رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

زبيدة ثروت تكشف في آخر حوار مع «الوفد» حبها لـ«العندليب».. ورأيها في فاتن حمامة وسعاد حسني

بوابة الوفد الإلكترونية

تمضى الأيام، وتتغير الأجيال والأذواق والوجوه، لكن الذكريات الرائعة تبقى شاهدة على عصرها.. فى دفتر الماضى صفحات لرموز مبدعة هجرت الحياة لكنها ما زالت تعيش فى وجدان الناس، وصفحات أخرى لرموز على قيد الحياة نشعر بالراحة إذا قرأنا خبرًا عنها أو جمعنا بها لقاء.. عبر التليفون دار حوار طويل بينى وبين الفنانة الكبيرة «زبيدة ثروت»  قبل الرحيل عن عالم الاحياء تلك الفتاة التى اعتبرها الجمهور أيقونة للجمال فى الستينيات وعنوانًا للصبا والدلال، وعندما سألتها: هل تشعرين بالرضا أم ترحلين كثيراً إلى الماضى؟.. أجابت بثقة: «لا أحب النظر فى المرآة لكنى مدركة أن التجاعيد تجرأت على الوجه، وأن مساحيق التجميل لن تعيد وهج الصبا، لذا أعشق المرحلة العمرية التى أعيشها وكثيراً أقلب فى دفتر الذكريات أملاً فى استرجاع لحظة سعادة تفتح شهيتى للحياة». حول الماضى والحاضر وأهم الأحداث التى عاشتها تحدثت الفنانة الكبيرة زبيدة ثروت، التى أكدت فى حوارها الأخير أن مصر زمان كانت أفضل وأعظم مما هى عليه الآن.

< تمتلك="" زبيدة="" ثروت="" رصيدًا="" من="" الحب="" والتقدير="" فى="" قلوب="" الناس،="" رغم="" ذلك="" تفضلين="" الابتعاد="" والانسحاب،="" ما="">

 - لم أبتعد عن الناس بمحض إرادتى، فقد عشت حياة خاصة مليئة بالأحداث الصعبة وحمدًا لله كنت قادرة على تخطى هذه الأحداث والتعامل معها بقوة، فأنا أم لأربع بنات وهن «ريم، رشا، قسمت، ومها»، وقد أصيبت «مها» بالسرطان وعشت معها تجربة مرضها من الألف إلى الياء، تألمت كثيراً من أجل ابنتى، أمر صعب أن تجد ابنتك تتألم وتئن من المرض وأنت عاجز وغير قادر على التخفيف عنها.. وقد رحلت «مها» عن الحياة منذ عامين وتركت فى قلبى وجعًا لا يحتمل، ولا أملك إلا الدعاء لها بالرحمة.

< ولكن نبرة="" صوتك="" تؤكد="" أن="" هناك="" علاقة="" حميمة="" تربط="" بينك="" وبين="" الحزن..="" صح="" أم="">

 - أنا مثل أى إنسان، فى حياتى لحظات فرح ولحظات سعادة، وحمداً لله على كل ما يحدث لنا، ولكنى أتذكر أن العام الذى رحلت فيه ابنتى «مها» هو نفس العام الذى رحل فيه شقيقىّ عن الحياة «كمال وصادق» تخيل فى عام واحد فقدت ابنتى وأشقائى، ولكنه قضاء الله الذى لا نملك دائماً إلا الدعاء باللطف فيه.

< من هو="" الرجل="" الذى="" تدين="" له="" زبيدة="" ثروت="" بالفضل="" وترى="" أنه="" أفضل="" رجل="" فى="">

 - والدى هو الرجل المثالي وصاحب الفضل علىّ بعد ربنا، هو الذى علمنى وساعدنى فى كل اختياراتى، بالمناسبة كان يعمل ضابطًا فى البحرية المصرية وفرض على العائلة قيودًا وطقوسًا شديدة، ويكفى أن تعرف أنه منعنى من حضور الحفلات أو السهر وكنت أعود إلى منزلى بعد الانتهاء من وقت العمل، وعندما أحبنى عبدالحليم وعرف التقاليد الخاصة بوالدى قرر أن يدخل البيت من بابه وطلب يدى بالفعل من والدى لكنه رفض بشدة لأن عبدالحليم فى ذلك الوقت كان يكبرنى بـ11 عاماً.

< وهل أغضبك="" اعتراض="" والدك="" على="" عبدالحليم="" الذى="" كان="" حلم="" بنات="" جيلك="" فى="" ذلك="">

 - بصراحة شديدة كنت أحب عبدالحليم ولكنى فى نفس الوقت كنت أحترم والدى وأرى أن كل قراراته أمر لا يقبل المناقشة أو الاعتراض، لذا امتثلت لقرار والدى ومرت هذه المرحلة فى حياتى بسلام، وبعد ذلك تزوجت من المنتج صبحى فرحات ونجحت فى تكوين بيت وعائلة.

< تردد أن="" الغيرة="" أفسدت="" علاقتك="" بالراحلة="" سعاد="" حسنى..="" ما="" حقيقة="">

 - علاقتى بالفنانة الراحلة سعاد حسنى كانت جميلة وليست متوترة كما صور بعض الحاقدين، عملت مع سعاد حسنى فى فيلم الحب الضائع وكانت فنانة رائعة وعلاقتى بها طيبة، ولم يحدث أن تشاجرنا أو اختلفنا حول عبدالحليم، كما قلت فى بداية حديثى كانت علاقاتى بالوسط الفنى شغل فقط ولا أسهر أو أحضر حفلات لذا كانت حياتى الشخصية بعيدة تماماً عن الأضواء، ولا أبالغ إذا قلت إن زملائى فى الوسط كانوا يصفوننى بالفنانة المحبة للعزلة والانطوائية.

< كثير من="" النقاد="" يرى="" أن="" إنتاج="" زبيدة="" ثروت="" الفنى="" لا="" يتناسب="" مع="" حجم="" موهبتها..="" ما="">

- أتفق إلى حد كبير مع هذا الرأى، سبب إنتاجى الضعيف هو اهتمامى بشئون أسرتى، بعد زواجى من المنتج صبحى فرحات، أنجبت بسبب حبى للأطفال وقد رزقنى الله بأربع بنات وأعطيت كل وقتى لرعاية أسرتى وزوجى ولست نادمة أو حزينة على ذلك.

< فى="" السينما="" المصرية="" تألقت="" العديد="" من="" الفنانات="" فهل="" تستحق="" فاتن="" حمامة="" لقب="" سيدة="" الشاشة="">

- بداية يجب أن تعرف جيدًا أن الجمهور لا يمنح الفنان أو الفنانة أى لقب، الصحافة هى التى تفعل ذلك، الإعلام هو الذى منح فاتن حمامة لقب سيدة الشاشة العربية وهو الذى جعل من سعاد حسنى السندريلا، لكن الجمهور لا يعرف

أى شىء عن هذه الألقاب ولكنه يروج لها ويتداولها بعد ذلك.

< انتشرت فى="" الفترة="" الأخيرة="" مواقع="" التواصل="" الاجتماعى..="" هل="" تعرفين="" «فيس="" بوك»="" ولديك="" حساب="">

- لست معزولة عن العالم، من بناتى وأحفادى أعرف كل شىء وأعرف مواقع التواصل الاجتماعى، وأرى أن الدنيا أصبحت سيئة وغريبة بعد انتشار الإنترنت، لو عدت للماضى سوف تكتشف أن العالم كان ينعم بالهدوء والاستقرار، لكن مع ظهور «فيس بوك» ظهرت الثورات وارتبك العالم العربى وكثرت مشاهد الدم.

< من الأفضل="" من="" وجهة="" نظرك="" عبدالحليم="" أم="" فريد="">

- أعشق الاثنين، عبدالحليم كان يمتلك صوتًا رومانسيًا وعاطفيًا إلى حد كبير وكان يختار كلمات أغانيه بذكاء، وفريد الأطرش كان صوته مختلفًا وشديد الحنان وقد ساعدته نبرة الحزن التى تغلفه على العبور إلى قلب الجمهور العربى من المحيط للخليج.. على مستوى التعامل الإنسانى كان فريد الأطرش شديد الطيبة أما عبدالحليم فكان «صعب شوية».

< من يلفت="" نظرك="" من="" الفنانين="" الموجودين="" على="" الساحة="" وتعتبرينه="" ممثلاً="">

- من البنات أنا معجبة بالفنانة مى عزالدين وأرى أنها تشبهنى إلى حد كبير، كما أننى معجبة جداً بالفنانة نيللى كريم لأنها تبحث عن موضوعات مختلفة وتجتهد من أجل تقديم أعمال تحمل رسالة وقيمة، ومن الرجال أحب أحمد السقا وآسر ياسين وكريم عبدالعزيز، أرى أن أزمة هذا الجيل تكمن فقط فى الكتابة.

< هل أنت="" راضية="" عن="" حال="">

- لا أذهب إلى السينما بحكم السن والتقدم فى العمر ولكن من خلال الإعلانات أشعر بأن السينما فى أزمة بسبب ضعف الإنتاج ولغة الحوار.

< هل="" تتابعين="" الأحداث="">

- أتابع الأحداث السياسية وأستمع إلى حوار أحفادى، وكنت سعيدة بعد الخلاص من تجربة الإخوان، ولم أشعر بالتفاؤل عندما وصل محمد مرسى إلى الحكم.. قلت إن مصر أكبر منه بكثير ومرت الأيام وأثبتت حسن توقعى وخرج الشعب وأطاح بتجربة الإخوان المؤلمة.. وأرى هذه الأيام أملًا فى بكرة وأتمنى أن تهدأ الأوضاع وتسترد مصر مكانتها، كما كانت فى الماضى.. مصر بلد كبير وعظيم ويجب أن نخاف عليه، الأوضاع فى سوريا والعراق وليبيا مؤلمة، ومصر مستهدفة ولذا يجب أن ننتبه ونحافظ عليها ونعمل بجد للعبور إلى بر الأمان.

< ملامح زبيدة="" ثروت="" تكشف="" أنها="" تنتمى="" إلى="" أسرة="">

- أنا من العائلة الملكية.. جدتى لأمى حفيدة السلطان حسين كامل.. وكان عمرى 12 عاماً عندما قامت ثورة 1952، وتمت مصادرة أموال أمى وكل ممتلكاتها.. لدرجة أن رجال جمال عبدالناصر طلبوا منها خلع السلسلة التى تزين رقبتها.. لكنها طلبت منهم الاحتفاظ بها لأن عليها «آية الكرسى» وعندما دخلت الوسط الفنى طلب منى والدى عدم الاعتراف بأصولى الملكية حتى لا أتعرض للاضطهاد.

< وهل تأثر="" مستوى="" معيشة="" الأسرة="" بعد="" مصادرة="" ممتلكات="">

- والدى كان ضابطاً فى البحرية وكان دخله معقولاً جداً، لذا لم ننجرف إلى الفقر وعشنا حياة كريمة إلى حد كبير.

< هل تأثرت="" بمشهد="" مصادرة="" أملاك="" أسرتك="" وأصبحت="" تكرهين="" جمال="">

- بكل تأكيد عندما تفتح وعيى واتسعت مداركى بدأت أشعر بالضيق، لكنه لم يصل إلى حد الكراهية لأن جمال عبدالناصر له أشياء جميلة مثل تأميم قناة السويس.. لكن أنا أحب السادات جداً..