رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«الرقابة» تطيح بخيال المبدع في سلة المهملات.. وتبيح أغاني أوكا وأورتيجا

بوابة الوفد الإلكترونية

 

 

كتب - أمجد مصطفى:

دائماً ما نطالب أن يكون للرقابة على المصنفات الفنية دور فى حماية المجتمع من تسرب بعض الأعمال المبتذلة والكلمات التى لا تليق بمجتمعنا المصرى.

ورغم ذلك كل يوم نستمع لألفاظ مبتذلة وكلمات مسفة لا نعلم كيف تمت إجازتها، وكيف رأت تلك الأغانى النور.

الغريب فى الأمر أن هذه الأغانى تطرح فى الأسواق سواء ضمن أحداث فيلم أو كأغنية سينجل، بينما أغانٍ أخرى أكثر رقياً فى الكلمة واللحن تواجه صعوبات كثيرة قبل أن ترى النور من جانب الرقابيين، مبررين موقفهم هذا بأسباب واهية لا معنى ولا قيمة لها، منها عدم إضاحة بعض المعانى، أو كثرة تداولها، أو أنها غير ملائمة للذوق العام.

والغريب أيضاً أن أغلب جمل الرفض مطاطة من الممكن أن تقال عن أى أغنية، خاصة عندما تكون مبررات الرفض تحمل وجهة نظر قارئها فقط، وبالتالى من الممكن لو عرضت على شخص آخر أن يجيزها فى الحال، خاصة بعد أن بات التقييم على الأغنية غير تابع لأطر وقواعد محددة وإنما على أهواء ذاتية.

الأغنية دائماً ما تحمل وجهة نظر المبدع والمعنى دائماً يكمن فى عقل الشاعر، وبالتالى ليس من المفترض أن يقدم مؤلف الأغنية كتالوجاً توضيحياً للرقابة، أو يكون هناك هامش أسفل النص يحمل الكلمة ومعناها كما كنا ندرس فى كتب القراءة.

وطالما أن الرقابة واعية ومدركة خطورة الكلمة وتريد حماية المجتمع ولديها يقين بأن هناك أغانى غير مناسبة للذوق العام، فمن المسئول عن طرح «إلعب يلا» ومهرجان «لأه لأه»، و«صاحبى يا صاحبى»، و«شفت نملة»، ومن الذى يقوم بالتصريح لأغانى المهرجانات الفجة المنتشرة فى الشارع المصرى بشكل كبير؟

انتشار هذه الأغانى يؤكد أن الرقابة ليست موجودة بالمرة، ووجود أعمال أوكا وأورتيجا ومهرجانات فرقة صواريخ وإحنا العصابة وأغانى سعد الصغير تطرح علامات استفهام وتحتاج إلى توضيح من الرقابة، كل هذه الأغانى تندرج تحت عنوان واحد «لا تناسب الذوق العام»، إذن كيف طرحت للناس؟

الرقابة الحقة مهمتها حماية المجتمع من تداول أغانى تتعرض للدين والوطن والسياسة والجنس، وأغانى المهرجانات مليئة بالإيحاءات.

الأهم من ذلك بالتأكيد يشاهد ويتابع الرقباء أغانى كبار مطربينا وملحنينا وشعرائنا التى يتم الاعتداء عليها فى وضح النهار من خلال طرحها فى بعض الأفلام الهابطة بعد أن تم التلاعب بها وتحريف كلماتها لتحويلها لأغانٍ مهرجانات على نفس الوزن واللحن من جانب صُناع السينما، وهو الأمر الذى دائماً ما يثير غضب الكثيرين من الورثة أو من الجمهور الذى يغير على تراثه، ومن الأفلام التى قامت بتشويه التراث فيلم «أمان يا صاحبى»، حيثُ تلاعب صُناع العمل فى أغنية «فكرونى» لكوكب الشرق أم كلثوم، وكذلك فى فيلم «اللمبى» الذى قدم بطله محمد سعد أغنية «حب إيه» لكوكب الشرق بشكل مبتذل، كما تسببت أغنية «عم يا صياد» للمطرب محمود الليثى الذى غناها فى فيلم «يجعله عامر» فى وقوع المنتج أحمد السبكى فى ورطة مع الموجى الصغير، نجل الملحن الكبير الراحل محمد الموجى، بسبب استخدام أغنية «يا صيادين بحر الهوى» للفنانة الراحلة سعاد حسنى التى غنتها فى فيلم «صغيرة على الحب» وألحان والده الموجى دون الحصول على موافقته، وتحريف كلماتها وتحويلها لأغنية شعبية، تسببت فى إثارة عاصفة من الجدل والغضب وصلت صداها إلى ساحات المحاكم، ورغم ذلك ما زالت الرقابة تترك التراث للعبث، رغم أنها من المفروض ألا تجيز الفيلم إلا بعد أن تحصل على تصريح من ورثة صناع الأغنية، لأنهم أصحاب الحقوق.

أزمة المؤلفين والملحنين ليست فى الروتين فقط الذى يعترض طريقهم عند تقديم النصوص للرقابة، فهناك أيضاً أزمة روتين فى تقييم الأعمال إن جاز التعبير وإن كان الرقيب لا يقيم إلا من خلال معايير ذكرتها سلفاً فى السطور السابقة.

كان هناك أزمة سابقة تدخل على إثرها الشاعر فوزى إبراهيم فى مفاوضات مع الرقابة فى ديسمبر الماضى لحل الأزمة وتم الاتفاق على إتمام كل الإجراءات فى يوم واحد بحيث تكون كالآتى:

أولاً: إنهاء إجراءات تقديم نص للكلمات من 3 نسخ لكى يدخل للمراقبة من قبل جهاز الرقابة على المصنفات الفنية وتسديد الرسوم المستحقة لذلك.

ثانياً: إنهاء إجراءات عمل التصريح  للمطرب أو الشركة المنتجة وتسديد الرسوم المستحقة لذلك على أن يكون التصريح مشروط استلامه وتفعيله بعد إجازة الكلمات من الرقابة.

ثالثاً: الحصول على صورة من إقرار يثبت إتمام عملية التصريح المشروط بالإجازة للمنتج أو المطرب، وإيصال مثبت فيه دفع رسوم الأغنية وبياناتها حتى لا تتعطل عملية تقاضى الأجور للمبدعين.

رابعاً: بعد انتهاء عملية الرقابة على الكلمات يستطيع «المنتج – المطرب» أو الطرف الثانى «شاعر – ملحن» الحصول على أصل التصريح من جهاز الرقابة على المصنفات الفنية بعد إجازة الكلمات نهائياً لإتمام إجراءاته.

كما تم التطرق حينها لأزمة منع بعض الأعمال أو الاعتراض عليها لسبب أو لآخر،  وتم الاتفاق على عدم تعطيل مصالح المبدعين، وأن هدفهم، هو منع الإسفاف والكلمات الركيكة التى تخدش الحياء فقط وأيضاً إرجاع هيبة جهاز الرقابة على المصنفات، للحد من انتشار أى إسفاف وأن تكون إجازة الكلمات تتم بدقة من خلالهم فقط، وهو ما كان صعب حدوثه سابقاً، خاصة فى ظل وجود قنوات فضائية غير شرعية ومواقع للتواصل الاجتماعى وأغانٍ تصدر وتنتشر دون تصاريح تماماً، وكل هذا لا يخضع أصلاً لفكرة الرقابة أو غيرها من الأساس.

وفيما يبدو أن الاتفاق الذى جرى بين الرقابة والشاعر فوزى إبراهيم فض مجالس ليس إلا، بدليل أن المعاناة ما زالت مستمرة، فهذا الاتفاق لم يمنع ظهور الأغانى المسفة، كما أنه لم يعط المبدع حقه فى التعبير عن الموضوع الذى يدور فى ذهنه، وتلك هى أزمتنا دائماً نفض المجالس وسرعان ما تتوه القضية وتدخل فى عالم النسيان ومرة أخرى يدخل المبدع فى دائرة جديدة بين مكاتب الموظفين، حل تلك الأزمة فى وجود لجنة من الشعراء المنتمين لأكثر من جيل، إما أن تترك التقييمات إلى موظفين فهذا يعنى أن المشكلة لن تحل، هناك وزيرة للثقافة وهى دكتورة إيناس عبدالدايم ولديها احتكاك كبير بعالم الأغنية، لذلك عليها التدخل لحل الأزمة نهائياً من خلال ضوابط تضمن للجميع حقوقهم، وتضمن للمجتمع الحماية من تلك الأغانى الخليعة والمسفة، لأن وزارة الثقافة مهمتها حماية المجتمع من خلال قطاعاتها المختلفة.