رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ميشيل المصري: «مداح القمر» دليل قوي على إهدار المال العام

بوابة الوفد الإلكترونية

يعد الموسيقار الكبير ميشيل المصرى واحدا من أهم رموز التأليف الموسيقى والتلحين فى مصر والعالم العربى.. وعبر مشواره قدم مئات الأعمال، أبرزها على الإطلاق موسيقى «ليالى الحلمية»، التى مازالت تعيش بيننا حتى الآن.. هذا الفنان الكبير تعرض لسلسلة من الانتكاسات، أبرزها تراجع الصحة وتدهور المناخ الفنى كأنها عمليات منتظمة ضد شخصه الذى يعتصر فيه قرن من الغناء والموسيقى الجميلة هنا، وقرون من الجمال آتية من روح القرآن الكريم، ومن موسيقى أوروبا فى عصر نهضتها هناك، فأفلت منها كلها، ولم يتوقف عن ممارسة إبداعه يومًا، ولعل مسلسل «مداح القمر» الذى يجسد رحلة الموسيقار بليغ حمدى دليل على هذا وبددت الكيانات الإنتاجية الملايين من أجل إنتاجه، حول هذا المسلسل وغيره دار هذا الحوار:

> لماذا تأخر ظهور مسلسل «مداح القمر» الذى يجسد رحلة الموسيقار بليغ حمدى؟

- بالفعل تأخر تعاقدنا عليه قبل ستة أعوام، وحصلنا على مقدم العقد كجزء من حقنا، ثم تقاعست مدينة الإنتاج الإعلامى عن مواصلة الإنتاج، وأصبحت أنا وفريق العمل فى المسلسل، وعلى رأسهم المخرج مجدى محمد على نتساءل: لماذا التأخير..؟ ولا من مجيب، وقد فوجئنا بأن المدينة تنتج مسلسلا عن الراحلة «تحية كاريوكا»، ونسوا بليغ، ومازال النسيان مستمرًا، وهو الذى قامت ثورتا يناير ويونية على أكتاف ألحانه. إنهم يتجاهلون بليغ صاحب المجد الغنائى الذى تغنت من ألحانه أم كلثوم وعبدالحليم ونجاة ووردة وشادية ومحمد رشدى وغيرهم.

> علمت أن تعديلاً أجريته على أغانى وتتر «المسلسل».. ما هو؟

- إنه من كثرة حبى لبليغ حمدى، وعشرتى الطويلة معه، ونشأتنا المتجاورة فى حى شبرا، قمت بوضع موسيقى تصويرية لكل حلقة مستمدة من إحدى أغنياته، فهناك حلقة بها ما يعبر عن مشوار حياته، فاخترت ما يتناسب معها من ألحانه، وما كان محزنًا، فاخترت له ما يعبر عنه من مواجع من أغنياته، ثم أجريت تعديلاً بحيث تكون هناك أغنية جامعة لكل الحلقات، بالإضافة إلى تركيب «صيدلى» فى شكل مقطوعة موسيقية واحدة من أعمال بليغ يحكمها نسق واحد، وعلى كل حال فالموسيقى فى هذا المسلسل كأنها موسيقى لعشرات المسلسلات.

> لكن ما الحل لظهور هذا المسلسل؟

- قمنا بتحرير محضر ضد مدينة الإنتاج الإعلامى نتهمها فيه بإهدار المال العام، وقمنا بتحرير المحضر لدى النائب العام، وقدمنا مستنداتنا بما تقاضيناه.

> هل مدينة الإنتاج الإعلامى فى حاجة إلى شريك لإكمال المسلسل؟

- لم يتحدث معنا أحد فى هذا الأمر، ولو طلبوا ذلك منى لأحضرت لهم واحداً من أصدقائى فى هذا الشأن، لكنى التأخير يثير تساؤلات، هل أسباب التأخير سياسية أم إدارية أم فنية

أم غير ذلك، الأمر كله محير، لكن الأمر التجارى لا أستطيع التحدث ولا أتدخل فيه لنفسى ذاتها، لكنى أضيف تساؤلاً: هل شخصية بليغ دون غيره لا تستحق الاهتمام.. ماذا يعنى أن يُنسى بليغ.. أو كيف يُنسى؟

> بماذا تفسر حالة هبوط مستوى الغناء فى مصر؟

- لا يصنع الفنان سوى الجمهور، ولا يسقط إلا به، لكن إذا كان سؤالك يتضمن هل الوعى الموسيقى موجود لدى الناس الآن؟ فأجيبك بنعم، بديل أنهم يحضرون حفلات الموسيقى العربية، ويتابعون الأعمال الجادة بصفة عامة، فهناك مسئولية على المبدع ذاته والمنتج الإبداعى أيضًا الذى لا أجده الآن مكتملاً، فحين أسمع صوتًا، جميلاً أجد الكلام الذى يغنيه دون المستوى، وإذا كان الكلام جميلاً أجد اللحن ركيكًا، فلو وجد الآن عملاً غنائيًا مكتمل الأركان سينجح نجاحًا ساحقًا، وسيلتف حوله الجمهور، سواء كان المتعطشون للإبداع الجميل من أصحاب النفوس التواقة للجمال، أو من الذين هم دون المستوى فيما يسمعونه، فالإبداع الجميل سيجذب الجميع، ولن يتبقى سوى قليلين يبحثون عما يشبههم حقًا.

> بعدما تراجع مستوى اللحن الأصلى.. كيف ترى شأن التوزيع؟

- التوزيع الموسيقى الآن لا علاقة له بالتوزيع الموسيقى الذى ينبغى أن يكون صاحبه مؤلفًا موسيقيًا ولذلك صار اللحن وما يصاحبه مما يسمى توزيعًا هو نوع من «الهراء».

> كيف يمكن السيطرة على حال الغناء الذى تردى، وهناك فضائيات و«نت» يبثه على مدار الساعة؟

- هذا ما ينبغى محاربته على الفور وبالقانون، ليبث الجميل، ويأخذ كل ذى حق حقه، وأن يفعل دور نقابة الموسيقيين كى تبسط نفوذها على كل ما يهدد الأمن الغنائى، ويتسبب فى هبوط الذوق العام، ودون هذه القبضة على هذه الوسائل سيصبح إصلاح الغناء أمراً يشبه المستحيل.