رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الثقة فى الله أهم أدوات «الكينج» ليتجاوز آلام المرض

محمد منير
محمد منير

 

كتب – أمجد مصطفى:

الكينج محمد منير هو واحد من أهم المطربين العرب فى النصف قرن الأخير، باعتباره أول من غير فى شكل ومضمون الطرب، الذى كنا نراه قبل ظهوره، فالمطرب قبل منير كانت له مواصفات خاصة كالصوت القوى والوسامة الشديدة وكان عبدالحليم حافظ هو نموذجاً لهذا الشكل.

ولكن جاء «منير» بعد رحيل حليم مباشرة بمواصفات أخرى صوت له طبيعة مختلفة يرتدى الجينز ويتحرك على المسرح طولًا وعرضًا لذلك ارتبط منذ ظهوره الأول بالشباب، حيث كان بمثابة القطار الذى إذا ما توقف فى حطة زاد عدد رواده، ولذلك فجماهيره من كل الأعمار والفئات.

والجميل أنه ظل مرتبطًا بالشباب حتى بعد أن تجاوز سن الشباب، لذلك أصبح مطرب كل الأعمار، فهو يقدم أغنية سلسة بسيطة وتحمل بعداً وعمقاً، كما أن الأغانى العاطفية لديه مختلفة، حيث ابتعد فيها عن مفهوم الهيام والغرام الذى كان شائعًا فى فترة ما قبل «منير»، ودخل مع الحبيبة فى مناطق أخرى، وصرح لها بمفردات جديدة.

كما قدم الأغنية الوطنية بشكل مختلف عن ذلك القالب الحماسى، الذى كانت تبدو عليه، إذ قدم الأغانى الوطنية فى قالب الصوت الذى يغنى للحبيبة، والحبيبة هنا هى مصر، لذلك كان منير مختلفًا فى الشكل والجوهر وكل هذا جعله مطرب مصر الأكثر شعبية خلال العقود الأخيرة، فالكل ينظر إليه نظرة الانبهار.

وهنا لا بد أن أشير إلى جملة سمعتها أكثر من مرة من المطرب الكبير على الحجار عندما كان يشاهد جماهير منير بالآلاف فى ساحة الأوبرا أو فى أى مكان.. فكان الحجار يقول «منير هو الوحيد فى جيلنا القادر على تحريك الجماهير بهذا الكم من منازلهم».

حيث إن محمد منير يشبه مصر فى كل شىء الصدق والطيبة والكرم، وهو أقرب نموذج لهيئة الإنسان المصرى، لذلك عندما كان يظهر فى حفل بأوروبا لم يكن بحاجة لكى يقول لهم أنا مصرى.. الغنا طعمه مصرى، الملامح مصرية، نكهة الكلام العامية المصرية الجميلة، ولديه أيضًا عزيمة المصريين، لذلك فهو قادر على تجاوز المحنة المرضية الذى هو بصددها الآن.

«منير» فى السنوات الأخيرة واجه أكثر من محنة مرضية، حيثُ خضع قبيل العملية الجراحية الدقيقة التى أجراها فى الحالب منذ أيام فى أحد مستشفيات القاهرة، أجرى عملية فى مفصل الحوض بأحد مستشفيات ألمانيا، واجتاز المحنة وعاد أفضل مما كان، لذلك سيعود الملك كما يحلو لجمهوره أن يطلق عليه، إلى عرشه ليواصل الغناء.

فشخصية منير الفنية لم تخلق من فراغ ولكن أسهم فى هذا النضج كتيبة كبيرة من المبدعين يأتى فى المقدمة يحيى خليل، عبدالرحيم منصور، مجدى نجيب، أحمد منيب، هانى شنودة، وكذلك الراحل الكبير بليغ حمدى أول من اكتشف الثلاثى الحجار، والحلو، ومنير، ولكل اسم من الأسماء السابقة دور فى ظهور هذا النجم الكبير، ثم واصل المشوار بمفرده يجوب الأرض شرقًا وغربًا حتى يأتى لنا بأروع الكلمات والألحان، وأتذكر فى مواقف كثيرة كان يتصل ببعض الأصدقاء المقربين له لكى يعرض عليهم بعض الألحان الجديدة قبل أن يطرحها، وكنت من المحظوظين عندما

دعانى فى الأسبوع الأخير من أبريل 2017 لكى أستمع معه لأغنية «بيت واحد..عالم واحد» والتى غناها مع عادل الطويل المصرى الألمانى ويوسو يندور السنغالى.

وتحدث معى فى حوار طويل بأنه صنع هذه الأغنية بعد أن شاهد محنة اللاجئين السوريين وهو فى أحد مستشفيات ألمانيا أثناء إجرائه جراحة مفصل الحوض، فقرر أن يكون مشروعه الجديد «عالم واحد»، وهى الأغنية التى اعتمدتها وزارة التربية والتعليم الألمانية ضمن مقررات منهج طلاب المراحل الابتدائية، وهو ما يؤكد أهمية هذه الأغنية وتأثيرها فى المجتمع الألمانى والأوروبى.

وأتذكر أنه قال لى جملة ما زالت ترن فى آذانى، وهى «كلنا مشاريع لاجئين» على اعتبار أن ما يحدث بالعالم من الممكن أن يطول الجميع وتحدث أن أوروبا فى وقت من الأوقات كان عدد كبير من سكانها لاجئين بسبب الحرب العالمية، وعلى العالم أن يلتفت لما يحدث الآن من حروب فى شتى بقاع الأرض خاصة سوريا الشقيقة، وذكرت هذه التفصيلة من حوارى معه حتى أوضح أن منير وهو فى أزمة مرضه كان مهموماً بقضايا أمته العربية.

ومن ضمن أمنيات منير أن تتحول الساحة الشعبية ومراكز الشباب إلى مسارح للغناء فى بعض الأوقات كما يحدث فى أوروبا، وبالمناسبة هو أول من قدم مشروع ضخم لمهرجان دول حوض النيل، وكان يرغب من خلاله الانفتاح على أفريقيا أكثر وأكثر.

قضايا كثيرة كان منير مهموماً بها وما زال وسيعود من مرضه لكى يواصل مسيرته الطويلة.. جماهير مصر فى الشرق والغرب تنتظر عودة الملك إلى عرشه، يغنى ويغنى ويطربنا ويحلق بنا فى الفضاء.

أعلم أن مكتبة منير بها عشرات من الأعمال الفنية الجديدة وأجندته تضم عشرات الدعوات للغناء فى مهرجانات عربية وعالمية.. كلها تنتظر العودة القريبة للنجم الأكثر شعبية فى عالمنا العربى.. الكل بالانتظار يا ملك».

وجاءت الصور الأخيرة لمنير وهو يبتسم للكاميرا وهو على فراش المرض لتؤكد أن المطرب الكبير يعبر أزمة المرض بثقة فى الله وبإرادة حديدية، لا تقل عن تلك الإرادة التى جعلته المطرب الأبرز فى مصر.