وداعا.. مصمم«الليلة الكبيرة»

 

كتبت ـ دينا دياب:

 فقد فن العرائس فى مصر الأب الروحى، الفنان العالمى ناجى شاكر، الذى صمم أهم عروض مسرح العرائس فى مصر وعلى رأسها «الليلة الكبيرة» لصلاح جاهين.

مسيرة الفنان الكبير ناجى شاكر تميزت بالريادة والمشروع الفنى المتكامل، فالفنان الكبير والأكاديمى العريق، ولذا اطلق عليه (أبو مسرح العرائس المصري)، تشكل أعماله تجارب شديدة التميز والخصوصية فى تاريخ مسرح العرائس المصري، ورغم انه واجه تعنتًا فى عمله لكنه استطاع بدأبه وإصراره الوصول الى العالمية.

ولد الفنان ناجى شاكر فى 16 فبراير سنة 1932م بحى الزيتون بالقاهرة، فى بيت تشكل الثقافة والفنون ركنًا أساسيًا فيه، ومال الطفل ناجى شاكر إلى الموسيقى والرسم، وإن اختطفه الأخير تمامًا فتميز فيه، فتدرب على يد الفنان الإيطالى «كارلو مينوتي» عام 1946م وهو لم يتجاوز بعد الثالثة عشرة من عمره، ثم التحق بمعهد «ليوناردو دافنشى» سنة 1950م، بعد الظهر، ليُشبع رغبته فى الرسم والتلوين على يد الأستاذ دارفورنو.

تخرج فى كلية الفنون الجميلة عام 1957، قسم الديكور، بمشروع دبلوم عن العرائس، واختير للاشتراك فى إنشاء مسرح العرائس، فصمم عرائس وديكور مسرحية «الشاطر حسن»، وعين معيدا بكلية الفنون الجميلة قسم الديكور عام 1959، فى العام الثانى من التعليم  الثانوى حاول (ناجى) الحصول على منحة لدراسة الفن فى باريس، شجعه عليها الملحق الثقافى الفرنسى بعدما رأى البورتريه الذى رسمه للبطريرك الجديد، لكن أسرته خشيت عليه من الغربة فى هذه السن الصغيرة.

وبعد حصوله على شهادة الثانوية العامة التحق بكلية الفنون الجميلة سنة 1952م، كانت كلية الفنون الجميلة مفتاحه لدخول عالم آخر غير عالم الفن التشكيلى، عالم هام به حبًا وعشقًا هو عالم المسرح والسينما، والصحافة الفنية.

صمم ديكور وعرائس العرض الثانى لمسرح العرائس «بنت

السلطان» وصمم عرائس أوبريت «الليلة الكبيرة» التى اشترك بها المسرح فى مهرجان بوخارست الدولى للعرائس وفازت بالجائزة الثانية عن تصميم العرائس والديكور، وقام بتصميم عرائس وإخراج أوبريت «حمار شهاب الدين» كلمات صلاح جاهين وغناء سيد مكاوى.

وحصل الراحل دكتور ناجى شاكر على جائزة المهرجان القومى للسينما عن الإشراف الفنى وتصميم الديكور والملابس لفيلم «شفيقة ومتولي» بطولة سعاد حسنى وأحمد مظهر وأحمد زكى وإخراج على بدرخان، وفى عام 1993 صمم ديكور وملابس وعرائس مسرحية «شغل أراجوزات» إخراج أحمد اسماعيل فى وكالة الغورى، وعمل قبيل وفاته أستاذا غير متفرغ بكلية الفنون الجميلة بالزمالك.

واستفاد بكل ما أتيح له من خبرات، اكتسبها من داخل مصر ومن خارجها، من تجاربه الشخصية التى اعتمدت على ابتكاراته الخاصة ومن خبراء سبقونا فى المجال، فقدم بداية قوية لمسرح العرائس المصري، ما زال يعيش حتى الآن على الكثير منها، فمن منَّا ينسى (الشاطر حسن)، (بنت السلطان)، (حمار شهاب الدين)، وأيقونة مسرح العرائس المصري.. (الليلة الكبيرة).

وامتدت بصمات إبداعه للمسرح البشرى، فساهم فى أعمال الزير سالم، الكل فى واحد، دنيا أراجوزات، وغيرها من الأعمال المتميزة فى تاريخ المسرح المصري.