رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"الوفد" تعيد نشر آخر حوار مع الفنانة الراحلة آمال فريد

بوابة الوفد الإلكترونية

حاورتها - أنس الوجود رضوان:

 

ترددت كثيرا قبل أن أدخل غرفتها لزيارتها وتحجرت قدماى، وسرحت فى أفلامها الرومانسية ورقتها للحظات، فأثلجت مشاعرى كلما اقتربت قدماى من حجرتها بالمستشفى الذى تمكث فيه، لا أدرى كيف سيكون شعورى عندما أرى الجميلة الفنانة آمال فريد ممددة على سرير المرض بعد أن نال الزمن من ملامحها، وفجأة وجدت نفسى ألملم قوتى بعد أن حمسنى دكتورها المعالج أحمد البقرى وفتحت الباب بهدوء، ووقفت أنظر إليها وبمجرد أن التقت عيناى بعينيها شعرت بروح العندليب ترفرف على غرفتها، وداعبت أذنى أغانيه لها مثل «ظلموه»، و«كفاية نورك عليه»، و«عقبالك يوم ميلادك»، «أقول ما قولشى».

اقتربت منها ممسكة بيدها لأقبلها، وأهديها باقة الورد التى حملتها معى كنوع من التعبير عن إعجابى بفنها الراقى الذى خلا من الإسفاف والابتذال الذى نراه اليوم على شاشات السينما، ولاحظت عينيها وهما «تغرغران» بالدموع وبصوتها الرقيق الذى ما زالت تحتفظ به رغم زحف الزمن على ملامحها، تشكرنى وتسترد قواها لتجلس تتحدث معى أنا وطبيبها بعد أن فرغت الغرفة من الزوار، تحكى لنا ذكرياتها مع حليم، خاصة ونحن نحتفل منذ أيام قليلة بمرور 41 عاما على رحيل العندليب الأسمر.

وتعيد "الوفد" نشر حوارها مع الفنانة الكبيرة آمال فريد، التي توفيت فجر اليوم، وكان الحوار بتاريخ 4 أبريل 2018، حيث كانت تقضي فترة النقاهة بمستشفى المعلمين.

أعربت فريدة عن استيائها من الصحافة لانتهاكها خصوصيتها، والمتاجرة بمرضها، وتناشد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن يصدر قرارا بعلاجها فى «المعادى العسكرى» وتجلس به إلى أن تأتى الساعة.

جلست أتأملها وهى تبتسم من فرحتها بالزائرين، سألتها: سعيدة بزيارة معجبيك لك؟

- قالت: أكيد حاسة بسعادة أن الناس لسة فاكرانى وحاسة بآلامى، ووجودهم ونس، فأنا طول عمرى أحب الهدوء ولكن بعد تقدمى فى السن وما تعرضت له جعلنى أخاف من الوحدة، وأشعر بأننى بحاجة للناس حولى.

تعرضت لكسر فى مفصل الركبة.. نود أن نتعرف على حالتك الآن؟

- الحمد لله، ربنا رزقنى بالدكتور أحمد البقرى، إنسان بمعنى الكلمة ووقف معايا وأقنعنى بإجراء عملية استبدال مفصل الحوض الأيسر بمفصل صناعى بمستشفى المعلمين، والمشكلة أننى أحتاج لعلاج طبيعى حتى أتمكن من المشى بمفردى.

> لو اتيحت لكِ الفرصة ماذا تطلبين من الرئيس عبدالفتاح السيسى؟

- أطلب ان أعيش بقية حياتى مستورة، وأتمنى أن يصدر قرارًا بعلاجى بمستشفى المعادى العسكرى وان أظل به إلا أن تأتى الساعة حتى لا أكون عبئًا على أحد، خاصة أننى اعيش بمفردى.

وغير قادرة على خدمة نفسى واحتاج لعلاج والاهتمام بحالتى الصحية، ولدى أمل بتحقيق رغبتى، فالرئيس يحترم الفن ويقدر رموزه ويعطى للمرأة المصرية اهتمامًا خاصًا.

> وأين أولادك أو أقاربك؟

- لم يرزقنى الله بأولاد، واعتبر محمد ابن أخى ولدى فهو شخص طيب القلب وربنا يعينه على مرض ابنته ويرزقه الخير.

> علمت أنك زعلانة من الصحافة؟

- أقدر الصحافة والإعلام، وتربيت وتثقفت على إيدى كتابنا الكبار مصطفى وعلى أمين والكاتب أنيس منصور وعمالقة الصحافة والاذاعة والتليفزيون، وكان هناك جو عائلى نتعاون فيه معا، أما الآن بعض الصحفيين يستغلون مرضى ويكتبون أشياء غير حقيقية، واستسمحهم بعدم تجريحى، أو تداول أخبار مغلوطة عنى، وأطلب منهم أن يدعوا لى بالشفاء، فمن منا لا يحتاج للدعاء.

 هل طمأنك الأطباء على سبب تعرضك لعدم الاتزان؟

- السبب الرئيسى عدم انتظام الدورة الدموية، فتحدث دوخة مفاجئة تجعلنى أسقط على الأرض وحدثت معى كثيرا.

 

 لماذا يتطوع بعض الأشخاص ويطلب من الفنانين علاجك؟

- لم أطلب ولا ألجأ لذلك وأندهش لمن يستغل اسمى ويكتب كلاما على لسانى لم أنطق بحرف منه، الطلب الوحيد هو ندائى للرئيس السيسى لأنه رئيس الجهورية وإنسان رحيم.

دخولك لعالم الفن.. هل كان برغبتك؟

- حكايتى مع الفن كانت بالصدفة ولم اتخيل يومًا أننى سأكون ممثلة، وبدأت الحكاية عندما كنت فى الثانوية وأثناء عودتى فى أتوبيس المدرسة كان الفنان فريد شوقى يمثل دور «حرامى» فى أحد الأفلام، وأثناء هروبه اصطدم بالأتوبيس فبكيت من الخوف وجلست أصرخ وأنا فاكرة أن المشهد حقيقى، وفريق العمل أقنعنى بأنه تمثيل، وشاهدنى وقتها المنتج رمسيس نجيب واختارنى لفيلم «موعد مع السعادة» أمام الفنانة فاتن حمامة، ولحظى الجميل رشحنى المخرج حلمى رفلة لبطولة فيلم «ليالى الحب» أمام معبود الجماهير عبدالحليم حافظ، الذى ساعدنى وشجعنى على أداء الدور.

هل أصابك الخوف من الوقوف أمام العندليب؟

- من أصعب الأفلام التى مثلتها، وفى كل مشهد أتخيل عشاق حليم، فأخاف من غضبهم، وعبدالحليم كان مقدر خوفى وساعدنى وأعطانى ثقة فى نفسى وعرض الفيلم وحقق نجاحًا وفزت

بحب جمهور حليم.

أما فيلم «بنات اليوم» فكان أكثر الأفلام التى تألمت فيه بسبب ما حدث لعبدالحليم حيث سقط على الأرض فأصيب بنزيف حاد، وعشت يوما من أسود أيام حياتى ولم تكف دموعى إلا بعد أن زرت عبدالحليم ورأيته فى تحسن.

> بماذا تفسرين عشق الجمهور لأغانى حليم حتى الآن؟

- أغانى حليم وشادية والسيدة أم كلثوم وجميع الفنانين جيل الفن الراقى، ما زال الناس يستمعون لها لأنهم بيعالجوا الأذن من الأغانى الملوثة.

> وماذا عن العمل مع إسماعيل ياسين؟

العمل مع إسماعيل ياسين له طعم خاص، أثناء تصوير فيلم «إسماعيل ياسين فى جنينة الحيوانات» حدثت حكايات مضحكة، فكل مشهد مع إسماعيل ياسين أضحك من خفة دمه، فيتوقف التصوير، ونعيد المشهد مرة أخرى، فإسماعيل ياسين يعطى بهجة للمكان، وفيلم «حماتى ملاك» جمع عبقرية التمثيل مارى منيب، وإسماعيل ويوسف فخرالدين وكان الحوار من بدايته لنهايته حالة خاصة، وحمل مواقف كوميدية جعلت فريق العمل يعيش لحظات مرحة، فمارى منيب، اعتبرها عبقرية تمثيل.

> لماذا رفضتِ بطولة فيلم «أبى فوق الشجرة»؟

- أنا لأقدر أرفض طلب لحليم، ولكن الفيلم عرض علىّ وأنا أجهز نفسى للسفر مع زوجى إلى موسكو، وكنت سعيدة بتفرغى لزوجى والعيش معه، وفوجئت بتليفون من الفنان عبدالحليم يقنعنى بالموافقة على قبولى الدور وتأجيل سفرى، وللأسف كانت لدى رغبة فى ألا أترك زوجى بمفرده، فاعتذرت، وكانت المفاجأة أن الطيارة تأخرت وأرسل لى حليم فى المطار بعض الأصحاب بالعودة سريعًا والتصوير، ولم أحقق هذا الحلم الجميل بأن أقف أمام الفنان والصوت الشجى مرة أخرى، ومكثت سنوات فى موسكو.

- «بداية ونهاية» و«من أجل امرأة»، «نساء محرمات»، أفلام محورها المرأة؟

جسدت أفلامًا تناقش الحياة الاجتماعية بما فيها بحلوها ومرها، والمرأة شريك أساسى فى العمل.

> هل السينما أنصفت المرأة المصرية؟

- السينما صورة مرئية للحياة، وجيلنا قدم نماذج مشرفة للمرأة وظهرت بشكل يليق بها، ونظرًا لعدم مشاهدتى للسينما حاليًا لا أحكم على أفلامها، وأرى أن الرئيس السيسى أعطى اهتمامًا كبيرًا للمرأة وكرمها واستعان بها كوزيرة ومحافظة ونائبة وضابطة، ولهذا أناشده الاهتمام بحالتى، ولا أنسى ما فعله مع الجميلة الفنانة نادية لطفى ومديحة يسرى، فهو يقدر الفن وزمنه الجميل.

ـ مواقف الفنانة فاتن حمامة الإنسانية معك؟

مواقف كثيرة، هى فنانة لها أسلوبها وساعدتنى فى بداية حياتى، وجمعتنى بها سفريات كثيرة خارج مصر، وكنا نجلس معًا وكنت أنتهز الفرصة لأسألها عن نصائحها لى فى التعامل مع الناس. وكانت دائمة السؤال عنى رحمها الله.

آمال فريد فى سطور..

ــ الفنانة آمال فريد ولدت فى منطقة العباسية بمدينة القاهرة فى عام 1938، حصلت على ليسانس آداب قسم اجتماع، بدأت فى برامج الأطفال مع «بابا شارو»، وكان أول عمل لها أمام الفنانة الراحلة فاتن حمامة فى فيلم (موعد مع السعادة) عام 1954، (بنات بحرى، حماتى ملاك، بداية ونهاية)، اعتزلت الفن فى أواخر الستينات بعد أن تزوجت من ملحق عسكرى وسافرت معه لموسكو، وعادت إلى مصر مرة أخرى وتزوجت من عازف فى الفرقة الماسية.