عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نور الشريف.. آخر الرجال المحترمين

بوابة الوفد الإلكترونية

كتب - أحمد عثمان:

الفن الصادق ليس له إلا باب واحد تعبر من خلاله الموهبة، ويبقى فى ذاكرة البشر مدى الدهر خالداً بصدقه ومضمونه ونجاحه وتظل موهبة الفنان مثل «الماس» تلمع فى ظلام الجهل وتحارب الافكار العبثية. والراحل نور الشريف ملأ الشاشة الذهبية فناً وأفلاماً ما زالت هى الأثقل وزناً والأكثر بقاء، وتزداد قيمتها مع مرور الزمن طوع موهبته وأدائه الرفيع كفنان لخدمة الفن بشكل عام وليس لخدمة موهبته، ورأى أن الثقافة والقراءة المتعددة الجوانب هى الداعم الافضل والأهم للموهبة.. نجح على مدار ما يقرب من نصف قرن فى أن يحافظ على نجاحه وبقائه متميزاً ومتمرداً على النمطية والتقليدية، فنان لم يكرر أي دور فى أكثر من عمل لكن كان كل عمل يقدمه وأي شخصية مختلفا.

وربما يفوق رصيد نور الشريف أكثر من 130 فيلما، لكن من المؤكد أن هناك افلاما تمثل نقلات فى شكل ومضمون أعماله ومحطات انتقال الى لون فنى آخر.. فى ذكرى رحيله الثالثة نرصد أكثر افلام الفنان الراحل نور الشريف تأثيراً فى وجدان الجمهور، وربما تأتى فى مقدمتها افلام نجح نور فيها فى تحقيق المعادلة الصعبة وهى ارضاء الجمهور والنقاد منها افلام «البداية، السكرية، الحفيد» كمرحلة أولى، ثم أفلام «العار، آخر الرجال المحترمين» ثم مرحلة اخرى وهى أفلام «زمن حاتم زهران، الوحل، سواق الاتوبيس، دائرة الانتقام، كتيبة الإعدام» ومرحلة الأكشن فى «الشيطان يعظ» وفيلم «ليلة ساخنة» وفى الدراما نجح نور الشريف فى تغيير وجه الدراما بعدة أعمال ربما كانت بدايتها فى مسلسل «مارد الجبل» وفى مرحلة النضج مسلسلات مثل «لن أعيش فى جلباب أبى، الحاج متولى، الرحايا، حضرة المتهم أبى».
وفى ذكرى رحيله نرصد أهم أفلامه التى أثرت الوجدان وأمتعت الجمهور وأهم المسلسلات أيضاً، وهو اختيار صعب للغاية فى مشوار فنان بحجم وقيمة نور الشريف الغائب الحاضر.

 

السينما فى مشوار «آخر الرجال المحترمين»

ربما تبرز محطات سينمائية فى مشوار الراحل نور الشريف، تجسدت فى بعض أفلامه وهى «السكرية - الشيطان يعظ - آخر الرجال المحترمين - العار - سواق الأتوبيس - المصير» وهذا جزء من موهبة نور فى السينما.

 

فيلم «السكرية» بداية مبشرة للموهبة

عندما لمع نجم نور الشريف فى بداياته فى حلقات درامية بعنوان «القاهرة والناس»، لفت نور نظر المخرج الكبير حسن الإمام ورشحه للمشاركة فى فيلم «قصر الشوق» عام 67 أمام النجم يحيى شاهين، ونجح فى أن يجتاز باسمه لعالم النجومية من خلال دور «كمال» الشاب الجامعى ذي الميول السياسية الأمر الذى يعرضه للقتل فى المظاهرات ضد الانجليز، ونجح نور فى أن يقدم نفسه كفتى شاشة ووجه مختلف فى السينما وكان هذا بداية المشوار الحقيقى له مع النجومية.

 

السياسة فى سينما نور الشريف

نجح نور الشريف أن يجسد مرحلة سينمائية مختلفة بعد بدايته فى فيلم «قصر الشوق»، وهى سينما السياسة بداية من أفلامه «أبناء الصمت» عام 1974 الذى رصد مرحلة الإحباط النفسى والمعنوى عقب هزيمة 67 وكان يرصد من خلاله مجموعة أصدقاء أثرت هزيمة 67 على حياتهم.. وتابع نور تأثره بالحالة السياسية فى مصر من خلال فيلم «الكرنك» الذى تم انتاجه عام 75 وقدم دور الشاب الجامعى الذى تعرض للاعتقال حتى الوصول لمرحلة سياسية مختلفة وشاركه البطولة كمال الشناوى وسعاد حسنى وجسد نور الشريف فيلم «أهل القمة» مع سعاد حسنى واحدا من أهم الافلام وفيلم «بئر الخيانة» مع دلال عبدالعزيز والمخرج على عبدالخالق جسد معنى الخيانة فى اطار درامى سياسى.

 

سينما الأكشن والإثارة

جسدت سينما الأكشن والاثارة مرحلة مهمة فى مشوار نور الشريف، بداية من فيلم «الشيطان يعظ» 1981 أمام فريد شوقى وعادل أدهم ونبيلة عبيد، وهو أول قصة ادبية من هذه النوعية لنجيب محفوظ، وقدم فيه دور «شطا» الشاب الفقير الذى يهرب بحبيبته من الحارة ثم يعود اليها بعد اغتصاب زوجته والفيلم رغم أنه فيلم أكشن لكن كانت له معانٍ سياسية.

وجاء فيلم «ضربة شمس» سنة 1978تجسيدا لمرحلة سينما الأكشن لنور الشريف أمام ليلى فوزى واخراج سمير سيف وجسد خلالها مصور فوتوغرافيا يكشف جريمة قتل ويتم مطاردته من قبل العصابة المتورطة فى الجريمة.

ونجح نور الشريف أن يفرض نفسه كممثل أكشن قدم اسلوبا وشكلا مختلفا فى الأكشن، كان فيلم «دائرة الانتقام» فى أول تجربة إخراج لسمير سيف عام 76 مع نجوم جيله فى هذا الوقت صلاح قابيل يوسف شعبان، ميرفت أمين حول شاب تعرض للغدر من أصدقائه ويدخل السجن ثم يخرج وينتقم منهم وكان فيلم شباك وحقق نجاحا كبيرا.

 

سينما الرومانسية فى مشوار نور الشريف

ربما يأتى فيلم «حبيبى دائما» 1980 أمام بوسى وإخراج حسين كمال هو أقوى أفلام الرومانسية التى جسدتها السينما المصرية فى فترة الثمانينيات، حيث حقق صدى كبيرا مع الجمهور والنقاد من خلال دور الطبيب الشاب الذى يحب فتاة غنية ترفضه أسرتها وتتزوج من آخر ثم تعود اليه بعد انفصالها لكن تكون مريضة بالسرطان.

«كل هذا الحب» مع ليلى علوى ويحيى شاهين هو أحد أهم افلام نور الشريف الرومانسية فى فترة الثمانينيات ويجسد دور شاب يعيش قصة حب مع جارته ثم يدخل السجن وتهرب زوجته وهى حامل حتى تفارق الحياة ويخرج من السجن للبحث عن ابنه.

فيلم «لا تبكى يا حبيب العمر» أمام فريد شوقى وميرفت أمين 1979 جسد أقوى المشاعر الانسانية والرومانسية والاكثر تأثيرا لما تحويه القصة من انسانيات ومشاعر حيث جسد دور شاب والده طبيب شهير يقوم بإجراء عملية جراحية له ويموت وهو فى العملية.

 

السينما الاجتماعية فى حياة سواق الأتوبيس

ربما جسد نور الشريف مجموعة من اقوى الافلام الاجتماعية التى رسخت قيمته كفنان تفوق على نفسه، ووضع قدمه بين نجوم جيله فى المقدمة منها أفلام «زمن حاتم زهران» مع المخرج محمد النجار وقدم معه فيلم «الصرخة» فى اولى تجارب النجار.

وجاء فيلم «العار» 1984 واحدا من اقوى مرحلة تغير الشكل لنور الشريف، واكتسب نور وجيله محمود عبد العزيز وحسين فهمى وإلهام شاهين شهرة واسعة ضاعفت من نجوميتهم واجورهم ايضاً مع المخرج على عبدالخالق والذى قدم معه فيلم «جرى الوحوش» وكان شكلا دراميا سينمائيا مختلفا لنور الشريف.

«آخر الرجال المحترمين» 1983 وهو فيلم إنسانى اجتماعى بالدرجة الاولى مع بوسى وكان الفيلم عبارة عن صرخة مجتمعية من خلال مدرس يقوم باصطحاب تلاميذ مدرسته لرحلة مدرسة وتختفى طفلة منهم ويقوم برحلة البحث عنها.

كان فيلم «الوحل» 1983 مع نبيلة عبيد للمخرج على عبدالخالق و«مع سبق الإصرار» مرحلة مهمة فى حياته.

«غريب فى بيتى» أمام سعاد حسنى وهياتم وحسن مصطفى واحد من أهم افلام نور الشريف الاجتماعية والكوميدية، وجسد خلاله دور لاعب كرة فى نادى الزمالك وهى شخصية قريبة لشخصيته الحقيقية حيث كان نور لاعبا فى نادى الزمالك وقدم نور شكلا كوميديا عاليا فى مشواره السينمائى.

فيلم «كتيبة الإعدام» مع معالى زايد وممدوح عبدالعليم وسلوى خطاب تأليف أسامة انور عكاشة، وجسد نور خلاله دور مجند يتعرض للظلم ويحاول استرداد حقه واثبات براءته من قتل مجموعة من زملائه، ونجح نور فى وضع نفسه فى السينما الاجتماعية الجادة التى تجسدت بعد ذلك فى مجموعة من الافلام مثل «دم الغزال، سواق الأتوبيس» وتحديداً يعد «سواق الاتوبيس» مرحلة مهمة فى حياة نور الشريف، حيث كان يحمل طابعا سينمائيا مختلفا وهى السينما الاجتماعية السياسية البحتة الذى قدم صرخة عن تغيرات المجتمع، وشارك معه البطولة عماد حمدى، وحيد سيف وشعبان حسين وميرفت أمين إخراج عاطف الطيب الذى قدم معه عدة افلام مازالت خالدة فى ذاكرة السينما وقدم معه «ليلة ساخنة» مع لبلبة والفيلم رصد مرحلة تحول فى مشوار نور الشريف وعاطف الطيب.

سينما مثيرة للجدل فى حياة نور الشريف

يأتى فيلما «المصير، وناجى العلى» من أهم الافلام التى أثارت الجدل فى حياة نور الشريف الفنية، وتعرضت لهجوم ونقد كبيرين وربما لم تحظ بالنجاح الجماهيرى المناسب.

فيلم «المصير» مع ليلى علوى، محمود حميدة كان ثانى تعاون مع المخرج يوسف شاهين ورصد محطة مهمة فى حياة ابن رشد والاختلاف المجتمعى حول فلسفته وتعرض الفيلم للنقد ولم يحقق النجاح الجماهيرى.

جاء فيلم «ناجى العلى» الذى قام نور الشريف بإنتاجه ولعب بطولته عن شخصية المناضل الفلسطينى والمثقف رسام الكاريكاتير ناجى العلى، والفيلم تعرض لمشاكل رقابية وتوقف عرضه فى مصر وتعرض نور الشريف فيه لخسارة كبيرة انتاجياً.

ومن الأفلام التى اثارت الجدل فى مشوار نور الشريف فيلم «أهل القمة» و«الكرنك» لما تعرضت له من مشاكل رقابية بسبب مضمونهما السياسى وخاصة فيلم «أهل القمة» الذى تم منعه وعرض فى آخر عهد الرئيس الراحل أنور السادات.

فى السينما قدم نور الشريف وجوها عظيمة فى الإخراج منهم سمير سيف، محمد خان، محمد النجار، عاطف الطيب، وشارك معهم أهم أفلامه.

الدراما فى حياة نور الشريف من «مارد الجبل» حتى «الرحايا»

عندما بدأ نور الشريف حياته الدرامية، وتحول من السينما التى بدأت تتحدث عن أشكال سينمائية اخرى، ولكن سبق أن قدم عملاً مهماً فى بداياته الدرامية منها «مارد الجبل» الذى كان يرصد مرحلة التصدى للمماليك من خلال شخصية «أحمد بن شبيب» الثائر فى وجه ظلم المماليك، كان معه محمود المليجى، ليلى حمادة عام 76 اخراج نور الدمرداش.

وكان مسلسل «لن أعيش فى جلباب أبى» بداية جديدة فى مرحلة التوهج لنور الشريف، ونجح فى ان يقدم شكلا دراميا مختلفا وحقق العمل نجاحا دراميا كبيرا لدرجة تم عرضه اكثر من 190 مرة مع المؤلف مصطفى محرم شاركه البطولة عبلة كامل وعبدالرحمن أبوزهرة ومصطفى متولى وقدم خلاله عددا من الوجوه الجديدة مثل محمد رياض وحنان ترك والعمل إخراج أحمد توفيق.

وتوج نور الشريف نجاحه الدرامى بمسلسل «الحاج متولى» مع نخبة من النجوم منهم غادة عبدالرازق، فادية عبد الغنى، مصطفى متولى وكان عملاً درامياً مثيراً للجدل، وقدم نور الشريف مرحلة مختلفة فى مشواره مع هذا العمل.

ربما يأتى مسلسل «الرجل الآخر» مع ميرفت أمين ورانيا فريد شوقى، وقدم خلاله نور الشريف عددا من الوجوه الجديدة مثل حلا شيحة واحمد زاهر إخراج مجدى أبو عميرة وتأليف مجدى صابر، قدم شخصية رجل تعرض لحادث فقد خلاله جزءا كبيرا من ذكرياته وكان العمل مرحلة مختلفة فى مشوار نور الدرامي.

نجح نور الشريف في خلق نوعية درامية اعتمدت على البطولة الجماعية مثلما فى مسلسل «الدالى» الذى قدمه مع نخبة كبيرة من النجوم  وقدم نخبة من الوجوه الجديدة مثل عمرو يوسف، احمد صفوت واخراج يوسف شرف الدين، حول رجل اعمال عصامى بدأ من الصفر حتى نجح فى أن يصبح وزيراً ثم أكبر رجل أعمال والعمل أثار الجدل حول شخصية الدالى الحقيقية.

واستمر نور فى تقديم نوعية درامية مختلفة فى الشكل والمضمون، جسدت أهم مرحلة فى حياته ومشواره التليفزيونى وربما كان اكثرها تأثيراً فى نهاية مشواره مسلسل «الرحايا» حجر

القلوب حول رجل صعيدى يختلف اولاده حوله ويحاولون الاستيلاء على امواله وهو على قيد الحياة وكان اول عمل درامى صعيدى لنور الشريف بعد «مارد الجبل».

على عبدالخالق: حقق نجومية لم يصنعها جيل قبله

 

جمعنى بالراحل نور الشريف 7 أفلام كانت من أهم وأمتع أعمالى مع نور، ربما كانت الأكثر تأثيراً ويعد من أهم محطاته الفنية هو فيلم «العار» مع باقى الأفلام التى حققت نجاحا جماهيريا جيدا مثل «جرى الوحوش» و«الحب وحده لا يكفى» و«بئر الخيانة» و«الوحل» مع نبيلة عبيد، و«الحقونا»، لكن يعد فيلم «العار» نقلة فى مشوار كل نجومه حتى على مستوى الأجور التى تضاعفت بعد نجاح هذا الفيلم وأنا واحد منهم.

وأضاف المخرج على عبدالخالق: عملت فى هذه الأفلام مع نور على مدار أكثر من عشر سنوات لمست خلالها من نور موهبة تمثيلية عالية، فهو فنان وليس ممثلا، وتميز عن كل جيله بثقافته وحبه للقراءة، وأن نجاحه لم يأت من فراغ بل نجح هو وجيله فى أن يحافظوا على نجاحهم على مدار 35 عاماً خاصة نور ويتميز نور عن غيره بصفات مهمة بجانب الموهبة هو أنه عايش مهنة التمثيل والفن سواء كمخرج أو منتج، وعنده ثقة فى نفسه وفنه وكان دائماً حريصاً على تقديم وجوه جديدة فى الإخراج مثل سمير سيف ومحمد النجار، وكذلك فى التمثيل والتأليف وكان مثقفا ومتعدد الاطلاع لذلك لم يأت نجاحه صدفة أو من فراغ أو ضربة حظ، ونجح أن يصنع محطات مهمة فى حياته الفنية فى السينما بدأت بفيلم «السكرية» بعدما شاهد موهبته الراحل حسن الإمام بعد مشاهدته فى مسلسل «القاهرة 30» وربما يمثل فيلم «العار» محطة مهمة وفيلم «حبيبى دائماً» وأيضاً فيلم «دائرة الانتقام»، فهى محطات فى التنوع وليست محطات حيوية نقلت نور لكنها غيرت جلده فنياً.

وعن ذكرياتنا فى فيلم «العار» قال عبدالخالق: إن نور الشريف كان يرى أن دور حسين فهمى في الفيلم أكثر تمثيلاً لكن دور «روقة» أكثر جماهيرية.

وعندما عرضت عليه فيلم «الوحل» قال: أعمله علشان خاطرك.. ورديت على نور: لا اعمله علشان خاطرك أنت، وبالفعل عندما عرض الفيلم فى سينما أوبرا، ولاحظ نور الذى كان يجلس بجانبى تصفيق الجمهور وقلت لنور: إيه رأيك الفيلم علشان خاطر مين؟.. فضحك وقال: أنا مش محتاج أقرأ سيناريو منك بل أوقع على أى ورق ترسله لى، وعمل ذلك بالفعل فى فيلم «بئر الخيانة».

وأشار عبدالخالق إلى أن نور نجح أن يجمع بين رضا الجمهور ورضا النقاد فى وقت واحد، وعمل مع كل جيله من المخرجين والمؤلفين، وقدم معهم نماذج لأفلام ما زالت تملأ الذاكرة والوجدان، لأنه كان ممثلا عالى الأداء ومطيعا وملتزما رغم نجوميته، وحتى عندما دخل عالم الدراما أقنع الجمهور بنجاحه فى سلسلة أعمال الكاتب الكبير مصطفى محرم بداية من «لن أعيش فى جلباب أبى» و«الحاج متولى» ثم «الرحايا» و«عرفة البحر» و«الرجل الآخر»، كان ممثلاً ممتعاً وكبيراً وإنساناً خلوقاً ومحباً للناس أسعد الجمهور بفنه ويستحق أن يخلد فى وجدانهم.

مصطفى محرم: فنان مثقف.. لم يملأ فراغه أحد

 

وصف الكاتب مصطفى محرم، الراحل نور الشريف بأنه فنان بدرجة مثقف لم ولن يستطيع أحد ملء فراغه فهو فنان نجح في أن يجمع بين موهبة الفن وموهبة الثقافة، وفى تاريخ الفن المعاصر لم أر فنانا عاشقا للقراءة والثقافة بعد الراحل محمود مرسى سوى نور الشريف عكس باقى فنانى الوسط الذين حالهم محزن فى هذه الزاوية.

وأضاف محرم أن نور كان فنانا كبيرا وإنسانا أكبر، كان محباً لأصدقائه ومساعداً للآخرين ودوداً لدرجة كبيرة والمسافة بينه وبين الجيل الحالى كبيرة جداً.

وأكد محرم أننى قدمت مع نور خمسة مسلسلات، كان وسيظل أكثرها شهرة هو مسلسل «لن أعيش فى جلباب أبى» و«الحاج متولى» بخلاف مسلسلات «ابن خلدون» وهو عمل تاريخى، ومسلسل «العطار» و«عيش أيامك»، وأعتبر أن مسلسلى «لن أعيش فى جلباب أبى» و«الحاج متولى» يمثلان نقلة فى مشوار نور الشريف فى الدراما، والدراما بشكل كبير حيث تم عرض «لن أعيش فى جلباب أبى» أكثر من 150 مرة، وكذلك مسلسل «الحاج متولى» ونجح فى أن يترك نور بفنه وأدائه عمقا كبيرا فى وجدان المشاهد.

وعلى صعيد السينما نجح نور في أن يتفرد ويتمرد على النمطية فى الأداء، وكان أستاذا بدرجة فنان وأعتبر أنه أكثر نجوم جيله تأثيراً بأفلام حققت نجاحا كبيرا، وقدمت معه نحو 12 فيلماً أثروا الشاشة فى زمنه ربما أرى أكثرهم حظاً فى النجاح من أفلامى «الوحل» مع نبيلة عبيد، و«وصمة عار» و«مع سبق الإصرار».

محمد النجار: الأب الروحى لجيله.. حاتم زهران الفن

 

المخرج الكبير محمد النجار وصف الراحل نور الشريف، بأنه كان الأب الروحى لجيله من السينمائيين، فهو فنان قدير كان يسرق الكاميرا وطاغى الحضور ويضاعف وزنه موهبته، ملتزم فى الفن والأداء ويتعامل كأصغر واحد فى العمل رغم نجوميته العريضة، لا أنسى فضله وكنت رهانه فى فيلمى «الصرخة» و«زمن حاتم زهران» قدمنى بجرأة ولم يخش الفشل ولم يخف العاقبة، فصنعت معه أجمل وأروع عملين فى حياتى، وهو فنان صعب يتكرر لم يحمل يوماً حقداً ولا كرهاً لأحد أو غيره من أحد.

وتحدث النجار عن ذكرياته مع الراحل نور الشريف فى فيلمى «الصرخة» و«زمن حاتم زهران»، ليؤكد كيف أنه فنان ملتزم لدرجة أنه حضر قبل كل فريق العمل ونحن نصور مشاهد فيلم «الصرخة» عندما هددت الجميع بأن من لم يحضر فى العاشرة صباحاً «وقعته سودة»، وكان نور جالساً معنا أمام الجميع وعندما راجعت مواعيد العمل وجدت أن كاميرا نور ستكون فى الواحدة ظهراً وحدثته تليفونياً بعد انصرافه، وقلت له ممكن تحضر الساعة واحدة لكن عندما دخلت الاستوديو فى العاشرة صباحاً وجدته جالساً على كرسى ومعه كتاب يقرأ فيه، فقلت له: «مش اتفقنا على الواحدة ظهراً».. فرد وقال: «ده كان فى التليفون بينى وبينك لكن التهديد كان أمام الجميع ولو لم أحضر مبكراً هيقولوا إننى نجم ومعرفتش تمشى كلامك عليا وعيب أحطك فى الحرج ده».. هذا نور النجم فى الأخلاق والمعجون موهبة والممثل الكبير.

وأضاف النجار: كان فنانا يثق فى نفسه وفنه وجمعتنا جلسة وعرض علىّ مسلسل «حاتم زهران» وكان يعمل لإذاعة خليجية وقال: إيه رأيك ينفع فيلم؟.. قلت له: بالتأكيد.. فقال: يلا نشتغل وأنت هتخرجه وأنا هنتجه دون تردد.. وجاء الفيلم ليكون نقلة فنية مؤثرة فى مشوار نور الشريف الفنان المثقف صاحب الأخلاق الرفيعة والفضل الكبير على كثير من جيلى.

وأشار النجار إلى أنه من الصعب أن نرصد محطات لنور الشريف، فنه وأعماله كلها محطات لم يصبها الإحباط أو التكرار أو النمطية، قدم كل ألوان الفن، "رومانسى وأكشن واجتماعى وسياسى"، وبداية من «السكرية» و«العار» و«زمن حاتم زهران» و«دائرة الانتقام» و«الوحل» و«خط على نار» و«حبيبى دائماً» و«كل هذا الحب» و«المصير» و«آخر الرجال المحترمين» و«الصرخة»، كلها أفلام تحمل فناً وقيمة ومعنى حتى عندما دخل الدراما أثرى الشاشة الفضية بفن وأداء رفيع المستوى كنت تشعر معه بالدفء والحب كمشاهد شديدة المصرية والحب للفن والوطن والجمهور.

نور الشريف درس لكل الأجيال فى عطائه وموهبته والتزامه وأخلاقه وحبه للناس ودعمه لجيلى وللفن بشكل عام.