للصفحة الأدبية في جريدة”الرأي العام”.

ومن ثم توالت الروايات والأعمال الأدبية التي جعلت من حنا مينة أحد أشهر كتاب سوريا والعالم العربي.

أهم أعماله..


المصابيح الزرق، وحكاية بحار، ونهاية رجل شجاع، والثلج يأتي من النافذة، والمستنقع، والربيع والخريف، والقطاف، والمرفأ البعيد، والرحيل عند الغروب.
حصد خلال مسيرته الأوسمة والجوائز العديدة، وھو الكاتب السوري صاحب الروایات الأكثر مبیعًا وتحولت روايته الشھیرة “نھایة رجل شجاع” إلى مسلسل تلفزیوني معروف وكذلك روايته “المصابیح الزرق”.


وصيته..


وفي 2008 كتب حنا مينة وصيته المثيرة التي ما جاء بها من تشديد على عدم نشر خبر وفاته الا أن وكالة الأنباء السورية الرسمية، قد نشرت صباح اليوم، فى تغريدة عبر "تويتر"، "وفاة الكاتب والروائي الكبير حنا مينه عن عمر يناهز 94 عامًا".

وجاء في  نص وصيته  : “أنا حنا بن سليم حنا مينة، والدتي مريانا ميخائيل زكور، من مواليد اللاذقية العام ،1924، أكتب وصيتي وأنا بكامل قواي العقلية، وقد عمّرت طويلاً حتى صرت أخشى ألا أموت، بعد أن شبعت من الدنيا، مع

يقيني أنه “لكل أجل كتاب””. لقد كنت سعيداً جداً في حياتي، فمنذ أبصرت عيناي النور، وأنا منذور للشقاء، وفي قلب الشقاء حاربت الشقاء، وانتصرت عليه، وهذه نعمة الله، ومكافأة السماء، واني لمن الشاكرين.

عندما ألفظ النفس الأخير، آمل، وأشدد على هذه الكلمة، ألا يذاع خبر موتي في أية وسيلة إعلامية، مقروءة أو مسموعة أو مرئية، فقد كنت بسيطاً في حياتي، وأرغب أن أكون بسيطاً في مماتي، وليس لي أهل، لأن أهلي، جميعاً، لم يعرفوا من أنا في حياتي، وهذا أفضل، لذلك ليس من الإنصاف في شيء، أن يتحسروا عليّ عندما يعرفونني، بعد مغادرة هذه الفانية.
كل ما فعلته في حياتي معروف، وهو أداء واجبي تجاه وطني وشعبي، وقد كرّست كل كلماتي لأجل هدف واحد: نصرة الفقراء والبؤساء والمعذبين في الأرض، وبعد أن ناضلت بجسدي في سبيل هذا الهدف، وبدأت الكتابة في الأربعين من عمري، شرّعت قلمي لأجل الهدف ذاته، ولما أزل.

لا عتب ولا عتاب، ولست ذاكرهما، هنا، الا للضرورة، فقد اعتمدت عمري كله، لا على الحظ، بل على الساعد، فيدي وحدها، وبمفردها، صفقت، واني لأشكر هذه اليد، ففي الشكر تدوم النعم.

لا حزن، لا بكاء، لا لباس أسود، لا للتعزيات، بأي شكل، ومن أي نوع، في البيت أو خارجه، ثم، وهذا هو الأهم، وأشدد: لا حفلة تأبين، فالذي سيقال بعد موتي، سمعته في حياتي، وهذه التآبين، وكما جرت العادات، منكرة، منفّرة، مسيئة الي، أستغيث بكم جميعاً، أن تريحوا عظامي منها".