فيلم «قلب أمه».. سينما الكوميديا من أجل الضحك

الكوميديا من أجل الضحك وأحداث السعادة هدف فى حد ذاته؛ وهناك أفلام عالمية أهميتها تكمن فى المواقف الكوميدية الخارجة منها دون معالجة لفكرة أو مضمون كما فى Hail Caesar، End of Days وKindergarten Cop وربما هذا ما عمل عليه المخرج عمرو صلاح فى فيلم «قلب أمه» بطولة هشام ماجد وشيكو، وبيومى فؤاد ودلال عبدالعزيز ومحمد ثروت ومحمود الليثى ونور قدرى وأحمد سلطان، فقصة الفيلم والحبكة الدرامية لا تحتوى على رسالة يريد صناع الفيلم الوصول إليها مع نهاية الأحداث؛ والعقد المبرم مع الجمهور منذ اختيار عنوان الفيلم هو الضحك من أجل الضحك، فالأحداث تبدأ مع شيكو «زعيم العصابة» يدخل فى صراع مع أحد البلطجية، ويتلقى ضربة «بسيخ» فى صدره، ينقل على أثرها إلى المستشفى ويتم استئصال قلبه، فى الوقت الذى يجىء فيه هشام ماجد ووالدته دلال عبدالعزيز إلى المستشفى، حيث إنها تعانى من وعكة صحية كبيرة وتموت الأم، ثم يقرر الطبيب بالاتفاق مع هشام ماجد نقل قلب دلال عبدالعزيز لشيكو بعد أن جمعتهما صداقة فى المستشفى، وتتصاعد الأحداث ليتعامل هشام ماجد مع شيكو بطريقة كوميدية وطريفة، إذ يتعامل معه بطريقة خوف وقلق وحنية، وتتوالى الأحداث، الفكرة بالطبع ليس بها جديد، ولكن هناك مساحة من الأعمال السينمائية قد تخلق من أفكار مكررة عملاً يتم التعامل معه كوسيلة للترويج وجلب السعادة وربما هذا ما يحدث مع هذا الثنائى منذ بداية أعمالهما حتى قبل الانفصال عن أحمد فهمى، فى أفلام «سهير وشهير وبهير» وإنتاج عام 2010، بنات العم، إنتاج عام 2012 من إخراج أحمد سمير فرج، «الحرب العالمية الثالثة» كوميدى وفانتازيا عام 2014 إخراج أحمد الجندى وآخر عمل جمع الثنائى شيكو وهشام ماجد كان فيلم «حملة فريزر» وشارك فى بطولته كل من بدرية طلبة وبيومى فؤاد وأحمد فتحى ونسرين أمين وإخراج سامح عبدالعزيز، الطريف أن هشام ماجد وشيكو شاركوا فى كتابة بعض المشاهد؛ ولكن مع ترك مساحة للمؤلفين للتعامل بحرية فى السيناريو؛ وفكرة الفيلم لتامر إبراهيم، وسيناريو وحوار أحمد محيى ومحمد محمدى، والفيلم التعاون الثانى مع المخرج عمرو صلاح فى أولى تجاربه الإخراجية؛ فلقد قدما معاً برنامج «أفيش وتشبيه» عام 2006 وكان مسئولاً عن إخراج بعض حلقاته، وعمر مونتير مميز، وله تجربة أخراج برنامج «Snl بالعربى»، وربما لذلك استعان المخرج بالعاملين معه فى البرنامج للعمل معه ضمن فريق العمل، ولأن فيلم «قلب أمه» يندرج تحت قائمة أفلام الأكشن الكوميدى، لذلك استعرض المخرج قدراً كبيراً من الأكشن من خلال شخصية «مجدى تختوخ» زعيم الصابة،

وقدمت بشكل معقول يخدم تلك النوعية من الأعمال، الطريف أن «مجدى تختوخ» كما أكد هو استفاد من شخصية «جرو» الكرتونية فى سلسلة أفلام Despicable Me وأنا الحقير، وهى سلسلة أفلام من إنتاج استوديو إليمونيشن تضم السلسلة أربعة أفلام ولقيت أفلام السلسلة نجاحاً كبيراً، وساعده فى ذلك الاستايلست مى جلال؛ فظهر مرتدياً معطفاً أسود طوال الوقت، واضعاً ندبة فى وجهه، نفذها بشكل جيد الماكيير إيهاب محروس، مع الاهتمام بمزيج جيد من التفاصيل التى أضافت للشخصية مثل ارتداء سلسلة وساعة اليد الذهبية الكبيرة والحذاء باللونين الأبيض والأسود، إلى جانب البراعة فى تصوير مشهد المطاردة بالسيارات؛ ويبدو أنه تم تصويره من أكثر من زاوية، وفى الحقيقة أن جمع شيكو بين شخصية البلطجى والأم والتحكم فيهما، من حيث الشكل وحركة الوجه أعطت الكوميديا مذاقاً خاصاً، وعامة «شيكو» يعمل على نفسه ويطورها منذ فيلم «رجال لا تعرف المستحيل» ومسلسل «فيش وتشبيه»، و«ورقة شفرة» الذى حقق نجاحاً كبيراً على مستوى النقد، وبرنامج الفرنجة الذى قدمه مع أحمد فهمى، هشام ماجد الذى يبدو أن التناغم بينهما مستمر منذ عملهما الأول بتقديم فرقة تمر هندى، ولهما سلسلة من الأعمال قاما بتأليفها سوياً مثل عقدة الخواجة، بطولة حسن الرداد والبس عشان خارجين مع فادى أبوالسعود وإخراج خالد الحلفاوى وزنقة ستات مع كريم فهمى وإخراج خالد الحلفاوى وبيبو وبشير وهو فيلم ينتمى لأفلام الرومانسى الكوميدى.

وفيلم «قلب أمه» به توليفة من ضيوف الشرف وهو أسلوب بدأ الكثيرون فى الاستعانة به كوسيلة لإثراء العمل بأسماء نجوم؛ وفى فيلم قلب أمه كان ضيوف الشرف كريم فهمى والشيف الشربينى وأوس أوس ومحمود الليثى وحسن الرداد ووظفت أدوارهم بشكل جيد.

حنان أبوالضياء