رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشاعر اللبنانى محمد على شمس الدين: الشعرلم يعد ديوان العرب .. والبحث عن مبدع قضية شديدة التعقيد

بوابة الوفد الإلكترونية

 

يظل الإبداع فى حالة توهج حقيقى مادام هناك مناخ يفرز مبدعين فى المجالات المختلفة خاصة التى تتعلق بالوجدان والشعور ومنها الشعر، ومع تغير المناخ، وتحول  المتلقى -الذى لديه القدرة  دائما- على الانتقاء والاختيار بشكل جيد عن الشعر العربى، نشأت الأزمة التى تتفاقم بصورة كبيرة، وأصبح الفن الرائع يشتكى لأصحاب القوافى بعد أن كان ديوان العرب لسنوات بعيدة مضت

ولكن تبقى حقيقة مؤكدة وهى أن الشعراء لا يموتون، والشعر قد يمرض أو يترنح، ولكن سرعان ما يعود إلى الساحة الثقافية فارسا عملاقا، فقط يحتاج إلى جهود محبيه والمؤمنين به، فماذا يقول أصحاب القوافى؟

الشاعر اللبنانى الكبير محمد على شمس الدين يرى أن زمن الشعر لم ينته، لكنه لم يعد ديوان العرب وفلسفتهم الوحيدة الخالدة على ما قال الجاحظ نقلا عن عمر بن الخطاب، بل دخلت فنون ومعارف أخرى على الثقافة العربية التي كانت شعرية بامتياز كالمسرح والرواية والعمارة والرسم وسائر الفنون, ويرى كذلك أن العرب لم يودعوا الشعراء، ولكن حدثت تحولات فكرية وسياسية واقتصادية في الحياة العربية أثرت على التفرد التاريخي للشاعر بساحة الإبداع، فضلا عن التطور التكنولوجي والحياة الرقمية الجديدة، ما جعل الشعر الذي هو طائر الخيال في موقع ملتبس، وهي مسألة تخص أشعار العالم الحديث وليس العرب وحدهم.

ويرجع "شمس الدين" انخفاض مبيعات الشعر إلى ما لحقه من التباس قيمته ومعناه وموقعه من الحياة الجديدة، ولعله صار محجة خاصة لمن يشعر بقلق روحي وضجر وشغف بهذا الكائن الجميل المهدد، وصار الشعر ملاذا خاصا ولم يعد مسرحا أو حديقة عامة.

ويؤكد "شمس الدين" وجود شعراء جادين، وإن كانوا قلة سواء بالعربية أو سائر اللغات ولعل نواة من شعراء جدد تتكون حاليا.  

وحول إحياء فنون الشعر يقول الشاعر الكبير: لعل هناك بعض الورش التجريبية لتكوين روائي أو فن روائي، ويمكن إنشاء ورش تجريبية لتعلي بعض أصول القصيدة، وهي مسألة تجريبية اختبارية، لكن الأهم هو دخول مادة الشعر كمادة تربوية في المدارس بمختلف المراحل، من الحضانة حتى الجامعة، أما وجود الشاعر المبدع الكبير النابغ فمسألة معقدة. 

والحقيقة أن الشعر -عاميا- يئن ويصبح أكثر ندرة وصعوبة من خلال منافسات تقنية للصورة والصوت والإنترنت، وقد أثرت هذه التقنيات على المسرح والسينما في العالم، ونجت الرواية نسبيا كونها فن السرد الكبير. 

وعربيا يحاول الشعر اللجوء إلى التعبير عن أحواله من خلال بروق شعرية مختزلة، لكن يتخللها في وسائل التواصل الاجتماعى هذر كثير وخفة, ومع اضمحلال الصحافة الورقية تغيرت أمور كثيرة ولحق الشعراء ذهول صعب، إنهم يبحثون عن أجنحة جديدة للطيران، إنهم يبحثون عن مكان للقصيدة بعد بحثهم عن زمان لها.