رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الغناء الدينى فى خبر كان

بوابة الوفد الإلكترونية

 

 

أصبحت مناسبة الحج العظيمة بشعائرها وطقوسها ومعارجها مثل سائر المناسبات المختلفة لا تجد من يعبر عنها فى أعمال غنائية جديدة سوى ما كان من أغانٍ لهذه المناسبات فى الماضى، نعيشها من جديد مع تجديد المناسبة كل عام.

وهذا هو موسم الحج الحالى لا نجد ما يحث عليه أو يجعلنا نتعايش معه سوى أغنيات منها «القلب يعشق كل جميل» لبيرم التونسى والسنباطى وغناء أم كلثوم، و«لبيك اللهم لبيك» رائعة عبدالوهاب الأخيرة، ومن كلمات الشاعر أحمد شفيق كامل، و«يا رايحين للنبى الغالى» غناء ليلى مراد وألحان رياض السنباطى، و«عليك صلاة الله وسلامه» غناء أسمهان ومن ألحان فريد الأطرش، ومن قبل هذه الأغنيات المبهرة «إلى عرفات الله يا خير زائر» لأحمد شوقى وألحان السنباطى وغناء أم كلثوم، وفى سنوات ماضية غنى هانى شاكر «سفينة الحجاج»، تلك الروائع الغنائية كانت عبارة عن حالة خاصة من الصدق والإبداع والشوق لمناسك الحج.

نحاول فى هذا التقرير الحديث عن تلك الروائع التى ما زالت عالقة فى وجدان الملايين.

نبدأ برائعة أم كلثوم «القلب يعشق كل جميل» تأليف الشاعر الكبير الراحل بيرم التونسى، وألحان العملاق رياض السنباطى التى غنتها كوكب الشرق 1972 بعد عشرين عاماً من كتابتها، وهى من أروع الأغنيات التى عبرت عن الحج، كلمات عذبة وروحانية وغناء من كوكب آخر.

ما أروعها حين غنت «مكة وفيها جبال النور طلة على البيت المعمور دخلنا باب السلام غمر قلوبنا السلام بعفو ربى غفور فوقنا حمام الحمام عدد نجوم السما»، وفى موضع آخر «جينا على روضة هلة من الجنة فيها تنول كل اللى تتمنى فيها طرب وسرور وفيها نور على نور وكاس محبة يدور واللى شرب غنى».

وشاء القدر أن تكون هذه الكلمات آخر ما غنت كوكب الشرق على المسرح مساء 3 يناير 1973.

كما غنت أم كلثوم «إلى عرفات الله» فى أربعينيات القرن الماضى، تأليف أمير الشعراء أحمد شوقى وألحان السنباطى، كان مطلعها «إلى عرفات الله يا خير زائر سلام الله عليك فى عرفات».

وأبدعت القيثارة الراحلة ليلى مراد عام 1953 أغنية «يا رايحين للنبى الغالى» تأليف أبوالسعود الإبيارى، ألحان رياض السنباطى، وغنتها ضمن أحداث فيلم «ليلى بنت الأكابر» وهذه الأغنية لها قصة حيث كانت ليلى مراد اعتنقت الإسلام وكانت تتوق لزيارة بيت الله الحرام وأداء مناسك الحج، ولكن منتج الفيلم وقتها أبلغها بصعوبة الأمر لأن الفيلم كان فى مرحلة التصوير، وقررت ليلى مراد غناء هذه الأغنية لتعبر عن مشاعرها الحقيقية فى شوقها لزيارة بيت الله الحرام.

ولا ننسى رائعة الراحلة أسمهان «عليك صلاة الله وسلامه ده محملك رجعت أيامه» وغنتها فى مطلع الأربعينيات.

الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب قبل رحيله بشهور كان فى حالة مناجاة لربه حينما غنى «لبيك اللهم لبيك أنا فى الرحاب واقف ببابك أنا يا رب يا تواب» وكانت من كلمات الشاعر الكبير الراحل أحمد شفيق كامل، وكانت هذه آخر إطلالة غنائية لموسيقار الأجيال.

ومنذ حوالى 30 عاماً غنى المطرب هانى شاكر أغنية «سفينة الحجاج».

كانت تلك أبرز الأغنيات التى عبرت عن الحج، تلك الفريضة التى تغسل الإنسان وتطهره من كل ذنوبه.

للأسف الشديد انقرض هذا النوع من الغناء، وما زلنا نعيش على أغنيات تعدى عمرها الـ 70 عاماً، لكنها بحق كانت روائع من أصوات خالدة صادقة فى مشاعرها تجاه رب العالمين.

ولا ننسى فى كل مناسبة المطرب الراحل محمد الكحلاوى أبرز من غنى أغانى دينية فى تاريخ الغناء المصرى والعربى، من ينسى «لأجل النبى» و«حب الرسول».

 

الأفلام الدينية معدودة فى تاريخ السينما المصرية

حينما نستعرض تاريخ السينما المصرية نجد أن عدد الأفلام الدينية محدود للغاية وفى كل مناسبة نشاهد أفلاماً تعد على أصابع اليد الواحدة وربما تكون المشاكل الإنتاجية هى التى تعوق إنتاج هذا النوع من الأفلام ومعظم تلك الأفلام إنتاج مؤسسة السينما وتم الإنتاج في الفترة من أوائل الخمسينيات إلى أوائل السبعينيات.

ونستعرض فى هذا التقرير الأفلام الدينية الأبرز فى تاريخ السينما المصرية.

«بلال مؤذن الرسول» إنتاج 1950 بطولة يحيى شاهين وفردوس محمد، جسد الفنان الراحل يحيى شاهين فى هذا الفيلم شخصية «بلال مؤذن الرسول» وكيف كان عاشقاً لرسول الله، وكيف تحمل العذاب فى بدايات نشر الدعوة.

«هجرة الرسول» إنتاج 1958 بطولة ماجدة وإيهاب نافع وعدلى كاسب وإخراج إبراهيم عمارة، تناول هذا الفيلم معاناة المسلمين الأوائل حينما جاهروا بالإسلام وتعرضوا للتعذيب من كفار قريش وعلى رأسهم أبوجهل وأبولهب وكيف تحملوا العذاب من أجل نشر الدعوة وحتى هجرة الرسول من مكة إلى المدينة.

«فجر الإسلام» إنتاج 1971 بطولة: محمود مرسى ويحيى شاهين ونجوى إبراهيم وإخراج حسام الدين مصطفى تناول

الفيلم نفس الأمر معاناة المسلمين الأوائل مع الكفار وكان الجديد فى هذا الفيلم أن بعض كفار قريش من الأثرياء اتجهوا للإسلام بعد أن اقتنعوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.

فيلم «الشيماء» إنتاج 1972 بطولة سميرة أحمد وأحمد مظهر وأمينة رزق وإخراج حسام الدين مصطفى تناول

هذا الفيلم شخصية الشيماء أخت الرسول والتى كانت تمتلك صوتاً جميلاً، وقررت اعتناق الإسلام من البداية ووقفت أمام زوجها بيجاد الكافر وقاومته حتى اعتنق الإسلام فى النهاية.

 

 

الدراما الدينية غائبة لأسباب إنتاجية

حتى سنوات قليلة مضت كانت الدراما الدينية ركناً أساسياً من الدراما، ولكن بعدما تخلت الدولة بكامل إرادتها عن الإنتاج الدرامى اختفت الدراما الدينية تماماً لأسباب إنتاجية بحتة وغابت الأعمال الدينية التى كانت بمثابة دواء للنفس وإلقاء الضوء على المسلمين الأوائل، وألقت الضوء على شخصيات إسلامية كان لها دور كبير فى نشر الإسلام ورفعته.

نستطيع القول إن معظم هذه الأعمال أثرت كثيراً فى وجدان المصريين والعرب.

ونرصد فى هذا التقرير بعض المسلسلات الدينية التى أثرت كثيراً فى وجدان الملايين وعندما تعرض نجد إقبالاً كبيراً للغاية من المشاهدين.

مسلسل «محمد رسول الله» سيناريو وحوار عبدالحميد جودة السحار إنتاج 1980 بطولة كوكبة من النجوم شكرى سرحان وعبدالله غيث وفردوس عبدالحميد وعبدالمنعم إبراهيم وإخراج أحمد طنطاوى.

تناول المسلسل كيف ظهر الإسلام وجهاد الرسول عليه الصلاة والسلام لنشر الدعوة ومواجهته للكفار، حتى انتشر الإسلام.

ونفس الأمر كان للمسلسل الرائع «على هامش السيرة» إنتاج 1977، وكان يضم عدداً لا حصر له من نجوم الفن والسينما الكبار.

وهناك مجموعة كبيرة من المسلسلات الدينية التى تناولت السيرة الذاتية للمسلمين الأوائل.

الفنان الراحل نور الشريف قدم فى حقبة الثمانينيات مسلسل «عمر بن عبدالعزيز» وشاركه البطولة عبير الشرقاوى وسيد زيان.

جسد فى هذا المسلسل شخصية خامس الخلفاء الراشدين الزاهد عمر بن عبدالعزيز، هذا الحاكم العادل الذى قدم نموذجاً يحتذى به للحاكم المسلم، ولم تتجاوز مدة حكمه عامين، نجح الراحل نور الشريف باقتدار فى تجسيد هذه الشخصية، حقق هذا المسلسل نجاحاً كبيراً رغم أن الشاشة كانت تحتوى على العديد من المسلسلات الاجتماعية، المسلسل إنتاج قطاع الإنتاج.

كما جسد الراحل نور الشريف مسلسل «عمرو بن العاص» هذا البطل الذى كان نموذجاً لأبطال وفرسان الإسلام.

وفى حقبة التسعينيات أيضاً قدم الفنان الكبير محمود ياسين مسلسل «الإمام أبوحنيفة النعمان» تلك الشخصية التى تحملت الصعاب لنشر مفاهيم الإسلام الصحيح، وكان أحد الأئمة الأربعة الذى كان مذهبه نبراساً لكافة المسلمين حتى قيام الساعة.

وفى أوائل الألفية قدم الفنان الكبير حسن يوسف مسلسل «إمام الدعاة» الذى جسد فيه شخصية الإمام الراحل محمد متولى الشعراوى منذ ميلاده وحتى وفاته، وشاركه البطولة عفاف شعيب وسميرة عبدالعزيز ومحمد الدفراوى ومنال سلامة ومحمد عبدالجواد، وإخراج يوسف الشال.

ونجح حسن يوسف باقتدار فى تجسيد هذه الشخصية الذى يعتبر من أبرز العلماء فى القرن العشرين، جسد الصورة الإنسانية لهذا العالم الكبير، الذى كان ولا يزال العالم الأقرب لقلوب الملايين والذى نجح بعبقريته فى توصيل مفهوم صحيح الإسلام للكافة.

كما جسد الفنان حسن يوسف شخصية «ابن ماجه».