رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سوق المتنبي بالعراق..بين ازدهار ثقافي وعثرات سياسية

بوابة الوفد الإلكترونية

كتبت_ سمية عبدالمنعم
يقع سوق المتنبي للكتاب .أمام نهر دجلة بالعراق ، حيث عبق بغداد الأثير وهمسات صفحات الكتب بين أيدي متصفحيها ، حوانيت ودكاكين لا شيء تبيع سوى الكتب ،كما يضم  عربات تتوسط الشارع العريق تمتليء عناوين تضرب في القدم ، تحمل كتبها ذلك اللون المائل للصفرة المحببة لكل قاريء أريب.
تمثال المتنبي بجلاله يتوسط الميدان يفترش قاعدته كل باحث عن سعادة لا تتحقق الا بالاطلاع.
فقد ظل شارع المتنبي الذي يتوسط العاصمة العراقية بغداد بالقرب من منطقة الميدان وشارع الرشيد،والمطل على ضفة نهر دجلة بالعراق على مدى عقود طويلة مركزًا للحراك الثقافي في العراق، وهو ما تؤكده المقولة الأشهر “القاهرة تكتب، وبيروت تطبع، وبغداد تقرأ”.
وإذا ما قادتك قدماك قليلا داخل سوق المتنبي تلمح هنالك مطبعة تعود إلى القرن التاسع عشر، و عددا من المكتبات التي تمتليء كتباً ومخطوطات نادرة ، وتأخذ ناظريك على جانبي الشارع  بعض المباني البغدادية القديمة، ومنها مباني المحاكم المدنية قديماً والمسماة حالياً بمبنى القشلة، وهي المدرسة الموفقية التي بناها موفق الخادم، يقابلها المركز الثقافي المطل على نهر دجلة حيث عدد كبير من القاعات المخصصة لعمل الندوات و المحاضرات الثقافية.
وهنالك معرض دائم للرسم على الخشب و الزجاج يجسد التراث البغدادي يقوم بادارة المعرض زوج و زوجته و هما من الرسامين المبدعين ، وفي نهاية شارع المتنبي يقع مقهى الشابندر التراثي القديم.
وقد اخذت السوق فورات وانتكاسات عبر الزمن وأوقات تألق واضح أيضا ، فقد شهد عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ، ازدهارا ملموسا للقراءة والثقافة والمعرفة رغم تدخل النظام ومنعه ما لا يعجبه.
لكن بعد عام 2003 شهد سوق الكتب تطورا في المتاجر والكتب وظهور ناشرين جدد، وتجاوز محنة تعرضه  لهجوم بقنبلة في عام 2007 راح ضحيته نحو 30 شخصًا، ودمرت على إثره المكتبة العصرية بشكل كامل، وهي أقدم مكتبة في الشارع

تأسست عام 1908. كما دمر مقهى الشابندر الذي يعد من معالم بغداد العريقة. إضافة إلى تدمير واحتراق العديد من المكتبات والمطابع والمباني البغدادية الأثرية في الشارع.
و منذ انتهاء الصراع الطائفي الذي حدث في عامي 2006 و2007 تحسّنت الأوضاع الأمنية في بغداد .
ومازال حتى الان شارع المتنبي يشهد حراكا ثقافيا حيث عشرات المتاجر والعربات التي تعرض الكتب وتبيعها لمرتاديه الذين تتنوع مشاربهم وأعمارهم .
ولأن تكنولوجيا شراء الكتب عبر الإنترنت لم تدخل العراق فإن القراء يقضون ساعات في متاجر الكتب أو يتجولون بورقة صغيرة مدون بها عناوين الكتب التي يريدون شراءها.
فها هم صناع السينما والموسيقيون والفنانون يجولون  بالسوق، في يوم الجمعة، من كل أسبوع حيث يتجمعون قرب تمثال للمتنبي الذي عاش في القرن الثاني عشر  الميلادي، والذي سمي السوق باسمه.
وبينما يصدر الناشرون العراقيون كتبًا جديدة، الا أن الباعة الجائلين يبيعون أيضًا كل شيء بدءًا من دليل متحف العراق الذي نهب في عام 2003، مرورًا بكتب الدعاية الشيوعية لألمانيا الشرقية في الثمانينيات، وصولًا إلى الكتب المصورة التي تضم صور العراق في أيام مجده في السبعينيات.
ويظل سوق المتنبي رغم ما تعرض  ويتعرض له العراق شامخا وشاهدا على عصور من الازدهار الثقافي مرت ببلد دجلة والفرات .

 

سوق المتنبي بالعراق

مقهى الشابندر بشارع المتنبي